بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر سحر التفريق من أكثر أنواع السحر انتشارا. وهو غالبا ما يكون بين الزوج والزوجة أو الأخ وأخيه أو بين الأب وابنه أو بين الأم وأولادها وبناتها أو حتى بين الشريك وشريكه في العمل. وأسبابه الحقد أو المصالح الدنيئة لشخص لا يروق له أن يرى علاقة مثالية بين اثنين. وهذا السحر يؤثر على الطبيعة السلوكية للمسحور، حتى يصبح وكأنه إنسان آخر. فإن كان زوجا محبا انقلب ليكون وكأنه عدوا لزوجته. وإن كانت زوجة محبة لزوجها انقلب حبها إلى كره ونفور شديد، حتى تصبح لا تطيق العيش مع زوجها حبيب الأمس. وإن كان بين أخ وأخيه يصبحا متنافرين مختلفين، لا يتفقان حتى على أمر لا يختلف عليه اثنان. وأما إن كان بين الأب وابنه، أصبح الأب متعسفا على ابنه بطريقة عجيبة جدا، وأما الابن فيرى في أبيه العدو الأول حتى يصبح لا يطيق له فعلا ولا يطيع له أمرا. وان كان بين الأم وأولادها، أصبحت هذه الأم ترى أولادها شياطين عاقين، لا ترضى عنهم حتى لو فرشوا لها جلودهم لتنام عليها. وان كان بين الأولاد وأمهم أصبح الأولاد يمارسون أبشع أنواع العقوق بحق أمهم، سواء أكان هذا العقوق متمثلا بعدم الطاعة أو عدم المبالاة بشعورها كأم أو شتمها وتحقيرها. وأما إن كان هذا السحر بين الشريك وشريكه، أصبح الشريك الأول يحفر للشريك الثاني، وأصبح الشريك الثاني يخون الشريك الأول ولا يتفقان إلا على أمر واحد فقط وهو لعنة اليوم الذي أصبحا فيه شركاء.
أرأيتم كم هو مدى هذا الظلم، وهل هناك ظلم اكبر من هدم البيوت العامرة أو تقطيع الأرحام التي أمر الله أن توصل، أو تفريق الجماعات أو عقوق الوالدين الذي أمرنا الله أن لا نعبد إلا إياه وبالوالدين إحسانا.
أقول للذين يذهبون إلى السحرة لفعل هذه المصائب، ألم تعلموا بأن الله بالمرصاد، كفاكم حقدا وكرها. اتقوا الله. وأقول للسحرة أنتم حثالة القوم وأبراج مزابل التاريخ، وأدعو الله أن لا يذر على الأرض منكم ديارا.
أما الآن فننتقل لنتحدث عن أعراض هذا النوع من السحر. لهذا السحر نوعان من الأعراض، النوع الأول: سلوكي. والنوع الثاني: يوجد عند كل إنسان مصاب بأي نوع من أنواع السحر وهو صحي.
الأعراض السلوكية: فهي تؤثر على سلوك الإنسان، بمعنى أن إنسانا صاحب سلوك جيد ومعاملة جيدة ينقلب مع الأشخاص المشمولين بالسحر ثمانين درجة بدون أسباب منطقية أو من أتفه الأسباب يقيم أكبر المشاكل ويتحول من إنسان هادئ إلى إنسان عصبي جدا، حتى تصبح عصبيته مدمرة لعلاقاته مع أحبابه المشمولين بالسحر طبعا. ومن صفاته أيضا انه مندفع، متسرع، أهوج، كثير الأغلاط، كثير الندم بباطنه، مكابر في ظاهره، يدعي أنه الأعلم في كل شيء وهو بمنطقه الجديد لا يفقه من الدنيا شيئا.
وإن كان المصاب زوجا وزوجة فتزول الرومانسية ويزول الانسجام. ويظهر شيء جديد هو النفور وتزداد المشاكل يوما بعد يوم، حتى تصل الأمور إلى طريق مسدود وقد تصل إلى التفريق، إذا لم يكن هناك إدراك بأن ثمة شيء غريب قد جد. أخي القارئ، الإنسان هو أدرى بنفسه من الآخرين وهو من يقرر انه مسحور أم لا فإذا وجدت عندك هذه التغيرات في السلوك مصاحبه للأعراض الصحية التي ستذكر فيما بعد، ستتيقن بعدها وتعرف انك مسحور أم لا بدون الوسوسة أو الوهم أو اللجوء إلى العرافين والمشعوذين وتكون عرضة للنصب والاحتيال.
الأعراض الصحية الناتجة عن السحر عند الإنسان المسحور فهي: صداع شديد في الرأس، اخضرار في الأكتاف والأيدي والأرجل، آلام في أسفل الظهر، النقوزه عند بداية النوم، التنبؤ بالشيء قبل حصوله، الهزال الشديد عند القيام من النوم، الخمول في الجسم، الإحساس بحركات غريبة حوله، ضيق الخلق، ضغط على الصدر وضيق التنفس، الإحساس بالدوار عند قضاء الحاجة بالحمام، فقدان الشهية للطعام، الارتجاف عند العصبية واحمرار العيون، الاكتئاب والشعور باليأس، الأحلام المزعجة والكوابيس.
هذه هي الأعراض السلوكية والصحية وقد بيناها كاملة نسأل الله أن يبعد عنا وعنكم الوقوع في هذا وحسبنا الله ونعم الوكيل.