نقد بحث الملاك الحارس
المؤلف كمال غزال وقد ابتدأ المؤلف بذكر حكاية من الحكايات فقال:
" كان قد مضى 8 أشهر على حملي بابنتي، كنت متعبة ومتضايقة على ابني منذ أن بعمر سنتين، كانت تصرفاته مختلفة عن الأطفال الآخرين، لم أكن أعلم خطبه بعد!، لكن عندما أصبح بعمر 4 سنوات كشف التشخيص الطبي عن إصابته باضطراب (فرط الحركة ونقص الإنتباه) أو ما يسمى اختصاراً بـ A.D.H.D. مصحوباً بسلوك التحدي. كنت متخوفة حقاً من أن يكون لجنيني نفس الاضطراب نظراً لصعوبة نوم ابني ليلاً كما أن زوجي لا يتحمل المسؤولية فشعرت بالإخفاق. (الصورة عمل فني لـ بيترو دا كورتونا - 1656). وفي صباح أحد الأيام وعند الساعة 7:00 سمعت طرقاً على الباب وكان الوقت مبكراً لزيارة أي احد، نهضت لأجد الباب مفتوحاً!، شعرت بالخوف لأن المفاتيح لا تكون إلا بحوزة زوجي ومالك المنزل، كان زوجي في عمله ولا يمكن لصاحب المنزل أن يتجرء على فعل ذلك، لكن من رأيت؟!، رأيت جدي وهو يصعد الدرج مبتسماً، صرخت بفرح وسألته عدة أسئلة: " كيف لك أن تقطع كل تلك الرحلة؟! ومن جاء بك إلى هنا؟! ولماذا لم تتصل بي مسبقاً؟ " علماً أن جدي كان مريضاً على فراشه منذ بضعة أيام، ثم أخبرني بأنه أتى لزيارتي للحظات، وكنت قلقة عليه، ثم سألني: " أين ابنك؟ "، فأخبرته بأنه نام أخيراً، فقلت له كم كنت متضايقة وخائفة لوحدي خلال فترة الأمومة، ثم أوقفني وعانقني وطلب مني أن أعد بعض القهوة، لكنه أخبرني: " حان وقت مغادرتي، أتيت فقط لأحفظ ابنك وقد اكتملت مهمتي "، وحينما ذهبت للفراش دخل ونظر إلي بنظرة مفعمة بالحب ثم قال لي:" سيكون لديك ابنة وستكون على ما يرام وستكونين على ما يرام "، فابتسمت، ثم قال لي: " تعالي عانقيني، أحبك كثيراً "، وعانقته ثم لاحظت أنني أعانق الهواء، لم يكن هناك أحد معي، كان أول ما ورد إلى ذهني أن جدي مات فاتصلت بجدتي وأنا أبكي وأخبرتها على الهاتف بما حدث لكنها كانت تصر على أن جدي بخير ولم يمت، ثم طلبت منها أن أتكلم معه ثم سألته: " من زارني ذلك الصباح؟! ولماذا يشبه جدي؟! "
وتحدث غزال عن تعدد الحكايات مثل هذه الحكاية وتساءل عن الملائكة الحارسة هل لها وجود فقال :
"تعقيب
يتناول عدد هائل من الكتب والمواقع الإلكترونية حكايا عن نفس الموضوع وهي تتشابه مع ما ذكر من التجربة آنفاً حتى أن العديد منها يصعب تصديقه، فهل توجد حقاً ملائكة حارسة Gaurdain Angels ؟ ومن أين أتت تلك الفكرة في الفلسفة والدين؟ وهل يهبون لمساعدتنا أو يشعروننا بالراحة التي نحتاجها؟ ولماذا تكون مساعدتهم مقتصرة على البعض دون سواهم؟ وإذا كان لديك ملاك حارس فكيف يمكن أن تعثر عليه أو تتواصل معه؟"
وتحدث عن الملائكة الحارسة ماهيتها ووظائفها وكيفية العلم بها فقال :
1 - ما هي الملائكة الحفظة / الحارسة؟ يعتقد أنها كائنات روحية موكلة لمساعدة الناس وحمايتهم بطرق متنوعة سواء من قبل إحداها أو مجموعة منها. وسواء أكنت تؤمن بوجود ملاك حارس حولك أم لا فإن المؤمنين بها يصرون على أن لديك على الأقل إحداها.
