مشجعون يعدون أبناءهم بالهدايا إذا انتصر فريقهم ولا يوفون !
مشجعون يعدون أبناءهم بالهدايا إذا انتصر فريقهم ولا يوفون !
فاطمة مشهور - جدة
ماذا يعني الفوز بمباراة أحد الفرق بالنسبة لآخرين لا دخل لهم في عالم التشجيع لا من قريب أو من بعيد سوى أنهم هم المستفيدون الرئيسيون من هذا الفوز !
من خلال هذا التحقيق نستطلع آراء فئة من غير المشجعين والمشجعات ولا دخل لهم بالتشجيع ولكنهم مستفيدون من نتائج فوز أحد الفريقين.
حوافز مالية ولكن
تقول نهى البلوشي طالبة بالمرحلة الثانوية بإحدى المدارس الأهلية بجدة :
دأب والدي قبيل كل مباراة تجمع الأهلي مع أي فريق آخر وبخاصة الاتحاد على وعدنا بأنه سيمنحني أنا وأخوتي الصغار مبالغ مالية سخية حسب وعده الذي يقطعه لنا قبيل كل مباراة .
وقبيل إحدى المباريات التي جمعت الأهلي بالهلال أكد لنا والدنا بأنه سيمنح كلاً منا مبلغ ألف ريال مع جهاز جوال من نوع فاخر لو فاز فريق الأهلي على الهلال . وكم كانت السعادة تغمرنا بهذا الوعد وكنا ننتظر موعد المباراة بفارغ الصبر ونحن ندعو الله عز وجل أن يفوز فريق الأهلي .
وبالفعل فاز فريق الأهلي على الهلال ولكن والدنا لم يعد إلى المنزل ليومين كاملين وتركنا ننتظر هداياه وعطاياه لأكثر من ثمان وأربعين ساعة ونحن لا نعلم أين هو وبعد ذلك اتصل هاتفياً بوالدتنا ليخبرها بأنه سيعطي كلاً منا مائة ريال فقط.
وتساءلت نهى بحدة : لماذا لم يف والدنا بوعده الذي قطعه على نفسه علماً بأنه ميسور الحال !
إلغاء مشروع
وقالت رقية العامر ربة بيت وهي تحكي تجربتها مع زوجها المشجع المتعصب لأحد الفرق :
اعتاد زوجي قبيل كل مباراة تجمع فريقه مع فريق آخر أن يجمعنا ويعد بمشروع ما وفي إحدى المرات وقبيل مباراة الفريق الذي يشجعه بفريق آخر قام بجمع الأسرة ووعدهم بأنه لو فاز فريقه بالمباراة فسيبادر إلى استئجار استراحة وأن نذهب لقضاء ثلاثة أيام بلياليها في تلك الاستراحة نحن وكامل الأسرة .
وبالفعل فاز الفريق الذي يشجعه زوجي بركلات الترجيح ولكنه لم يف بوعده حيث بدأ يتهرب تارة بحجة أنه مشغول وتارة أخرى بأنه لم يجد المبلغ الكافي لتأجير الاستراحة .فلما ضغطنا عليه قرر أخذنا في رحلة بسيطة إلى احد المتنزهات.
أغلى الفستاين
أما هدى البسيوني زوجة وتعمل في نفس الوقت معلمة فإنها تقول:
اعتاد زوجي أن يعد كامل أفراد الأسرة بهدايا وحوافز مجزية لو فاز فريقه الذي يشجعه حيث ان زوجي يتميز بالتعصب لفريقه . وفي إحدى المرات ووعدني وبناته الثلاثة بشراء أغلى الفساتين لو فاز فريقه بالمباراة .
