المشاركات العربية.. لا من شاف ولا من دري!!

المشاركات العربية.. لا من شاف ولا من دري!!



كان مونديال إيطاليا 1934 الانطلاقة العربية الأولى في نهائيات كأس العالم عندما شارك المنتخب المصري آنذاك وخرج بنظام خروج المغلوب امام المجر من أول مباراة ولم تغب المنتخبات العربية منذ مونديال الأرجنتين 1978 عن المشاركة تطورت منتخبات أخرى ولامست العالمية والعرب محلك سر إنجازات لا تتعدى أصابع اليد بالرغم من الخبرة الطويلة التي اكتسبت من جراء الاحتكاك المتواصل الأمر الذي أصاب الشارع العربي بالإحباط وتوجه لتشجيع الفرق العالمية الأخرى اما لتفريغ الغضب والحزن الذي يخيم عليه من الإخفاقات أو للاستمتاع بفنون اللعبة التي أصبحت في الأساس صناعة ليس هواية فحسب كون كرة القدم صعدت ببلد كالبرازيل مثلا إلى عالم الشهرة بالرغم من فقرها الشديد.

الإمكانات الهائلة

تمتلك غالبية المنتخبات العربية الطاقات والإمكانيات الهائلة كالدعم المادي والمعنوي والمواهب التي نتابعها موسميا إلى جانب الخبرات الطويلة المدى مع نهائيات كأس العام وإذا تحدثنا عن المنتخب السعودي نجد انه فرض نفسه على الساحة بعد ان وفر الاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل ومساعديهما الدعم اللامحدود لتجهيز المنتخب واعداده بشكل فاق الوصف كالتحفيز المادي قبل واثناء سير المباريات والوقوف معنويا عن قرب مع اللاعبين إلى جانب تفريغهم بدنيا وذهنيا بصدور قرارات إيجابية بعدم الخوض في اي عروض احترافية والمطالبة الدائمة بعدم النقد غير المجدي بالإضافة إلى الاجتماعات المتواصلة انفراديا بعيدا عن الجهازين الإداري والفني للوقوف على نقطة تحتاج لحلول سريعة.

مشاكل بين السطور

ويؤكد العديد من خبراء الكرة في الشارع العربي وجود مشاكل مزمنة للاعب العربي في المسابقات المحلية تحتاج من المسؤولين في الاتحادات المحلية التدخل والبناء من جديد من الأساس بدءا من الأندية حيث ان اختفاء الإنجاز العربي في نهائيات كأس العالم يكمن في تسلم الاتحادات للاعبين قبل مشاركتهم الفعلية بوقت قصير ويصاحب اللاعب العديد من التراكمات والمشاكل التي مر بها في ناديه تؤثر بشكل قاطع على تركيزه مع المنتخب.

مفهوم الاحتراف

ويشير رأي آخر إلى عدم وصول اللاعب العربي لمفهوم الاحتراف الحقيقي أما لسبب لعدم تطبيق الاحتراف الإداري في ناديه أو لتفكير اللاعب في تأمين مستقبله الوظيفي دون تطوير مستواه الفني حيث تجد اللاعب يجاهد على مدار أربع سنوات متوسط عطائه في الملاعب العربية لإثبات وجوده بتجميع اكبر رقم من المبالغ المادية لقلقه الدائم من الإصابات أو الابتعاد النهائي عن مزاولة كرة القدم لأسباب أخرى.

الشيشة العربية

ويعتبر اللاعب العربي بشهادة النقاد والمقربين جدا لكرة العربي بشكل عام اكبر صديق للنواحي السلبية التي تنهي مستويات اللاعبين سريعا كالسهر حتى الفجر وإجراء تمرين مسائي لمدة ساعة فقط وزيارة المقاهي الخاصة بعيدا عن الأنظار لتناول ما يسمى بالشيشة بخلاف عادة التدخين وسلبيات أخرى ساهمت بشكل كبير في اختفاء مواهب كروية كان يتوقع لها مستوى كبير في عالم الكرة.

الثقة المعدومة

غالبا ما تدخل المنتخبات العربية نهائيات كأس العالم بهدف تقليل اكبر حد ممكن الخسائر وليس للفوز والتأهل للأدوار الحاسمة الهاجس الذي ساهم به خبراء إعلاميون برهبة اللاعبين العالمين وكأنهم أتوا من كوكب آخر الامر الذي نزع الثقة المطلوبة للاعب العربي ومقارنة المنتخبات الأخرى نجد منتخب كالبرتغال بدأ من الصفر وتجرع الهزائم في كأس العالم امام المنتخب المغربي على سبيل المثال في مونديال المكسيك 86 بثلاثة أهداف ولكن البرتغاليين الآن تصدروا المجموعة الأربعة في ألمانيا بخطى ثابتة دون خسارة والحال ينطبق على المنتخب التركي الذي هزم بنتيجة ثمانية أهداف لثلاث مرات في تاريخية ولكنه اعاد تنظيم نفسه بدعم جماعي دون تعصب واحتل المركز الثالث في مونديال كوريا واليابان.