2 - ما هي مهمتهم؟
نذكر من كتاب حمل عنوان (لقاءات من النوع الملائكي): " يبدو أنهم يعترضون حياتنا في مناسبات عدة فيهبون لمساعدتنا بما وسعهم لجعل حياتنا تستمر بسلاسة وسلام، وتكون تلك المساعدة أحياناً فكرة ملهمة لتحفيزنا على العمل وفي أحيان أخرى لتقديم قوة بشرية فائقة، كما هو الحال مع امرأة استطاعت رفع سيارة بعيداً بغية إطلاق سراح ابنها المحتجز تحتها، أو نسمع عن شاحنة ضلت طريقها مع سائق كان قد فقد وعيه على عجلة القيادة فتجنح في آخر لحظة مما يجنبها الإصطدام بحافلة ملأى بالناس، في الواقع هناك العديد من الحالات والتي غالباً ما توصف بالمصادفة أوالحظ أو حتى المعجزة، لكن من له هذا الفضل واللمسة المنقذة؟، ولماذا لا تأتي الملائكة لنجدة الإنسان في كل مرة؟ في بعض الأحيان تتراجع الملائكة مكتفية بدعمنا بالامل والحب إلى أن تحين اللحظة التي نعثر فيها على حل للخروج من مأزقنا، في الأوقات المظلمة التي نكون فيها لوحدنا".
3 - كيف لنا أن نعلم بوجودهم؟ ادراً ما تظهر الملائكة بشكل مادي حتى بالنسبة إلى أولئك الذين يعتقدون بوجودها ومع ذلك هناك طرق أخرى تمكننا من الإحساس بحضورهم بحسب ما يقولون، إذ يزعم بعض الناس سماع أصوات ملائكية لا تمت بصلة إلى أي وصف بشري، وآخرون يزعمون شعوراً بالدفء والراحة يتملكهم في أوقات الحزن والأسى، أو أنهم أحسوا بعباءة رقيقة وناعمة من الريش تلتف حولهم بلطف وهدوء، وأحياناً أخرى تكون الطاقة التي يشعرون بها مختلفة تماماً فتشبه اندفاع مفاجئ من الهواء ناجم عن مرور "الملاك الموكل إليه المهمة" وهذا ما يلاحظ غالباً في أوقات الكوارث الوشيكة وفي أحيان أخرى يكون إحساس لا يمكن وصفه أو تفسيره."
قطعا لا وجود للملائكة الحارسة فى الأرض لأن الملائكة موجودة فى السموات فقط كما قال تعالى :
" وكم من ملك فى السموات "
وقال :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم ملكا رسولا"
وتحدث عن الملائكة الحارسة حسب الأديان فقال :
" - الملائكة الحارسة في الدين والفلسفة والأدب
- في الزردشتية
تعرف الملائكة الحارسة المقدسة في الزردشتية باسم فرافاشي أو (أردا فرافاش)، ويعتقد بأن هناك ملاك حارس يرافق كل شخص ويكون مرشداً له في جميع مراحل حياته، وتكون تلك الملائكة في الأصل موجودة عند حدود السماوات إلا أنها تنزل طوعاً إلى الأرض وتلازم المرء حتى نهاية أيام حياته.
