عطر روجا

عطر روجا

حين تلتقين بأشخاص ناجحين وتتحدثين إليهم ستعرفين على الفور الأسباب التي جعلتهم ناجحين ومشهورين في حياتهم، هذا الأمر حدث حين التقيت بالعطّار البريطاني روجا دوف وصاحب علامة العطور الفاخرة المسماة باسمه مع مجموعة من الصحافيين في السفارة البريطانية في دبي بمناسبة تعيينه "السفير الإبداعي" لحملة GREAT Britain.

عدا عن نجاحه بحاسّة الشم التي استطاعت ابتكار العديد من العطور الفريدة لدور عطرية عريقة مثل Guerlain منذ عام 1981، فقد صاغ روجا دوف مصطلح Haute Parfumerie وكان أول من يستخدم هذه الجملة، حين افتتح ما أصبح في ما بعد، أكثر مصانع العطور إلهاماً وهي The Roja Dove Haute Parfumerie التي توجد حصرياً في باريس غاليري.
وما يجعل هذا الرجل أسطورة بحق هو الكثير من الأسرار التي أباح بها أثناء الجلسة الصباحية معنا، فكانت أشبه باسترجاع شريط ذكريات استطعت إضافة الصور إليه، فإليك الأسرار التي لا تعرفينها عن روجا دوف وعطوره:
1. المهلم الأول والأخير هي والدته
اللحظة التي قرر فيها روجا دوف أن يصبح عطاراً كانت حين طبعت والدته قبلة قبل النوم على خده حين كان طفلاً في السادسة من عمره، في تلك اللحظة شم روجا رائحة عطرها مع رائحة بودرة المكياج التي كانت تضعها على خدها، ذلك الخليط العطري احتفظ به روجا في ذاكرته إلى أن أطلق عطر A Goodnight Kiss. حين تشتمين العطر سيأخذك بالذاكرة إلى غرفة والدتك حين كنت طفلة، حين كانت تتعطر وتتحضر للخروج إلى مناسبة خاصة.
"حينها كان النور ينعكس عليها بطريقة جعلها تبدو وكأن إكليلاً من الزهور يحيط بها. سحرتني رؤيتها وهي تقترب مني لتقبلني قبلة ما قبل النوم، في تلك اللحظة طغت عليّ رائحتها الممزوجة مع رائحة البودرة التي تضعها على خديها. في تلك اللحظة، تشابكت الرائحة مع الصورة الماثلة أمام عيني، لتشكل ذكرىً سأظل أحملها للأبد".
2. عطر ROJA HAUTE LUXE له حكايته:
هذا العطر هو اختزال لشخصية روجا دوف، فهو العطر الذي لم يرغب بأن يحصل عليه أحد غيره، أو يشتمّه أحد غيره، فهو يضم أحب النفحات على قلب العطّار من البرغموت إلى روز ديماي وياسمين الأجراس، واليانغ يانغ، وغيرها من النفحات الخام التي كلفته الكثير والأغلى في العالم، ليس هذا فحسب بل قارورة العطر تحتوي في داخلها على أوراق الذهب 24 قيراطاً وكلفته هي الأخرى أكثر من سعر القارورة ذاتها، أما عن الكريستالات الموجودة على غطاء القارورة فهي من دار Swarovski فبعضها قام شخصياً بزرعها وترصيعها في مكتبه بسبب شغفه بالمجوهرات. هذا العطر تتوفر منه كل سنة 50 زجاجة منه فقط، 25 في المملكة المتحدة و 25 زجاجة في العالم.
3. ابتكار علامته الخاصة لم تكن في الحسبان:
قصّ لنا روجا دوف أنه لم يكن يعتزم إطلاق علامته الخاصة بالعطور أو يفكر حتى بالأمر، ولكن صديقة الطفولة وجهت له صفعة كبيرة حين كانا في عشاء تقليدي يجمعهما كل سنة في ذات المناسبة ويتناولان فيها ذات الوجبة التقليدية، حينها قالت له إن عليه أن يتوقف عن تسويق وصنع العطور لغيره فيما يجب أن يبتكر عطوره الخاصة التي تعكس شخصيته وخبرة حياته، كان ذلك في صيف 2011 وبلمح البصر قرر روج إطلاق عطوره الخاصة بكميات قليلة للتجربة ما لبثت أن لاقت جميعها صدى إيجابياً لدى المستهلكين حول العالم.
4. لهذا أطلق على علامته اسم روجا دوف:
كان لوالدة العطار أثر عظيم على سلوكه وحياته، ويذكر أنها قد شعرت بالأسى حياله، أنه لم يكن لديه من يرث اسمه ويحمله إلى الأجيال الأخرى لأنه لم يرزق بأطفال، لذلك شعر بأنه تكريماً لوالدته التي توفيت عام 2005، قام بتسمية ابتكاراته وعطوره وعلامته باسم روجا دوف لتحمل وتخلد اسمه لأجيال عديدة في المستقبل.
5. عشقه للمجوهرات ورثه عن أمه
ذكر روجا أن والدته كانت تتمتع بحسّ فكاهي مضحك، وكانت تعشق زيارة متاجر المجوهرات حين كان صغيراً وكان يحب مرافقتها إلى هناك، وفي متاجر المجوهرات كانت تطلب من البائعين عرض كل القطع الجديدة وتحرص على أن يشاهد ابنها جميع الألوان والتدرجات عبر تعداد وتسمية كل الأحجار الكريمة وغير الكريمة، وبهذا لا يمكنك إخفاء انبهارك من كم الخواتم والماس والأحجار الكريمة التي يزين بها نفسه حين يكون في أي حدث أو مناسبة.
ووالدته حديثه الأول والأخير!