أشار باحثون في استراليا إلى أن الرجال يتعرضون لنوبات قلبية أكثر من النساء بسبب هرمونات الذكورة في أجسامهم. وتوصل الباحثون إلى أن هرمونات الذكورة تنشط الجينات التي تؤدي إلى تكوين الكولسترول في الشرايين في حين لا تنشط أي من هذه الجينات في أجسام النساء.
وذكر ماترين نيج وهو طبيب أمراض قلب في مستشفى رويال برنس ألفريد في سيدني أن هذه النتائج قد تؤدي إلى تطوير وسائل علاجية خاصة بكل من الجنسين فيما يتعلق بأمراض القلب.
وقال دكتور نيج، حسب وكالة الانباء الالمانية، "إن هرمونات الذكورة تنشط الجينات المسببة لمرض الشريان التاجي لدى الرجال ولكننا توصلنا إلى نتيجة مثيرة للدهشة وهي أن هذه الهرمونات ليس لها تأثير عند حقنها في أجسام النساء رغم وجودها لدى الجنسين على حد سواء".
وتساعد هذه النتائج في تفسير سبب زيادة احتمالات تعرض الرجال لنوبات قلبية أكثر من النساء بمقدار خمسة أضعاف. ونشرت نتيجة الدراسة التي أجريت على مدار عامين في دورية "أميركان كولدج أوف كارديولجي".
وكان انخفاض احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية لدى النساء يفسر عادة بأنه يرجع إلى ارتفاع مستوى هرمونات الأنوثة في أجسامهن. ولكن دكتور نيج قال إن دراسته أثبتت خطأ هذا التفسير.
هذا ومن جانب آخر، توصلت دراسة قيمة إلى نتيجة مفادها أن النساء اللواتي يتناولن حبوب الهرمونات بعد انقطاع الطمث يتعرضن لأمراض القلب بنسبة تبلغ ضعف النسبة التي تتعرض بها النساء الأخريات لهذا المرض.
وكشفت النتائج أيضا أن العلاج الهرموني الذي يحظى بشعبية يفاقم خطر الإصابة بالمرض بين أولئك السيدات اللواتي يعانين من مستويات عالية من الكولسترول في الدم .
وقد أظهرت النتائج التي نشرت العام الماضي أن زيادة إجمالية في خطر الإصابة بالنوبة القلبية بلغت 30% بين النساء اللواتي يتناولن الهرمونات مقارنة بأولئك اللواتي تناولن حبوبا مموهة .
اما الدراسة التي نشرت في الدورية الطبية الإنجليزية فكشفت أن خطر الإصابة بأمراض القلب يزداد بنسبة 24%مع تناول الهرمونات ولكنها أضافت أن الخطر وصل إلى 81% زيادة عن الطبيعي وذلك في السنة الأولى لتناول حبوب prempro التي تحتوي على الهرمونات.
ومع ذلك فان الخطر الذي يحدق بأية امرأة بمفردها ممن يتناولن الهرمونات يعتبر ضئيلا فخلال فترة امتدت 5.6 سنة كشفت الدراسة أن 190 سيدة أصبن بالنوبة القلبية و كانت 39 حالة منها قاتلة بين 8506 من النساء اللواتي كن يتناولن حبوب prempro مقارنة ب 148 نوبة قلبية منها 34 قاتلة بين 8102 امرأة كن يتناولن حبوبا مموهة.
قال أحد كبار الباحثين، جوان مانسون، " يجب أن تخاف النساء حيث أن الاستروجين و البورجستين لا يزالان يلعبان دورا في علاج الأعراض التي تصاحب انقطاع الطمث لمدة عامين ولكن العلاج يجب أن لا يستخدم لوقاية من أمراض القلب أو الأمراض المزمنة الأخرى.
وكشفت آخر دراسة حول الموضوع أن خطر الإصابة بالنوبة القلبية كانت تزيد بنسبة 70% بين النساء اللواتي يتناولن أقراص الهرمونات ومضى على انقطاع الطمث لديهن عقدين من الزمن و كن يعانين من ارتفاع في مستوى الكولسترول الضار LDL أي أعلى من 155 لدى بدء الدراسة.
وحتى وقت ليس بالبعيد، كان حوالي ست ملايين امرأة أمريكية يتناولن حبوب الهرمونات وكان الأطباء يعتقدون لفترة طويلة أن هذه الهرمونات تحمي النساء من الأمراض بعد انقطاع الطمث بما في ذلك مرض القلب، هشاشة العظام و الزهامير وسرطان الثدي