العودة   .:: شبكة نعناع ::. > ۩۩ :: الابداع والتميز :: ۩۩ > منتدى عائلة السقاف

الإهداءات
عازف العود من العقيلة : ما مـن رفيــق ولا صديق أستشيره ولا صاحب مامون شفتـه صفـالي غـديت مـن وضـع الخلايق أبحيره كلن عن الـواجب يجـيـه أنشغـالي عازف العود من العقيلة : دنيـاك لو كانت مـثل ليلـة العـيـد عقـب الفـرح لا بد تـكـدر صفـاها . ولا أظن به مخلوق ما جرب الكيـد الـكـل يشـكـي من بـلاوي غـثـاهـا . يشيب من جور الزمن راضع الديـد .


السيد عمر السقاف

منتدى عائلة السقاف


 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-13-2015, 05:12 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

✿ مديرة الموقع ✿

إحصائية العضو







*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice

 

*دنيا المحبة* غير متصل

 


المنتدى : منتدى عائلة السقاف
افتراضي السيد عمر السقاف

عمر بن عباس السقاف.. «دبلوماسي الأيام العصيبة»


الملك فيصل رحمه الله اعتمد على السقاف في كثير من الملفات الخارجية



إعداد - منصور العساف



حفل القرن الهجري المنصرم بأعيان وأعلام بارزة في تاريخ بلادنا، ومما لا شك فيه أن النصف الأول من ذلك القرن شهد مراحل التوحيد وجمع الكلمة، فيما شهد النصف الثاني مرحلة البناء والتأسيس وإقرار وتثبيت مؤسسات الدولة، التي عملت جاهدة على تعليم أبنائها في الداخل والخارج، لتعتمد بعد توفيق الله سبحانه وتعالى على سواعد أبنائها الذين حصلوا على الشهادات العليا في ضروب العلم، لا سيما وقد تباينت بهم التخصصات العلمية والأدبية كلٌ وفق مبتغاه ورغبته، وهو بلا شك ما تم تهيئته وتوظيفه لصالح بناء الدولة، التي وجدت من سواعد أبنائها خير معين في مراحل البناء والتأسيس، كما فعلت في مرحلة التوحيد وجمع الكلمة، ولا أدل على ذلك إلا مخرجات العمل الحكومي والخاص، التي مازلنا بفضل الله ننعم بما حباه الله لنا من أمن مستقر ووحدة في المصير ولله الحمد، ولا شك أيضاً أن هذا الإثراء في الأداء الحكومي كان له -بعد توفيق الله- أسبابه وأدواته التي تمثلت في ما بناه الآباء إرثاً عن الأجداد، الذين تقلدوا المناصب العليا، وحضي كثير منهم بخدمة بلاده عبر أكثر من مرفق وموقع.
شهدت فترة عمله العديد من الأحداث والتقلبات الدولية عام 1388ه ووضع بصمته في العمل السياسي
ما أن يذكر العمل الدبلوماسي في تاريخ المملكة إلا ويحضر اسم الملك فيصل -رحمه الله-، الذي تخرج في مدرسته السياسية والدبلوماسية، ابنه الوزير المحنك الأمير سعود الفيصل، الذي استلم زمام أمر وزارة الخارجية في المملكة لمدة 40 عاماً، ولأن طلاب الفيصل في العمل الدبلوماسي كانوا على قدر كبير من التمكن والخبرة، فإن أسماءهم وأعمالهم مازالت تذكر فتشكر، ولا أدل على ذلك إلا تاريخ التلميذ الأول للملك فيصل في العمل الخارجي معالي الوزير السيد عمر بن عباس السقاف، الذي شهد مع الفيصل فترة عصيبة في تاريخ الأمة والدولة، لا سيما في فترتي الثمانينات وبداية التسعينات الهجرية.
نبوغ مبكر
ولد السيد عمر بن عباس السقاف سنة 1332ه، والتحق بالكتاب حين كان في السابعة من عمره فحفظ القرآن الكريم، وأجاد العربية وتعلم العلوم الحديثة، وكان أثناء دراسته طالباً مميزاً ومتفوقاً على أقرانه، ويشهد له بذلك من عاصره ودرس معه، بل شهد أساتذته على تفوقه وذكائه ونبوغه، ويذكر أنه في الثانية عشرة من عمره حصل على الشهادة الابتدائية وكان الطالب الأول على مستوى المملكة، وذلك في المدرسة الأميرية الابتدائية بالمدينة المنورة، التي سميت فيما بعد ب "الناصرية"، حيث كان سكن والده في "العنبرية"، ويذكر أنه كان يساعد مدرسيه وأساتذته في بعض أعمالهم في رسم ووضع الجداول، ولذا فقد كان محل ثقتهم واهتمامهم، كما حظي بذات الثقة لدى والده الذي يعتمد عليه -بعد الله- في شؤون المنزل، ومتابعة إخوته الصغار، وكان والده -رحمهما الله- يتابعه وإخوته في تحصيلهم العلمي ويرتب لهم أوقاتهم وأعمالهم ومهامهم في جو أسري تغمره المحبة والألفة، كما شهد بذلك أستاذه عبدالحي بن عبدالسلام النقشبندي الذي يتذكر بدايات تلميذه حين كان طالباً في الابتدائية لا سيما وأنه أحد الشهود على تميزه ونبوغه.
