أول الغيث (16) قطرة

أول الغيث (16) قطرة



تعد بريطانيا أول من نشر كرة القدم على مستوى العالم، وصنعت لها هذه المكانة الشعبية التي لم تتحقق لأي لعبة أخرى، ورغم أن اللعبة موطنها شرقي، إلا أن الاستعمار الإنجليزي الذي استمر لعدة قرون في آسيا هو من اكتشفها ونقلها معه إلى بريطانيا، حيث وضعت لها قوانين وخطط وأصبحت لعبة عالمية.
وبداية هذه المنافسات على هذه اللعبة الجديدة شهدت اعتماد الفرق الإنجليزية خطة لعب تتمثل في تكتل هجومي ضارب من الصعب رده، ويمارس هذا التكتل الهجومي الهائل تسديد الكرة على المرمى كيفما اتفق دون طرق مدروسة.. إلى أن تسفر إحدى هذه التسديدات عن هدف.
وكانت هذه الطريقة تعرف بطريقة (1 ـ 9)، أي أن الحارس يرى أمامه مدافعا واحدا فقط بينما يهاجم تسعة لاعبين دفعة واحدة على الفريق الخصم.
ثم أدخلت اسكتلندا بعض التعديلات على هذه الطريقة فصارت (2 ـ 8)، أي أن يبقى مدافعان لحراسة منطقة الحارس بينما يهجم ثمانية على الفريق الخصم.
ولدى توسع دائرة انتشار اللعبة تطورت خطط اللعب وتعددت من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى، وفي نفس الوقت تنوعت المدارس الكروية وانتشرت بسرعة، وصار لكل قارة بل لكل فريق عريق مدرسته الخاصة في اللعب، كالكرة اللاتينية وتفرعاتها البرازيلية والأرجنتينية، والكرة الإنجليزية وتفرعاتها أيضا الإنجليزية والإيطالية والألمانية، والهولندية التي أنشأت مدرسة مستقلة بذاتها هي مدرسة الكرة الشاملة. ولما لهذه المدارس من أثر كبير في صقل المواهب وتعليم الطرق الكروية الحديثة وأساليب الاحتراف الحقيقي، حتى يصبح لاعبا ونجما كبيرا في مجال اللعبة يفيد بلده ونفسه في مجال كرة القدم، وتوظيفها بشكل صحيح حتى يبرز البرعم ويكبر وتنمو معه الموهبة الكروية، حتى يصبح نجما لا يشق له غبار، ولو تقصينا تاريخ نجوم حاليين أصبحوا علامة بارزة في تاريخ كرة القدم، وأصبح لهم تأثير كبير في إنجازات منتخباتهم أو الفرق التي يلعبون لها.
ولعل أبرز النجوم التي تخرجت من الأكاديميات النجم البرازيلي رونالدينهو الذي تخرج من مدرسة جريميو.
ونجم ريال مدريد والمنتخب الإسباني راؤول جونزاليس الذي تخرج من مدرسة الكرة بنادي اتليتكو مدريد.
وكابتن منتخب إنجلترا ونجم فريق ريال مدريد ديفيد بيكهام، الذي تخرج من مدرسة بول سكولز.
ونجمي منتخب فرنسا هنري لاعب فريق الأرسنال وتريزيجيه لاعب جوفنتوس واللذين تخرجا من مدرسة المواهب والشباب.
فكرة إنشاء الأكاديمية
منذ ما يقارب العشرين عاما كان حلم إنشاء أكاديمية رياضية لكرة القدم بالمملكة يراود عضو شرف الأهلي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز، حيث كان ينظر للمستقبل ويستشرف آفاقه البعيدة، وكان يقينه بحلمه الكبير يدفعه طوال هذه السنوات إلى التفكير والعمل، وكان يتطلع إلى اليوم الذي ينتقل فيه النادي الأهلي من كونه ممارسا للرياضة إلى مرحلة يكون فيها معلما ومدربا ومانحا للشهادات الأكاديمية تماما كما تفعل كبرى الأندية العالمية.
ولما لهذه المدارس من أثر كبير في صقل المواهب وتعليم الطرق الكروية الحديثة وأساليب الاحتراف الحقيقي، حتى يصبح لاعبا ونجما كبيرا في مجال اللعبة يفيد بلده ونفسه في مجال كرة القدم.
