الله يلعن الخرمه وخاصة خرمة التمباك فهي تفعل فعائلها في الخرمان وتفرض عليه التزامات وتلغي عنه أخرى ... ساورد لكم اليوم قصة مثل والقصة واقعية وهي للعبرة ونص المثل يقول : فلان باعني بيعة التمباك باعتبار ان التمباك في بلادنا هو أردأ سلعة وأرخصها ولا توجد له فوائد تذكر ( لكن سعره ارتفع مؤخرا مع موجة الغلاء التي تجتاح البلاد ويابخت أهل غيل باوزير .
يحكى أن أحدهم ( من القبائل المعروفة ببلادنا ) خرج في رحلة صيد وقنص دامت لعدة أيام استنفذ خلالها مخزونه من التمباك ( المرمّد ) وكادت الخرمة تذهب بعقله وصادف أن قابله أحد العارفين بجميع أحواله الشخصية فعرض عليه تقديم ( مضغة ) تمباك له مقابل تنازله عن حب حبيبته ... رفض صاحبنا العرض في البداية وأمام ضغط الخرمة ووجع الراس قرر التنازل عن حب حبيبته مقابل ارضاء شيطان الخرمة .
دارت الأيام ووصل خبر مافعله صاحبنا الى حبيبته فأنقطعت عن التواصل معه أو الخروج لملاقاته وعندما أحس بغيابها خرج باحثا عنها في المواقع التي يلتقون فيها عادة وقال مرتجلا الأبيات التالية :
ياطير ياذي مع حيد العيينه بديت
----------- سلم على سول قلبي وأعطني اليوم بيت
وقل له اني من اللحم السمين ابتريت
---------- لا الكي ينفع من اصواب المحبه كويت
سمعت حبيبته ماقاله وردت عليه بنفس الطريقة المرتجلة قائلة :
يهناك في الجمل ياذي بعت في واشتريت
-------------- والقيت لي بيعة التمباك ريتك غليت
قد كنت في طاعتك لا ناموا أهلي سريت
------------- ولا نبح كلب ولاّ طير ميّح بديت
قطعت علاقتها معها وعرفت أن من باع حبها من أجل ( مضغة ) تمباك لا تساوي شيئا في الميزان سيكون على استعداد لبيعها في سوق النخاسة ان استلزمه الأمر حتى ولو كانت حليلته ... أصبح المثل يضرب لمن يتخلى عن مبادئه وقيمه أو يترك خلانه وأصدقائه ويتنكر لهم ولعلاقته بهم مقابل متعة زائلة أو زائفة وما أكثر من يتخلون عن أحبابهم في زمننا الردىء .
تلك هي قصة ومثل من الموروث الشعبي أرجو أن تحوز على رضاكم .
تحياتي .