إذا تسرب الملل إلى قارب الحياة الزوجية أحدث نوعاً من عدم التوازن، وإذا ما اتسعت
الثغرة كثيراً من دون محاولة معالجتها، ولم يستأصل الملل سريعاً، قد يحطم
قلب زوجين وربما يدفع بهما إلى النهاية الأليمة المتمثلة في
الطلاق والفراق وتشرد الأولاد،
علامات الملل
الشعور بالضيق والسأم والنفور والتذمر من بعض الأشخاص وأقربهم تكون الزوجة،
ولعل الخطر كل الخطر يكمن في بحث الزوج عن مخرج
ومنفذ لملله خارج دائرة منزل الزوجية،
وأما إذا لم يجد البلسم الشافي فقد يتحول الملل من ملل عادي إلى ملل قاتل يؤدي
بالزوج إلى اليأس والكراهية التي تنفذ الى المحيطين به، وآخر مراحله تكون
الإحباط فالعزلة حتى يصبح عضواً غير مشارك، وغير مؤثر مشلول التفكير،
فيوهن الجسم وتضعف العضلات،
ولكن ألا يجدر بنا أن نتساءل أي الأسباب يمكن ان تبرر هذه الثغرة الزوجية العميقة
وانفصام عرى التفاهم بين زوجين فجأة بعضهم يرمي كل المسؤولية على عاتق التحضير
والمدنية، وما يمكن ان تشكله من ضغوط كثيرة وتحدثه من تغيرات عميقة أهمها توسيع
هوة الشعور بالاغتراب بين الناس وضعف العلاقات الاجتماعية والأسرية، وما يحيط بالفرد
من مؤثرات داخلية وخارجية تعرضه لحالة مستمرة من الملل والإحباط والتذمر فيغضب
ويثور لأتفه الأسباب من دون تقدير للنتائج، كما أن الفراغ والتعب المستمر
والوحدة من أهم مسببات الملل،
أما داخل منزل الزوجية فأزمة التوافق تعد أهم العوامل المؤدية إلى الملل
الدائم والملل هذا الشعور الأسرع تسرباً إلى الإنسان،
كيف بنا أن تخلص منه نهائياً؟
أول السبل وأقصرها
هي التقرب الى الله تعالى بالعبادات، وخاصة الصلاة وقراءة القرآن الكريم والدعاء
وقد قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
(سورة التغابن الآية 11).
كما أن مصاحبة الأخيار وأهل الثقة له دور مهم إذا اقترن بالرغبة في إشاعة جو من
الأمل والمرح والابتسامة والبشاشة الصادقة والمودة والرحمة، فالبشاشة
مصيدة القلوب والابتسامة حيالها، والأمل وقود يقتل الملل، ويرشد ويهدي، ويخرج
الإنسان من دائرة الهموم والأحزان والقلق والاكتئاب والتوتر
فيمتلئ القلب بالحب للطرف الآخر،
ويقول أحدهم:
إذا انتابك الملل فأخلق من الأمل ناراً حامية تؤجج فيك شعلة حب الحياة،
وسئل أحدهم ذات مرة عن سر سعادته وبشاشته المتواصلة مع زوجته
فأجاب:
ساعة الغضب عند الاختلاف في الرأي مع زوجتي أخرج من المنزل برهة
من الزمن حتى أجد مخرجاً صحيحاً.
ومن الناس من يستطيع أن يهزم الملل بالإرادة القوية والعزيمة الصادقة والنية الخالصة
أو بتغير نمطية الحياة الزوجية بإنشاء صداقات جديدة، وتغيير لغة الحوار مع الطرف الآخر،
وهو ما يستدعي أحياناً تغيير الجو العام للحياة الأسرية بما في ذلك ديكور المنزل أو اللجوء
الى النقاش المتحضر الهادئ فله مفعول السحر للقضاء على حالة الملل، ويكن ابتكار مسابقات
أسرية مسلية، وتبقى الحركة والتنزه بين الخضرة أو تنظيم رحلات بحرية أو جبلية
والمشاركة في التسوق في عطلة آخر الأسبوع أو تناول الغداء والعشاء خارج البيت
من أكثر الوسائل العلمية الناجحة للقضاء على الملل، والتغيير عموماً يجدد النشاط، ويقضي
على الملل ويقوي درجة الترابط والتماسك بين الزوجين من دون أن نغفل قيمة
ممارسة الهوايات كالقراءة والكتابة والرسم والرياضة وصيد الأسماك.
عزيزي الزوج الملول..
أختي الزوجة الملولة لا تأخذا الأدوية والعقاقير الطبية لأن مفعولها مؤقت.. وتذكروا النصائح
السابقة، واعملا بها قدر المستطاع حتى تستعيدا الراحة النفسية السابقة، وتعود
إليكما البشاشة والابتسامة والمرح.
م
فلنعي ولنتقن ونطبق
حتى ننعم بحياة كما يجب ان تكوون
كل الاحترام مني
</b></i>