وصية بعدم التسرع في المدح و الذم
قال أحد العارفين بالله:" قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "لا ينبغي أن يعجّل بمدح إنسان ولا ينبغي أن يعجل بذم إنسان" وقد روى البخاري وغيره مرفوعا "إن كان أحدكم مادحا أخاه لا محالة فليقل إنّي أحسبه كذا والله حسيبه ولا أزكّي على الله أحدا".
فإياكم أن تصفوا إنسانا بالولاية لكونه قليل الكلام قليل الأكل خافض الطرف فالولاية شرطها الاستقامة وهي تقوم على أمرين صلاح الظاهر وصلاح الباطن وقد روى البخاري أن عمر بن الخطاب نهى أن يقال لمن يموت في الغزوات فلان شهيد أي في غير من شهد له الرسول صلى الله عليه و سلم بها من أجل الشهادة وقد حصل أنه في بعض غزوات الرسول أنّ رجلا كان جدّ في القتال حتى ظنّ فيه بعض الصحابة أنّه صاحب الحظّ الأوفر وقال الرسول عليه الصلاة و السلام فيه هو في النّار ثم ظهر مصداق قول رسول الله في الرجل الذي كانوا أعجبوا به وذلك أنه انتحر لمّا أصابته جراحات شديدة قتل نفسه.
فإنّ الأعمال الظاهرة قد تكون فاسدة باطنا إما بالرياء أو فساد الاعتقاد أو في الشخص خلل يمنع صحة ذلك العمل عند الله.