انت مسلم ؟ إذاً أنت مسؤول فهل شعرت بمسؤوليتك ؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
فالإسلام مسؤولية الإنسان المسلم ، وهو ـ كما نعرف ـ ليس مجرّد نطق بالشهادتين ، ولا مجرد عبادات شكلية ، بل هو عملٌ كلّه ، فإذا دخلت شركة الإيمان فعليك أن تلتزم ببرامج عملها وأنشطتها وفعالياتها المختلفة، أي أ نّك اخترت بإرادة حرّة أن تكون عضواً فيها ، والعضوية في أيّة شركة لها حقوق ولها واجبات لا بدّ لكلّ عضو منتسب أن يتعرّف عليها وإلاّ تحرّك كالمكفوف أو المعصوب العينين .
فأن تشهد بوحدانية الله يستوجب أن تمتنع في حركتك في الحياة عن كلّ ما هو شرك وكفر وضلال وعصيان ، وأن تشهد بنبوّة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) يتطلّب منك أن تجسّد ذلك بالطاعة والامتثال والتصديق والعمل بما جاء به (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )() .
وأن تصلِّي فإنّ صلاتك تنهاك عن الفحشـاء والمنكر ، وأن تصـوم فإنّ صومك
يستدعي الإعراض عن كلّ المحرّمات المادية والمعنوية مما يمكن أن نطلق عليه صفة الانحراف .
ولهذا السبب نرى أنّ هناك عدداً من الأحاديث أخرجت بعض المسلمين من أسرة المسلمين أو من شركة الإيمان لأ نّهم لم يلتزموا ولم يعملوا بمتطلبات هذا الإيمان ، ومنها :
ـ «مَن أصبحَ ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم» .
ـ «ليس منّا من غشّ مسلماً أو ضرّه» .
ـ «ليس منّا مَنْ لم يبجِّل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف عالمنا» .
ـ «ليس منّا مَنْ دعا إلى عصبية» .
ـ «ليس منّا مَنْ لم يحاسب نفسه كلّ يوم» .
ـ «ليس منّا مَنْ باتَ شبعاناً وجاره جائع» .
ـ «ليس منّا مَنْ لا يرى دنيا لآخرته» .
ـ «ليس منّا من لم يملك نفسه عند غضبه ، ومن لم يحسن صحبة من صحبه ، ومخالقة من خالقه ، ومرافقة من رافقه ، ومجاورة من جاوره» .
إنّ نظرة فاحصة في هذه الأحاديث تبيّن لنا أنّ (الإسلام مسؤولية) في كلّ شيء ، وأن كلمة (ليس منّا) هي استبعاد ، لكلّ من لا يشعر بمسؤوليته ، عن دائرة الإسلام