قراءة في بحث ديرنكويو مدينة في باطن الأرض
الباحثان هما ياسمين عبد الكريم ورامي الثقفي وهو يدور حول وجود بلدة منحوتة داخل صخور الأرض وقد استهل الباحثان البحث بالكلام عن منطقة تسمى كابادوشيا أو كابا دوكيا فقالا:
"حتى وقت قريب من القرن العشرين لم يكن إسم كابادوشيا معروفاً لمعظم الناس إلا أنه ورد ذكرها مرة واحدة في رسالة القديس بطرس التي وجهها لأهل كابادوشيا، أما اليوم فهذا الجزء من تركيا أصبح معروفاً في شتى أنحاء العالم بعد اكتشاف مدينة ديرنكويو في هذا الإقليم عام 1963 م بعد أن أدت عملية هدم حائط إلى اكتشافها."
وتحدث الباحثان عن كون المدينة تحت الأرض فقالا :
"إذ تم اكتشاف مدينة كاملة تحت الأرض وعلى عمق 85 متر وكانت وما تزال تثير حيرة العلماء والباحثين حيث يعتقد أن هذه المدينة من عجائب الدنيا ولغز القرن ومن الاكتشافات الأثرية الأكثر إثارة للجدل والفضول في العالم، ليضاف سر جديد آخر إلى أسرار العالم القديم."
وتحدث عن تسمية المدينة وتقسيمها فقال :
"وتعني "ديرنكويو" (البئر العميق) وفي الواقع هذه المدينة لم تكن تضم مساكن للمعيشة ومطابخ مشتركة ومياه وممرات للتهوية فحسب، بل ضمت أيضا معاصر للنبيذ والأقبية والإسطبلات وغرف دينية وحتى المقابر وكانت قناديل الزيت تنير الغرف والممرات، وعندما كان يهدد المدينة خطر ما، كانت الصخور الكبيرة الاسطوانية الشكل تتدحرج عبر مداخل النفق لتسد منافذ المدينة."
وتحدثا عن تسمية أخرى للمدينة بمدينة الجن فقالا :
"وأطلق البعض على "ديرنكويو" اسم مدينة الجن لأن الاعتقاد السائد أن هذه المدينة بنيت بأيدي غير بشرية، كما يعتقد بعض الباحثين أن من الممكن أن تكون هذه المدينة ممتدة إلى أكثر مما يظن وأنها قد تحوي أنفاق تصل بين مدن العالم ويعتقد الباحثون أن المدينة كانت مسكونة لمدة ليست بالقصيرة بدليل وجود آثار الزيت والنار والأبخرة على الجدران والمطابخ."
وتحدث عن بناء المدينة فقالا :
"هندسة وطريقة بناء غريبة
منظر خارجيإن هندسة مدينة ديرنكويو صعبة ودقيقة ومدهشة حقاً وهي مبنية داخل صخور بركانية لينة والتي تتطلب بناء أعمدة أساس تتحمل طبقات الأرض هذا يعني أنها بنيت من مواد بناء دقيقة جداً حيث تم التعامل مع تلك الصخور بعناية فائقة.
ويقول المهندسون أن بناء ديرنكويو كان بمثابة تحدي كبير لأي حضارة وهذا العمل في تلك الأيام الموغلة في القدم يبدو إعجازياً ولا يقل عن أهرامات الجيزة أو "بوما بونكو" لأنه عمل يوصف بأنه في غاية الإتقان ولهذا يصعب على العقل استيعاب طريقة بنائه.
ومن الغريب عدم وجود أدلة على وقوع كوارث انسداديه مما يشكك بطبيعة التكنولوجيا المتقدمة التي كانت تمتلكها المدينة وأصل سكان هذه المدينة والتي جعلت العلماء يتساءلون عن طبيعتهم البشرية أو إذا ما تم الاستعانة بحضارات أخرى؟
ويقول المهندسون في العصر الحديث أن مشروع ديرنكويو يعتبر مهمة صعبة وشبة مستحيلة حتى لو استخدمت في كيفية بناءها آلات ومعدات العصر الحديث."
