بسم الله الرحمن الرحيم
افكار وخيالات ودموع وآهات من كل صنف .. تجول بخاطر "حالمة ".. تلك الفتاة البسطيه في كل شئ..تهوي بها الى القاع تارة .. وتسمو بها فوق السحاب تارة اخرى ..
تشعر "حالمة" احيانا ان الزمن توقف بها .. وفي احيان اخري تشعر ان ان الساعات والسنين تسابق الضوء في سرعتها ..
يتخلل هذه الهواجس والأفكار السوداء من قال تعالى فيه ::"لأغوينهم اجمعين الا عبادك المخلصين "الأيه.. وقال :"لأقعدن لهم صراطك المستقيم" ..الأيه
يستغل الفرصه ويتدخل بدهاء ذئب .. ومكر ثعلب .. وسحر الأفاعي ليبث في صدر "حالمة " وجسدها سمومه ...في رأس " حالمة " تدور احاديث شتى ..متضاربه ومتشابهه.. مضحكه ومبكيه .. سعيده وحزينه ..بسيطه ومعقده وخطيرة احيانا .. وكل فكره تسعى جاهده لأثبات وجودها وصحة مضمونها .. بأختصار .. "حالمة " تعيش في صراع .. يرهقها هذا الصراع ويسلب من مقلتيها الكرا احيانا .. وتتجاهله ولا تبالي به احيانا اخرى .. ولكنه ينتصر عليها في الغالب..
هل سأتزوج في يوم ما؟؟ ومتى؟؟ هل ارتدي فستان الزفاف الأبيض اذا قدر لي الزواج بأذن الله ؟؟ الن يسخر الناس مني عندما ارتديه ؟؟ فأنا لم اعد تلك الفتاة الصغيره .. اشعر بالحرج عندما افكر اني سأرتدي ذلك الرداء الأبيض..الن يقول الناس انه للفتاة الصغيره وهي تجاوزت ذلك بكثير ويجب عليها ان تقدر سنها وتلبس مايلائمه ؟؟ ولكن ربما انني لن اتزوج ابدا ... ترى ماذا سيكون حالي ؟؟؟هل يعقل ان يطردني اخي في الشارع بعد عمر طويل لوالديّ بأذن الله ؟؟؟لا لا لا .. لا يمكن ان يفعلها اخي .. ولكنه سيتزوج ولن تقبل بي زوجته بأي حال ...هناك من الأبناء والبنات من طردوا امهاتهم وآبائهم من بيوتهم فكيف يمكن ان يرفق بي اخي تحت الحاح زوجته وضغطها عليه ؟؟ اين سأذهب ؟؟
اللهم احفظ لي والديّ واطل في عمرهما يارب لأعيش عزيزه كريمه تحت ظلهما اجد منهما الحب والعطف والرعايه اللتي افتقدها في شريك الحياة.. ولكن هل ذلك يسعدهما ؟؟؟ الن يضجرا مني ؟؟ فعلا يمكن ذلك..احس بذلك من امي في بعض عباراتها ... لا لا لا .. لا يمكن ذلك.. لايمكن ان يتمنى والديّ الحبيبان الخلاص مني .. وهما من كان يرفض كل من يتقدم لي لأسباب واهيه او بأنتظار الأفضل لي .. وايضا انا لن اعمر في هذه الدنيا .. سيأتي يوم لأرحل في .. ولكل اجل كتاب فلم اشغل بالي ؟؟.. هل سأنجب الأطفال عندما اتزوج ؟؟ ربما يكون سن الأنجاب مضى بسبب تقدمي في السن .. لماذا اتزوج وانا لااستطيع ان انجب ؟؟؟بأذن الله سأنجب فالله على كل شئ قدير .. واذا قضى امرا فأنما يقول له كن فيكون .. ولكن هل سأستطيع الأهتمام بهذا الطفل ورعايته ؟؟ لقد اعتدت على العيش بهدوء دون ازعاج اطفال .. اخشى ان يؤثر ذلك على نفسيتيوبالتالي علىالطفل واقصر في حقة.. اشعر اني سأظلم هذا الطفل معي .. ربما كان من الخير لي فعلا ان اتأخر في الزواج حتى تضعف قدرتي على الأنجاب مي لا اعذب هذا الطفل معي ..ثم ان هناك الكثيرات ممكن تزوجن وهن صغيرات ولم ينجبن .. فتقدمي في السن ليس بدليل..بأذن الله سأنجب الطفل وسأكون سعيده به وسأحبه ويحبني ... ثم ان هناك الكثير ممن انعم الله عليهم بالذريه ومع ذلك لانراهم راضين او سعيدين ... فالطفل ليس مقياس.. ربما يكون الحبيب هو اللذي يفرح القلب ويبهجه اكثر من الولد.. نعم .. انه الحب والحبيب..لكنني احب والديّ واخوتي واطفالهم .. فلم اشعر ان هناك شيئأ لم يكتمل ؟؟؟ بالطبع لأنني اريد ان احب زوجا لي وان يحبني كذلك .. وحب اهلي والأطفال ليس كحب الزوج ... مع انني لم اجرب هذا الحب ولكن يبدو انه جميل بديع ... اذا قدر لي ان اتزوج هل سأنجح في بث الحب الى زوجي وانا لم اجربه ابدا ؟؟اخشى ان اخفق في ذلك ..فكل شئ في الحياة لابد للأنسان ان يتعلم ثم يعمل حتى يتقن هذا العمل ويتفنن فيه ويبدع .. كذلك الحب .. هل يجب ان اجرب ؟؟ لا لا لا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. لم ولن اجرب .. يخدعني من قال انه لزاما علي ان اجرب ولو عن طريق محادثات هاتفيه ..لن اجرب ولن اتحدث الا مع زوج لي بالحلال .. حتى لو فشلت في هذه التجربه سأكون راضيه عن نفسي وبأني لم اغضب ربي ... "حالمه" تعرف ان هناك كثير من بنات جنسها عندما بدأت هذه الافكار والسموم تدور في خلدهن واوهمن انفسهن انه من الجميل الأبحار في بحور الحب وانهن سيجدن السعاده والمتعه فيه كانت نهايتهن ان غرقن في هذا البحر ... وليست اي نهايه .. نهاية كلها عار .. ودمار .. وقضبان .. ودموع والعياذ بالله ...
