بمناسبه قرب شهر رمضان المبارك حبيت انزل هذا الموضوع لتعم الفائده ان شاء الله
اول كل عام وانتم بخير
يسأل الكثيرون عن إمكانية الصوم مع اﻹصابة بمرض السكري، ويعتبر هذا المرض من اﻷمراض المزمنة, التي يمكن السيطرة عليها بالعﻼج والحمية، يمكن تحمل صيام شهر رمضان المبارك عند أغلب مرضى السكري بدون حدوث تغيرات مهمة في ضبط السكر.
وقد أظهرت عدة دراسات أن مستوى السكر عند مرضى السكر ينخفض بشكل طفيف في اﻷيام اﻷولى من رمضان ثم يعود إلى مستواه اﻷصلي في اليوم العشرين من شهر رمضان، ثم يرتفع ارتفاعاً خفيفاً في آخر شهر رمضان.
وقد يتأرجح مستوى السكر بشكل طفيف تبعا لعادات المريض الغذائية وآليات استقﻼب سكر الدم.
وتشير الدراسات الحالية إلى أنه لم تحدث أي مشكﻼت مهمة عند صيام المرضى السكريين من النوع الثاني (الذين يتناولون الحبوب الخافضة لسكر الدم)، أما المرضى الذين يتناولون اﻷنسولين فﻼ ينصحوا عادة بالصيام. أما في اﻷشكال الخفيفة من مرض السكر المعتمد على اﻷنسولين فقد يصر بعض المرضى على الصيام، وربما يمكن إعطاء هؤﻻء جرعة واحدة من اﻷنسولين المتوسط التأثير قبل السحور، وقد يعطى جرعة أخرى عند اﻹفطار. ومع ذلك يجب استشارة الطبيب قبل ذلك.
أما في المرضى الذين يتناولون جرعتين من الحبوب الخافضة لسكر الدم فينبغي تناول الجرعة اﻷولى عند اﻹفطار وهي الجرعة التي كانت تؤخذ عند الصباح. أما الجرعة الثانية فتؤخذ عند السحور، ويعطى نصف الجرعة التي كان يأخذها في المساء.
يخشى عادة من حدوث مُضاعفات حادة مثل: "نقص السكر في الدم، الغيبوبة، زيادة السكر في الدم، أو الحماض الكيتوني السكري, إﻻ أن هذا ﻻ يحدث عند معظم المرضى المُتابعين طبياً والمُلتزمين بالعﻼج.
المثلث الرمضاني
يقول الدكتور محسن علي جنيدي "أخصائي أمراض باطنية وسكري": يعتمد تدبير مرضى السكري في شهر رمضان الكريم على ثﻼثة عوامل نجملها فيما يُسمى المثلث الرمضاني وهي:
تعديل جرعات اﻷدوية واﻷنسولين.
(ضبط الحمية) أي اﻻنتباه إلى كمية الطعام في الوجبات وانتظامها.
تقليل الجهد الفيزيائي (البدني) أثناء النهار وبخاصة فترة ما بعد الظهر.
هل يسمح لمريض السكري بالصيام إن رغب في ذلك؟
يقول الدكتور "جنيدي" بشكل عام يُسمح بالصيام ونشجع على الصيام في كل الحاﻻت التالية:
المرضى الذين ﻻ يوجد لديهم أسباب موجبة لﻺفطار.
المرضى المُلتزمون بالعﻼج والحمية والتعليمات الطبية.
المرضى السكريين الزائدي الوزن (عدا الحوامل والمرضعات).
المرضى ذوي السكر المستقر.
فيما يتعلق بالمرضى الذين يوجد لديهم أسباب موجبة لﻺفطار فهم:
- مرضى السكري نمط 1 (النوع اﻷول) Type 1 Diabetes بشكل عام يجب أﻻ يصوموا، إذا أصر المريض على الصيام (يصوم مع مخاطرة) في الحاﻻت التالية (مضادات استطباب نسبية):
سكري نمط أول منضبط (مستوى السكر في الدم مضبوط).