وجاءت البداية باستقطاب خبير في كرة القدم لوضع أولى خطوات المشروع على أرض الواقع، وبعد عدة دراسات.. وبالاطلاع على خبرات الأندية الأوروبية العريقة التي سبقتنا في هذا المجال، انطلقت أولى خطوات الحلم، وذلك بتحديد واختيار موقع الأكاديمية بملعب عمر شمس جنوب مقر النادي الأهلي.
وبدأت الدراسات الفنية والهندسية الخاصة بإنشاء مرافق الأكاديمية والملاعب الرئيسية التي تمثل 80 % من مساحة الأكاديمية.
وبدأت في استقبال أعداد كبيرة من البراعم وفق الأعمار المحددة، ليبدأ العمل على أيدي خبراء عالميين وكوادر وطنية ممتازة وإداريين مميزين.
وبدأ هذا الموهوب الفطري باعتماد عمله الذي فكر به وإنشائه بتسجيل هذه المدرسة رسميا في الاتحاد السعودي كأول أكاديمية رسمية في السعودية تعنى بصقل المواهب السنية وإفرازها للمنتخبات السنية في السنوات المقبلة.
أهداف الأكاديمية
وكان من أهداف الأكاديمية وضع برامج تربوية رياضية تهدف إلى إيجاد أجيال من لاعبي كرة القدم المتمتعين بالخلق الرياضي واللياقة البدنية والمهارة في لعبة كرة القدم، مع تنمية روح الأداء الجماعي لديهم ليصل إلى مستوى اللاعبين المحترفين.
وأيضا من الأهداف اكتشاف البراعم الموهوبين وتدريبهم وفقا لأحدث الطرق والبرامج المؤدية لصقل مواهبهم وتطويرها مع توفير بيئة تربوية تدريبية آمنة تشجع أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بالأكاديمية.
رعاية تطور البراعم عبر فريق الناشئين ثم فريق الشباب ثم الفريق الأول بالنادي الأهلي،
أوبغيره من الأندية إذا لم هناك مجال في النادي الأهلي.
رعاية وإقامة والاشتراك في دورات البراعم داخليا وخارجيا لصقل مهاراتهم بالاحتكاك، وتعويدهم على حسن احتمال ظروف وآثار السفر واختلاف الأحوال بين بلد وآخر، مع إذكاء الشعور الوطني لديهم أثناء منافسة فرق من الدول الأخرى.
إعداد الأجهزة الإدارية والفنية للبراعم من خلال إقامة الدورات التدريبية على اعتبار أن إعداد البرعم هو عمل احترافي.
إقامة مركز بيانات ومعلومات متخصص لكافة متطلبات البراعم للاحتراف في كرة القدم.
البرامج المنفذة
هناك برامج فنية وأخرى إثرائية، فالفنية يضعلها طاقم أوروبي متخصص في تدريبات الفئات السنية المستهدفة في الأكاديمية.
حيث تم الاستقرار على التجربة الأوروبية الرائدة في تدريب البراعم والناشئين، ورغبة من الأكاديمية في إعداد جيل متخصص من أبناء الوطن، تم ترشيح عدد من المدربين الوطنيين ليكونوا مساعدين للطاقم الأوروبي.
ولم يتوقف برنامج الأكاديمية على الملاعب والمهارات الفنية، حيث إنها تحرص على التأهيل الكامل للنشء ليرقي البناء بدنيا وعقليا إلى المرحلة التي تتناسب والاحتراف الحقيقي، لذا تم تشريح مجموعة من التربويين ليكونوا إداريين مصاحبين للمدربين، تبدأ مهامهم قبل وبعد نهاية الحصص التدريبية، حيث يشرفون على تنفيذ البرنامج الإثرائي الذي يركز على التثقيف الصحي والتربوي، كما يحتوي البرنامج على محاضرات ودورات في الإرشاد النفسي والاجتماعي من قبل أساتذة متخصصين.
وجاءت برامج الأكاديمية موجهة لثلاث مراحل سنية رئيسية للبراعم المنضمين للأكاديمية تحت 15 سنة تضم براعم 13 و 14 سنة، وتحت 13 سنة تضم براعم 11 و 12 سنة وتحت 11 سنة تضم براعم 8 و9 و 10 سنوات.
وها هي أولى ثمرات الأكاديمية تقطف بعد أن انضم ست عشرة برعما للمنتخب السعودي تحت 13 سنة، الذي شارك في منافسات قطر، فقد غيروا بذلك المثل الذي يقول «أول الغيث قطرة» ليصبح أول الغيث ستة عشر قطرة.