ويروي عبدالحي قصته مع تلميذه بعد أن تحدث عن سفره وتركه العمل في المدرسة الابتدائية التي يدرس بها السيد عمر السقاف وبعد جولة قام بها النقشبندي داخل وخارج المملكة قال: "رجعت للمدينة أواخر سنة 1351ه، وعلمت بعد رجوعي أنه سافر لبيروت (يقصد السقاف) في الجامعة الأمريكية ونال دبلوم الاقتصاد في التجارة وتوظف في الخارجية ويمثل المملكة في الكثير من المؤتمرات التي يتطلب فيها مشاركة مندوب من المملكة، وكان الأمير فيصل كوزير للخارجية يبعث المذكور، وبعد وفاة والده جاء للمدينة فذهبت مع الشيخ عبدالمجيد لتعزيته فقال له الشيخ: هذا الشيخ عبدالحق فقال: أتعرفني به وهو أستاذي وله الفضل علي وعلى جيل من الشباب الذين درسوا عليه فشكرته على تقديره" .
مدرسة البعثات
تقول شقيقته فاطمة: لم تطل كثيراً فترة بقاء السيد عمر السقاف في المدينة المنورة حيث غادر إلى مكة المكرمة - بعد تخرجه من الابتدائية- للدراسة في مدرسة تحضير البعثات.. حيث مكث فقط أربع سنوات عاد بعدها إلى المدينة ثم إلى بعثته في الخارج، وتضيف السيدة فاطمة لم تطل فترة بقاء الطالب عمر السقاف في مدرسة تحضير البعثات فقد كانت الدراسة تنقسم إلى قسمين (القسم العام والقسم الخاص) وكانت الدراسة كما يقول الأستاذ خيرالدين الزركلي أربع سنوات للقسم العام، وخمس سنوات للقسم الخاص، وكانت المدرسة تدمج المرحلتين المتوسطة والثانوية في مرحلة واحدة لكن القسمين العام والخاص تحولا إلى القسم الأدبي والقسم العلمي، تخرج الطالب عمر السقاف من القسم العام بعد أربع سنوات وعاد إلى المدينة المنورة.
حرص السيد عباس السقاف على أن يعمل ابنه -حديث التخرج- معه في بعض أعماله التجارية، بيد أن الابن استطاع أن يقنع والده -برضا منه– بإكمال دراسته، وفعلاً دأب الأب على أن يلتحق ابنه بإحدى البعثات فسافر إلى القاهرة، ثم ما لبث أن غادرها إلى لبنان وهناك أكمل دراسته، وكان يتواصل مع أهله ويزورهم في الإجازات، لاسيما بعد أن بدأت رحلات الطيران طريقها الجديد من جدة إلى بيروت.
كانت صحيفة أم القرى قد نشرت في عددها رقم ( 1023) بتاريخ 19/10/1363ه الموافق 6/10/1944م بياناً بأسماء المبتعثين إلى مصر من مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة، وكان السيد عمر السقاف أحد أولئك المبتعثين.
كان الأديب الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري قد كتب بمجلة المنهل مقالاً بعنوان "الفارس الذي سقط في الميدان" وكان ذلك بعد وفاة السيد عمر السقاف -رحمه الله- قال الأنصاري يصف معاصره: كان طالباً طموحاً منذ مطلع شبابه، ذا وعي وإدراك وثبات منقطع النظير، وحينما تخرج من المدرسة الابتدائية، كان الكثير من زملائه يكتفون بالدراسة وينتظمون في سلك الوظائف، أما هو فإنه أقدم على الرغبة في إكمال دراسته تباعاً، فانتظم في سلك مدرسة البعثات الثانوية بمكة فسافر إليها حتى تخرج منها، ثم طلب الالتحاق بالجامعة الأميركية في بيروت، وبعد تخرجه من الجامعة الأميركية نال دبلوم التجارة والاقتصاد التحق بوزارة الخارجية.
العمل دبلوماسي
