الجنبيه

الجنبيه جمعها جنابي

الجنبيه: هي سلاح أبيض وسميت بالجنبيه نتيجة لأن الإنسان اتخذ لها موضعاً علي جنبه حتي أصبح جزءاً منه يرافقه طوال حياته، وتتكون الجنبية من أربعة أجزاء مهمه.

الجزء الأول وهو الأهم:
المقبض والذي يعرف بالراس ويصنع من الزراف أو العاج أو قرون البقر أو البلاستيك وتختلف وكل نوع له قيمته بإختلاف جودته.

أماالجزء الثاني:
يسمي النصل (السلة) ويعتبر الجزء الثاني المكمل للأولى للجنبية وهو ثاني أهم جزء، وهو عبارة عن قطعة معدنية حديدية بالغة الحدة يوجد علي كل من وجهيها خط مجوف إلي الأعلي يسمح بدخول الهواء في الجرح أثناء الطعن وبالتالي فإنه يؤدي إلي إصابة الجرح بالتسمم، والنصله أنواع فمنها الحضرمي والجولي والبتار ويصنعفي محافظات حضرموت والبيضاء وذمار وصنعاء ونجران والخميس وغيرها وأفضل أنواعها هي النصلة الحضرمية،وتختلف أشكالها من منطقة لأخرى.


الجزء الثالث :
الغمد وهو للحفاظ علي الجنبية وإعطائها المنظر الجمالي البراق صنعت اليد اليمنية ويعتمد على شكل النصله ويسمى بالجراب أو العسيب أو الجهاز أو الجفل وهو مصنوع من الخشب، ويعد خشب التالوث والعشار أفضل أنواع الأخشاب التي يصنع منها الغمد العسيب وهو نوعان الحاشدي وهو الأكثر انتشاراً حيث يتميز هذا النوع بصغر زاوية انحناء مؤخرة الغمد وشكله يشبهحرف اللام وهو أكثر استخداماً في الوقت الحاضر باليمن، أما النوع الثاني فهو البكيلي وشكله يشبه حرف الراء، وهذا النوع يكاد يكون مقتصراً علي طبقة معينة تتمثل في طبقة السادةوالقضاة في اليمن وغالب منطقة جنوب المملكة من ظهران الجنوب حتى تثليث.

الجزء الرابع:
الحزام الذي يظهر عليه جلياً الفن التشكيلي والحرفي الذي صنعته يد فنان ماهر ويسمي حزام الجنبية وهو أنواع مثل المتوكلي نسبة للإمام المتوكل، وكذا الكبسي والطيري والمرهي والمركزي وتتفاوت الأحزمة تبعاً لتفاوت واختلاف أنواع الخيوط المستخدمة في تطريزه وجودة نقشته وجمال شكله وتطرز غالبية الأحزمة بالخيوط الذهبية السميكة والتي تسمي بالسيم، وهنالك أحزمة كانت ولازالت تصنع في جنوب المملكة خاصة وتصنع من الجلد الطبيعي للحيوانات، وإنتشر في الأسواق مؤخراً الصناعة الباكستانية والسورية.

وتعددت إستخدامات الجنبية فتستخدم للدفاع عن النفس أو حماية العرض والمال من المعتدين وتستخدم للزينة وتستخدم في الحقوق بين المتخاصمين أو المتشاجرين وكذلك تعتبر من الهدايا القيمة بين المتحابين والمتوادون.
وللجنبيه أنواع كثيرة منها كما أعلم فقط:

الجنبيه القديمه :
وهي من الحديد الهندوان ويجلب عامة من مناجم الحديد في الهندوه و أقرب الى الحديد معالج يتعرض الى درجات حراره عاليه وصقل بارع لظهوراللمعه وعامة فإن الجنبيه القديمي تكون قصيرة نوع ما ويميل ثلثيها الأسفل الى الإنحدار والإنحناء السريع لتعطيها شكلها المميز وليست عريضه ويفضلها الجماله في التحزم بها وغالباً ما تستخدم في اليمن.

الجنبيه القصبي :
وهو لا تختلف في المواصفات من حيث التصنيع لها عن باقي الجنابي ولا من حيث جودة وقوة الحديد..لكنها أطول من القديمي وأعرض بحاجه بسيطه ويستخدمها أهل اليمن.


