[align=center]اخترق النجومية وعمره لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره: الجابر نموذج من الصعب استنساخه
رؤية عبدالمحسن الجحلان
هناك نماذج قيادية من الصعب استنساخها فتتقادم السنين ويظل ذلك القائد رمزا لايمكن أن تمحوه الذاكرة. وعلى جميع الأصعدة تتكرر مثل تلك المشاهد فيقال ذلك القائد الحربي. وذاك المفكر العظيم.
وهذا النجم الأحادي وهكذا. وسامي بن عبدالله الجابر يدخل ضمن موسوعة هؤلاء القادة بنى له تاريخا تليدا كتبه بأحرف من ذهب بداية من أول خطوة اقدم عليها في الملاعب حتى غادر الساحة. وهو يحمل قائمة غير عادية كتبت في تاريخه الرياضي.
سامي ظاهرة غير عادية تجلت في الملاعب الرياضية قبل عقدين وظل اسمه يهز الافئدة، شد الانظار المحلية ثم أصبح نجما في الميدان القاري والأقليمي حتى بات يصنف ضمن مجموعة النجوم المتميزة أمثال بيليه في البرازيل وماردونا في الارجنتين وكرويف في هولندا وياشين في روسيا وباكنباور في المانيا وزيدان بفرنسا، والجابر في السعودية حيث أصبح يتميز عن هؤلاء في رقم المشاركات العالمية والحضور مع النجوم. الأمر الذي أتاح له أن يبقى النجم العربي المتميز بعد أن وضع قدميه في مواقع لم يستطع أي لاعب عربي أو حتى آسيوي بالوصول اليها وكانت اخر لمسه عالمية كتبها في الشباك التونسية.
ومن هذا المنطلق أصبح الجابر ظاهرة غير عادية الأمر الذي أتاح له الفرصة لأن يبقى نجما أحاديا تصفق له الجماهير بكافة ميولها احتراما لهذا النجم.
هذه شخصية الجابر على الصعيد الدولي. أما الجانب المحلي فيبقى (سامي) نجما غير عادي في التعامل مع الظروف المحيطة، فسامي ومنذ أن بدأ مشواره مع فريقه الكبير. لم يكن قدوما عاديا بل إنه اخترق الشـــهرة من اوسع ابوابها، فعلى الرغم من أن عمره لم يتجاوز سبعة عشر ربيعا الا أنه ازاح النجوم التي تقف في ذلك الوقت أمثال ماجد عبـــدالله، فهد الحمـــدان، حسـام ابوداود، وانتزع لقب الهداف وبفارق كبير ولسان حاله يقول: إن هذه البداية التي تسبق الحدث الكبير، ثم واصل سامي قيادته لفريقه لتحقيق البطولات بطريقة لايفهم دهاليزها سوى (الجابر) الذي يعرف من اين تؤكل الكتف فحقق لهلاله بطولات غير عادية على الصعيدين المحلي والعربي والآسيوي وقاده للعالمية حينما تأهل فريق الهلال بجدارة للبطولة العالمية الثانية المزمع اقامتها بأسبانيا قبل الغائها لعدم وجود راع لها يكفل استمراريتها. وأمـــا الامجاد الجـــابرية المتوالية كان موعـــده مع الاحتراف الخارجي حيث كتب قصة غير عادية في الاراضي الانجليزية ورغم قصر المدة الا أن الزخم الذي دار حول هذا الاحتراف لم يكن عاديا. ويبدو أن عشقه لهلاله وعشق هلاله وجماهيره له أعاده للساحة المحلية ليواصل قصص الإنجازات التي يحبكها لفريقه بأسلوب بديع. وكان المتابع يشاهد للوهلة الأولى قصة بطولة لفريق لم يسبق وان حقق امجادا. على الرغم من أن الهلال والبطولات صنوان لايفترقان. ولكن الجابر بأسلوبه وطريقته يضع المراقب في حيرة من الطريقة الجميلة التي يرسم فيها الحدث باخراج عجيب وتنفيذ بارع ولعل الجميل في مشوار الجابر أن هناك نجوما اجنبية كانت داخل البوتقة الهلالية ولكن لم يكتب لها التألق بالصورة التي رسمها الجابر ويبدو أن حضور سامي القوى سحب بساط البطولة من الآخرين. حتى بات سامي هو البطل في كل سيناريو هلالي يلوح في المناسبات الكبيرة.
قسوة الاعلام
النجوم الخلابة التي تسرق الافئدة والانظار بلاشك أن هناك من يسعى الى إخفائها بواسطة غيوم عابرة. حيث يقتنص المواقف غير الإيجابية لسامي لتصعيدها، ووضع هذا النجم في خانة لجلده بسياط النقد. غير أن سامي كان يتقي شر تلك السياط بهدف خرافي أو لعبة جميلة أو بطولة خارقة يحققها لفريقه بجهد خيالي ليضع مثل هؤلاء في خانة لايحسدون عليها. ويبدو أن سامي اتخذ هذا الأسلوب منذ أن وطئت قدماه الملاعب الرياضية حيث كان يتخذ من الرد بالأفعال وليس بالكلام. وهذا هو مايميز القادة الكبار حينما يشتد الوطيس فالجبناء يختفون ويبقى الابطال وفي النهاية لايقف على القمة سوى بطل واحد وهو في العادة مايكون محفوظا لسامي.
تميز الفصل الأخير
سألت مدير العلاقات العامة والاعلام بشركة موبايلي (حمود الغبيني) عن سر تميز حفل اعتزال الجابر عن بقية النجوم الدولية السابقة فقال: إن ذلك طبيعي فتميز سامي في تاريخه الرياضي الذي يختلف عن البقية منحه ذلك وطبيعي أن ينال النجم حقه المعتبر يوم تتويجه. وسامي ظاهرة سعودية نفتخر بها جميعا ولابد وأن يكون يوم وداعه يتوازى مع النجومية التي رسمها خلال تاريخه الرياضي ومن هذا المنطلق سعينا لأن نجلب اعتى الشركات العالمية للمشاركة في هــذا الاحتفال. وفي الوقت ذاته تناسينا المكاسب المــادية في سبيل كسب نجومية الحفل في الاعداد والتنظيم خاصة وأن هناك نجوما غير عادية مع فريق مانشستر إلى جانب لاعبي الهلال بمشاركة قائدهم الاحادي سامي الجابر. الأمر الذي جعلنا نخطط منذ فترات طويلة في سبيل إقامة حفل لنجم يختلف عن البقية.
[/align]