خريطة لطبقات المدينة وحجراتها
يبلغ عمق المدينة أكثر من 85 متر تحت سطح الأرض وهي مجهزة تجهيزاً كافياً للرجال والنساء والأطفال وحتى لمواشيهم وتمتلك هذه المدينة كل وسائل الراحة وهي تحتوي على 13 طبقة مكتشفة حتى الآن تحت سطح الأرض مع وجود فتحات تهوية وهي قادرة على توفير الهواء النقي إلى أدنى الطوابق مع رافد يمر بها يصل لنهر الفرات وحوالي 15,000 ألف فتحة تنفسية صغيرة تسمح بدخول الأوكسجين لأعمق الطبقات كما يوجد عدد كبير من الغرف وفي الواقع في هذه المدينة مساحة كافية لإيواء من 30 إلى 50 ألف شخص! و يوجد أيضا عدد من المعابد الدينية، خزانات طعام، مجاري مياه عذبة و أماكن للحيوانات الحية ووسائل أمن غريبة وذكية. وهذا مما يجعلنا نتساءل لماذا أراد الناس في ذلك الوقت مغادرة منازلهم والذهاب للعيش تحت الأرض! مع أبواب تزن من 200 إلى 500 كجم ويمكن فتحها وتحريكها لكن من الداخل فقط مما يثبت للعلماء أن من كان يعيش في هذه المدينة كان مختبئ من شيء ما"
وتحدثا عن فرضيات وجود هذه المدينة بهذا الشكل فقالا :
"فرضيات التفسير
ظهرت الكثير من الفرضيات لحل لغز مدينة ديرنكويو الغامضة وبالنسبة لعدد من علماء الآثار أن ديرنكويو بنيت كملجئ مؤقت من غزو ما، حيث لم يستطع أي باحث إيجاد الحقيقة الكاملة حول ديرنكويو
1 - ملاذ للمضطهدين من المسيحيين الجدد؟
مكان للعبادة
هناك بعض النظريات تقول أن ديرنكويو كانت عبارة عن ملجأ مسيحي ضخم بدليل أن بعض الغرف كانت تمثل كنائس صغيرة للعبادة ومدارس تبشيرية حيث يقول أصحاب هذا الرأي أن إقليم كبادوشيا يحتوي على العديد من المدن تحت الأرض واستخدمت أغلبها في العهود المسيحية المبكرة كأماكن للاختباء قبل تحوّل المسيحية إلى ديانة مقبولة.
حيث تحتوي هذه المدن التي تقع تحت الأرض على شبكات وأنظمة دفاعية في العديد من طبقاتها السفلية وكانت هذه الأنظمة الدفاعية تستخدم بشكل أساسي ضد الرومان.
وكانت منظومة الأنفاق هذه قد بنيت بممرات ضيقة، لمواجهة الأسلوب القتالي الروماني الذي كان يعتمد على القتال الجماعي، وكانت تلك الأنظمة تجبر المقاتلين على المرور فرادىً لتسهيل عملية اصطيادهم. وكان الكابادوشيين في القرن الرابع من الركائز الأساسية للفلسفة المسيحية آنذاك."
وهذه الفرضية عقب عليها احد الباحثين وهو رامى الثقفى فقال :
"تعقيب وفرضية رامي الثقفي
لماذا لا نفترض أن مدينة ديرنكويو استخدمت فعلاً كملجأ مسيحي بعد ما اكتشفت الأقليات المسيحية هذه المدينة أو هذا الوكر الكبير إذا جاز التعبير في فترات سابقة وذلك بعد بناءها بسنوات طويلة مضت واستخدمت هذه الغرف كمعابد أو كنائس بفترة لاحقة أثناء عمليات الحروب أو الاضطهاد حيث أن المسيحية تعود إلى أكثر من 2000 عام وأن وجود الكنائس دليل على أنها استخدمت كملاذ آمن من قبل الطوائف المسيحية ولكن هذا لا يعني أن صانعيها كانوا من المسيحيين أو أن سبب بناءها هو اتخاذها كملجأ لهم، ثم اكتشفت في العصر الحديث مره أخرى في العام 1963."
وقطعا كلام رامى فيه صحة للأن نحت تلك البيوت والشوارع وغيرها يتطلب زمن كبير لن يكون فيه النصارى المضطهدين مختبئين وإنما عرضة لكشفهم أمام مضطهديهم
نحت بلدة كهذه يتطلب أدوات لا يحملها الهاربون في الغالب ويتطلب إقامة تلك البيوت والشوارع والمعابد وغيرها سنوات طويلة
والفرضية الثانية أنه ملجأ أمر رب الزاردشتية ببنائه كما قال الباحثان :
2 - الزرادتشية وكارثة الانهيار الجليدي
يعتقد الباحثين أن حضارة كابادوشيا في تركيا كانت امتداداً وجزءاً من حضارة الزاردشتية الفارسية والتي يعتقد أنها من أقدم الديانات على وجه الأرض.
وذكر في الزاردشتية أن الإله (أهورا مازدا) أنقذ الإنسان من الانقراض بسبب كارثة طبيعية ثم أمر النبي "ييماه" أن يبني ملجأ تحت الأرض، حيث ورد في كتابهم المقدس الفنديداد ما نصه: " يا ييماه العادل، نجل فيفينياه، على العالم المادي الرياح الشريرة على وشك السقوط التي ستجلب معها الصقيع القاتل، على العالم المادي الرياح الشريرة على وشك السقوط التي ستجلب العواصف الثلجية فاتخذ مأوى عميق في أعلى قمم الجبال والحيوانات التي تعيش في البرية وتلك التي تعيش على قمم الجبال وتلك التي تعيش في دايل اتخذ لها المأوى في البيوت تحت الأرض"
ويعتقد علماء المناخ أن من الممكن أن تكون مدينة ديرنكويو بنيت كملجأ لكارثة العصر الجليدي المدمر حيث كان أخر عصر جليدي حدث قبل 18,000 سنة وانتهى 10,000 سنة قبل الميلاد وهذا التاريخ تقريباً كعمر ديرنكويو ويعتقد المؤمنين بالكائنات الفضائية أن (أهورا مازدا) كان هو المسؤول عن تدبير ما يحدث على كوكب الأرض وهو يمثل كائن فضائي ذكي ومتطور فكرياً بحيث أن العديد من الكتابات في السجلات القديمة تحدثت عن علوم أعطت للإنسان من كائنات فضائية ذكية والتي سميت من قبل البشر بالآلهة.