استلم السيد عمر السقاف عمله كوزير دولة للشؤون الخارجية من عام 1388ه إلى عام 1394ه، وهو العام الذي توفي فيه -رحمه الله-، وكان الملك فيصل -رحمه الله- بخبرته العميقة ومكانته لدى دول العالم، ومعرفته بشؤون الملف الخارجي هو من يدير (وزارة الخارجية)، ولا شك حينها أن الفيصل -رحمه الله- وجد في السيد عمر السقاف الرجل المناسب في المكان المناسب، فكان التكليف يأتي من الفيصل للسقاف مباشرة، وكان الأخير معروفاً بتفانيه وإخلاصه وأمانته، حتى أنه -رحمه الله- كان يفتح أظرف المعاملات بنفسه، حرصاً منه على سرية وخصوصية العمل.
تدرج السقاف في المناصب الإدارية والدبلوماسية في عمله بوزارة الخارجية حتى أنه ما كان ينزل في بلد إلا ويسافر لآخر، يحضر الندوات والمؤتمرات، ويمثل المملكة بتوجيه مباشر من الملك فيصل -رحمه الله-، يقول الأنصاري واصفاً بعض مهام الوزير السقاف الدبلوماسية: اشترك في المؤتمر الآسيوي الإفريقي الذي عقد في الجزائر سنة 1965 ورأس وفد المملكة في بعض الدول الأوروبية والآسيوية والولايات المتحدة لشرح قضية فلسطين، ورأس وفد المملكة إلى اجتماعات الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب، وزار عدة دول عربية وإسلامية وآسيوية وإفريقية، وزار الأمريكتين.. حتى إن الدولة الكورية منحته الدكتوراه الفخرية الشرفية وقد انفردت مجلة "المنهل" بنشر ذلك مفصلاً من بين الصحف والمجلات، وذلك في العدد السادس الذي نشر في رجب سنة 1364ه.
كان السيد عمر السقاف أول وزير دولة للشؤون الخارجية، وشهدت فترة عمله مع الملك فيصل -رحمهما الله- عدداً من الأحداث والتقلبات السياسية تمثلت في حرب الأيام الستة أو ما يسمى "النكسة" عام 1967م ثم أحداث اليمن عام 1961م، وحرب "أكتوبر" عام 1973م، كما شهد القرار التاريخي للفيصل -رحمه الله- بحظر النفط بصورة تدريجية عن الولايات المتحدة، وأيضاً عاصر أثناء عمله كوزير دولة للشؤون الخارجية الأحداث الدامية بين الحكومة الأردنية وفصائل المقاومة الفلسطينية عام 1970م.
وزراء الخارجية
كان الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- أول وزير للخارجية في تاريخ المملكة حيث تقلد الوزارة في عهد والده -رحمهما الله- وذلك من عام 1349ه إلى عام 1380ه، ثم في فترة ثانية بدأت من عام 1382ه إلى عام 1395ه، وكان معالي الأستاذ إبراهيم السويل قد تسلم الوزارة كثاني وزير للخارجية السعودية، حيث بدأ عمله عام 1380ه إلى 1382ه، وبعد عودة الفيصل للخارجية استمر وزيراً لها حين كان ولياً للعهد ثم ملكاً للبلاد وبعد وفاته -رحمه الله- تسلم عراب العمل الدبلوماسي الحديث في المملكة الأمير سعود الفيصل سدة الوزارة ليستمر وزيراً لها منذ عام 1395ه إلى عام 1436ه، تلاه مؤخراً الوزير عادل بن أحمد الجبير، وفي 23/5/1377ه كان الأستاذ محمد إبراهيم مسعود قد عين بأمر من الملك سعود وزيراً مفوضاً من الدرجة الأولى، ومفتشاً للسلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية، أما الوزير حينها فكان الملك فيصل الذي كان ولياً للعهد حينذاك.
وفاته
تعرض السيد عمر بن عباس السقاف إلى أزمة قلبية -جلطة- حين كان في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، حيث توفي -رحمه الله- على إثرها في يوم الخميس الموافق 30 شوال من عام 1394ه، وذلك عن عمر يناهز الستين عاماً، قضاها في خدمة دينه ثم بلاده، وقد تلقى الملك فيصل حينها والشعب السعودي نبأ وفاة الوزير السقاف بعميق الحزن، ما دعا الفيصل إلى أن يأمر بسرعة نقل جثمانه إلى المملكة، حيث دفن -رحمه الله- في بقيع الغرقد، بعد أن صلي عليه في الحرم النبوي الشريف، وتلقى الديوان الملكي حينها سيلاً من برقيات التعازي في الفقيد، الذي كان ولا يزال اسماً وعلماً من أعلام العمل الدبلوماسي السعودي.