- في فلسفة الإغريق
كان الإعتقاد الذي يقول بأن الإله يرسل روحاً لمراقبة كل مرء مألوفاً في فلسفة قدماء الإغريق وهو ما أشار إليه أفلاطون، ويستمد هذا الاعتقاد الافلاطوني صلته بشكل مباشر (تماماً كما هو مذهب الأفلاطونية "الافكار") من الزردشتية القياسية. وهي فكرة تظهر أيضاً في العهد القديم من الكتاب المقدس رغم من أنها لم تتضح معالمها أو ترسم حدودها بوضوح. في وقت متأخر من إنتشار اليهودية أصبح للناس من يمثلهم في السماوات وهو " الملاك الحارس " وهي فكرة جديدة تختلف عن الأصل الزردشتي، في هذا المفهوم الجديد أصبحت الملائكة أدلة وشفعاء، نجد ذلك في سفر أيوب 33:23 - 6 وفي سفر دانيال الذي يبدو فيه أن الملائكة توكل فقط في بقاع محددة. يتحدث العهد القديم عن الملائكة كخدم لله ينفذون مشيئته، ومنهم ملائكة أخرون أوكلت إليهم مهام خاصة تتعلق بشؤون الإنسان الدنيوية أو الحياتية.
وفي سفر التكوين 28 - 29 نجد أن الملائكة لا تعمل فقط كأداة تنفيذ لغضب الله على حواضر المدن بل تقدم الكثير أيضاً، ففي سفر الخروج 32:34 يقول الرب لموسى: " وَالآنَ اذْهَبِ اهْدِ الشَّعْبَ إِلَى حَيْثُ كَلَّمْتُكَ. هُوَذَا مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ. وَلكِنْ فِي يَوْمِ افْتِقَادِي أَفْتَقِدُ فِيهِمْ خَطِيَّتَهُمْ "،
وبعد ذلك بكثير لدينا قصة توبياس والتي تخدم تعليقا على كلام مزمور 91:11: "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (راجع مزمور 33:8 و34:5) وأخيراً، نجد في سفر دانيال أن 10 ملائكة مكلفة برعاية أحياء معينة واحدهم يسمى " أمير مملكة الفرس " كما وصف ميكائيل كأحد أمراء الملائكة في تفسير تثنية 32:8 (السبعينية) وسيراخ 17:17 (الترجمة السبعينية) وهناك أمثلة رئيسية أخرى في العهد الجديد وهي عن الملاك الذي هب لنجدة المسيح وهو في الحديقة، والملاك الذي أخرج القديس بطرس من السجن ونجد أيضاً وظيفة أخرى للملاك الحارس وهي قيادة الروح إلى مملكة الرب.
- في اعمال الرسل 12:12 - 15 نجد أن الملاك قام بإطلاق سراح بطرس من السجن ذهب الى منزل ماري أم يوحنا (يسمى أيضاً مرقس) فعرفته الخادمة (رودا) من صوته فعادت مسرعة لتخبر الجماعة بأن بطرس كان هنا، ومع ذلك أجابت في الجماعة: " لا بد أنه ملاكه " (12:15)، وهكذا أصبح ملاك بطرس الحارس أكثر الملائكة الذين جرى تصويرهم في الفنون ومن أشهرها جدارية (رافاييل) التي تحمل عنوان " نجاة القديس بطرس في الفاتيكان ".
- وقد شهد مفهوم "الملائكة الحفظة" مع تسلسلها الهرمي تطوراً وإنتشاراً واسعاً في المعتقد المسيحي وذلك منذ القرن 5 في الفترة التي تسبق الديونوسية. حيث شهد اللاهوت في موضوع الأرواح الحارسة العديد من التطورات في كلاً من الشرق والغرب وهو الإعتقاد بأن الملاك الحارس يقدم خدمة الحماية لمن يوكلهم الرب من البشر وأن الملاك الحارس يصلي للرب بالنيابة عن الشخص الموكل به.