ﻻ يوجد حماض كيتوني.
ﻻ يوجد نقص سكر حديث.
ﻻ يأخذ أكثر من حقنتي أنسولين في اليوم.
ولكن هناك حاﻻت ﻻ نسمح فيها بالصيام مطلقاً للخطر الشديد على حياة المريض (مضادات استطباب مطلقة):
سكري متأرجح (مستوى السكر في الدم غير مضبوط).
المرضى المعالجون بمضخة اﻷنسولين.
حدوث حماض كيتوني سكري أو نقص سكر شديد خﻼل الـ3 شهور الماضية.
المرضى الذين يعيشون لوحدهم.
مرضى اﻻختﻼطات (مُضاعفات مرض السكري) المُتقدمة الوعائية الدقيقة أو الكبيرة (مُضاعفات اﻷوعية الدموية "الشرايين"), اختﻼطات عينية, كلوية, أو قلبية.
اﻷطفال.
السكري النمط الثاني Type 2 Diabetes المرضى الذين لديهم واحد أو أكثر مما يلي يجب أن ﻻ يصوموا:
حاﻻت لها عﻼقة بالسكري
اعتﻼل كلية مع مستوى كرياتينين في الدم أكثر من 1.5 مغ /دل (150 ممول / لتر).
اعتﻼل شبكية شديد. موضوع اعتﻼل الشبكية السكري.
اعتﻼل أعصاب ذاتية (الجهاز العصبي المُستقل)– من أعراضه هبوط ضغط انتصابي (خاصة عند الوقوف من حال الجلوس).
حالة عدم إدراك نقص مستوى السكر في الدم.
اختﻼطات مهمة وعائية كبيرة إكليلية (شرايين القلب) أو دماغية.
وجود حماض كيتوني.
سكري غير منضبط يكون مُعدل الغلوكوز في الدم أكثر من 300 مغ (16.5 ممول).
اعتماد المريض على حقن أنسولين مُتعددة في اليوم للعﻼج.
حدوث نقص سكر مرة أو مرتين خﻼل شهر رمضان السابق.
المرضى المعروف عنهم عدم التزامهم بالعﻼج والحمية.
ترافق هذا المرض مع حاﻻت فيزيولوجية كالحمل واﻹرضاع.
وجود أمراض مُرافقة.
قرحة معدية. موضوع قرح المعدة واﻻثنى عشر.
تدرن رئوي فعال أو الربو.
شخص مُعرض لحصيات كلوية مع تكرر التهاب المسالك بولية. موضوع حصيات المسالك البولية.
السرطان.
أمراض قلبية وعائية مثل ذبحة صدرية غير مستقرة أو ارتفاع ضغط دم غير مُسيطر عليه، موضوع الذبحة الصدرية.
حاﻻت نفسية شديدة.
اضطراب وظيفية كبدية: إنزيمات الكبد أكثر من ضعفي الطبيعي.
توصيات لمرضى السكري في رمضان
ﻻتخاذ إجراءات خاصة لمنع حدوث نقص سكر الدم يمكن:
تأخير السحور حتى قرب وقت اﻹمساك.
تغيير نمط وتركيب الوجبات وعدم حذف أي وجبة من السحور أو الفطور.
إنقاص التمارين الرياضية خﻼل النهار ويجب إجراء التمارين الرياضية بعد اﻹفطار بساعة, مع التشجيع على التمارين المُناسبة.
عدم تناول المزيد من المُرطبات والطعام بعد اﻹفطار ﻷن التناول الزائد يؤدي إلى زيادة السكر والوزن.
منع تناول اﻷغذية الغنية بالسعرات الحرارية (الدسمة) واﻷكﻼت المُحضرة في رمضان من الحلويات (بسبوسة, كنافة,.....الخ ).
