السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين
وسيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
يا طريدا ملأ الدنيا اسمه *** وغدا لحنا على كل الشفاه
وغدت سيرته أسطورة *** يتلقاها رواة عن رواة
أحبتي في الله ويا من أستشعر قربكم مني لأني أقف مع قلوبكم فكأني أجلس معكم
فأعيروني قلوبكم وعقولكم لنقف اليوم ونتذكر ونتذاكر ونتناصح فهذا درب الصحابة من قبل
فاليوم وعلى غير المعتاد أكتب لكم كلاما من نوع خاص لأنكم أهل هذا الاختصاص
أحبتي في الله
أين نحن من الدعوة لدين الله مع المسلمين فلن أتكلم عن حالنا مع غير المسلمين
حتى لا تنكشف عوراتنا وتظهر سوءاتنا
أين نحن من كلمة لينة مليئة بالحكمة والصدق والإخلاص نرسلها في ظرف عنوانه ( إني أحبكم في الله )
والله إني لأعجب حينما أدخل منتديات ((( إسلامية ))) فأجد قسم التسلية والترفيه تصل مواضيعه
لأكثر بكثير من مواضيع الأقسام الجادة هذا في الإسلامية فكيف بالعامية ؟!!!!!!!!!!
وإني لأزداد عجبا حينما أجد من يكثر الولوج في قسم المتعة والترفيه ملتزم وله باع في الإلتزام
فأنا لا أمانع الترفيه ولا التسلية والمزاح في حدوده إنما أمانع كثرة الخوض في دخوله
لذلك أحببت أن اكتب اليوم موضوعا أشبه بالعتاب لأني أعدكم من الأحباب
فدعونا نضع النقاط على الحروف لنحدد اليوم أعلى نقطة لهمتنا في الدعوة لدين الله
فما تجرأت في كتابة هذا الموضوع لأني أكثركم تقصيرا إلا بعدما عشت بين من تعلو هممهم للدعوة لدين الله
حينما عاشرت قوما بيننا يأكلون أكلنا ويشربون كشربنا وأعضاؤهم لا تزيد عنا ولا تنقص
لكن تذكرت ...... هناك اختلافا جوهريا وهو أن قلوبهم غير قلوبنا
قلوبهم مأسورة في حب الله فأنعم به من حب يوم أن يكون الله غاية الداعية والمريد والعبد والأمة
يوم أن يكون العمل كله لله فيقعد العبد ويقوم لله ويجلس ويخرج لله ويعمل ويرتاح لله
لأنه أحب الله ... الله أكبر ما أعظم حبه وما أجمل إستشعار محبته
نعيش أيامنا في ضياع إلا اليوم الذي نكون فيه مع الله
عاشرتهم فلمست رطوبة في قلوبهم ياااااااااااااا الله إنها دموع القلب حبا لله
أهل انا وأنت وأنتي كذلك ؟!!!!! أحبتي في الله حاول أن تذكر لك موقفا واحدا دعوت فيه إلى الله ؟
حاول اجتهد اعصر ذاكرتك ..... بعد فحص الذاكرة ظهرت هذه الرسالة ( عذرا الذاكرة لا تحمل كلمة الدعوة ) !!!
أتعلم لماذا ؟ تعال لأحكي لك هذه القصة وقس نفسك تجاه هذا الرجل
هذه قصة رجل بدوي لا يعرف الكتابة ولا القراءة وذات يوم مر بمجلس ذكر لله تعالى
فسمع أحدهم يقول للناس ... قال صلى الله عليه وسلم ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان
حبيبتان إلى الرحمن , سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) فلامست قلب هذا البدوي
فعزم على تبليغ كل من يجد بهذا الحديث وسبحان الله عاش معها نطقا ودعوة وعملا
وكان كلما رآى شخصا ذكر له هذا الحديث ............. سبحان الملك جل جلاله
وذات يوم وهو على فراش الموت زاره الناس وجلسوا بجانبه ليلقنونه الشهادة
فأفاق وقال لهم قال رسول الله ( كلمتان ....... ) الحديث
ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ومات عليها
مات ولكن على دعوة وشهادة وذكر فالله أكبر يوم أن يدمن العبد هذه المهنة المفقودة
يوم أن يأتي زمن نقول فيه ( وظيفة فارغة ) وتكون هذه الوظيفة هي ( الدعوة )
أذكركم الآن بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ) نعم فالأمر قد حصل
والأمر جد خطير فنحن بفضل الله نجيد الكتابة على الكيبورد والكمبيوتر
فالدعوة هنا من أقوى الأمور والغافلين كثر فعلينا برفع الهمم فليس الأمر يتطلب أكثر من
كلمات خفيفات لينات صادقات هادفات معبرات من قلبك الطيب ترسلها سهما إلى قلوب الناس
لتجد الثمرة يوم القيامة جبالا من الحسنات لا تعلمها لكنها لا تغيب عن ملك الملوك
أحبتي في الله والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لم أكتب هذه العبارات تجريحا في قلوبكم
إنما قصدت بها أن نعيد العهد بالدعوة ونشر الخير فالخير في الأمة كبير جدا جدا جدا
ولكن تقصيرنا أعمانا فالنزل هذه الغشاوة عن انفسنا وعمن حولنا لنذوق حلاوة الإيمان .
م ن ق و ل