[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
الدين في الذهن البشري
نشأ الإنسان وفي ذاكرته السؤال ذو الحضور الدائم ألا وهو من خلقني ومن خلق هذا الكون ويأتيه الجواب من خلال فطرته إنه الخالق العظيم إنه الله تبارك وتعالى.
ويرتبط الدين في طبيعة الحال بالخلق حتى لتكاد أفئدة البشر تنتابها نغمات رحمانية صابةً أنفاسها على الإعجاب بما ترى العيون من عظمة الكون وشمولية مخلوقاته المميزة لصالح الخالق لكل شيء الله سبحانه وتعالى. ومع تزامن معرفة الله بالفطرة الإنسانية النقية يفكر المرء كنوع من الرد على حُسن خلقه هو التفتيش عما لله العلي القدير من إثبات للوجود ويأتيه الجواب الشافي أن الباري عز وعلا.. يُشعر الناس بخلقه من خلال لمس إبداعاته بهذه الحياة حتى صار تعاقب الأزمان في أكثر المجتمعات تخلفاً أو ابتعاداً عن الله تشعر أن لله وجود مخلد حتى قيل عن إيمان وثقة عالية بأن الله موجود في كل مكان.
إن الإنسان لم يكن بمعزل عن كونه أحد أهم المخلوقات رقياً على الأرض ولذا يلاحظ على الآباء والأمهات بقدر ما يهيئاه لطفلهما القادم من مستلزمات استقباله على أكمل وجه فإن جواب الأم على سؤال طفلها الذي لا بد وأن يثيره أمامها كيف خلقت؟! وحين يعرف الجواب: إن خالقه هو الله. الملموسة آثاره ومعجزاته في الكون الفسيح لكنه غير معروف بذاته المقدسة ومن الطبيعي جداً أن يكّون كل هذا دافعاً جامحاً في النفس للإيمان بالدين باعتباره الطريق الذي رسمه الله تبارك وتعالى لبني البشر.
وهكذا يلاحظ أن الدين يعيش حياً في الضمائر باعتباره في النهاية هو رسالة هداية للناس ولا تباين للتفسيرات الأخرى بهذا الصدد عن كون العبادة لوحدانية الله سبحانه وتعالى هي مسألة يمكن تصنيفها ضمن باب العبودية لله فقط إذ لا عبودية لغير الله سبحانه جلّت أسماؤه الحسنى.
والدين اليوم في هذا العالم المتأزم تتجه إليه القلوب وتعمل به الانتهاجات مرضاة للخالق العظيم ولذا فإن أقوى شعور راسخ في الذهن البشري هو (الدين) والمقصود هنا هو دين الإسلام فحسب.
والدين اليوم هو أقوى قوة في العالم لن تستطيع أي قوة مناوئة أن تنهيه لا بجرة قلم ولا بكلمة ميكرفون ولا برمية حجر حيث يتعمق في رحلته داخل خلجات الإنسان السوية والأمل مع إشراقة يوم جديد يزداد عند المؤمنين إلى كون العالم سائر إلى نهايته ولا يحده شيء من ذلك أكثر من الدين باعتباره المجال الوحيد الممكن أن يبقى في صعود دائم داخل كل نفس بشرية لأن الذي يقف وراء حماية هذا الدين العظيم هو الله سبحانه ذو الاسم الأعظم.
وقصة الدين في الذهن البشرية هي قصة حكاية الإنسان في كل تاريخه إذ لهذا الدين دواء لم تمحى عن الذاكرة فقد بلغ من بين الناس المميزين بالدين السماوي زهاء (124) ألف نبي وكلهم كانوا يشيرون إلى كونهم مسلمين.
[/align]