بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحديث عن أمراض العظام ومتعدد الجوانب ولكن قد كتب الكثير عن الكساح "لين العظام" وما زال يشكل مشكلة في مجتمعنا مع توفر أشعة الشمس التي تسهم في امداد الجسم بفيتامين (د) الذي هو ضروري لنمو وقساوة العظام.. ومما شدني للكتابة عن هذا الموضوع هو احضار أحد الأطباء الاستشاريين الى المستشفي لدينا بأطفاله وكانوا يعانون من الكساح الشديد، مما توجب ادخالهم إلى المستشفى واجراء الفحوصات اللازمة لاثبات الكساح لديهم والبدء في اعطائهم العلاج وربما يقرأ هذا المقال الأب الطبيب الاستشاري.فقد ذكرت ذلك لأبين أنه حتى الطبيب يمكن أن تفوت عليه بعض الأمور وخاصة فحص عائلته فحصاً دقيقاً لعدة أسباب فما هي تلك الأسباب؟؟؟لذا يتوجب على الأهل ألا يجعلوا هذا الأب الطبيب عذراً لهم ومبرراً في عدم اكتشاف لين العظام (الكساح) وإنما الاعتبار والانتباه إلى أولادهم جيداً بالتغذية السليمة والمتابعة المستمرة والمنظمة من قبل الطبيب والآن سوف نتكلم عن لين العظام أسبابه، المظاهر السريرية، مخاطرة، علاجه والوقاية منه.حدوثهكيف يحدث لين العظام (الكساح)؟يحدث نتيجة للنمو الخاطئ للعظام خاصة الملاحظ في قاب الغضاريف الشاشية حيث أنها تفشل في التمعدن فبسبب العظم غير المتكلس، تتكون منطقة واسعة غير منتظمة، ضعيفة النسيج الداعم، وحدوث جسم العظم الكساحي، فتحدث هذه المناطق الطرية نوعاً ما الكثير من التشوهات الهيكلية من خلال انضغاط النهايات العظمية أو انتفاخها.ما هي أسبابه؟أسباب الكساح بصفة عامة كثيرة وأهمها عدم تعرض الطفل إلى أشعة الشمس بشكل كاف أو عدم أخذ كمية كافية من فيتامين د أو كلاهما ويكثر في الأطفال الذين يرضعون أطفالهم برضاعة طبيعية مع عدم تعرض الطفل إلى الشمس وكذلك عدم البدء بالتغذية الجيدة بعد ثلاثة أشهر، ففي الغرب يندر مرض الكساح، مع ندرة أشعة الشمس عندهم ولكنهم بدأوا منذ وقت طويل باعطاء أطفالهم فيتامين د منذ الولادة.. كوقائي لجميع المواليد.وتلك الأسباب يمكن تلاشيها..أما الأسباب الأخرى فهي مرضية ونذكر منها: 1 أمراض الكبد. 2 أمراض الكلى. 3 الأدوية المضادة للتشنج. 4 نقص مادة الكالسيوم. 5 أمراض الجهاز الهضمي.وذكرنا تلك الأسباب لكي نعرف أن مرض الكساح يمكن أن ينتج عن أسباب مرضية ويتوجب اكتشافه مبكراً لعلاجه.المظاهر السريريةإن المظاهر السريرية للكساح أكثر شيوعاً خلال السنتين الأولى من حياة الطفل ومن أهمها: 1 رقة الصفيحة الخارجية للجمجمة (Cranio Tabes) فحين نلمس الرأس وكأنه كرة طاولة (تنس) مضغوطة. 2 ضخامة ضلعية غضروفية: وهي عبارة عن انتفاخات على جانبي الصدر يمكن احساسها ورؤيتها في الصدر. 3 ثخانة من الرسغين. 4 اتساع اليافوخ الأمامي للجمجمة وقد يتأخر إغلاقه. 5 في حالات الكساح المتقدم يمكن أن يحدث:أ الجنف (Scoliosis) والبزخ (Lordosis) وهما نوعان من التشوهات في العمود الفقري.ب الفحج (Bowleg) وهو تشوه في الأطراف السفلية.ج هشاشة في العظام. 6 نتوءات في الجمجمة.أخطارهما أخطاره ومضاعفاته؟إن أبرز أخطاره تكمن في الآتي: 1 تشوهات في الصدر: مما يؤدي إلى التهابات في المجاري التنفسية والرئتين. 2 الأنيميا الحادة والتي يمكن أن تصاحب الالتهابات المتكررة. 3 تأخر في نمو الأسنان اللبنية وهشاشة في الأسنان الدائمة. 4 تشوهات في عظام الحوض ويمكن أن يؤدي إلى تشوهات دائمة في عظام الحوض وخاصة النساء مما يؤدي إلى عدم القدرة على الولادة الطبيعية واللجوء إلى الولادات القيصرية. 5 كثرة الكسور في الأطفال. 6 قصر القامة نتيجة للتشوهات في العظام. 7 ارتخاء في العضلات. 8 اضطراب في المشي.التشخيصكيف يتم تشخيص المرض؟ 1 يعتمد تشخيص الكساح على القصة الغذائية الفقيرة بوارد الفيتامين وقلة التعرض لأشعة الشمس المباشر. 2 من خلال المظاهر السريرية المذكورة. 3 اجراء بعض التحاليل والاشعات للعظام والتي تثبت الاصابة بالكساح.ما هو العلاج؟علاج بسيط جداً إذا استبعدنا الأسباب المرضية وهو اعطاء الطفل فيتامين د لمدة شهر تقريباً ثم المراجعة بعد ذلك واجراء بعض الفحوصات والاشعات التي تبين تحسن الطفل من عدمه، ويعتمد ذلك على انتظام العلاج من قبل الأهل.كذلك تعرض الطفل للشمس وخاصة وقت شروق الشمس وغروبها.الوقايةيمكن الوقاية من الكساح باتباع الآتي: 1 التعرض لأشعة الشمس وخاصة وقت شروقها أو غروبها. 2 تناول فيتامين د يومياً في حالة عدم أو قلة التعرض لأشعة الشمس. 3 اعطاء الحوامل وكذلك الأمهات اللاتي يرضعن أولادهن فيتامين د. 4 مراجعة الطبيب فوراً في حالة وجود أي من المظاهر السريرية المذكورة.