رسالة إلى كل مبتلى
خَرَجْتَ من ظلمة الرحم ، إلى نور الحياة ..
ومن دفء حضن الأم ، إلى صقيعتدافعه وتتفاداه ..
فاعلم أنه أينما كنت .. وحيثما ذهبت قدماك ..
فأنت في بلاء ..
نعم ، لقد أتيت إلى دنياك لتبتلى فيها .. لتختبر ..
ليعرف الله ما تصنعه بك .. أو ما ستصنعه بها ..
هل ستقودها .. أم هي تحركك ؟
هل ستعلوها .. أم هي تركبك؟
هل ستتقاذفك أمواج أعاصيرها .. أم ترتفع شراعك فوقها؟
نعم .. أنت في بلاء منذ بدايتك ..
فإن ولدت في بيئة منحرفة .. هل تصبح سارقا ؟
نشأت ذو عاهة خلقية .. هلتكون ساخطا ؟
كبرت في بيئة غنية .. هل تغدولاهيا غافلا ؟
ما هو موقفك؟
ماذا لو نشأت في بيت يعمه شجار الأهل والوالدين؟
بل ماذا لو ترعرعت في بلاد تعمها الحروب والفتن؟
ماذا ستفعل ؟
هذا هو البلاء ..
ذلك هو اختبارك .. وعليك الإجابة ..
هل ستثبت على دينك ؟ هل ستعضعليه بالنواجذ ؟
أم تتخبط ، وتقع .. وتسقط؟
لا ..
اثبت أخي ..
اصبر ..
تذكر أن الجنة غالية ..
" وما يلقاها إلا الذين صبروا * وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
صبروا على بلائهم .. واحتملوه ..
لم تحركهم مصائبهم عن أماكنهم .. ولم توهن عزائمهم ..
فاستعن بالله.. ملاذالخائفين .. ومأوى الضائعين ..
استعن بالله.. فإنه قريب .. مجيب المحتاجين ..
استعن بالله.. ما أجملها كلمة .. وما أخلصها نصيحة ..
استعن بالله.. ما أحلاها مناجاة .. وقت ليل في صلاة ..
استعنبالله..
نعم ..
ومن يعينك سواه ..
كلأمر المؤمن خير..
كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منهويصطحبه معه في كل مكان.
وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير "لعلهخيراً" فيهدأ الملك.
وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال الوزير "لعله خيراً"
فغضب الملك غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك؟!
وأمر بحبس الوزير.
فقال الوزير الحكيم "لعله خيراً"
ومكث الوزير فترة طويلة في السجن.
وفييوم خرج الملك للصيد وابتعد عن الحراس ليتعقب فريسته، فمر على قوم يعبدون صنمفقبضوا عليه ليقدموه قرباناً للصنم ولكنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم إصبعهمقطوع..
فانطلق الملك فرحاً بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم تمثال لا ينفعولا يضر وأول ما أمر به فور وصوله القصر أن أمر الحراس أن يأتوا بوزيره من السجنواعتذر له عما صنعه معه وقال أنه أدرك الآن الخير في قطع إصبعه، وحمد الله تعالىعلى ذلك.
ولكنه سأله عندما أمرت بسجنك قلت "لعله خيراً" فما الخير في ذلك؟
فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه.. لَصاحَبَهُ فى الصيد فكان سيُقدم قرباناًبدلاً من الملك... فكان في صنع الله كل الخير
في هذه القصة ألطف رسالة لكل مبتلى كييطمئن قلبه ويرضى بقضاء الله عز وجل ويكن على يقين أن في هذا الابتلاء الخير له فيالدنيا والآخرة