معنى المسيخ:
هذه اللفظة تطلق على الصّدّيق وعلى الضّلّيل الكذاب ، فالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام الصديق ، والمسيح الدجال : الضليل الكذاب، فخلق الله المسيحين أحدهما ضد الآخر : فعيسى عليه السلام مسيح الهدى ، يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى بإذن الله . والدجال – لعنه الله – مسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيان كإنزال المطر ، وإحياء الأرض بالنبات وغيرهما من الخوارق . وسمي الدجال مسيحا لأن إحدى عينيه ممسوحة ، أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوما ، والقول الراجح هو الأول لما جاء في الحديث الذي رواه مسلم ( إن الدجال ممسوح العين )
معنى الدجال :
لفظ الدجال : مأخوذ من قولهم : دجل البعير ، إذا طلاه بالقطران وغطاه به
وأصل الدجل : معناه الخلط ، يقال : دجل إذا لبس وموّه
والدجال : المموِّه الكذاب المُمَخرِق ، وهو من أبنية المبالغة ، على وزن فعّال ، أي يكثر منه الكذب والتلبيس ، وجمعه : دجالون ، وجمعه الإمام مالك على دجاجلة ، وهو جمع تكسير
ولفظة الدجال : أصبحت علما على المسيح الأعور الكذاب ، فإذا قيل : الدجال ، فلا يتبادر إلى الذهن غيره
وسمي الدجال دجالا : لأنه يغطي الحق بالباطل ، أو لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم ، وقيل لأنه يغطي الأمر بكثرة جموعه والله أعلم
صفة الدجال:
الدجال رجل من آدم ، له صفات كثيرة جاءت بها الأحاديث لتعريف الناس به ، وتحذيرهم من شره حتى إذا خرج عرفه المؤمنون فلا يفتنون به ، بل يكونون على علم بصفاته التي أخبر بها الصادق صلى الله عليه وسلم وهذه الصفات تميزه عن غيره من الناس فلا يغتر به إلا الجاهل الذي سبقت عليه الشقوة نسأل الله العافية ، ومن هذه الصفات أنه رجل ، شاب ، أحمر ، قصير ، أفحج ، جعد الرأس ، أجلى الجبهة ، عريض النحر ، ممسوح العين اليمنى ، وهذه العين ليست بناتئه ( أي ليست بارزة ) ولا جحراء ( أي ليست غائرة ) كأنها عنبة طافئة ، وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة ( وهي لحمة تنبت عند المآقي ) ومكتوب بين عينيه ( ك ف ر ) بالحروف المقطعة ، أو كافر بدون تقطيع ، يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب ، ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له
وهذه بعض الأحاديث التي جاء فيها ذكر صفاته السابقة ، وهي من الأدلة على ظهور الدجال
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بينا أنا نائم أطوف بالبيت ...... ( فذكر أنه رأى عيسى بن مريم عليه السلام ثم رأى الدجال فوصفه فقال : ( فإذا رجل جسيم ، أحمر، جعد الرأس ، أعور العين ، كأن عينه عنبة طافئة ، قالوا: هذا الدجال أقرب الناس شبها به ابن قطن) رجل من خزاعة ، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال ( ألا إن الله تعالى ليس بأعور ، ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافئة ) رواه البخاري
وفي حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الدجال ( إن مسيح الدجال رجل قصير ، أفجع ، جعد ، أعور ، مطموس العين ، ليس بناتئه ولا جحراء ، فإن ألبس عليكم ، فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ) رواه أبو داود في السنن وهو حديث صحيح ، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأما مسيح الضلالة فإنه أعور العين ، أجلى الجبهة ، عريض النحر فيه دفأ - أي انحناء - ) رواه أحمد بإسناد صحيح ، وفي حديث حذيفة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( الدجال أعور العين اليسرى ، جفال الشعر – أي كثيره - ) رواه مسلم ويلاحظ في الرويات السابقة أن بعضها وصف العين اليمنى بالعور ، وبعضها العين اليسرى وكلها روايات صحيحة وهذا فيه إشكال. فذهب الحافظ ابن حجر إلى أن حديث ابن عمر الوارد في الصحيحين والذي جاء فيه وصف عينه اليمنى بالعور أرجح من رواية مسلم التي جاء فيها وصف العين اليسرى ، لأن المتفق على صحته أقوى من غيره. وذهب القاضي عياض إلى أن عيني الدجال كلتيهما معيبه ، لأن الرويات كلها صحيحة ، وتكون العين المطموسة والممسوحة هي العوراء الطافئة- بالهمز - أي التي ذهب ضوؤها وهي العين اليمنى ، كما في حديث ابن عمر ، وتكون العين اليسرى التي عليها ظفرة غليظة وهي الطافية – بلا همز – معيبة أيضا فهو أعور العين اليمنى واليسرى معا، فكل واحدة منهما عوراء : أي معيبة . وقال النووي في هذا الجمع ( هو نهاية في الحسن ) ورجحه القرطبي ، وفي حديث أنس رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم ( وإن بين عينيه مكتوب كافر ) رواه البخاري ، وفي رواية : ( ثم تهجاها ( ك ف ر ) ، يقرؤه كل مسلم ) رواه مسلم ، وفي رواية عن حذيقة ( يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب ) رواه مسلم ، ومن صفاته أيضا ما جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها في قصة الجساسة ، وفيه قال تميم رضي الله عنه ( فانطلقنا سراعا ، حتى دخلنا الدير ، فإذا فيع أعظم إنسان رأيناه قط ، وأشده وثاقا ) رواه مسلم ، وفي حديث عمران بن حصين رضي اله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال ) رواه مسلم
هل ابن صياد هو الدجال الأكبر؟
اسمه هو صافي – وقيل عبدالله – بن صياد أو صائد ، كان من يهود المدينة ، وقيل من الأنصار ، وكان صغيرا عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة . وذكر ابن كثير أنه أسلم ، وكان ابنه عمارة من سادات التابعين، روى عن الإمام مالك وغيره. وترجم له الذهبي في كتابه " تجريد أسماء الصحابة " ، فقال : ( عبدالله بن صياد ، أورده ابن شاهين ، وقال : هو ابن صائد ، كان أبوه يهوديا فولد عبدالله أعور مختونا ، وهو الذي قيل أنه الدجال، ثم أسلم فهو تابعي له رؤية ) . وترجم له الحافظ ابن حجر في كتاب ( الإصابة ) فذكر ما قاله الذهبي ثم قال ( ومن ولده عمارة بن عبدالله بن صياد ، وكان من خيار المسلمين ، من أصحاب سعيد بن المسيب ، وروى عنه مالك وغيره ) ، ثم ذكر جملة من الأحاديث في شأن ابن صياد كما سيأتي ذكرها ، ثم قال( وفي الجملة لا معنى لذكر ابن صياد في الصحابة ، لأنه إن كان الدجال ، فليس بصحابي قطعا ، لأنه يموت كافرا ، وإن كان غيره فهو حال لقيه النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مسلما ) ، لكن إن أسلم بعد ذلك ، فهو تابعي له رؤية كما قال الذهبي
أحواله : كان ابن صياد دجالا ، وكان يتكهن أحيانا فيصدق ويكذب ، فانتشر خبره بين الناس ، وشاع أنه الدجال ، كما سيأتي في امتحان النبي صلى الله عليه وسلم له
امتحان النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد : لما شاع بين الناس أمر ابن صياد وأنه هو الدجال أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطلع على أمره ويتبين حاله ، فكان يذهب إليه مختفيا حتى لا يشعر به ابن صياد رجاء أن يسمع منه شيئا وكان يوجه إليه بعض الأسئلة التي تكشف عن حقيقته . ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن عمر انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهط قِبل ابن صياد ، حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بن مغالة ( بناء مرتفع ) وقد قارب ابن صياد الحلم ، فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، ثم قال لابن صياد ( أتشهد أني رسول الله ؟ ) فنظر إليه ابن صياد ، فقال : اشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه، وقال : ( آمنت بالله وبرسله ). فقال له ( ما ترى ؟ ) قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( خلط عليك الأمر ) ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( إني خبأت لك خيئا ) فقال ابن صياد : هو الدخ . فقال : ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) . فقال عمر رضي الله عنه : دعني يا رسول الله أضرب عنقه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن يكنه ، فلن تسلط عليه وإن لم يكنه ، فلا خير لك في قتله )
وقال أبو ذر رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أمه، قال ( سلها كم حملت به ؟ ) فأتيتها ، فسألتها ، فقالت : حملت به اثني عشر شهرا . قال : ثم أرسلني إليها ، فقال : ( سلها عن صحيته حين وقع ؟ ) قال : فرجعت إليها فسألتها ، فقالت : صاح صيحة الصبي ابن شهر . ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني قد خبأت لك خبئا ) قال : خبأت لي خطم شاة عفراء والدخان. قال : فأراد أن يقول الدخان فلم يستطع فقال : الدخ ، الدخ ) رواه أحمد
وفاته: عن جابر رضي الله عنه قال : ( فقدنا ابن صياد يوم الحرة ) ، وقد صحح ابن حجر هذه الرواية ، وضعف قول من ذهب إلى أنه مات في المدينة ، وأنهم كشفوا عن وجهه ، وصلوا عليه والله أعلم
رأي بعض الصحابة في ابن صياد:
يتضح من امتحان النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد أن النبي كان متوقفا في أمر ابن صياد ، لأنه لم يوح إليه أنه الدجال ولا غيره ، وكان عمر رضي الله عنه يحلف عند النبي صلى الله عليه وسلم أن ابن صياد هو الدجال ، ولم ينكر عليه ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان بعض الصحابة رضي الله عنهم يرى رأي عمر ، ويحلف أن ابن صياد هو الدجال ، كما ثبت ذلك عن جابر ، وابن عمر ، وأبي ذر. ففي الحديث عن محمد بن المنكدر قال : ( رأيت جابر بن عبدالله يحلف بالله إن ابن صياد هو الدجال . قلت : تحلف بالله ؟! قال : إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم ينكره النبي) رواه البخاري ، وعن نافع قال : ( كان ابن عمر يقول : والله ما أشك أن المسيح الدجال ابن صياد ) رواه أبو داود ، وعن زيد بن وهب قال : ( قال أبو ذر رضي الله عنه لأن أحلف عشر مرات أن ابن صائد هو الدجال أحب إليّ من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به ) رواه أحمد