الاحتراف الخارجي

لعل الخطوة التي ستختصر الوقت كثيرا احتراف اللاعب العربي خارجيا خاصة في الدوري الأوروبي ودخوله الجو الاحترافي المناسب لمزاولة كرة القدم لفترة طويلة تعيد تأهيله بعيدا عن عوامل الهدم التي أثرت بشكل كبير على الكرة العربية كالتعصب الرياضي والضغوط النفسية الهائلة ولتمكين الثقة من نفسه عندما يحثك بأفضل اللاعبين في العالم فلاعب مثل زين الدين زيدان لا يمكن ان يظهر عالميا بهذه النجومية لو انه استمر مثلا في الدوري الجزائري.

القرعة الظالمة

لم تظلم قرعة مونديال ألمانيا منتخبي السعودية وتونس بل كانت رب ضارة نافعة حين لاحت فرصة ذهبية بعد تعادل المنتخبين في انطلاقة مشوارهما في النهائيات فقد كانت الظروف في مصلحة المنتخب السعودي لكسب النقاط الثلاث امام أوكرانيا الذي فوجئ بهدايا قد لا تتكرر أبدا في حالة مباراة أخرى للمنتخبين وتونس أيضاً فرحت بفوز كان في متناول اليد امام إسبانيا كان كفيلا بدخول لقاء أوكرانيا بعيدا عن الضغوط النفسية وكما قال الدولي السابق الزبير بيه لقد اختلف تفكير اللاعبين التوانسة عن مونديال المكسيك 86.

مشاركة العرب

منذ مونديال إيطاليا 34 شارك ثمانية منتخبات عربية مصر، والمغرب، وتونس، والجزائر، والكويت، والإمارات، بالإضافة إلى السعودية والعراق.

لم يتأهل للدور الثاني سوى المغرب في مونديال المكسيك والسعودية في مونديال أمريكا 94.



المنتخب

المغرب

السعودية

أفضل إنجاز

التأهل إلى الدور الثاني

التأهل إلى الدور الثاني

النتائج

تصدرت المجموعة السادسة في مونديال المكسيك 86 بخمس نقاط.. تعادلان مع بولندا وإنجلترا وفوز على البرتغال.

احتلت المركز الثاني بست نقاط في المجموعة السادسة خسارة من هولندا وفوزين على المغرب وبلجيكا.

أفضل النتائج

قدمت غالبية المنتخبات العربية مستويات رائعة في نهائيات كأس العالم كانت كفيلة بكسب الخبرات المناسبة لمواصلة إنجازات أفضل ولكن جاءت كفورة الحماس وانطفأت إلى إشعار آخر.

المنتخب

تونس

الجزائر

الكويت

المغرب

مصر

السعودية

النتائج

مونديال الأرجنتين 78 فوز على المكسيك 3/1 وتعادل مع ألمانيا بدون أهداف.

مونديال إسبانيا 82 فوز على ألمانيا 2/1 وعلى تشيلي 3/2 مونديال المكسيك 86 تعادل مع ايرلندا 1/1.

مونديال إسبانيا تعادل مع تشيكوسلوفاكيا 1/1.

مونديال المكسيك تعادلان امام بولندا وإنجلترا صفر / صفر، فوز على البرتغال 3/1، مونديال 98 فرنسا تعادل مع النرويج وفز على اسكتلندا.

مونديال إيطاليا 90 تعادلان مع هولندا 1/1 وآخر ايرلندا صفر / صفر.

مونديال أمريكا 94 فوزان على المغرب 2/1 وبلجيكا 1/0.

مونديال فرنسا 98 تعادل مع جنوب إفريقيا 2/2.

أبرز الهدافين

نجح العديد من اللاعبين العرب من تسجيل أسمائهم بتاريخ نهائيات كأس العالم يأتي أبرزهم سامي الجابر وسعيد العويران وفؤاد أنور ويوسف الثنيان من المنتخب السعودي والمصري عبدالرحمن فوزي والكويتي فيصل الدخيل والعرقي احمد راضي والإماراتي خالد إسماعيل والمغربي صلاح الدين بصير ورابح ماجر والأخضر بلومي من الجزائر وعلي الكعبي وجوهر مناري من المنتخب التونسي.



وبعد المشاركة المصرية غابت المنتخبات العربية عن كأس العالم في ست بطولات متتالية وكان المغرب أو المنتخبات مشاركة بعد هذا الانقطاع وذلك في مونديال المكسيك الذي اقيم عام 1970م ولكن المنتخب المغربي لم يكن افضل حالاً من سابقه حيث تذيل فرق مجموعته عقب خسارته امام ألمانيا 2/1 والبيرو 3/صفر والتعادل امام بلغاريا 1/1.

وفي مونديال 1978م بالارجنتين شارك المنتخب التونسي للمرة الأولى وحقق نتائج جيدة حيث فاز في مباراته الأولى امام المكسيك 3/1 وخسر امام بولندا 1/صفر وتعادل في مباراته الأخيرة امام ألمانيا بدون اهداف.

وهذه النتائج لم تكن كافية لبلوغ الدور الثاني حيث تأهل منتخبا بولندا وألمانيا عن المجموعة الثانية.