كان السقاف الأول على مستوى المملكة في المدرسة الأميرية

عمر السقاف

الجامعة الأميركية في بيروت حيث التحق بها السقاف

قصر السقاف التاريخي بمكة المكرمة شاهد على عمق العلاقة مع القيادة

السقاف التحق بوزارة الخارجية بعد إكماله لدراسته

السقاف كان من ضمن مَن واصل تعليمه في مصر







رد مع اقتباس
قديم 10-09-2016, 02:47 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو

✿ مديرة الموقع ✿

إحصائية العضو







*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice

 

*دنيا المحبة* غير متصل

 


كاتب الموضوع : *دنيا المحبة* المنتدى : منتدى عائلة السقاف
افتراضي

عمر بن عباس السقاف.. «دبلوماسي الأيام العصيبة»

الملك فيصل رحمه الله اعتمد على السقاف في كثير من الملفات الخارجية



إعداد - منصور العساف



حفل القرن الهجري المنصرم بأعيان وأعلام بارزة في تاريخ بلادنا، ومما لا شك فيه أن النصف الأول من ذلك القرن شهد مراحل التوحيد وجمع الكلمة، فيما شهد النصف الثاني مرحلة البناء والتأسيس وإقرار وتثبيت مؤسسات الدولة، التي عملت جاهدة على تعليم أبنائها في الداخل والخارج، لتعتمد بعد توفيق الله سبحانه وتعالى على سواعد أبنائها الذين حصلوا على الشهادات العليا في ضروب العلم، لا سيما وقد تباينت بهم التخصصات العلمية والأدبية كلٌ وفق مبتغاه ورغبته، وهو بلا شك ما تم تهيئته وتوظيفه لصالح بناء الدولة، التي وجدت من سواعد أبنائها خير معين في مراحل البناء والتأسيس، كما فعلت في مرحلة التوحيد وجمع الكلمة، ولا أدل على ذلك إلا مخرجات العمل الحكومي والخاص، التي مازلنا بفضل الله ننعم بما حباه الله لنا من أمن مستقر ووحدة في المصير ولله الحمد، ولا شك أيضاً أن هذا الإثراء في الأداء الحكومي كان له -بعد توفيق الله- أسبابه وأدواته التي تمثلت في ما بناه الآباء إرثاً عن الأجداد، الذين تقلدوا المناصب العليا، وحضي كثير منهم بخدمة بلاده عبر أكثر من مرفق وموقع.
شهدت فترة عمله العديد من الأحداث والتقلبات الدولية عام 1388ه ووضع بصمته في العمل السياسي
ما أن يذكر العمل الدبلوماسي في تاريخ المملكة إلا ويحضر اسم الملك فيصل -رحمه الله-، الذي تخرج في مدرسته السياسية والدبلوماسية، ابنه الوزير المحنك الأمير سعود الفيصل، الذي استلم زمام أمر وزارة الخارجية في المملكة لمدة 40 عاماً، ولأن طلاب الفيصل في العمل الدبلوماسي كانوا على قدر كبير من التمكن والخبرة، فإن أسماءهم وأعمالهم مازالت تذكر فتشكر، ولا أدل على ذلك إلا تاريخ التلميذ الأول للملك فيصل في العمل الخارجي معالي الوزير السيد عمر بن عباس السقاف، الذي شهد مع الفيصل فترة عصيبة في تاريخ الأمة والدولة، لا سيما في فترتي الثمانينات وبداية التسعينات الهجرية.
نبوغ مبكر
ولد السيد عمر بن عباس السقاف سنة 1332ه، والتحق بالكتاب حين كان في السابعة من عمره فحفظ القرآن الكريم، وأجاد العربية وتعلم العلوم الحديثة، وكان أثناء دراسته طالباً مميزاً ومتفوقاً على أقرانه، ويشهد له بذلك من عاصره ودرس معه، بل شهد أساتذته على تفوقه وذكائه ونبوغه، ويذكر أنه في الثانية عشرة من عمره حصل على الشهادة الابتدائية وكان الطالب الأول على مستوى المملكة، وذلك في المدرسة الأميرية الابتدائية بالمدينة المنورة، التي سميت فيما بعد ب "الناصرية"، حيث كان سكن والده في "العنبرية"، ويذكر أنه كان يساعد مدرسيه وأساتذته في بعض أعمالهم في رسم ووضع الجداول، ولذا فقد كان محل ثقتهم واهتمامهم، كما حظي بذات الثقة لدى والده الذي يعتمد عليه -بعد الله- في شؤون المنزل، ومتابعة إخوته الصغار، وكان والده -رحمهما الله- يتابعه وإخوته في تحصيلهم العلمي ويرتب لهم أوقاتهم وأعمالهم ومهامهم في جو أسري تغمره المحبة والألفة، كما شهد بذلك أستاذه عبدالحي بن عبدالسلام النقشبندي الذي يتذكر بدايات تلميذه حين كان طالباً في الابتدائية لا سيما وأنه أحد الشهود على تميزه ونبوغه.
ويروي عبدالحي قصته مع تلميذه بعد أن تحدث عن سفره وتركه العمل في المدرسة الابتدائية التي يدرس بها السيد عمر السقاف وبعد جولة قام بها النقشبندي داخل وخارج المملكة قال: "رجعت للمدينة أواخر سنة 1351ه، وعلمت بعد رجوعي أنه سافر لبيروت (يقصد السقاف) في الجامعة الأمريكية ونال دبلوم الاقتصاد في التجارة وتوظف في الخارجية ويمثل المملكة في الكثير من المؤتمرات التي يتطلب فيها مشاركة مندوب من المملكة، وكان الأمير فيصل كوزير للخارجية يبعث المذكور، وبعد وفاة والده جاء للمدينة فذهبت مع الشيخ عبدالمجيد لتعزيته فقال له الشيخ: هذا الشيخ عبدالحق فقال: أتعرفني به وهو أستاذي وله الفضل علي وعلى جيل من الشباب الذين درسوا عليه فشكرته على تقديره" .
مدرسة البعثات
تقول شقيقته فاطمة: لم تطل كثيراً فترة بقاء السيد عمر السقاف في المدينة المنورة حيث غادر إلى مكة المكرمة - بعد تخرجه من الابتدائية- للدراسة في مدرسة تحضير البعثات.. حيث مكث فقط أربع سنوات عاد بعدها إلى المدينة ثم إلى بعثته في الخارج، وتضيف السيدة فاطمة لم تطل فترة بقاء الطالب عمر السقاف في مدرسة تحضير البعثات فقد كانت الدراسة تنقسم إلى قسمين (القسم العام والقسم الخاص) وكانت الدراسة كما يقول الأستاذ خيرالدين الزركلي أربع سنوات للقسم العام، وخمس سنوات للقسم الخاص، وكانت المدرسة تدمج المرحلتين المتوسطة والثانوية في مرحلة واحدة لكن القسمين العام والخاص تحولا إلى القسم الأدبي والقسم العلمي، تخرج الطالب عمر السقاف من القسم العام بعد أربع سنوات وعاد إلى المدينة المنورة.