الجنبيه الحسيني:
وهي نفس مواصفات الجوده ويقال انها أقصر من القصبي وليست عريضه وعموما أنقرضت من الصنع والإستعمال وهي لأهل اليمن ونجران وعمان.

الجنبيه القبلي أو الصيفاني:
ويقال لها حضرميه أو عمانيه أو نجرانيه حسب صناعتها وهي جنابي طويله نوع ما وعريضه عرض كف الراحه وشكلها طولا وعرضا يتناسب مع بعض وهي من أجمل الجنابي صنعا وحديدا وصقلا ..وهي مرغوبه عند قبائل القبله في حضرموت وقبائل اليمن وقبائل يام والدواسر وهي أغلى الجنابي وأثمنها على الإطلاق وهي التي يلبسها ملك عمان قابوس بن سعيد في المناسبات.

الجنبيه المعروفه اليوم بالدوجاني:
ولا تختلف عن الجنبيه القبلي إلا بأشياء بسيطه مثل شكل الراس او المقبض وصبه فتزين بالزراف او العاج أو غيره وكذلك عرض الجنبيه أقل من عرض القبلي ويتكون بنفس الطول تقريباً لكن إنحنائها يكون في الثلث الأخير وليس في الأخير ، وغلافها الخارجي بالفضة الصافي غالبا وهو الأغلى والأجود أو بالخشب المغطى بقماش أو جلد.

ولكن أجود أنواعها هو الزراف الصافي ويحلى بالفضة وأحياناً بالذهب الخالص ويستخدمها أهل جنوب المملكة من ظهران الجنوب حتى تثليث ويعتبرونها أفضل وأجود أنواع الجنابي وتصل قيمتها لديهم إلي أكثر من مئة ألف ريال وتختلف قيمتها بإختلاف جودتها من زراف وفضة وكلما كانت قديمة أو مال شكلها للقدم زاد سعرها .

وهناك الجنبية الحاشدية نسبة إلي قبيلة حاشد وهناك الجنبية البكيلية نسبة إلي قبيلة (بكيل) وهناك الجنبية الحضرمية نسبة إلي حضرموت وهي الأكثرعراقة في التراث اليمني وهناك الجنبية التوزة التي تتميز بحزام عريض ووضعها يكون مائلا علي خصر مرتديها وهذه الجنبية يتميز بارتدائها القضاة والسادة إنها إذن أحد مع التمايز القبلي والطبقي الاجتماعي، كما أنها مقياس تقاس به وجاهة الأشخاص ومكانتهم الاجتماعية وهي هكذا حتي اليوم.

رؤوس الجنابي (المقابض) الشهيرة و الثمينة
الراس المصنع من قرن حيوان وحيد القرن (الكركدن) وهو حيوان معروف في غابات أفريقيا ويكاد ان ينقرض ومحرم صيده الآن ومعروف بالزراف ..وهو يميل لونه الى الإصفرار المشوب بحمره خفيفه وشفاف أو سواد مدرج أو مموج نوعاً ما وهو أغلى الرؤس يصل الى مبالغ خياليه في عمان واليمن وجنوب المملكة وكلما قدم الراس وكثر عليه اللمس زان وتألق لونه وكسب النعومه المطلوبه ويختلف في شكل الراس من صانع الى صانع ومن منطقة الى منطقه..وعيب راس الزراف انه يندخل أي يصاب بداء ( العثه) التي تعيش عليه وتقرضه وتنخره في حالة تخزينه في محل شديد الحراره فترة طويله.
وللحفاظ على لمعتها يستحسن صبغ الرأس بسمن بري خالي من الزبده لأن الزبده مملحه والملح والماء عدو الزراف،وإن شك في السمن فزيت 10 وهو زيت الدريكسون الخاص بالسيارات أو زيت القير الأحمر وبعدها يلف عليها بشاش طوال مدة عدم الإستخدام.

الراس المصنع من عاج سن الفيل وهو يستقدم من الهند وإفريقيا لونه أبيض والبعض يميل الى الإصفرار الخفيف وإن ثمنه مرتفع بعض الشئ الا ان قبائل حضرموت لا تفضله بينما يكثر استعماله في قبائل يافع حضرموت.ويندر وجوده في جنوب المملكه إلا أنه يبقى مميزا في لبسه .

الراس المصنع من قرون البقر وغيرها وهو أردأ الأنواع وللجنبيات الرخيصة الثمن لأن الرأس إذا كان زراف يعزز ويرفع قيمة الجنبيه.