وشهد مونديال 1982م باسبانيا مشاركة منتخبين عربيين هما المنتخب الكويتي في ظهوره الأول والجزائري في ظهوره الثاني وهذا الاخير قدم مستويات رائعة ونتائج ايجابية حيث تمكن من هزيمة ألمانيا 2/1 وتشيلي 3/2 وخسر امام النمسا 2/0 وكان من المفترض ان يتأهل للدور الثاني من البطولة لولا المؤامرة (الالمانية النمساوية) التي اقصت المنتخب الجزائري بفارق الاهداف.

اما المنتخب الكويتي فقد تعادل امام تشيكو سلوفاكيا 1/1 وخسر بعد ذلك امام فرنسا 4/1 وانجلترا 1/0.

اما مونديال 1986م في المكسيك فقد شهد مشاركة ثلاثة منتخبات عربية للمرة الاولى وهي المغرب والجزائر والعراق وكانت نتائجها متفاوتة من منتخب لاخر.

فالمنتخب المغربي نجح في بلوغ الدور الثاني كأول منتخب عربي يصل لهذا الدور وذلك عقب تعادله السلبي امام بولندا وانجلترا وفوزه على البرتغال 3/1 ولكنه في الدور الثاني اصطدم بألمانيا التي فازت 1/0.

اما المنتخب الجزائري فقد كانت مشاركته اقل من السابقة حيث تعادل مع ايرلندا الشمالية 1/1 قبل ان يخسر من البرازيل 1/ 0 واسبانيا 3/1 اما العراق الممثل العربي الثالث فقد تكبد ثلاث خسائر امام البراجواي 1/0 وبلجيكا 2/1 والمكسيك 1/0.

وفي مونديال 1990م بايطاليا تلقى المنتخب الاماراتي خسائر ثقيلة في مشاركته الاولى والاخيرة حتى الآن حيث خسر امام كولومبيا 2/0 وألمانيا 5/1 ويوغسلافيا 4/1 في المقابل نجح المنتخب المصري الذي يشارك للمرة الثانية في التعادل امام هولندا 1/1 وايرلندا سلبياً قبل ان يخسر امام انجلترا 1/0 ولكنه رغم ذلك تذيل المجموعة السادسة اسوة بشقيقه الاماراتي الذي تذيل فرق المجموعة الرابعة.

وفي مونديال 1994م بأمريكا كان حضور المنتخب السعودي مشرفاً قياساً بمشاركته الأولى حيث خسر بصعوبة امام هولندا 2/1 وكسب المغرب بنفس النتيجة وفاز على بلجيكا بهدف نظيف وتأهل للدور الثاني الذي واجه خلاله المنتخب السويدي وخسر امامه 3/1.

اما المنتخب المغربي فكان حضوره باهتاً حيث خسر مبارياته الثلاث امام بلجيكا 1/0 والسعودية وهولندا بنتيجة واحدة 2/1.

وفي مونديال 1998م بفرنسا كان المنتخب المغربي الابرز بين اشقائه حيث تعادل مع النرويج 2/2 وخسر امام البرازيل 3/0 قبل ان يتجاوز اسكتلندا بنفس النتيجة وكان مرشحاً لبلوغ الدور الثاني لولا الخسارة غير المنتظرة للمنتخب البرازيلي امام النرويج.

اما المنتخب السعودي فقد خالف التوقعات وخسر امام الدانمارك 1/0 وفرنسا 4/0 وتعادل امام جنوب افريقيا 2/2 في المقابل خسرت تونس امام انجلترا 2/0 وكولومبيا 1/0 وتعادلت امام رومانيا 1/1 وفي النهاية خرجت المنتخبات العربية الثلاثة بخفي حنين من الدور الأول.

وكانت المشاركة العربية في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان هي الاسوأ على الاطلاق حيث تلقى المنتخب السعودي خسائر قاسية كان ابرزها هزيمته امام ألمانيا 8/0 قبل ان يخسر امام الكاميرون 1/0 وايرلندا 3/0 ويودع البطولة بشباك متخمة بدرزن من الاهداف دون ان يسجل هجومه ولو هدفاً شرفياً.

وسار المنتخب التونسي الممثل الثاني على نفس المنوال ولكن بدرجة اقل حيث خسر امام روسيا واليابان بنتيجة واحدة 2/0 وتعادل امام بلجيكا 1/1.

وفي المونديال الحالي بألمانيا وبعد التعادل الايجابي 2/2 الذي آلت اليه مباراة المنتخبين السعودي والتونسي اللذين وضعتهما القرعة في المجموعة الثامنة خسر المنتخب السعودي امام اوكرانيا 4/0 واسبانيا 1/0 في حين خسر المنتخب التونسي امام اسبانيا 3/1 واوكرانيا 1/0.

ومن خلال وقائع ومعطيات المشاركات العربية العشر يتضح للجميع عدم قدرة المنتخبات العربية على مقارعة المنتخبات الكبيرة أو حتى المنافسة على الادوار المتقدمة من البطولة وان هدفها هو المشاركة من اجل المشاركة وان بلوغ الدور الثاني يبقى اكبر طموحاتها.