- وكان (هونوريوس) من (أتون) أول اللاهويين المسيحيين الذين أشاروا إلى الخطوط العريضة لموضوع " الملائكة الحارسة " في القرن 12، حيث قال أن لكل نفس ملاك حارس مكلف بها منذ اللحظة التي تكون فيها في الرحم. وصنف دارسون آخرون الملائكة الحارسة، ويتفق (توماس اكويناس) مع (هورنيوس) ويضع الملائكة التي تعمل كملائكة حارسة في أسفل الترتيب بين الملائكة ونجحت فكرته هذه بأن أصبحت منتشرة وشعبية بين الناس. لكن (دونس سكوتس) يعتقد بأن أي ملاك يمكن أن يكلف بتلك المهمة مهما علا شأنه.
- ويصف القديس جيروم " الملائكة الحارسة " على إعتبارها " عقل الكنيسة " ويقول في هذا الصدد: " كم هي مكرمة النفس البشرية .. فمنذ اللحظة التي تولد بها يكون لها ملاك موكل بحفظها ". انتشرت مزاعم عن تواصل مع جيما غالغاني (1878 - 1903) مع ملاكها الحارس وقد جرى تطويبها كقديسة في عام 1940 وهي متصوفة إيطالية. وقد لقبت بـ (بنت الآلام) - انظر الصورة إلى اليمين.
- وبعدها بعدة قرون وفي تحديداً في عام 1997 قال ريجينا كائيلي أن البابا يوحنا بولس الثاني أشار إلى مفهوم الملاك الحارس مرتين، وخلص إلى البيان: "دعونا نستدعي ملكة الملائكة والقديسين، فهي قد تمنح لنا مدعومة بالملائكة الحارسة ليكونوا شهوداً على سر الفصح (قيامة يسوع المخلص بحسب المعتقد المسيحي) "."
وتحدث عن الملائكة الحارسة فى الإسلام فقال :
- في الإسلام
قد ثبت أن هناك حفظة من الملائكة يحرسون العباد بإذن الله وقدره مما لم يقدر الله إصابة العبد به فإذا قدر الله أن يصاب العبد بشيء فلا تستطيع الملائكة دفعه، قال الله تعالى: " لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ الله " (الرعد: 11) - وليس معنى الآية أن الملائكة تحفظ العبد مما يأتي من قضاء الله وقدره وإنما المراد أنها تحفظه بأمر الله فمن هنا بمعنى الباء ويدل لذلك ما في بعض القراءات الشاذة يحفظونه بأمر الله. وهناك أقوال أخرى فيها قريبة من هذا المعنى.
- قال البغوي في التفسير:" يحفظونه من أمر الله، يعني: بأمر الله، أي: يحفظونه بإذن الله تعالى ما لم يجئ المقدور، فإذا جاء المقدور خلوا عنه ". وقيل: يحفظونه من أمر الله: أي مما أمر الله به من الحفظ عنه. وقال أبو مجلز: جاء رجل من مراد إلى علي فقال: احترس فإن ناساً من مراد يريدون قتلك، فقال: إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر، فإذا جاء القدر خليا بينه وبين قدر الله، وإن الأجل حصن حصينة، وعلى هذا، (يحفظونه من أمر الله) أي بأمر الله وبإذنه، فـ (من) بمعنى الباء، وحروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض. وقيل (من) بمعنى (عن)، أي يحفظونه عن أمر الله، وهذا قريب من الأول، أي حفظهم عن أمر الله لا من عند أنفسهم، وهذا قول الحسن، تقول: كسوته عن عري ومن عري، ومنه قوله عز وجل: أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ {قريش: 4} أي عن جوع."
وتفسير الآية خاطىء فالآية وما قبلها وما بعدها ليس فيه أى ذكر للملائكة فالمعقبات الحافظة هى حافظ واحد كما قال تعالى :
" إن كل نفس لما عليها حافظ"
والحافظ هو العقل أى البصيرة التى تمنع الإنسان من الهلاك باتباعها هواها وهو شيطانها كما قال تعالى :
" بل الإنسان على نفسه بصيرة"
ونقل كلاما فى الحفظ الملائكى المزعوم فقال :
"أقوال مختلفة في الهدف من الحفظ
- يحتمل أن يكون توكيل الملائكة بالبشر لحفظهم من الوحوش والهوام والأشياء المضرة، لطفاً منه به، فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه، قاله ابن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
- وقيل: يحفظون الإنسان من ملائكة العذاب، حتى لا تحل به العقوبة، لأن الله لا يغير ما بقوم من النعمة والعافية حتى يغيروا ما بأنفسهم بالإصرار على الكفر، فإن أصروا حان الأجل المضروب ونزلت بهم النقمة، وتزول عنهم الحفظة المعقبات.
