دخل فريق الاتحاد السعودي في نفق المجهول في دوري أبطال العرب بعد خسارته الثقيلة مساء أمس الإثنين في ذهاب ثمن النهائي على يد وفاق سطيف الجزائري بأربعة أهداف مقابل هدف وذلك في اللقاء الذي جمع الفريقين على أرض ملعب 8 مايو في مدينة سطيف الجزائرية وسط حضور جماهيري كبير تجاوز 22 ألف متفرج.
وكان شوط المباراة الأول قد انتهى بتقدم سطيف بهدف في الدقيقة 45 من رأسية (اديكورينيه) ونجح الفريق الجزائري في إضافة هدفين مبكرين في الشوط الثاني عن طريق عادل معيسي في (51).. الأسعد بورحلي (58).. قبل أن يقلص المهاجم الاتحادي المكسيكي بورجيتي الفارق إلى 1/3عندما سجل الهدف الاتحادي الوحيد في الدقيقة 78 من تمريرة محمد أمين حيدر الذي حل بديلاً للسويد في الدقيقة 76 ضمن ثلاثة تغييرات متأخرة جداً أجراها مدرب الاتحاد وحيد بإشراكه محمد نور بدلاً من اسيموفيتش في الدقيقة63 وعالج خطأه الدفاعي باشراك مشعل السعيد بدلاً من طارق المولد في الدقيقة 66 ولم تشفع هذه التغييرات لوحيد إنقاذ نفسه وفريقه من الموقف الحرج والصعب الذي زاد حراجة بتسجيل فريق سطيف لهدفه الرابع في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة بواسطة المهاجم عبدالملك زايا الذي حل بديلاً للمهاجم اديكو واستغل تمريرة ماكرة من نجم المباراة الحاج عيسى الذي تلاعب بدفاع الاتحاد.. ومررها لزميله زايا غير المراقب في العمق سجلها هدفاً رابعاً وسط (حالة توهان) من رباعي الدفاع وضع الاتحاد في مأزق صعب في مباراة الرد التي ستقام في جدة يوم الثلاثاء المقبل والتي يتوجب على الاتحاد الفوز بثلاثة أهداف أو أكثر ليحجز لنفسه مكاناً في دور الثمانية.
وجاءت الخسارة الاتحادية غير المتوقعة نتيجة الأخطاء التي وقع فيها مدرب الفريق الاتحادي طوال الشوط الأول ونصف الشوط الثاني لم يستيقظ إلا في الدقيقة 63 عندما أجرى ثلاثة تغييرات متتالية باشراكه لنور والسعيد ومحمد أمين بدلاً عن اسيموفيتش وطارق المولد وسويد.
ونجحت هذه التغييرات في إخراج الوسط الاتحادي من غرفة الانعاش وسجلت الهجمات الاتحادية حضوراً أفضل ومؤثرا.. وسجل بورجيتي هدفاً.. وكاد أن يسجل هدفاً ثانياً من تمريرة ذكية من محمد نور تباطأ فيها (89).
الشوط الأول
وضح منذ بدايته أن الخلل كان واضحاً في خط الظهر الاتحادي في الجهة اليسرى التي لعب فيها المنتشري وأشرك المدرب طارق المولد إلى جانب تكر في العمق الدفاعي.. والدوخي في مركزه المعروف الظهير الأيمن.
وكان الفريق الاتحادي محظوظاً بالخروج بهدف واحد في هذا الشوط والذي كان فيه وجود المنتشري في مركز الظهير الأيسر دون مساندة من لاعب الوسط أبوشقير أو المحور كريري.. وركز فريق سطيف هجماته من هذه الجهة في الغزو أو الكرات العرضية التي أسفرت عن هجمات جزائرية في منتهى الخطورة كان أمامها حارس المرمى الاتحادي فيصل المرقب في كامل نجوميته وتألقه وأنقذ فريقه من كرات أهداف مؤكدة.
