“الصحة” تحذر من “مشروبات الطاقة”
شهد السوق السعودي في السنوات الأخيرة رواجاً كبيرا للمشروبات المنبهة تحت المسمى التجاري “مشروبات الطاقة” حيث امتلأت الأسواق والمحلات التجارية بها، وبشكل يحتاج إلى النظر فيه بعين التأني اذ أقبل عليها الكثيرون عليها وخاصة من فئة الشباب والفتيات.
وتعتمد أساليب الدعاية الخاصة بهذه المشروبات على السيطرة على ذهن المستهلك ونجحت بشكل كبير خاصة في أوساط المراهقين والمراهقات، وهي الفئة التي تبحث في كل المجالات لإثبات الذات في القوة الجسدية والنجاح والتألق في الحياة الدراسية والاستذكار بقوة التحمل واليقظة. وادى البحث عن المصادر التي توفر ذلك إلى لجوء الكثيرين لتناول هذه المشروبات بشغف، وخصوصاً الشباب الذين يستهدفون البحث عن الحيوية والنشاط والطاقة من طلاب وشباب ورياضيين.
ويبدو أن هذا الشغف يخفي وراءه الكثير من المخاطر الصحية، حيث حذرت وزارة الصحة ممثلة في الادارة العامة للتغذية من استخدام هذه المشروبات المنبهه “الطاقة” وخاصة تحت سن 16 عاماً لتأثيرها الكبير والضار في هذه المرحلة العمرية، واحتوائها على النسب الكبيرة من الكافيين الذي يتركز في الدم، بحسب توصيات الكثير من الأبحاث والهيئات الطبية.
وأوضحت ادارة التغذية انه عند انقطاع تناول المشروب يستهلك الجسم الكافيين الموجود فيه فتقل نسبته في الدم بعد تخلص الجسم منه فيؤدي ذلك الى حالة من القلق وتكون مشابهة لتأثير المخدرات وهذا في حد ذاته نوع من أنواع الإدمان.
ولفتت “الصحة” إلى ان هذه المشروبات المنبهة تتكون في غالبها من مركبات كيميائية ليست ذات فائدة صحية للإنسان وتعتبر ضارة بسلوكه الغذائي حيث أنها تعمل على توفير الطاقة الخاوية من المغذيات إلا محتوياتها من السعرات الحرارية وبعض الفيتامينات.
وشددت على إن لهذه المشروبات تأثيرات سلبية على الرياضيين لأن محتوياتها العالية من السكر والكافيين والموفرة للطاقة تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وحدوث الجفاف لدى الرياضيين بسبب منعها دخول الماء إلى داخل الجسم.
كما تضمن التحذير أن هذه المشروبات عبارة عن مشروبات مبنية على فكرة تحفيز الجهاز العصبي والدوري من خلال ما تحويه من مواد منشطة ومنبهة مثل الكافيين بصورة مباشرة ومادة التاورين والأعشاب مثل الجنسينج وغيرها، وذلك لزيادة قوة التحمل والنشاط البدني وهذه المركبات لا تعطي طاقة حقيقية مثل النشويات والدهون والبروتينات، بل تنبه أو تحفز جسم الإنسان من خلال تأثير هذه المركبات. علماً بأن معظم مشروبات “الطاقة” يدخل ضمن مكوناتها مواد كربوهيدراتية وماء مذاب فيه ثاني أكسيد الكربون وتحتوي على فيتامينات ومعادن، وقد يضاف إليها مركبات كيميائية مثل التاورين والأنسيتول والكافيين والأفيدرا والهرمونات وأعشاب طبية مثل جذور الجنسينج والجوران.
كما أشارت “الصحة” إلى ان بعض الدول الأوروبية منعت بيع هذه المشروبات في المحلات العامة، وحصرته في الصيدليات ومن هذه الدول فرنسا، وثمة دول منعتها تماماً مثل أستراليا، كندا، النروج، ماليزيا، تايلاند، في حين ما زالت عدة فئات وشرائح بمجتمعاتنا العربية تقبل عليها.
وبشأن الجانب النفسي، ذكرت “الصحة” إن التعود على مشروبات الطاقة يقلل الاعتماد على النفس كأحد التأثيرات النفسية المشابهة للمواد المخدرة كما أن البعض يتناولها قبل المنافسات الرياضية اعتقاداً منهم أنها توفر لهم النشاط، وإن وفرت بعض الطاقة إلا أنه ثبت أن شرب علبتين في يوم واحد يؤدي الى سرعة ضربات القلب والقلق.
وفي ما يتعلق بالأشخاص الذين يمنع عليهم تناول المشروبات المنبهة “الطاقة” خاصة المحتوية على الكافيين بينت “الصحة” أن هذه الفئة هي الأطفال أقل من 16 سنة ومرضى القلب والسكري والنساء الحوامل خاصة في الأشهر الأولى من الحمل والأم المرضعة والرياضيين أثناء ممارسة الرياضة والأشخاص الذين يعانون من حساسية لمادة الكافيين أو بعض مكونات هذه المشروبات وخاصة كبار السن.