- وقيل: يحفظون الإنسان من الجن، قال كعب:" لولا أن الله وكل بكم ملائكة يذبون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم لتخطفتكم الجن ". وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: " وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان أحدهما حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال الله عز وجل له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله، قال ابن عباس هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه وقال على رضي الله عنه إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وإن الأجل جنة حصينة وقال مجاهد ما من عبد إلا وله ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما من شيء يأتيه إلا قال له وراءك إلا شيئا أذن الله فيه فيصيبه والله أعلم "."
وتحدق عن الحفظة فقال :
"عدد الملائكة الموكلة بالحفظ
ذكر ابن كثير في تفسير القرآن الكريم: " أنهم أربعة بالليل وأربعة بالنهار، فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الحسنات والسيئات، واثنان من ورائه وأمامه يحرسانه ".
وفي سنة 2005 على أقل تقدير تناقلت المنتديات الالكترونية وموقع (جراسا) الإخباري قولاً نسب إلى الشيخ عبد الباسط عضو لجنة "الإعجاز العلمي والحقيقة " في مصر وهذا القول يتناول عدد الملائكة التي تحيط بكل إنسان حيث توصل إلى أن عددها 10 و5 منها لحفظ الإنسان، وأن هذه الملائكة تتبدل في وقتي الفجر والعصر استناداً إلى حديث محمد رسول الله (ص): " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم بهم -: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون " - رواه البخاري ومسلم.
وذكر الشيخ عبد الباسط الملائكة المحيطة بالإنسان على النحو التالي: سورة الإنفطار (آية 10).
2 من الملائكة على العينين: وهم لغض البصر وحماية العينان من الأذى وكما يقول المثل العامي المصري: " العين عليها حارس ".
1 ملاك على البلعوم: لأنه ممكن أن يدخل في فم النائم أي شئ يؤذيه فالله سبحانه وتعالى جعل ملك يحرس البلعوم حتى إذا دخل أي شئ بفم النائم ممكن أن يلفظه تلقائياً.
أما بقية الملائكة فلها تخصصات أخرى لا تتصل بحفظ الإنسان وهي:
2 من الملائكة الكتبة: مخصصان لكتابة الأعمال الحسنة والسيئة لكل إنسان، الملاك على اليمين يكتب الحسنات أما الملاك على اليسار فهو يكتب السيئات، وحينما يفعل الإنسان سيئة يقول ملك اليمين لملك اليسار:"اكتب هذه السيئة" فيرد ملك اليسار ويقول:" أمهله لعله يستغفر، فإذا استغفر الإنسان لا يكتبها له ". بالإستناد إلى ما ذكر في القرآن الكريم: " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " - سورة ق (آية 18).
1 ملاك على الجبين للتواضع وعدم الكبر.
2 من الملائكة على الشفتين: ملك على الشفة العليا و ملك على السفلى وهم مفوضين لتسجيل الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وليس لغرض أخر.
- وينفي عبد الرحمن السحيم في مشاركة له على منتديات مشكاة أن يكون هناك دليل في الإسلام (القرآن الكريم والسنة الشريفة) على وجود الملائكة على الجبين والبلعوم والشفتين ويعتبر ذلك خوض في عالم الغيب عن غير علم."