بغض النظر عن الأسباب اللتي ادت لهذا الطريق.. وبدون القاء الملامات على احد .. فمهما كانت الظروف والضغوط الآلام المحيطه بنا .. فهي ليست مسوغ او مبرر للوقوع في الخطاء ...
اريد ان احيا .. ان اعيش .. استمتع وافرح واسعد .. هل من المعقول حقا ان لايكون لي اي مصدر للسعاده غير الزوج والولد ؟؟؟ اذا كانت هذه هي السعاده .. لم ارى الدموع والأهات والحسره والندم والألم والعذاب والدموع والمعاناة في وجه زوج او زوجه انعم الله عليهم بالذريه ؟؟؟ معنى ذلك ان السعاده اشكال وانواع كثيره وانه ليس بالضروره ان اكون تعيسه لمجرد اني بلا زوج او اطفال .. انا متأكده ان السعاده ليست حصرا على فئه معينه وليس لها مقياس او رمز نعرفه بها ...
السعاده في الأيمان بالله .. في الرضا بما قسمه الله تعالى من رزق .. في القناعه .. في الصحه .. هذه هي السعاده الحقيقيه والتى يعرفها الكثير ولكن لم يستطع الكل الوصول اليها ...
وبما ان "حالمة "تريدها يجب ان تضع لنفسها الأسباب التي تمنعها من الوصول اليها وتجاوزها .. والقوانين اللتي عليها الألتزام بها في رحلتها للبحث عنها للتخلص من كابوسها الأسود ...
اولا..التخلص من كل الأفكار السوداء والخيلات المزعجه اللتي لاتكف ابدا عن الأنين حتى لا يستغلها الشيطان وتكون هي نقطه الصعف اللتي يدخل منها اى القلب والجسد وتدميره .. وفي حالة صعوبه التخلص من هذه الأفكار يفضل تحويلها الى فكره ايجابيه او مفرحه او حتى فائده .. مثلا ... هل ارتدي فستان الزفاف الأبيض وهل سيسخر الناس مني .....الخ ..
نقول ل"حالمة " .. انتِ من يرتدي هذا الفستان ياحالمة .. بل انتِ مجبره على ارتدائه حتى لو شعرت بالحرج .. لأنك لاترتدينه لك وحدك .. اليس من حق زوجك ((الحلم الحقيقه)) من اختارك لذاتك ان تبهريه وتبهجي قلبه برؤيتك عروسا في ابهى حلة ؟ ففرحتك بهذا اليوم ليست حكرا عليك وحدك .. هناك من يشاركك هذه الفرحه .. وسعادته وحبوره تبلغ مئات اضعاف فرحتك .. اليس من حق والدتك عليك ان تسعدي ناظريها وقلبها برؤيتك في هذا الزي اللذي طالما دعت الله لك لتراك فيه ؟؟ انتسيتي والدك .. اخواتك .. صديقاتك ؟؟؟ هل الفرح كثير عليك يا حالمة ؟؟ او هو خاص بغيرك وانت لا ؟؟؟ ثم انه ليس كل من ارتدت هذا الزي اصبحت سعيده .. قد يلومك البعض لو عرف انك تفكرين بهذه الموضوع .. وربما اتهمك بالسطحيه والتفاهه .. لأنهم لايعرفون انه حلمك الصغير والذي كبر معك .. فلا تلوميهم ولا تشغلي وترهقي نفسك بالتفكير كثيرا بهذا الموضوع ... وقد يطول الكلام في المقام اذا اردنا استبدال كل افكار حالمة السوداء الى اللون الأبيض .. لذا امصح بقراءه كتاب (( لاتحزن )) وبأذن الله ستجدي مايريحك ويسرك...
ثانيا... يتعلق بأحلام اليقظه .. كرد فعل طبيعي لحلم او امنيه لم تتحقق .. يبدأ الخيال بنسج حميع احلامه لينفصل بها الى عالم اخر مكونا بذلك عالمة الخاص المفصل كليا عن ارض الواقع ليجد فيه كل المتعه والسعاده والأحلام المفقوده ..
