[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-color:burlywood;border:5px double firebrick;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
"سفينة" مولى رسول الله مع الأسد الجائع
خرج نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم و معه أصحابه الكرام رضي الله عنهم في سفر ..
كان السفر طويلا و شاقا ..
فتعب الصحابة .. فنظر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى صاحبه ومولاه قيس و قال له : ابسط كساءك .
فأسرع قيس إلى تلبية أمر الرسول صلى الله عليه و سلم فرحا مسرورا و بسط ثوبه ..
فأقبل الصحابة و جعلوا يضعون أشياءهم و متاعهم في الكساء ..
فمنهم من ألقى سيفه و منهم من ألقى رمحه ..
و كانت هذه أسلحتهم التي يقاتلون بها ..
فلما امتلأ الكساء حمله النبي صلى الله عليه وسلم لقيس رضي الله عنه ثم قال و هو يلاطفه و يداعبه : احمل ، ما أنت إلا سفينة ..
فسماه الرسول صلى الله عليه و سلم سفينة لأنه يحمل الأمتعة في السفر كما تحملها السفينة ..
ففرح قيس بهذا الاسم ، و قال : لو حملت في ذلك اليوم أكثر مما يحمله بعير أو بعيران أو خمسة أو ستة ما ثقل علي .
و ذلك ببركة النبي صلى الله عليه و سلم ..
فصار يحمل مثل السفينة أثقالا كثيرة .
وقد حدثت له حادثة عجيبة غريبة ..
فذات يوم ركب قيس سفينة تجري في البحر تشق الأمواج بفضل الله و نعمته ..
و فجأة انكسرت السفينة فأنقذ الله عز و جل صاحب نبيه صلى الله عليه وسلم و تعلق قيس رضي الله عنه في لوح السفينة التي تكسرت .
فأخذت الأمواج اللوح الذي ركبه و جعلت تدفعه إلى الشاطئ ..
بحفظ من الله تعالى لهذا الرجل الصالح حتى وصل سفينة إلى ساحل البحر و قذفه الموج على الشاطئ سالما بحمد الله ..
نظر سفينة حوله، فوجد نفسه في غابة بها أشجار كثيرة ..
و فجأة سمع صوتا رهيبا مخيفا مزعجا . فالتفت سفينة فإذا بأسد متوحش قادم عليه يريده .
فماذا فعل سفينة ؟
لجأ سفينة إلى الله تعالى و عرف أن الله لا يضيع عباده المؤمنين ..
و علم أن الكون كله ملك لله يتصرف فيه كيف يشاء ..
وأن الأسد و غيره مهما كان قويا فهو مخلوق من مخلوقات الله إذا أمره الله بأمر ينفذه بالحال .
فأقبل سفينة إلى الأسد في شجاعة و ثقة بالله و قال له :
يا أبا الحارث ..
(كنية الأسد عند العرب)
أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فلما سمع الأسد ذلك منه هدأ و طأطأ رأسه و أصبح كالقط الوديع ..
ثم أقبل على سفينة رضي الله عنه يدفعه بمنكبه حتى أخرجه من الغابة كأنه يحرسه و يدله على الطريق .
ثم التفت الأسد إلى سفينة رضي الله عنه و همهم بصوت ضعيف كأنه يودعه .
ثم دخل الغابة عائدا إلى عرينه يبحث عن طعام آخر غير هذا الرجل الصالح الذي يحبه الله و يحبه رسوله صلى الله عليه و سلم .
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]