وما سبق قوله من كلام هو مخالف للقرآن فالملائكة لا تنزل ألأرض كما سبق القول فى قوله :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم ملكا رسولا"
وتحدث عن الملائكة الحارسة فى الروايات والمسرحيات وأشباهها فقال :
" في الأدب غالباً ما كان يعتبر الملاك الحارس في الجانب المقابل مع الشيطان الشخصي والذي يحاول إفشال جهود الملاك الحارس ونرى ذلك تحديدً في الدراما الشعبية في العصور الوسطى في أوروبا مثل المسرحيات التي تحض على القيم الأخلاقية مثل مسرحية (قلعة المثابرة) Castle of Perseverance في القرن 15
وفي مسرحية (كريستوفر مارلو) الذي يتناول التاريخ المأساوي للدكتور فاوست حوالي 1592 نجد أن لـ فاوست "ملاك صالح " و " ملاك طالح " يتنافسان في تقديم النصائح، تتمتع هذه الشخصيات الدرامية بشعبية مستمرة في وسائل الإعلام مثل الملاك الذي على الكتف والذي كثيراً ما يقابله الشيطان على الكتف الأخرى كما نشاهده في الأفلام والرسوم المتحركة.
وتظهر الملائكة الحارسة في الأعمال الأدبية التي تعود إلى العصور الوسطى وعصور النهضة في أوروبا، وقد اشار الفيزيائي والفيلسوف الإنجليزي الأنجليكاني السير توماس براون (1605 - 1682) في كتابه Religio Medici أو " دين طبيب " إلى هذا الإعتقاد ونذكر منه:
" لست بعيداً من إنكار وجودهم لدرجة أنني من السهل أن أؤمن بهم وليست جميع البلاد محمية بهم فقط بل أن هناك أشخاص معينين تحت وصايتهم: هذا ليس رأي جديد لكنيسة روما لكنه قديم يرجع لعصر فيثاغورث وأفلاطون وليس مجرد قول وإن لم يجري توصيفهم بشكل واضح في النص الديني يبقى استخدام جيد وشامل في مسار حياة الإنسان وسيكون بمثابة فرضية تحل الكثير من الشكوك "
وبحلول القرن 19 لم يعد ينظر إلى الملاك الحارس في الأراضي الناطقة بالانجليزية كشخصية الشفيع بل كقوة تحمي المؤمن من الوقوع في الخطايا وقد برز ذلك في محاكاة ساخرة لـ اللورد بايرون دون خوان نذكر منها: " أوه ... كانت مثالية للجميع في الماضي بالمقارنة مع أي قديسة راهنة فهي بعيدة كل البعد عن قوى الجحيم الماكرة، أعطاها ملاكها الحارس حمايته ". على الرغم من تأثر (بايرون) بفكرة الملاك الحارس عن البابا الكسندر لكن يبدو أن الصورة الشعبية للملاك كانت بمثابة " الأنا العليا الروحية " - انظر موضوع القرين."
وتحدث عن الاتصال مع الملائكة فقال :
"5 - كيف تجري إتصالاً مع ملاكك الحارس؟
يقول (روبرت غراهام) في مقالته "حديث الملائكة: هل تستمع؟ " بأن لكل الملائكة الحارسة استعداد للتواصل معنا جميعاً لكننا نكون عادة مشغولين عن الإستماع إليها في معظم الأوقات لكن إذا ملكنا الإرادة للتواصل معها وأفسحنا لها الفرصة للإتصال يمكننا عندئذ استقبال الرسائل الخفية التي يمكن أن تساعدنا في حياتنا اليومية.
يقول (غراهام): " اذا رغبت برسالة واضحة وموجزة من ملاكك الخاص، عليك أن تطرح سؤالاً مباشراً وسيجيبك دائماً على أسئلتك، يجب أن تقول سؤالك بصوت عال وواضح. وكلما كانت أسئلتك واضحة ومختصرة تحصل بالمقابل على أجابات واضحة ومختصرة، تكون الإجابات دائماً واضحة وملموسة وهو شيء يمكنك الإعتماد عليه، التقط الأجوبة واختبرها. وإذا طرحت سؤال تافه سوف تحصل بالنتيحة على إجابة سخيفة، سيتجاوب الكون معك بنفس مستوى صدقك".