فهل من الممكن أن يكون (أهورا مازدا) الذي يوصف بـ "إله السماء " كائناً فضائياً متطوراً ومن عالم آخر؟
إن كانت الإجابة نعم فعندئذ يكون قد أعطى أتباعه التكنولوجيا العلمية الضرورية لبناء هذه المدينة المعقدة للنجاة من الكارثة الطبيعية!"
وهى فرضية ليست صحيحة قتلك البيوت ليست مبنية ولكنها منحوتة داخل الصخور
والفرضية الثالثة وهى الفضائيين مرفوضة هي الأخرى وفيها قالا:
3 - صراع كائنات فضائية قديمة
طبقاً للمنظرين لهذه النظرية يقولون أن عمر ديرنكويو يعود إلى أكثر من 800 سنة قبل الميلاد، وأنه عندما تقرأ في كتاب الزاردشتية تقرأ بوضوح عن صراع يحدث بين قوتين من كيانات مختلفة تمتلك تكنولوجيا وطائرات لذلك من المحتمل أن هذه المدينة بنيت للحماية من هذا الصراع، و أن الدليل على ذلك موجود في وسائل الأمن الغريبة الموجودة في المدينة، وبحسب وجهة نظر أصحاب هذه الفرضية أن الكتابات الزرادتشية القديمة تمثل الإله أهورا مازدا على أنه كان يحلق على طائرة وكان في حالة حرب مع عدوه الأزلي أهيرمان شيطان الخراب والدمار.
وأن الأعداء كانوا كائنات فضائية لأنهم يمتلكون إمكانية الطيران وبحوزتهم السفن الطائرة التي ذكرت في بعض الحضارات القديمة وأن هذه المدينة بنيت للحماية من القصف الناتج من هذه الكيانات التي كانت تتحارب في ذلك الزمان القديم. فهل كان هناك صراع فضائي من أجل أمر ما جعل الناس تعيش في أعماق الأرض!؟ ولكن كيف وضع هذا المفهوم، وليس هناك أي دليل يدعم ذلك؟"
وقطعا لا أحد ينزل من السماء للأن فروحها وهى أبوابها مقفلة كما قال تعالى "وما لها من فروج"
والملائكة التي تنزل منها للوحى كانت تعود إليها لأن مساكنها في السماء كما قال تعالى :
"قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
والفرضية الرابعة هي الجن وفيها قالا:
4 - الجن
يرى بعض العلماء من المسلمين أن البشر لا يمكن لهم في العصور القديمة وبوسائل بدائية بناء مدينة مثل ديرنكويو حيث افترض بعضهم أن ديرنكويو بنيت بواسطة كيانات خارقة وذكية وكانت مخلوقه قبل خلق الإنسان، خصوصاً أن المسلمين يعتقدون بامتلاك الجن لقدرات خارقة كما ورد في القرآن الكريم على التشكل والبناء وسماع حديث أهل السماء وغيرها."
وهى فرضية مرفوضة لأن الجن كما هو اسمهم يعيشون في مساكن خفية مثلهم ولأنهم لا يظهرون للبشر كما طلب سليمان(ص) ألا تعطى معجزة ظهورهم لأحد بعده كما قال تعالى :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى "
واستغراب المحدثين نحت هذه المدينة المبنية في كهوف تحت الأرض يبين قلة علم المحدثين فقد جلبت ثمود حجارة الجبال إلى الوادى وبنوا بها بيوت فارهة وفى هذا قال تعالى :
" وثمود الذين جابوا الصخر بالواد"
كما قال تعالى :
"وتنحتون من الجبال فارهين "
وقال :
"وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين"
ومن ثم لا يوجد أي وجه الاستغراب والتعجب والقول أن بناة تلك المدن من غير البشر فالبشر كان لديهم علم تفنى في القديم قد لا تعلمه حاليا فالتقدم الزمنى ليس دليل تخلف ولا التأخر الزمنى كما في حالتنا دليل تقدم
والمقولة مبنية على نظرية التطور الكاذبة التي تقول بجهل وتخلف الناس الأوائل مع أنهم كما يبدو كانوا هم الأكثر تقدما والأكثر اعمار للأرض كما قال تعالى :
"أو لم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها"