بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى {فإن تَنَازَعْتُمْ في شيءٍ فَرُدُّوه إلى الله والرسول} (النساء).
إن مصادر التشريع في الاسلام أولاً القرآنُ ثم الحديثُ الشريف ثم الإجماع ولا يؤخذ بالرأي لأن سيدنا علياً رضي الله عنه قال " ليس الدين بالرأي ". فهذا هو سبيل النجاة الذي يُرجع إليه عند الاختلاف. وإن كل المسائل الفقهية في مذهب الشافعي أو مالك أو أبي حنيفة أو ابن حنبل رضي الله عنهم أو في غيرها من المذاهب الصحيحة فهي مستنبطة من الكتاب والسنة كما أن الاحاديث الموزعة في الكتب فإن أهل الحديث يميزون بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة والحسنة والمكذوبة. فعلم الدين يُتوارث بالتواتر من لَدُن النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصرنا الحاضر إلى ما شاء الله.
الاعتصام الصحيح :
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَب الناس في حجة الوداع
فقال:" إن الشيطان قد يئسَ أن يُعبدَ بأرضكم ولكنه رَضِي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تُحاقِرون من أعمالكم فاحذروا. يا أيها الناس إني قد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلُّوا أبداً : كتاب الله وسُنة نبيه. إن كل مسلم أخو المسلم. المسلمون أخوة ولا يحل لامرىء من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيبِ نفسٍ، ولا تَظلموا ولا ترجعوا بعدي كفاراً يَضربُ بعضكم رقابَ بعض ".
إن الاعتصام المنجي هو الاعتصام بكتابِ الله وسنةِ النبي صلى الله عليه وسلم وتركِ ما سوى ذلك من الآراء والأهواء التي تُضعف الجماعة وتفتكُ بالمجتمع وتفتته وتجعلنا حينئذ لقمة سائغة لأعداء الدين.