وعن نافع قال : لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة فقال له قولا أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السكة ، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها ، فقالت له : رحمك الله ! ما أردت من ابن صائد ؟! أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما يخرج من غضبة يغضبها ) . رواه مسلم ، وكان ابن صياد يسمع ما يقوله الناس فيه فيتأذى من ذلك كثيرا ، ويدافع عن نفسه بأنه ليس الدجال ، ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ( خرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا ابن صائد . قال : فنزلنا منزلا فتفرق الناس، وبقيت أنا وهو فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه . قال : وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي . فقلت إن الحر شديد فلو وضعته تحت تلك الشجرة. قال : ففعل . قال : فرفعت لنا غنم فانطلق فجاء بعس ، فقال : اشرب أبا سعيد! فقلت : إن الحر شديد ، واللبن حار ، ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده، أو قال : آخذ عن يده. فقال : أبا سعيد! لقد هممت أن آخذ حبلا ، فأعلقه بشجرة ، ثم أختنق مما يقول لي الناس. يا أبا سعيد! من خفي عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما خفي عليكم معشر الأنصار . ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أو ليس قد قال رسول الله : هو كافر . وأنا مسلم ؟ أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عقيم لا يولد له . وقد تركت ولدي بالمدينة ؟ أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل المدينة ولا مكة . وقد أقبلت من المدينة ، وأنا أريد مكة ؟ قال أبو سعيد الخدري : حتى كدت أن أعذره. ثم قال : أما والله إني لأعرفه ، وأعرف مولده ، وأين هو الآن . قال : قلت له : تبا لك سائر اليوم ) رواه مسلم ، وقال ابن صياد في رواية ( أما والله إني لأعلم الآن حيث هو وأعرف أباه وأمه. قال : وقيل له : أيسرك أنك ذاك الرجل ؟ فقال : لو عرض عليّ ما كرهت ) رواه مسلم . وقد رد النووي على حجة ابن صياد بأنه مسلم والدجال كافر ، وبأنه لا يولد للدجال وقد ولد له ، وأنه لا يدخل مكة والمدينة وقد دخلهما ، أنه لا دلالة فيه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن هذه الصفات وقت فتنته وخروجه في الأرض
حديث تميم الداري عن الدجال:
عن عامر بن شراحيل الشعبي شعب همدان أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول فقال : حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره فقالت لئن شئت لأفعلن فقال لها أجل حدثيني فقالت نكحت ابن المغيرة وهو من خيار شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تأيمت خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة بن زيد وكنت قد حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحبني فليحب أسامة فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أمري بيدك فأنكحني من شئت فقال انتقلي إلى أم شريك وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان فقلت سأفعل فقال لا تفعلي إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك بعض ما تكرهين ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو ابن أم مكتوم وهو رجل من بني فهر فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه فانتقلت إليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال أتدرون لم جمعتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قالوا وما الجساسة قالت أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة قال فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة فقال أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يثمر قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر قال أخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب قال أخبروني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب قال أقاتله العرب قلنا نعم قال كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال لهم قد كان ذلك قلنا نعم قال أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها) قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- وطعن بمخصرته في المنبر - ( هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة - يعني المدينة - ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ ) فقال الناس : نعم. ( فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي أحدثكم عنه ، وعن المدينة ومكة ، ألا إنه في بحر الشام ، أو بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ماهو ، من قبل المشرق ماهو ، من قبل المشرق ماهو ( وأومأ بيده إلى المشرق ) قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم
أقوال العلماء في ابن صياد :
قال القرطبي ( الصحيح أن ابن صياد هو الدجال بدلالة ما تقدم ، وما يبعد أن يكون بالجزيرة في ذلك الوقت ، ويكون بين أظهر الصحابة في وقت آخر ) – التذكرة
وقال النووي ( ومن اشتباه قصته وكونه أحد الدجاجلة الكاذبين قوله للنبي صلى الله عليه وسلم : أتشهد أني رسول الله ؟! ودعواه أنه يأتيه صادق وكاذب ، وأنه يرى عرشا فوق الماء ، وأنه لا يكره أن يكون هو الدجال ، وأنه يعرف موضعه ، وقوله : إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن ، وانتفاخه حتى ملأ السكة . وأما اظهاره الإسلام وحجه وجهاده واقلاعه عما كان عليه فليس بصريح في أنه غير الدجال ) ، ويفهم من كلام النووي هذا أنه يرجح كون ابن صياد هو الدجال
وقال الشوكاني : ( اختلف الناس في أمر ابن صياد اختلافا شديدا ، وأشكل أمره، حتى قيل فيه كل قول ، وظاهر الحديث المذكور أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مترددا في كونه الدجال أم لا ؟ ........ وقد أجيب على التردد منه بجوابين
الأول : أنه تردد صلى الله عليه وسلم قبل أن يعلمه الله بأنه هو الدجال ، فلما أعلمه لم ينكر على عمر حلفه
الثاني : أن العرب قد تخرج الكلام مخرج الشك ، وإن لم يكن في الخبر شك
ومما يدل على أنه هو الدجال ما روي عن ابن عمر بإسناد صحيح قال ( لقيت ابن صياد يوما – ومعه رجل من اليهود – فإذا عينه قد طفت وهي خارجة مثل عين الحمار، فلما رأيتها قلت : أنشدك الله يا ابن صياد ! متى طفت عينك ؟ قال: لا أدري والرحمن . قلت : كذبت وهي في رأسك . قال: فمسحها ونخر ثلاثا ) . ويظهر من كلام الشوكاني أنه مع القائلين بأن ابن صياد هو الدجال الأكبر
وقال البيهقي في سياق كلامه على حديث تميم ( فيه أن الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان غير ابن صياد ، وكان ابن صياد أحد الدجالين الكذابين الذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخروجهم وقد خرج أكثرهم . وكأن الذين يجزمون بأن ابن صياد هو الدجال لم يسمعوا بقصة تميم وإلا فالجمع بينهما بعيد جدا . إذ كيف يلتئم أن يكون من كان في أثناء الحياة النبوية شبه محتلم ، ويكون في آخرها شيخا كبيرا مسجونا في جزيرة من جزائر البحر ، موثقا بالحديد يستفهم عن خبر النبي صلى الله عليه وسلم هل خرج أم لا ؟! فالأولى أن يحمل على عدم الإطلاع . وأما عمر فيحتمل أن يكون ذلك منه قبل أن يسمع بقصة تميم، ثم لما سمعها ، لم يعد إلى الحلف المذكور) ويظهر أن البيهقي من القائلين بأن ابن صائد غير الدجال الأكبر . ولكن يرد على البيهقي بأن جابر ابن عبدالله من رواة حديث تميم كما في رواية أبي داود ، والذي جاء فيه .... قال أبي سلمة ( إن في هذا الحديث شيئا ما حفظته، قال : شهد جابر أنه هو ابن صائد . قلت فإنه قد مات . قال: وإن مات . قلت فإنه قد أسلم . قال: وإن أسلم . قلت : فإنه قد دخل المدينة . قال : وإن دخل المدينة ) فيتضح أن جابر مصر على أن ابن صياد هو الدجال وإن قيل أنه أسلم ودخل المدينة ومات
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن ( أمر ابن صياد أشكل على بعض الناس فظنوه الدجال ، وتوقف فيه النبي صلى الله عليه وسلم حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال وإنما هو من جنس الكهان أصحاب الأحوال الشيطانية ولذلك كان يذهب ليختبره )
وقال ابن كثير : ( والمقصود أن ابن صياد ليس بالدجال الذي يخرج في آخر الزمان قطعا لحديث تميم ، وهو فيصل في هذا المقام )
مكان خروج الدجال:
يخرج الدجال من جهة المشرق من خراسان ، من يهودية أصبهان ، ثم يسير في الأرض فلا يترك بلدا إلا دخله إلا مكة والمدينة ، فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما . ففي حديث تميم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال ( إلا إنه في بحر الشام ، أو بحر اليمن ، لا بل من المشرق ماهو ، من قبل المشرق ماهو ( وأوما بيده إلى المشرق ) رواه مسلم ، وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها : خراسان ) رواه الترمذي وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يخرج الدجال من يهودية أصبهان ، معه سبعون ألفا من اليهود ) رواه أحمد . قال ابن حجر : ( وأما من أين يخرج ؟ فمن قبل المشرق جزما ) - فتح الباري
الدجال لا يدخل مكة والمدينة:
جاء في حديث تميم أن الدجال قال ( فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة والمدينة فهما محرمتان عليّ كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة – أو واحدا – منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ) رواه مسلم
وعن جنادة بن أبي أمية الأزدي قال : ذهبت أنا ورجل من الأنصار إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر في الدجال ...... ( فذكر الحديث وقال ) ( وإنه يمكث في الأرض اربعين صباحا ، يبلغ فيها كل منهل ، ولا يقرب أربعة مساجد : مسجد الحرام ، ومسجد المدينة ، ومسجد الطور ، ومسجد الأقصى ) رواه أحمد
أتباع الدجال :
أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك ، وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ( رواه مسلم ، وفي رواية للإمام أحمد ( سبعون ألفا عليهم التيجان) ، وجاء في حديث أبي بكر ( يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة)، قال ابن كثير ( والظاهر - والله أعلم - أن المراد هؤلاء الترك أنصار الدجال) ، وأما كون أكثر أتباعه من الأعراب فلأن الجهل غالب عليهم ولما جاء في حديث أبي أمامة الطويل قوله صلى الله عليه وسلم ( وإن من فتنته - أي الدجال - أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك ، أتشهد أني ربك؟ فيقول : نعم . فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان : يا بني ! اتبعه ، فإنه ربك ( رواه ابن ماجه بإسناد صحيح
وأما النساء فحالهن أشد من حال الأعراب، لسرعة تأثرهن ، وغلبة الجهل عليهن ، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم( ينزل الدجال في هذه السبخة بمرقناة- واد بالمدينة - فيكون أكثر من يخرج إليه النساء حتى إن الرجل يرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه) رواه أحمد بإسناد صحيح
فتنة الدجال :
فتنة الدجال أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة، وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول، وتحير الألباب. فقد ورد أن معه جنة ونارا ، وجنته نار ، وناره جنة ، وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر ، والأرض أن تنبت فتنبت ، وتتبعه كنوز الأرض ، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة ، كسرعة الغيث استدبرته الريح ...... إلى غير ذلك من الخوارق وكل ذلك جاءت به الأحاديث الصحيحة:
عن حذبفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدجال أعور العين اليسرى ، جفال الشعر ، معه جنة ونار ، فناره جنة، وجنته نار) رواه مسلم ، وعن حذيفة أيضا رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان ، أحدهما رأي العين ماء أبيض ، والآخر رأي العين نار تأجج ، فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ، ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه ، فإنه ماء بارد ) رواه مسلم ، وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه في ذكر الدجحال أن الصحابة قالوا : يا رسول الله! كم لبثه في الأرض ؟ قال : ( أربعون يوما ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعه ، وسائر أيامه كأيامكم) قالوا: وما إسراعه في الأرض؟ قال : ( كالغيث إذا استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ، ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم ، فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيدهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فبقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه ، فيقبل ويتهلل وجهه يضحك ) رواه مسلم ، وجاء في رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن هذا الرجل الذي يقتله الدجال من خيار الناس ، يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول للدجال ( أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته ، هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون : لا . فيقتله ، ثم يحييه ، فيقول ( أي الرجل ) والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم ، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه )- صحيح البخاري
الوقاية من قتنة الدجال :
أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى ما يعصمها من فتنة المسيح الدجال، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك. فلم يدع خيرا إلا دل أمته عليه ولا شرا إلا حذرها منه. ومن جملة ما حذر ممه فتنة المسيح الدجال ، لأنها أعظم فتنة تواجهها الأمة إلى قيام الساعة، وكان كل نبي ينذر أمته الأعور الدجال ، واختص محمد صلى الله عليه وسلم بزيادة التحذير والإنذار،لأنه خارج في هذه الأمة لا محالة، فهي آخر الأمم. وهذه بعض الإرشادات النبوية لتنجو من الفتنة العظيمة نسأل الله العظيم أن يعيذنا منها
أولا : التمسك بالإسلام والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله الحسنى التي لا يشاركه فيه أحد، فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب وأن الله تعالى منزه عن ذلك ، وأن الدجال أعور والله ليس بأعور، وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت، والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم
ثانيا: التعوذ من فتنة الدجال وخاصة في الصلاة وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة، فعن عائشة رضي الله عنها ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ........... الحديث ) رواه الشيخان ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا تشهد أحدكم، فليستعذ بالله من أربع ، يقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال) رواه مسلم وكان الإمام طاووس يأمر ابنه بإعادة الصلاة إذا لم يقرأ بهذا الدعاء في صلاته
ثالثا: حفظ آيات من سورة الكهف ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة فواتح سورة الكهف على الدجال، وفي بعض الروايات خواتيمها، وذلك بقراءة عشر آيات من أولها أو آخرها.وقد جاء في حديث النواس بن سمعان الطويل ، وفيه ( من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف) رواه مسلم ، وروى مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال) أي من فتنته
رابعا : الفرار من الدجال والابتعاد منه ، والأفضل سكنى مكة والمدينة، فإنه لا يدخلهما. فإنه يأتيه الرجل وهو يظن في نفسه الإيمان والثبات ، فيتبع الدجال . نسأل الله أن يعيذنا من فتنته، فعن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمنن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات أو لما يبعث من الشبهات ) رواه أحمد وأبو داود والحاكم
هلاك الدجال:
يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ، وذلك أن الدجال يظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة ، ويكثر أتباعه وتعم فتنته ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين ، وعند ذلك ينزل عيسى عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق ويلتف حوله عباد الله المؤمنون، فيسير بهم قاصدا المسميح الدجال ، ويكون الدجال عند نزول عيسى متوجها إلى بيت المقدس ، فيلحق به عيسى عند باب ( لد ) ، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح ، فيقول له عيسى عليه السلام : ( إن لي فيك ضربة لن تفوتني ) فيتداركه عيسى فيقتله بحربته ، وينهزم أتباعه، فيتبعهم المؤمنون، فيقتلونهم، حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم! يا عبدالله ! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود . وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( يخرج الدجال في أمتي .... ( فذكر الحديث وفيه ) فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه) رواه مسلم
وعن مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقو ( يقتل ابن مريم الدجال عند باب لد ) رواه أحمد والترمذي ، وفي حديث النواس بن سمعان الطويل عن الدجال وفيه قصة نزول عيسى وقتله الدجال وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ( فلا يحل لكافريجد ريح نفسه إلا مات ، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ( رواه مسلم . وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم ...... ( فذكر الحديث وفيه ( ثم ينزل عيسى بن مريم فينادي من السحر ، فيقول: أيها الناس! ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث. فيقولون : هذا رجل جني . فينطلقون ، فإذا هم بعيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فتقام الصلاة ، فيقال له : تقدم يا روح الله ! فيقول : ليتقدم إمامكم ، فيصل بكم ، فإذا صلى صلاة الصبح خرجوا إليه. قال : فحين يرى الكذاب ينماث - أي يذوب - كما ينماث الملح في الماء ، فيمشي إليه فيقتله ، حتى إن الشجر والحجر ينادي : يا روح الله ! هذا يهودي ، فلا يترك ممن كان يتبعه أحدا إلا قتله ) رواه أحمد