حرص السيد عباس السقاف على أن يعمل ابنه -حديث التخرج- معه في بعض أعماله التجارية، بيد أن الابن استطاع أن يقنع والده -برضا منه– بإكمال دراسته، وفعلاً دأب الأب على أن يلتحق ابنه بإحدى البعثات فسافر إلى القاهرة، ثم ما لبث أن غادرها إلى لبنان وهناك أكمل دراسته، وكان يتواصل مع أهله ويزورهم في الإجازات، لاسيما بعد أن بدأت رحلات الطيران طريقها الجديد من جدة إلى بيروت.
كانت صحيفة أم القرى قد نشرت في عددها رقم ( 1023) بتاريخ 19/10/1363ه الموافق 6/10/1944م بياناً بأسماء المبتعثين إلى مصر من مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة، وكان السيد عمر السقاف أحد أولئك المبتعثين.
كان الأديب الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري قد كتب بمجلة المنهل مقالاً بعنوان "الفارس الذي سقط في الميدان" وكان ذلك بعد وفاة السيد عمر السقاف -رحمه الله- قال الأنصاري يصف معاصره: كان طالباً طموحاً منذ مطلع شبابه، ذا وعي وإدراك وثبات منقطع النظير، وحينما تخرج من المدرسة الابتدائية، كان الكثير من زملائه يكتفون بالدراسة وينتظمون في سلك الوظائف، أما هو فإنه أقدم على الرغبة في إكمال دراسته تباعاً، فانتظم في سلك مدرسة البعثات الثانوية بمكة فسافر إليها حتى تخرج منها، ثم طلب الالتحاق بالجامعة الأميركية في بيروت، وبعد تخرجه من الجامعة الأميركية نال دبلوم التجارة والاقتصاد التحق بوزارة الخارجية.
العمل دبلوماسي
استلم السيد عمر السقاف عمله كوزير دولة للشؤون الخارجية من عام 1388ه إلى عام 1394ه، وهو العام الذي توفي فيه -رحمه الله-، وكان الملك فيصل -رحمه الله- بخبرته العميقة ومكانته لدى دول العالم، ومعرفته بشؤون الملف الخارجي هو من يدير (وزارة الخارجية)، ولا شك حينها أن الفيصل -رحمه الله- وجد في السيد عمر السقاف الرجل المناسب في المكان المناسب، فكان التكليف يأتي من الفيصل للسقاف مباشرة، وكان الأخير معروفاً بتفانيه وإخلاصه وأمانته، حتى أنه -رحمه الله- كان يفتح أظرف المعاملات بنفسه، حرصاً منه على سرية وخصوصية العمل.
تدرج السقاف في المناصب الإدارية والدبلوماسية في عمله بوزارة الخارجية حتى أنه ما كان ينزل في بلد إلا ويسافر لآخر، يحضر الندوات والمؤتمرات، ويمثل المملكة بتوجيه مباشر من الملك فيصل -رحمه الله-، يقول الأنصاري واصفاً بعض مهام الوزير السقاف الدبلوماسية: اشترك في المؤتمر الآسيوي الإفريقي الذي عقد في الجزائر سنة 1965 ورأس وفد المملكة في بعض الدول الأوروبية والآسيوية والولايات المتحدة لشرح قضية فلسطين، ورأس وفد المملكة إلى اجتماعات الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب، وزار عدة دول عربية وإسلامية وآسيوية وإفريقية، وزار الأمريكتين.. حتى إن الدولة الكورية منحته الدكتوراه الفخرية الشرفية وقد انفردت مجلة "المنهل" بنشر ذلك مفصلاً من بين الصحف والمجلات، وذلك في العدد السادس الذي نشر في رجب سنة 1364ه.
كان السيد عمر السقاف أول وزير دولة للشؤون الخارجية، وشهدت فترة عمله مع الملك فيصل -رحمهما الله- عدداً من الأحداث والتقلبات السياسية تمثلت في حرب الأيام الستة أو ما يسمى "النكسة" عام 1967م ثم أحداث اليمن عام 1961م، وحرب "أكتوبر" عام 1973م، كما شهد القرار التاريخي للفيصل -رحمه الله- بحظر النفط بصورة تدريجية عن الولايات المتحدة، وأيضاً عاصر أثناء عمله كوزير دولة للشؤون الخارجية الأحداث الدامية بين الحكومة الأردنية وفصائل المقاومة الفلسطينية عام 1970م.
وزراء الخارجية
كان الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- أول وزير للخارجية في تاريخ المملكة حيث تقلد الوزارة في عهد والده -رحمهما الله- وذلك من عام 1349ه إلى عام 1380ه، ثم في فترة ثانية بدأت من عام 1382ه إلى عام 1395ه، وكان معالي الأستاذ إبراهيم السويل قد تسلم الوزارة كثاني وزير للخارجية السعودية، حيث بدأ عمله عام 1380ه إلى 1382ه، وبعد عودة الفيصل للخارجية استمر وزيراً لها حين كان ولياً للعهد ثم ملكاً للبلاد وبعد وفاته -رحمه الله- تسلم عراب العمل الدبلوماسي الحديث في المملكة الأمير سعود الفيصل سدة الوزارة ليستمر وزيراً لها منذ عام 1395ه إلى عام 1436ه، تلاه مؤخراً الوزير عادل بن أحمد الجبير، وفي 23/5/1377ه كان الأستاذ محمد إبراهيم مسعود قد عين بأمر من الملك سعود وزيراً مفوضاً من الدرجة الأولى، ومفتشاً للسلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية، أما الوزير حينها فكان الملك فيصل الذي كان ولياً للعهد حينذاك.
وفاته
تعرض السيد عمر بن عباس السقاف إلى أزمة قلبية -جلطة- حين كان في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، حيث توفي -رحمه الله- على إثرها في يوم الخميس الموافق 30 شوال من عام 1394ه، وذلك عن عمر يناهز الستين عاماً، قضاها في خدمة دينه ثم بلاده، وقد تلقى الملك فيصل حينها والشعب السعودي نبأ وفاة الوزير السقاف بعميق الحزن، ما دعا الفيصل إلى أن يأمر بسرعة نقل جثمانه إلى المملكة، حيث دفن -رحمه الله- في بقيع الغرقد، بعد أن صلي عليه في الحرم النبوي الشريف، وتلقى الديوان الملكي حينها سيلاً من برقيات التعازي في الفقيد، الذي كان ولا يزال اسماً وعلماً من أعلام العمل الدبلوماسي السعودي.

