سبق ان تحدثت من قبل عن اشتباهات تغلف منظومة العمل داخل الفيفا.. ربما يدرجها البعض تحت مسمى الفساد الإداري.. بمعنى أن ليس كل العمليات تسير وفق نسق قانوني واضح شفاف عادل..!
أتمنى ألا نتفاجأ بتلك المعلومة فالفيفا المنظمة الدولية ليست بأعلى وأنقى وأعدل من منظمة الأمم المتحدة والتي ما وجد العالم من قراراتها الا الانحيازات والميل مع القوي المؤثر.. هكذا عودتنا منذ أن كنا أطفالا..!!
وهكذا أتت وتتابعت قضية التايب مع ناديه غازي عنتاب التركي.. الضحية يصبح مذنبا.. والمذنب يغدو صاحب حق..
في البداية وقبل ثلاث سنوات نقضت المحكمة الرياضية CAS (وهي أعلى سلطة من الفيفا) قرارا للفيفا ضد طارق التايب لذات القضية.. كان ذلك القرار الفيفي أعنف كثيرا مما أتى به قرار اليوم.. وأجازت المحكمة الرياضية حينها للتايب بأحقية التسجيل لأي ناد شاءه ورغبه.. وبالفعل استطاع الهلال تسجيله (كلاعب حر) لا يرتبط بناد ما.. ومن ثم تم طلب بطاقته الدولية من ناديه التركي السابق الذي تلكأ ورفض ارسالها مما أضطر الفيفا الى اصدار إجازته للإتحاد السعودي بتسجيل اللاعب للهلال وذلك بعد جهدنا الجهيد مع لجنة شئون اللاعبين في الفيفا بتسريع تلك العملية لنتمكن من إشراك التايب في تصفيات بطولة الأندية الخليجية ولكن هيهات من نيل المنال.. كنا نتحدث معهم على مدار الساعة نراسلهم نخبرهم أن الأتراك متلاعبون رافضون ولكنهم كانوا أي الفيفا يماطلون يوما بعد يوم حتى انتهى وقت التسجيل في البطولة.. كنا نعاني ولم نجد من يرد الصوت في الاتحاد السعودي لكرة القدم الا محاولتين من الفقيد الأستاذ عبدالله الدبل وهو في إجازته من الولايات المتحدة الأمريكية لم يكتب لها النجاح لأنه كان لا يعرف الا موظفا في اللجنة إياها ليس بيده حول ولا قوة!
حسنا فعل التشكيل الجديد في الاتحاد السعودي لكرة القدم حينما نشأت لجنة العلاقات الدولية برئاسة الأمير نواف بن فيصل لتقوم بالاعتناء بجميع شئون وعلاقات وقضايا الاتحاد السعودي لكرة القدم والأندية السعودية مع جميع اللجان والمنظمات القارية والدولية..إن هذا الإنتباه لضرورة هذا التشكيل حتى وإن تأخر كثيرا لهو مهم وحيوي للغاية فهو حفظ لحقوق الوطن ومؤسساته وأبنائه كانت تضيع وتهدر في سابق الزمان ولعلها تصان وتحمى في قادمه.. ولعل هذه اللجنة مع قضية التايب تكون في اختبار مبكر لتجعلنا نطمئن على أن مستقبل رياضتنا في الحفظ والصون.
ربما يسأل سائل ما المطلوب منها.. المطلوب أن تتقصى الحقائق أن تقف على القانون والنص أن تنبه الهلاليين للمخارج والحلول لهذه القضية أن تضغط على سرعة استئناف القرار أن تعمل وتعمل فمونتنيري محامي غازي عنتاب (رئيس لجنة شئون اللاعبين سابقا) والاتحاد التركي لكرة القدم بالرغم من ألاعيبهم في هذه القضية الا أني أتحدى أن يفرحوا بقرار يقلب المذنب الى محق لو كان نادي الهلال انجليزيا أو ايطاليا أو.. حتى قطريا..!!
"نقلا عن صحيفة الرياض السعودية