وانتظرنا لأسبوع كامل وهو موعد المباراة ونحن على أحر من الجمر وكنا نتوجس خيفة وعشنا على أعصابنا حتى يوم المباراة وبالفعل فاز الفريق الذي يشجعه زوجي بثلاثة أهداف دون رد .. أما نتيجة وعد زوجي لنا فكانت التهرب من الوعد بحجة أنه كان يمزح
مصائب قوم
لكن قصة الزوج ع ع ن كما تحكيها زوجته فاتن ن ن غريبة بعض الشئ حيث تقول :
إن موقف زوجي من أحد الأندية الرياضية المنافسة لفريقه فيها نوع من الكراهية تجاه ذلك الفريق الند . ولذلك فهو حينما يعلم بأن ذلك الفريق سيقابل فريقاً آخر نجد زوجي ينحاز للفريق الآخر حتى ولو كان الفريق أجنبياً.
ومن المفارقات بل والغرائب أن زوجي يعد بأنه لو فاز أى فريق على الفريق الذي لا يشجعه زوجي ولا يميل له فإنه سيبادر إلى تكريم كافة أفراد الأسرة وإغداق الهدايا لهم .
ولكنه لايفي بوعده ومثال على ذلك حينما وعد زوجي لو فاز أى فريق على ذلك الفريق لمنح كل فرد من أفراد الأسرة خمسمائة ريال وبالفعل فاز فريق من الدرجة الأولى على الفريق الذي يكرهه زوجي ولكن زوجي لم يف بوعده وتهرب من الوعد الذي قطعه على نفسه!
حالة ترقب
وبعكس كل هؤلاء فإن أحد الأزواج كلما فاز فريقه أنفق ما في جيبه لينتظر أن يأتيه ما في الغيب كما يقول المثل . وحسب رواية ابنته هنادي فإنها تقول :
كلما فاز الفريق الذي يشجعه والدي كلما أغدق علينا بالهدايا والمبالغ المالية وفي احدى المرات فاز الفريق الذي يشجعه على فريق خصم بثلاثة أهداف فما كان من والدي إلا أن قام بتوزيع كل ما يمتلكه في محفظته وقدره خمسة الآف ريال على كافة أفراد الأسرة .
وفي اليوم الثاني فوجئنا بأن والدي يطالبنا بإعادة ما منحنا إياه بحجة أنه لايمتلك أي نقود !
قصة الذئب
وعلقت الأخصائية الاجتماعية بوزارة التربية والتعليم ندى سالم على هذا الموضوع بقوله :
ان ذلك يأتي ضمن (الأكاذيب) التي يطرحها البعض فهو يعد بما لايفعل وبالتالي فإنه بالاضافة إلى التشجيع الأرعن والتعصب فإنه يؤخذ عليه عدم المصداقية وتذكرنا بقصة الراعي والذئب وهي قصة مشهورة حيث كان هناك راعي أغنام يصطحب أغنام القرية كل صباح وفي إحدى المرات حاول أن يمازح سكان القرية فصعد إلى تل مجاور للقرية وصرخ بأعلى صوته ( الذئب ألحقوني ) فهرع كل سكان القرية بعصيهم وأسلحتهم في محاولة لنجدته وقتل الذئب ولكنه بمجرد أن شاهدهم ضحك وأخبرهم أن الأمر لايعدو سوى مزحة منه .
وفي التالي وبينما كان الراعي يصطحب أغنام القرية فوجئ بالذئب أمامه فصرخ بأعلى صوته لكن أهل القرية الذين سمعوا صراخه ظنوا بأن الأمر مجرد مزحة كسابقتها ولم يهرعوا إليه فأكل الذئب عدداً من أغنام القرية وهرب !
وأبناء هؤلاء المشجعين المتعصبين كروياً حينما تتكرر مواعيدهم ولا يوفون بها فبالتالي يفقد هؤلاء الثقة بآبائهم والحل لهذه المشكلة التي تعود إلى الانفعال من فرط التشجيع المتعصب أن لا يعد الآباء بما لا يمكنهم الوفاء به من وعود قطعوها على أنفسهم وأن يكون التشجيع معتدلاً بلا مبالغة ولا بأس أن يكون ثمن الفرحة تقديم حافز للأسرة ولكن بمعقولية.