كان السقاف الأول على مستوى المملكة في المدرسة الأميرية

عمر السقاف

الجامعة الأميركية في بيروت حيث التحق بها السقاف

قصر السقاف التاريخي بمكة المكرمة شاهد على عمق العلاقة مع القيادة

السقاف التحق بوزارة الخارجية بعد إكماله لدراسته

السقاف كان من ضمن مَن واصل تعليمه في مصر







رد مع اقتباس
قديم 10-09-2016, 08:30 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : *دنيا المحبة* المنتدى : منتدى عائلة السقاف
افتراضي

عمر بن عباس السقاف.. «دبلوماسي الأيام العصيبة»

الملك فيصل رحمه الله اعتمد على السقاف في كثير من الملفات الخارجية



إعداد - منصور العساف



حفل القرن الهجري المنصرم بأعيان وأعلام بارزة في تاريخ بلادنا، ومما لا شك فيه أن النصف الأول من ذلك القرن شهد مراحل التوحيد وجمع الكلمة، فيما شهد النصف الثاني مرحلة البناء والتأسيس وإقرار وتثبيت مؤسسات الدولة، التي عملت جاهدة على تعليم أبنائها في الداخل والخارج، لتعتمد بعد توفيق الله سبحانه وتعالى على سواعد أبنائها الذين حصلوا على الشهادات العليا في ضروب العلم، لا سيما وقد تباينت بهم التخصصات العلمية والأدبية كلٌ وفق مبتغاه ورغبته، وهو بلا شك ما تم تهيئته وتوظيفه لصالح بناء الدولة، التي وجدت من سواعد أبنائها خير معين في مراحل البناء والتأسيس، كما فعلت في مرحلة التوحيد وجمع الكلمة، ولا أدل على ذلك إلا مخرجات العمل الحكومي والخاص، التي مازلنا بفضل الله ننعم بما حباه الله لنا من أمن مستقر ووحدة في المصير ولله الحمد، ولا شك أيضاً أن هذا الإثراء في الأداء الحكومي كان له -بعد توفيق الله- أسبابه وأدواته التي تمثلت في ما بناه الآباء إرثاً عن الأجداد، الذين تقلدوا المناصب العليا، وحضي كثير منهم بخدمة بلاده عبر أكثر من مرفق وموقع.
شهدت فترة عمله العديد من الأحداث والتقلبات الدولية عام 1388ه ووضع بصمته في العمل السياسي
ما أن يذكر العمل الدبلوماسي في تاريخ المملكة إلا ويحضر اسم الملك فيصل -رحمه الله-، الذي تخرج في مدرسته السياسية والدبلوماسية، ابنه الوزير المحنك الأمير سعود الفيصل، الذي استلم زمام أمر وزارة الخارجية في المملكة لمدة 40 عاماً، ولأن طلاب الفيصل في العمل الدبلوماسي كانوا على قدر كبير من التمكن والخبرة، فإن أسماءهم وأعمالهم مازالت تذكر فتشكر، ولا أدل على ذلك إلا تاريخ التلميذ الأول للملك فيصل في العمل الخارجي معالي الوزير السيد عمر بن عباس السقاف، الذي شهد مع الفيصل فترة عصيبة في تاريخ الأمة والدولة، لا سيما في فترتي الثمانينات وبداية التسعينات الهجرية.
نبوغ مبكر
ولد السيد عمر بن عباس السقاف سنة 1332ه، والتحق بالكتاب حين كان في السابعة من عمره فحفظ القرآن الكريم، وأجاد العربية وتعلم العلوم الحديثة، وكان أثناء دراسته طالباً مميزاً ومتفوقاً على أقرانه، ويشهد له بذلك من عاصره ودرس معه، بل شهد أساتذته على تفوقه وذكائه ونبوغه، ويذكر أنه في الثانية عشرة من عمره حصل على الشهادة الابتدائية وكان الطالب الأول على مستوى المملكة، وذلك في المدرسة الأميرية الابتدائية بالمدينة المنورة، التي سميت فيما بعد ب "الناصرية"، حيث كان سكن والده في "العنبرية"، ويذكر أنه كان يساعد مدرسيه وأساتذته في بعض أعمالهم في رسم ووضع الجداول، ولذا فقد كان محل ثقتهم واهتمامهم، كما حظي بذات الثقة لدى والده الذي يعتمد عليه -بعد الله- في شؤون المنزل، ومتابعة إخوته الصغار، وكان والده -رحمهما الله- يتابعه وإخوته في تحصيلهم العلمي ويرتب لهم أوقاتهم وأعمالهم ومهامهم في جو أسري تغمره المحبة والألفة، كما شهد بذلك أستاذه عبدالحي بن عبدالسلام النقشبندي الذي يتذكر بدايات تلميذه حين كان طالباً في الابتدائية لا سيما وأنه أحد الشهود على تميزه ونبوغه.
ويروي عبدالحي قصته مع تلميذه بعد أن تحدث عن سفره وتركه العمل في المدرسة الابتدائية التي يدرس بها السيد عمر السقاف وبعد جولة قام بها النقشبندي داخل وخارج المملكة قال: "رجعت للمدينة أواخر سنة 1351ه، وعلمت بعد رجوعي أنه سافر لبيروت (يقصد السقاف) في الجامعة الأمريكية ونال دبلوم الاقتصاد في التجارة وتوظف في الخارجية ويمثل المملكة في الكثير من المؤتمرات التي يتطلب فيها مشاركة مندوب من المملكة، وكان الأمير فيصل كوزير للخارجية يبعث المذكور، وبعد وفاة والده جاء للمدينة فذهبت مع الشيخ عبدالمجيد لتعزيته فقال له الشيخ: هذا الشيخ عبدالحق فقال: أتعرفني به وهو أستاذي وله الفضل علي وعلى جيل من الشباب الذين درسوا عليه فشكرته على تقديره" .
مدرسة البعثات
تقول شقيقته فاطمة: لم تطل كثيراً فترة بقاء السيد عمر السقاف في المدينة المنورة حيث غادر إلى مكة المكرمة - بعد تخرجه من الابتدائية- للدراسة في مدرسة تحضير البعثات.. حيث مكث فقط أربع سنوات عاد بعدها إلى المدينة ثم إلى بعثته في الخارج، وتضيف السيدة فاطمة لم تطل فترة بقاء الطالب عمر السقاف في مدرسة تحضير البعثات فقد كانت الدراسة تنقسم إلى قسمين (القسم العام والقسم الخاص) وكانت الدراسة كما يقول الأستاذ خيرالدين الزركلي أربع سنوات للقسم العام، وخمس سنوات للقسم الخاص، وكانت المدرسة تدمج المرحلتين المتوسطة والثانوية في مرحلة واحدة لكن القسمين العام والخاص تحولا إلى القسم الأدبي والقسم العلمي، تخرج الطالب عمر السقاف من القسم العام بعد أربع سنوات وعاد إلى المدينة المنورة.