بالنسبة للعﻼجات
الفهم واﻻلتزام بالعﻼج ضروري.
تعديل جرعات اﻷدوية وتوقيتها في
1- المرضى الذين يأخذون الحبوب مرة واحدة: تؤخذ مرة واحدة عند اﻹفطار تماماً.
2- المرضى الذين يأخذون جرعات مُقسمة مُتعددة تؤخذ الجُرعة اﻷكبر قبل اﻹفطار واﻷصغر قبل السحور (ويُقترح أخذ نصف الجُرعة المأخوذة قبل شهر رمضان في وقت السحور لتجنب نقص السكر).
3- بالنسبة للجُرعات الصباحية وأي جرعات أخرى في منتصف النهار تؤخذ وقت اﻹفطار تماماُ.
مرضى السكري النمط الثاني الذين يُعالجون باﻷنسولين:
1- يُستعمل اﻷنسولين المتوسط عند وقت اﻹفطار (نفس جُرعة الصباح).
2- ويأخذ إبرة أنسولين سريع فقط 0.1 وحدة/ كغ قبل السحور.
دور المريض
مُراقبة السكر في المنزل خﻼل شهر رمضان
مُراقبة السكر أثناء الصيام لمعرفة حاﻻت نقص السكر في اﻷوقات التالية:
1- قبل السحور بساعتين.
2- ساعة قبل اﻹفطار.
3- إذا كان سكر الدم مُنخفضاً, يجب إيقاف الصيام
يجب مُراقبة السكر أثناء الصيام ﻻلتقاط حاﻻت فرط السكر في اﻷوقات التالية:
1- ساعة إلى ساعتين بعد اﻹفطار.
2- إذا كان مستوى السكر في الدم أكثر من 250 ملليغراما / 100 ملليلتر دم نُعاير الكيتون في البول وإذا كان إيجابيا يوقف الصيام ويجب مراجعة الطبيب.
مُراقبة اﻷسيتون في البول خاصة في السكري نمط 1.
كيف يصوم مريض االسكر
قياس الوزن يومياً و إعﻼم الطبيب:
1- بنقص الوزن الذي قد يكون بسبب الجفاف أو نقص المُتناول من السوائل أو كثرة التبول.
2- بزيادة الوزن بسبب الطعام الزائد.
تسجيل المتناول من الطعام لمنع اﻻستهﻼك الزائد أو الناقص.
اﻹفطار في أي وقت يشعر المريض فيه بنقص السكر.
عدم نسيان جرعات اﻷنسولين إذا كنت من متناولي هذه الحقن دون اﻷدوية اﻷخرى في وقتها، والمسألة تحتاج إلى تنظيم الجرعة من الوقت والكم تحت إشراف طبيب مختص؛ وهي أن يتناول جرعة اﻷنسولين عند إتمامه للسحور, وعند الفطور بجرعات محددة من قبل الطبيب حتى يضمن السيطرة على سكر الدم ضمن الحدّ المعين، ويجب التنبيه أنه ﻻ بدّ لمريض السكر كما يعلم أن يحدّد سكر الدم باﻷجهزة المعروفة في أوقاتها المعلومة ثم إذا انتابه شيء من عﻼمات قلة السكر في الدم كالدّوار وارتعاش الجسم والعرق الزائد فعليه أن يتناول ما يمكن أن يتناوله من السكّريات حتى ﻻ يتعرض لمضاعفات ذلك؛ فيفطر إن كان صائماً عمﻼّ بقوله تعالى: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) فﻼ يلقي بنفسه إلى التهلكة وقد قال الله عز وجل: (وَﻻَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ). وهو معذور في ذلك والله أعلم.
أماّ من يتناول مخفّضات السكر عن طريق الفم فيمكن أن يتناول ذلك بعد استشارة الطبيب عند السحور والفطور بجرعات محددة ومعروفة.