تقول (دورين فيرتو): " الملائكة تريد مساعدتنا على الدوام " وذلك في مقالتها التي حملت عنوان " استدعاء جميع الملائكة "، حيث تضيف: " ... لكن علينا أن نكون مستعدين لقبول المساعدة طالما امتلكنا الإرادة الحرة ولطلب المساعدة الملائكية لا نحتاج إلى إجراء طقوس "، وتقول بأن الطرق التي تقترحها مناسبة ومريحة لمعظم الناس وهي:
- اكتب رسالة إلى الملاك الحارس الخاص بك موضحاً فيها مشكلتك وحاجتك.
- تصورها بذهنك او شاهد حولك ملائكة حارسة في عين عقلك.
- حاول استدعاءهم بعقلك منادياً إياهم.
- تحدث بصوت عال - حدد قضيتك شفهياً. وهناك طريقة أخرى يدخل فيها عنصر التأمل وقد ورد ذكرها في مصدر آخر: " استرخي مع نفسك سواء كنت جالساً أم مستلقياً، حاول أن تعي الأنفاس التي تأخذها، أفرغ عقلك من أية أفكار، اخلق فضاءك كما لو كان الكون كله داخلك، ثم أبلغ ملاكك الخاص الذي ترغب في التواصل معه، انتظر في سلام لكن كن يقظاً لما يحدث، لن تشعر بالكثير في البداية، كن صبوراً، ربما تحدث بعض التغييرات الطفيفة، قد ترى ضوء أو ألواناً أو شكلاً. وقد تكون على بينة من وجود شيء ما، ستشعر بوخز الأحاسيس والعواطف، أو سوف تشعر بالحب "."
ولا وجود للاتصال بالملائكة من بعد موت خاتم النبيين(ص) حيث كان ينزل عليه جبريل(ص) والملائكة لا ترى ولا تسمع إلا يوم القيامة كما قال تعالى :
"يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا"
وحدثنا عن رأى المكذبين للملاك الحارس فقال :
"رأي المتشككين
يرى المتشككون بفكرة الملاك الحارس أنها فكرة ابتدعها الإنسان لكي تساعده على التعامل مع المشاكل الصعبة وأنها تعتمد على دور الإيمان الفعال في تقوية الثقة بالنفس لمجابهة تحديات الحياة في الأوقات الكارثية أو الصعبة.
وأخيراً ... كشف استبيان نشر في مجلة تايم الأمريكية بأن 69 بالمئة من الأمريكيين يؤمنون بالملائكة وأن 46 بالمئة منهم يؤمنون بأن لهم ملاكاً حارساً خاصاً بهم، لا يوجد دليل علمي حتى الآن عن الملائكة والدليل الوحيد عن وجودهم مذكور في كتب الدين على مر العصور، صاحبة التجربة أعلاه كغيرها من الكثيرين تؤمن بأن هناك كيانات روحية تؤثر على حياتها، وفي نهاية المطاف تعتبر الملائكة قضية إيمان وما زال العديد من الناس يدلون بآرائهم عن دور الملائكة الذي تلعبه في حياة المرء رغم إختلافهم في الطريقة التي يطلبون فيها المساعدة منهم.
ونرجو من المشاركين في التعليق أن يشاركوا بتجاربهم الحياتية التي تمحورت حول نجاتهم بأعجوبة من حادثة ألمت بهم وما يعتقدونه حول دور الله وملائكته في نجاتهم."
وقطعا لا وجود للملائكة الحارسة فى الأرض طبقا لنصوص القرآن ولكن الثقافة الشعبية لها اعتقادات كما فى المثل :
" العين عليها حارس"
وقطعا لا تفسير للحارس هنا والتفسير الممكن هو :
أن الله جعل فى كل عضو من الإنسان ما يحافظ على سلامته