كان فضالة بن صيفي كثير البكاء
فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته ما شانه؟
قالت زعم انه يريد سفرا بعيدا وماله زاد
كان السري السقطي رحمه الله اذا جن عليه الليل وقام يصلي دافع البكاء
اول الليل ثم دافع ثم دافع فاذا غلبه الامر اخذ في البكاء والنحيب
قال ابو جعفر البقال
دخلت على احمد بن يحيى رحمه الله فرايته يبكي بكاء كثيرا
ما يكاد يتمالك نفسه فقلت له
اخبرني ما حالك؟
فاراد ان يكتمني فلم ادعه فقال لي
فاتني حزبي البارحة ولا احسب ذلك الا لامر احدثته فعوقبت بمنع حزبي
ثم اخذ يبكي فاشفقت عليه واحببت ان اسهل عليه
فقلت له ما اعجب امرك لم ترض عن الله تعالى في نومة نومك اياها
حتى قعدت تبكي فقال لي
دع عنك هذا يا ابا جعفر فما احسب ذلك الا من امر احدثته
ثم غلب عليه البكاء فلما رايته لا يقبل مني انصرفت وتركته
وقف ابن المكندر ذات ليلة يصلي فكثر بكاؤه حتى فزع له اهله وسالوه
فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء فارسلوا الى ابي حازم فجاء اليه فقال
ما الذي ابكاك قال
مرت بي اية قال وما هي قال
(( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ))
فبكى ابو حازم معه فاشتد بكاؤهما
وهذا اسماعيل بن زكريا يروي حال حبيب بن محمد وكان جارا له يقول
كنت اذا امسيت سمعت بكاءه واذا اصبحت سمعت بكاءه
فاتيت اهله فقلت ما شانه؟
يبكي اذا امسى ويبكي اذا اصبح؟ قال فقالت لي
يخاف والله اذا امسى ان لا يصبح و اذا اصبح ان لا يمسي
وحين عوتب يزيد الرقاشي على كثرة بكائه وقيل له
لو كانت النار خلقت لك ما زدت على هذا؟
قال وهل خلقت النار الا لي ولاصحابي ولاخواننا من الجن و الانس؟
وانتبه الحسن ليلة فبكى
فضج اهل الدار بالبكاء فسالوه عن حاله فقال ذكرت ذنبا لي فبكيت
وعن تميم الداري رضى الله عنه انه قرا هذه الاية
(( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ))
فجعل يرددها الى الصباح ويبكي
وحدث من شهد عمر بن عبد العزيز وهو امير على المدينة
ان رجلا قرا عنده:
(( وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ))
فبكى حتى غلبه البكاء وعلا نشيجه فقام من مجلسه
فدخل بيته وتفرق الناس
كان احد الصالحين يمشى ذات يوم فوجد رجلا يشوى لحما على النار
فبكى فسئل عن ذلك فقال انما ابكى على ابن ادم يدخل الحيوان النار ميتا
ويدخلها ابن ادم حيا