وعند الأستسلام لهذه الخيالات والأحلام فأنها ( وعن تجربه شخصيه ) لا تجلب سوى الدمااااار ... فأول الأمور انها تشل الجسد وتمنعه من الحركه والقيام بالأعمال اللتي تنفعه .. وتؤدي الى العزله وتسبب ضعف التركيز وكثره النسيان والشرود ...فيجب التقليل منها بالتدريج حتى القضاء نهايئا بعده امور منها ..
اولا .. اشغال النفس بما تحب بشكل مكثف والأنهماك فيه ..مثل القراءه او اي هوايه محبه ايا كانت بشرط ان لايكون فيها معصيه لله ...
ثانيا ...يجب عدم الذهاب للنوم الا بعد عمل يوم شاق ..وتكون رغبه الجسم للنوم قويه وملحه حتى لايكون هناك مجالا لأحلام اليقظه والتي تكثر وتبلغ ذروتها عندما يكون الشخص بمعزل عن الناس ...
ثالثا.. اجبار النفس على التخلي عن الأحلام بين لحظه واخرى الى عالم الواقع ..النظر في مشاكل الناس ومتابعه اخبارهم ومعرفه مشاكلهم والأمهم والأستفاده من تجاربهم واخذ العظه منها ومحاوله مساعدتهم ولو بنصح او مساواة ..وشكر الله على نعمه .. فكما يقال من رأى مصيبه غيره هانت عليه مصيبته.. وقول الحمد لله اللذ عافاني مما ابتلي به وفضلني على كثير من خلقه ...
ثالثا .. كل مجتمع يتكون من افراد وكل فرد ينتمي الى فئه معينه ..فهناك المتزوج والمطلق والأعزب والعانس والغني والفقير والجميل والدميم ....الخ ...فلم اجزع او احزن حيتن لقبوني بعانس ؟؟ انا لم افعل جرما او خطاءا او عيبا ..ربما يكون لدى حالمة حساسيه شديده تجاة هذا اللفظ .. ويبدو انه تولد من كثره الحديث فيه .. مما زرع شعورا بنفس حالة انها ناقصه او فيها عيب .... لابأس ... انه شعور طبيعي لا يلومك احد عليه ياحالمه ... ولكن فكري ..هل يوجد احد على هذه الأرض يخلو قلبه من قليل او كثير من الأحزان؟؟ او شئ ينغص عليه حياته ؟؟ طبعا لا .. اذا لاتدعي هذا الشعور يقف حجر عثره في طريقك .. واستمري بالحياة .. واستبدلي الخوف من الأنتقاد والسخريه او نظره الشفقه الى الرضا والتسليم بقضاء الله .. خذي الأمور ببساطه وان هذا هو الخير والسلامه لك ... سيكون ذلك صعبا في البدايه ولكنك ستعتادين عليه ان ساعدتي نفسك وستجتازين هذا الشعور بأذن الله مع تسلحك بالدعاء ...وضعي شعارك ان رضا الناس غايه لاتدرك..
رابعا...التفكير بالزواج والأطفال لايمكن تجاهله او نسيانه بأي حال.. فهو غذاء للروح والعاطفه قبل الجسد .. وعليه بما ان في الصدر انفاس تتردد من الطبيعي والفطري ان يظل هذا هو الهاجس اللذي لم يتوقف عن الأنين الا بتوقف انفاس صاحبه ...فلا تتضايقي او تنزعجي يا"حالمة " من التفكير به واستمري في طريقك ...
خامسا...قد يلازم حالمة شعورا بالضيق والأنزعاج والملل في كثير من الأوقات اثناء الرحله.. اذا لابد من التخلص منه او عدم السماح له بالسيطره علي والتحكم بتصرفاتي .. فكما قلنا من قبل ان فكره نسيان الزواج لا يمكن الخلاص منها .. لذا يجب علي اراحه نفسي من هذا الأنزعاج والضيق بأمور نختصرها بقوله تعالى ((الا بذكر الله تطمئن القلوب)) وقال تعالى (( ومن اعرض عن ذكري فأن له معيشه ضنكا )) كذلك لاننسى الأستغفار والدعاء ..
هناك الملايين من "حالمة ".. وفي قلبها رغبه قويه للتوهج بعد خفوتها ... وتتمنى منكم مساعدتها في بث روح التفآؤل والحماس.. حتى تستمر ولا تقف .. فهي لاتريد نظره الشفقه لأنها تولد فيها شعورا بالنقص.. تريد ان تشعر انها موجوده ومهمه لذاتها وليس لعدم انتمائها لفئه المتزوجين .. تريد شعورا صادقا بالمحبه ليملاء شيئا من فراغ العاطفه لديها..
واني لأشتاق لليوم الذي ارى فيه كابوسي الأسود يتحول الى حلم وردي..
يا اهل حالمة .. ساعدوها .. كونوا معها .. لاتبخلوا عليها بعطفكم ...
وارجو المعذره منكم للأطاله ..
منقول