علمي ابنتك الاعتزاز بأنوثتها
تشتكي بعض الامهات من ان بناتهن يتصرفن كإخوتهن الاولاد أو يفضلن الملابس ذات الطابع الرجالي, وهن ينفرن من الفساتين ولا يتصرفن كالإناث الرقيقات
وبعضهن يشكل عصابة في المدرسة تفرض سطوتها علي الاخريات وكثيرا ما يثرن المقالب لاولياء أمورهن, وبالتأكيد هناك أسباب لتصرف البنت علي هذا النحو منها أن البنت قد تعاني من تفضيل عائلتها لاخيها الذكر كما تقول د.علوية عبدالباقي أستاذ الطب النفسي للاطفال والمراهقة بجامعة عين شمس, كما أن لها أسبابا اجتماعية أخري. نتيجة الموروث الاجتماعي الذي ينظر إلي الفتاة برؤية متدنية, ويركز حالة التمييز بين الذكر والانثي بالشكل الذي يعطي للولد الذكر الحرية المطلقة والتقدير الكامل, الأمر الذي ينعكس علي رؤية البنت لذاتها وشعورها بالحقارة والنقص وطلبا للثأر لذاتها, فهي تسعي للتعويض عن الحالة بالميل إلي السلوك الذكوري سواء في طريقة الكلام أو الحركات أو الملابس أو حتي في الانخراط في عصابة بنات مسترجلة تحاول فرض السيطرة علي الفتيات الأضعف شخصية في المدرسة أو النادي أو القرية.
وهناك اسباب اسرية تضيفها الدكتورة علوية عبدالباقي مثل انشغال الوالدين عن التربية وعدم توفير الاجواء التي تجعل الفتاة تفرح بأنوثتها, كما أن الأم المتسلطة قد تكون سببا في تأصيل البنت للسلوك الذكوري, وكذلك تدليل الفتاة قد يأتي بنفس النتيجة أو ان تكون وحيدة وسط أولاد ذكور, هي هنا تحاول أن تكون مثلهم في سلوكهم وحركاتهم وتزداد الحالة سوءا إذا ما كان هناك قمع للانوثة واستحقار لها مع تقديس الذكور, والحل قد يحتاج لبعض الوقت كما تقول د.علوية: لابد أن تولي الأسرة عناية لمهام التربية ومتابعة شئون الابناء بشكل واضح, ويتطلب الأمر توفير حالة من الاعتزاز بالانوثة وهو ما قد يكون مطلوبا بالدرجة الأولي من الأم التي هي الشخص الأول الذي تنظر إليه الفتاة. وكذلك ينبغ تأكيد قيمة الانوثة داخل المدرسة.
وبالنسبة لدور المدرسة تقول الدكتورة علوية: يقوم دور المدرسة علي تعزيز حب الانوثة, اضافة إلي متابعة هؤلاء الفتيات وإجراء دراسة عن سبب الانحراف والاستعانة بالمرشدة الاجتماعية.