حرص السيد عباس السقاف على أن يعمل ابنه -حديث التخرج- معه في بعض أعماله التجارية، بيد أن الابن استطاع أن يقنع والده -برضا منه– بإكمال دراسته، وفعلاً دأب الأب على أن يلتحق ابنه بإحدى البعثات فسافر إلى القاهرة، ثم ما لبث أن غادرها إلى لبنان وهناك أكمل دراسته، وكان يتواصل مع أهله ويزورهم في الإجازات، لاسيما بعد أن بدأت رحلات الطيران طريقها الجديد من جدة إلى بيروت.
كانت صحيفة أم القرى قد نشرت في عددها رقم ( 1023) بتاريخ 19/10/1363ه الموافق 6/10/1944م بياناً بأسماء المبتعثين إلى مصر من مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة، وكان السيد عمر السقاف أحد أولئك المبتعثين.
كان الأديب الأستاذ عبدالقدوس الأنصاري قد كتب بمجلة المنهل مقالاً بعنوان "الفارس الذي سقط في الميدان" وكان ذلك بعد وفاة السيد عمر السقاف -رحمه الله- قال الأنصاري يصف معاصره: كان طالباً طموحاً منذ مطلع شبابه، ذا وعي وإدراك وثبات منقطع النظير، وحينما تخرج من المدرسة الابتدائية، كان الكثير من زملائه يكتفون بالدراسة وينتظمون في سلك الوظائف، أما هو فإنه أقدم على الرغبة في إكمال دراسته تباعاً، فانتظم في سلك مدرسة البعثات الثانوية بمكة فسافر إليها حتى تخرج منها، ثم طلب الالتحاق بالجامعة الأميركية في بيروت، وبعد تخرجه من الجامعة الأميركية نال دبلوم التجارة والاقتصاد التحق بوزارة الخارجية.
العمل دبلوماسي
استلم السيد عمر السقاف عمله كوزير دولة للشؤون الخارجية من عام 1388ه إلى عام 1394ه، وهو العام الذي توفي فيه -رحمه الله-، وكان الملك فيصل -رحمه الله- بخبرته العميقة ومكانته لدى دول العالم، ومعرفته بشؤون الملف الخارجي هو من يدير (وزارة الخارجية)، ولا شك حينها أن الفيصل -رحمه الله- وجد في السيد عمر السقاف الرجل المناسب في المكان المناسب، فكان التكليف يأتي من الفيصل للسقاف مباشرة، وكان الأخير معروفاً بتفانيه وإخلاصه وأمانته، حتى أنه -رحمه الله- كان يفتح أظرف المعاملات بنفسه، حرصاً منه على سرية وخصوصية العمل.
تدرج السقاف في المناصب الإدارية والدبلوماسية في عمله بوزارة الخارجية حتى أنه ما كان ينزل في بلد إلا ويسافر لآخر، يحضر الندوات والمؤتمرات، ويمثل المملكة بتوجيه مباشر من الملك فيصل -رحمه الله-، يقول الأنصاري واصفاً بعض مهام الوزير السقاف الدبلوماسية: اشترك في المؤتمر الآسيوي الإفريقي الذي عقد في الجزائر سنة 1965 ورأس وفد المملكة في بعض الدول الأوروبية والآسيوية والولايات المتحدة لشرح قضية فلسطين، ورأس وفد المملكة إلى اجتماعات الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب، وزار عدة دول عربية وإسلامية وآسيوية وإفريقية، وزار الأمريكتين.. حتى إن الدولة الكورية منحته الدكتوراه الفخرية الشرفية وقد انفردت مجلة "المنهل" بنشر ذلك مفصلاً من بين الصحف والمجلات، وذلك في العدد السادس الذي نشر في رجب سنة 1364ه.
كان السيد عمر السقاف أول وزير دولة للشؤون الخارجية، وشهدت فترة عمله مع الملك فيصل -رحمهما الله- عدداً من الأحداث والتقلبات السياسية تمثلت في حرب الأيام الستة أو ما يسمى "النكسة" عام 1967م ثم أحداث اليمن عام 1961م، وحرب "أكتوبر" عام 1973م، كما شهد القرار التاريخي للفيصل -رحمه الله- بحظر النفط بصورة تدريجية عن الولايات المتحدة، وأيضاً عاصر أثناء عمله كوزير دولة للشؤون الخارجية الأحداث الدامية بين الحكومة الأردنية وفصائل المقاومة الفلسطينية عام 1970م.
وزراء الخارجية
كان الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- أول وزير للخارجية في تاريخ المملكة حيث تقلد الوزارة في عهد والده -رحمهما الله- وذلك من عام 1349ه إلى عام 1380ه، ثم في فترة ثانية بدأت من عام 1382ه إلى عام 1395ه، وكان معالي الأستاذ إبراهيم السويل قد تسلم الوزارة كثاني وزير للخارجية السعودية، حيث بدأ عمله عام 1380ه إلى 1382ه، وبعد عودة الفيصل للخارجية استمر وزيراً لها حين كان ولياً للعهد ثم ملكاً للبلاد وبعد وفاته -رحمه الله- تسلم عراب العمل الدبلوماسي الحديث في المملكة الأمير سعود الفيصل سدة الوزارة ليستمر وزيراً لها منذ عام 1395ه إلى عام 1436ه، تلاه مؤخراً الوزير عادل بن أحمد الجبير، وفي 23/5/1377ه كان الأستاذ محمد إبراهيم مسعود قد عين بأمر من الملك سعود وزيراً مفوضاً من الدرجة الأولى، ومفتشاً للسلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية، أما الوزير حينها فكان الملك فيصل الذي كان ولياً للعهد حينذاك.
وفاته
تعرض السيد عمر بن عباس السقاف إلى أزمة قلبية -جلطة- حين كان في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة، حيث توفي -رحمه الله- على إثرها في يوم الخميس الموافق 30 شوال من عام 1394ه، وذلك عن عمر يناهز الستين عاماً، قضاها في خدمة دينه ثم بلاده، وقد تلقى الملك فيصل حينها والشعب السعودي نبأ وفاة الوزير السقاف بعميق الحزن، ما دعا الفيصل إلى أن يأمر بسرعة نقل جثمانه إلى المملكة، حيث دفن -رحمه الله- في بقيع الغرقد، بعد أن صلي عليه في الحرم النبوي الشريف، وتلقى الديوان الملكي حينها سيلاً من برقيات التعازي في الفقيد، الذي كان ولا يزال اسماً وعلماً من أعلام العمل الدبلوماسي السعودي.