وبالخطأ الدفاعي في الاتحاد أوقع مدرب الاتحاد فريقه في مشكلة فنية فخسر المنتشري كمدافع متمكن في العمق ومنسجم في اللعب مع تكر.. وفتح جبهة الدفاع اليسرى رغم وجود أكثر من لاعب اتحادي يجيد اللعب في هذا المركز.
ورغم محاولات تكر القوية في إنقاذ كرات من العمق إلا أن عدم الانسجام كان واضحاً بالنسبة له مع طارق المولد الغائب فترة طويلة عن مباريات الفريق الأول.
ـ الهدف الجزائري الوحيد الذي سجله اللاعب المحترف اديكورينيه من ضربة رأسية في الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط الأول اصطادها برأسه في ظل مشاركة خجولة من مدافع الاتحاد طارق المولد ولم تكن إلا نتيجة متوقعة للضغط الجزائري المكثف سواء في عدد الهجمات أو استحواذ وسطه على معظم فترات اللعب.
وجاء الهدف الجزائري بعد رفض مهاجم الاتحاد الغيني الحسن كيتا فرصة ذهبية لا تعوض لتسجيل هدف السبق لفريقه عندما واجه مرمى حارس سطيف سمير حجاوي بكرة انفرادية في الدقيقة 41 وبدلاً من أن يتوجه للمرمى مباشرة ذهب بالكرة للطرف وسدد بعشوائية وتعجل مرت بجوار القائم على يمين حارس سطيف وكانت الفرصة الاتحادية الوحيدة في هذا الشوط التي يمكن أن نقول عنها فرصة هدف حقيقية.
أولى فرص التسجيل لفريق سطيف الذي كان مدعماً بهتافات وحماس أكثر من 22 ألف مشجع في ملعب 8 مايو مساء أمس الإثنين جاءت في الدقيقة الثامنة سددها الأسعد بورحلي خارج المرمى بعد أن ارتدت الكرة من كريري داخل منطقة الجزاء.
وبعد ذلك عرضية خطرة تعامل معها الحارس الاتحادي الصاعد المرقب بخبرة وثقة حراس المرمى الكبار.. وجاءت الفرصة الجزائرية الأخطر في الدقيقة 31 من عرضية كاد أن يسجل منها مهاجم سطيف عثمان عميرات.
الشوط الثاني
كان الأقوى والأكثر إثارة من حيث الأهداف وشهد أربعة أهداف ملعوبة إلى جانب لجوء الفريقين إلى اللعب المفتوح افتتحه سطيف بهدفين مبكرين قصما ظهر الفريق الاتحادي معنوياً داخل الملعب في ظل استمرار المدرب على خطئه في اشراك المنتشري في غير مركزه الدفاعي.. ونجح سطيف في تسجيل الثاني والثالث خلال سبع دقائق.
وجاءت الصحوة من المدرب الاتحادي بتجديد دم الفريق في مباراة يتحملها مدرب الاتحاد لوحده لأنه هو الذي وضع التشكيل.
الفريق الاتحادي رغم الظروف الصعبة من حيث التشكيل والتي أوقعته في شباك سطيف القوية كان بإمكانه أن يسجل حضوراً أفضل مما كان عليه أمس فالمدرب الاتحادي ركن العناصر المؤثرة ولعب بتشكيلة وكأنه يقول (أقيلوني) فالاتحاد سجل هدفاً كان كفيلاً بتحسين موقفه في مباراة الرد وهدد شباك سطيف في أكثر من كرة لكن الاتحاد الذي كان يستمد قوته وهيبته من دفاعه فقد هذه الميزة أمس.
عموماً الفريق الاتحادي هو الآخر لديه من الخبرة والتجارب ما يستطيع به أن يتعامل في مباراة الرد بكل قوة وتبقى الكرة في ملعب الشوط الثاني حيث تترقب الجماهير الاتحادية موقف فريقها الثلاثاء المقبل.