وهناك في اليمن أنواع من الرؤس يطلقون عليها اسماء متعدده منها (الصيفاني) وغيره وإن كانت من جاموس الغابات لون الرأس يميل الى الإخضرار الخفيف وهو مرغوب عندهم وإن كان يطلقون عليه مجاز ومغالطه أنه من وحيد القرن.


والذي يميز الجنبيه ندرتها وقلة صنعتها وغلاء ثمنها وجودة الحديد الذي تصنع منه..أما ندرتها فالعوائل تتوارث الجنبيه الزينه بينها ولا تبيعها حتى ولو بلغ بهم الحاجه والجوع مبلغه وتتفاخر بها وتنسب الجنابي صنع وملك ويقولون هذه صنع فلان ...وأشهر الجنابي في حضرموت صنعت البرامي
والبرامي رجل من يهود عرمه قدم في القديم وسكن قعوضه وصنع في حياته خمسه وعشرين جنبيه بالحجز وأشتهرت جنابيه جوده ودقه ويقولون عليها شغل البرامي وهناك في حضرموت عائلات متخصصه بعدد اصابع اليد وكانت في المعدل تصنع جنبيه واحده أو إثنتين في السنه لدقة العمل والتفاني في شغلها والحفاظ على سمعةالجنبيه الحضرميه ( وليس كما نرى الآن في سوق الملح في صنعاء أو بعض العماله الوافده في سوق الجنابي بخميس مشيط خلف شرطة البلد ويصنعون في اليوم مائةجنبيه والواحده تبدأ سعرها بعشون ريالاً) لا بالعكس هناك عائلة آل باقطيان عائلة بن يثرب المشهوره في صنع الجنابي والسلال الحضرمية وهي صنعه مأخوذه بالوراثة وأسرارها تحتفظ بها العائله منذ قرون طويله.
وأما في المملكة فأشهر من يصنع الجنابي وأجودها هو الدوجاني في الأحساء شرق المملكة العربية السعودية وحقيقة لا أعرف أي شيء عنه وأتمنى ان أعرف عنه وسأحاول جمع معلومات عنه.
ولا زالت هناك في جنوب المملكة أسر تشتهر بصب الجنابي وصناعتها ويبقى إسم الشخص الذي صنعها في آخر بيت الجنبيه من الخلف منحوت على الفضة وتأتي دائماً على شكل حرف الرا ، وتعتبر أسرة آل شويل من الأسر الأشهر والأفضل في صناعتها اليوم وغالب تواجدهم في سوق الجنابي بخميس مشيط وأماكن متفرقه أخرى.

وهناك صفات للجنبيه واسماء لكل جزء ووصف للرأس وغير ذلك ومن حبهم للنصله والجنبيه الزينه يشبه ونفي قصيدهم ونثرهم المرأه الزينه بالجنبيه وخشم المرأه بالنصله ودقة خصرها بالقصبيه وإقبالها في مشيتها مثل نشر الجنبيه القبليه ومبسمها وأسنانها مثل لمعان النصله وغيرها من ترابط بين الجمال الأنثوي والجمال في الجنبيه الحضرميه عشق يجمع الإثنين
وكان شيوخ الجزيره العربيه يتفاخرون بلبسها في الاعياد والمناسبات الى وقت قريب جدا ومازال البعض يلبسها في مناسبات او بدون مناسبات.



أخيراً أسعارها:
تختلف أسعار الجنابي بإختلاف صناعتها وأكثر ما يرفع قيمتها هو الراس والسلة فقط وكذلك صانعها، وقد يصل قيمتها إلي ما يقارب أربعة ملايين ريال سعودي وهنالك قصتين مشهور بذلك لعل أبرزها وقعت على الشيخ عبد الله الأحمر شيخ قبائل حاشد باليمن رحمه الله تعالى.
ولكن أسعارها المتداوله اليوم وخاصة في جنوب المملكة فالجيده من عشرة آلاف ريال حتى مئة ألف ريال ويندر خروجها عن هذه القيمه اليوم خصوصاً إذا كان الرآس زراف أو عاج صافي والسلة جيده أو جيدة جداً. وأما الرديء فلا تذكر قيمها.

[align=center]

فعلاً الجنبيه من الأشياء الجميله في تراثنا العربي

[/align]

تسلم اخي على الطرح والله يعطيك العافيه

اشكركم جميعا على تشريفكم موضوعي

لاعدمنا طلتكم