كان السقاف الأول على مستوى المملكة في المدرسة الأميرية

عمر السقاف

الجامعة الأميركية في بيروت حيث التحق بها السقاف

قصر السقاف التاريخي بمكة المكرمة شاهد على عمق العلاقة مع القيادة

السقاف التحق بوزارة الخارجية بعد إكماله لدراسته

السقاف كان من ضمن مَن واصل تعليمه في مصر







رد مع اقتباس
قديم 10-09-2016, 08:32 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : *دنيا المحبة* المنتدى : منتدى عائلة السقاف
افتراضي







رد مع اقتباس
قديم 10-09-2016, 08:34 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : *دنيا المحبة* المنتدى : منتدى عائلة السقاف
افتراضي

السيد عمر السقاف ولد السيد عمر السقاف سنة 1332هـ ووالده السيد عباس. وفي السابعة من عمره أدخل الكتاب حتى أكمل حفظ القرآن وكان يسكن المشهور في طريق المطار ولما استولى الملك عبد العزيز على المدينة سنة 1344هـ دخل السيد عمر في المدرسة الابتدائية وكان يديرها المرحوم السيد أحمد صقر وكنت يومئذ مدرساً بمدرسة العلوم الشرعية ثم استقلت منها سنة 1347هـ وتعينت معلماً أول بالمدرسة الابتدائية فوجدت السيد عمر تلميذاً في السنة الثانية وانتقل الأستاذ محمد سالم الحجيلي للمالية فقمت مكانه في معاونة المدرسة المذكورة وكان علي أن أقوم بالدراسة قبيل الظهر وبعده أقوم برسم الجداول الأسبوعية وفي عطلة الظهر كان السيد عمر يأتيني في الإدارة يساعدني برسم الجداول وقد نتغدى سوية ثم بدت الأزمة الاقتصادية في المملكة وأصبح يصرف نصف الراتب والنصف على الجمرك وأصبح النصف لا يقوم بأود معيشتي وأولادي فسافرت بإجازة في العطلة سنة 1350 إلى مكة المكرمة وحججت تلك السنة مع زميلي السيد أحمد العربي ثم قدر لي أن انتدبت مراسلاً لجريدة صوت الحجاز التي تأسست سنة 1351 هـ برئاسة المرحوم صالح نصيف وتحريرها للسيد حسن فقي فسافرت بمساعدة المرحوم محمد سرور صبان مع هيئة اللاسلكي للرياض وتشرفت بالسلام على المغفور له الملك عبد العزيز وأنشدت في مدحه قصيدة أجازني عليها ثم سافرت للأحساء ومنها لبغداد ومنها لدمشق وأمضيت الصيف بها ثم رجعت للمدينة أواخر سنة 1351 وعلمت بعد رجوعي أنه سافر لبيروت في الجامعة الأمريكية ونال دبلوم الاقتصاد في التجارة وتوظف في الخارجية ويمثل المملكة في الكثير من المؤتمرات التي يتطلب فيها مشاركة مندوب من المملكة وكان الأمير فيصل كوزير للخارجية يبعث المذكور وبعد وفاة والده جاء للمدينة فذهبت مع الشيخ عبد المجيد لتعزيته فقال له الشيخ هذا الشيخ عبد الحق فقال أتعرفني به وهو أستاذي وله الفضل علي وعلى جيل من الشباب الذين درسوا عليه فشكرته على تقديره ورجع هو إلى جدة لمزاولة أعماله حتى وافاه القدر المحتوم في نيويورك وكانت وفاته بأزمة قلبية فصدر الأمر بحمل جثمانه للمملكة تقديراً له ولخدماته رحمه الله رحمة واسعة وفاض عليه من شآبيب رحمته ورضوانه. كتب الأستاذ عبد القدوس الأنصاري بمجلة المنهل بعنوان: الفارس الذي سقط في الميدان قائلاً: كان طالباً طموحاً منذ مطلع شبابه ذا وعي وإدراك وثبات منقطع النظير وحينما تخرج من المدرسة الابتدائية سنة 1350هـ كان الكثير من زملائه يكتفون بالدراسة وينتظمون في سلك الوظائف، أما هو فإنه أقدم على الرغبة في إكمال دراسته تباعاً فانتظم في سلك مدرسة البعثات الثانوية بمكة فسافر إليها حتى تخرج منها ثم طلب الالتحاق بالجامعة الأميركية في بيروت وبعد تخرجه من الجامعة الأمريكية ونال دبلوم التجارة والاقتصاد التحق بوزارة الخارجية وتدرج في المناصب حتى وصل لقمتها واشترك في المؤتمر الآسيوي الإفريقي الذي عقد في الجزائر سنة 1965 ورأس وفد المملكة في بعض الدول الأوروبية والآسيوية والولايات المتحدة لشرح قضية فلسطين ورأس وفد المملكة إلى اجتماعات الممثلين الشخصيين للملوك والرؤساء العرب وزار عدة دول عربية وإسلامية وآسيوية وإفريقية وزار الأمريكتين وكان من أعظم الرجال الذين جابوا أقطار الأرض شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً على البر وفي الجو في أكثر الأحيان وليس ابن بطوطة وماجلان أمامه بالنسبة للرحلات العالمية إلا أقزاماً وإن اختلفت وسائط الرحلات فالعبرة بالكمية للدول التي وفد إليها حتى إن الدولة الكورية منحته الدكتوراه الفخرية الشرفية وقد انفردت مجلة المنهل بنشر ذلك مفصلاً من بين الصحف والمجلات وذلك في العدد السادس الذي نشر في رجب سنة 1364 وكانت وفاته في نيويورك يوم الخميس الموافق 30 شوال 1394 بسبب جلطة في الدماغ بعد عمر حافل بالخدمات الجليلة لدينه ومليكه ووطنه وأمته. وقد نقل جثمانه بالطائرة من نيويورك إلى جدة فالمدينة ووري في البقيع الغرقد وهكذا سقط الفارس المعلم في الميدان الأرفع فامتلأت الجوانح بالأسى والحزن على فقيد مرموق ذي مكانة مرموقة في ظلال توجيهات قائدنا ورائدنا فيصل بن عبد العزيز وقد انهمرت برقيات التعازي من الملوك والرؤساء والزعماء من أنحاء العالم على الديوان الملكي تغمده الله برحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته.







رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(إظهار الاعضاء الذين قاموا بقراءة الموضوع منذ 11-06-2024, 05:11 AM (تعيين) (حذف)
لم يقم احد بقراءة الموضوع بعد.
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السيد عبدالرحمن ال السقاف *دنيا المحبة* منتدى عائلة السقاف 22 06-24-2018 10:26 PM
صورة السيد عبدالرحمن السقاف *دنيا المحبة* منتدى عائلة السقاف 24 11-24-2014 04:13 PM
السيد احمد السقاف يحى يوم الوطني اميره بحلاتي منتدى عائلة السقاف 3 12-23-2012 05:51 PM
وفاة السيد عبدالرحمن ال السقاف *دنيا المحبة* منتدى عائلة السقاف 29 05-12-2012 07:10 PM
السيد عبدالرحمن بن محمد بن طه السقاف آمـٍٍٍْــيرهـ بآخـٍلآقـٍ~ـي منتدى عائلة السقاف 46 04-26-2012 05:38 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir