الإمارات تسعى لاستعادة أمجاد خليجي 18

يسعى المنتخب الإماراتي جاهداً للمنافسة بقوة على لقب كأس الخليج التاسعة عشرة، والظهور بمستوى فني جيد يخرجه من الحالة غير المستقرة التي ظهر عليها في تصفيات كأس العالم 2010، ويمنح الثقة للاعبي الأبيض حتى يتمكنوا من إنقاذ مشوارهم في تصفيات المونديال والمنافسة على البطاقة الثالثة في المجموعة الثانية، التي يتذيلها الأبيض برصيد نقطة واحدة.
وبعيداً عن تصفيات كأس العالم التي ستفرض نفسها بقوة على كأس الخليج القادمة، فإن المنافسة على الفوز باللقب الخليجي تعتبر هدفاً في حد ذاته للمنتخب الإماراتي، خاصة وأنه حامل لقب البطولة الماضية، لذلك سيسعى الإماراتيون بشدة إلى التأهل إلى المربع الذهبي على أقل تقدير، وبذل جهد مضاعف حتى يظفروا بإحدى بطاقتي المجموعة الثانية التي وقع فيها الأبيض بجوار كل من السعودية وقطر واليمن.
وعلى الرغم من المستوى الباهت الذي ظهر عليه المنتخب الإماراتي في تصفيات المونديال، واحتلاله حالياً المركز الأخير في المجموعة الأولى ضمن التصفيات النهائية، فإن جميع المؤشرات تؤكد أن الكرة الإماراتية قادرة على استعادة قوتها وعافيتها، وأن كأس الخليج القادمة ستشهد المستوى الحقيقي للأبيض الإماراتي، ولعل فوز منتخب الإمارات للشباب بكأس آسيا التي أقيمت مؤخراً في السعودية، وحصول اللاعب أحمد خليل على لقب أفضل لاعب شاب في آسيا، إضافة إلى ترشح اللاعب إسماعيل مطر لنيل جائزة أفضل لاعب في آسيا، سيعطي بالتأكيد دفعة معنوية كبيرة للاعبي منتخب الإمارات خلال مشاركتهم في خليجي 19.

كما أن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم أصدر عدداً من القرارات الهامة والرادعة للسيطرة على المنتخب الأول ولفرض الانضباط والنظام بين صفوفه، ومن أهم القرارات التي اتخذت استبعاد سبيت خاطر وعلى عباس لاعبي المنتخب وحرمانهم من المشاركة الدولية لمدة عام، بسبب غيابهم عن معسكر المنتخب قبل لقاء إيران في تصفيات كأس العالم، وعلى الرغم من قسوة هذا القرار وأهمية اللاعبين لمنتخب بلادهم فإن جميع المتابعين استحسنوا هذا الإجراء بشدة واعتبروه عاملاً هاماً يساعد على وضع المنتخب الإماراتي على الطريق الصحيح.
أما السبب الأهم والذي يدفع جميع المتابعين للأبيض الإماراتي إلى التفاؤل بحظوظ المنتخب في كأس الخليج القادمة، فهو الأداء القوي الذي ظهر عليه المنتخب في مباراته الأخيرة في تصفيات المونديال أمام المنتخب الإيراني القوي، وكان المنتخب الإماراتي في هذا اللقاء قاب قوسين أو أدنى من حصد الثلاث نقاط وتحقيق الفوز الأول في التصفيات النهائية، عندما تقدم عبد الرحيم جمعة بهدف في الدقيقة 19، إلا أن إيران تمكنت من إدراك التعادل عن طريق المخضرم كريم باقري في الدقيقة 81.
وتعتبر بطولة الخليج القادمة فرصة ذهبية للفرنسي دومينيك مدرب المنتخب الإماراتي لإثبات وجوده والتعبير عن نفسه وإمكاناته الفنية، بعد أن وجد نفسه فجأة يقوم بدور الرجل الأول في الجهاز الفني بعد الرحيل المفاجئ للمدرب برونو ميتسو الذي انسحب من قيادة الأبيض وتولى تدريب المنتخب القطري.
وبالتأكيد فإن نتيجة المباراة الأولى بعد تولي المسؤولية جاءت مخيبة للمدرب الفرنسي، إذ خسر المنتخب الإماراتي أمام كوريا الجنوبية في سول (1-4)، إلا أنه استطاع أن يضع بصماته سريعاً على طريقة لعب المنتخب وظهر ذلك واضحاً في لقاء إيران الذي أقيم في أبو ظبي، وبدا فيه لاعبو الإمارات في أفضل مستوى لهم منذ فترة طويلة، وهو ما جعل الجميع ينظر بتفاؤل لحظوظ دومينيك ومسيرته مع الأبيض في الاستحقاقات القادمة، والتي تعتبر من أهمها بطولة خليجي 19.
استعدادات مكثفة

واهتمام الإماراتيين ببطولة كأس الخليج التاسعة عشرة بدا واضحاً فور إعلان قرعة البطولة والتي وقعت فيها الإمارات ضمن المجموعة الثانية بجوار السعودية واليمن وقطر، إذ صرح خالد بن فارس رئيس اللجنة الفنية في الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، أن منتخب بلاده سيدخل البطولة القادمة بهدف الحفاظ على لقبه، على الرغم من وقوعه في المجموعة الثانية الصعبة.
وأكد بن فارس على أن الاتحاد الإماراتي ينظر لكأس الخليج على أنها فرصة حقيقية لاكتشاف نجوم جدد في المنتخب الإماراتي، لذلك سيتم ضم عناصر شابة من منتخب الشباب الفائز بكأس آسيا للشباب الماضية، إضافة إلى العناصر التي أثبتت وجودها في دوري المحترفين.
وفي نهاية تصريحه أكد رئيس اللجنة الفنية في الاتحاد الإماراتي، أن جميع المنتخبات المشاركة في البطولة القادمة متقاربة المستوى، وتمتلك نفس الحظوظ للتتويج بكأس البطولة، ونفي تماماً أن يكون هناك منتخبات ضعيفة، أو سهلة المراس، خاصة في المجموعة الثانية التي وقعت فيها الإمارات.
وسيخوض المنتخب الإماراتي مباراة واحدة استعداداً لخليجي 19 وستكون أمام المنتخب العراقي في السابع والعشرين من كانون الأول / ديسمبر الحالي، وسيتم بعدها إعلان قائمة المنتخب النهائية المشاركة في البطولة قبل التوجه إلى مسقط.
والمثير أن معظم مباريات المنتخب الإماراتي الودية عام 2008 كانت أمام منتخبات خليجية، حيث واجه الأبيض نظيره العراقي يوم 13 / 1 / 2008، على إستاد آل نهيان في نادي الوحدة وانتهى اللقاء بفوز العراق بهدف دون رد أحرزه هوار ملا محمد، كما تعادل المنتخب الإماراتي ودياً مع نظيره العُماني في مسقط في مباراة جرت في التاسع عشر من آذار / مارس من العام الحالي.
وخسر المنتخب الإماراتي ودياً أمام البحرين (2-3) في المباراة التي جرت في التاسع والعشرين من آب / أغسطس الحالي، وسجل إسماعيل مطر ومحمد شحي أهداف الإماراتي، في الوقت الذي أحرز محمد سيد عدنان (هدفين) وعبدالله الدخيل أهداف البحرين.
مجموعة قوية
وعلى الرغم من وقوع المنتخب الإماراتي في المجموعة الثانية القوية بجوار السعودية وقطر واليمن، إلا أن ترتيب مباريات الأبيض في البطولة جاء مناسباً ومساعداً على إحداث انطلاقة قوية للإماراتيين
فسيفتتح المنتخب الإماراتي مبارياته بمواجهة اليمن في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثانية، ثم سيواجه العنابي القطري في الجولة الثانية، وسيختتم الأبيض مبارياته في الدور الأول بمواجهة المنتخب السعودي في الجولة الثالثة.
حصيلة المشاركات السابقة

• خاض المنتخب الإماراتي 86 مباراة في بطولات كأس الخليج الماضية، التي بدأ المشاركة فيها منذ بطولة كأس الخليج الثانية.
• حقق المنتخب الإماراتي الفوز في 30 مباراة خلال مشاركته في البطولات السابقة، وشهدت كأس الخليج الثامنة عشرة تحقيق أكبر عدد من الانتصارات، حيث فاز الأبيض في أربعة مباريات.
• تعادل المنتخب الإماراتي في 19 مباراة في بطولات كأس الخليج الماضية.
• سجل المنتخب الإماراتي خلال مشاركاته السابقة 88 هدف، وأعلى نسبة تهديف للإماراتيين كانت في بطولة خليجي 8 التي أحرزوا فيها 10 أهداف.
• دخل في مرمى المنتخب الإماراتي 122 هدف في مجمل مشاركاته السابقة، وشهدت كأس الخليج الخامسة أسوأ أداء دفاعي للاعبي الإمارات حيث دك مرماهم بــ18 هدف.
• واجه المنتخب الإماراتي نظيره اليمني في منافسات بطولة كأس الخليج الماضية في مباراتين فقط، انتهوا لصالح الإمارات، (0-3)، (2-1).
• لعبت الإمارات مع قطر 16 مباراة في بطولات كأس الخليج الماضية، فازت الإمارات في أربع مباريات، وتعادل المنتخبان في أربع مباريات، وحسم القطريون ثماني مباريات لصالحهم.
• تميل كفة مباريات المنتخب الإماراتي مع نظيره السعودي لصالح الأخير، إذ تواجه المنتخبان 15 مرة فاز الإماراتيون في أربع مباريات وتعادلوا في ثلاث، وانتصر المنتخب السعودي في ثمانية لقاءات.