بطولة،،المؤسس،، ألملك،،عبدالعزيز يرحمه الله

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:80%;background-color:green;border:4px inset white;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

((ألملك عبدالعزير يرحمه الله إستعان برجال اوفيالمشروعه الوحدى الكبير)):
إعداد- إبراهيم بن حمد آل الشيخ*
سجل العام (1351ه) مولد "المملكة العربية السعودية"، وذلك بعد ملحمة البطولة التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، على مدى (32) عاماً، بعد استرداده لمدينة "الرياض" عاصمة ملك آبائه وأجداده، في ال(5) من شهر شوال من العام (1319ه)، الموافق (15) يناير لعام (1902م)، حيث صدر في (19) من شهر جمادى الأولى لعام (1351ه) مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة، التي قادها أعواما طويلة حافلة بالانجازات على هذه الأرض الطيبة، وواصل أبناؤه من بعده استكمال البنيان ومواصلة المسيرة.
ونجده من المناسب في هذا اليوم، أن نُسلط الضوء على جانبٍ من حكمة الملك عبدالعزيز –رحمه الله-، وبُعد نظره، لما حباه الله من بعد نظر وصفاء سريرة، حيث كان يعرف مكانة الرجال، ويعلم علم اليقين أنَّ الذي أخلص مع غيره سوف يخلص معه؛ لذا كان يُعيّن من لم يتفقوا معه في الشؤون السياسية في مناصب قيادية بمجلس الشورى، تطييباً لخاطرهم ولمعرفته بقدراتهم، وتقديراً لمكانتهم، وقد أظهرت له النتائج أنَّ الصفح والتسامح أثَّرا على غالب النفوس، وأنَّ العفو عند المقدرة هو من شيم الأبطال، وفي ذلك قال "المتنبي":
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم
ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا

وقد كان من أعظم ثمرات الملك عبدالعزيز –رحمه الله- الإنسانية، الإحسان إلى خصومه، إذ يتحول العدو المُجابه بما يسوء إلى نصير مدافع وصديق حميم، وهذا هو ما حققه الملك عبدالعزيز –رحمه الله-، عندما أصدر عفواً عاماً لكل من اختلف معه ولم يبايعه في بادئ الأمر، منطلقاً في ذلك من قول الله –عزَّ وجل- :"ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنَّه وليّ حميم".
قال الشاعر:
العفو من شيم الكرام
والصفح من شأن العظام
وأخو الشهامة من عفا
عن قدرة على الانتقام

((الملك عبدالعزيززعيم حكيم ومحنك)):
معادن الرجال
لقد عرف الملك عبدالعزيز –رحمه الله- كيف يملك قلوب خصومه، وذلك بما حباه الله من حلم وبُعد نظر، كما أنَّه عرف معادن الرجال وكيفية استثمارهم، حيث تعامل بإنسانية مع خصومه بأن وضع الثقة فيهم وأسند إليهم المناصب القيادية، وكما قيل:"وما قتل الكريم شيء، مثل العفو عنه"، لذا كان من ثمرات العفو العام الذي أصدره الملك عبدالعزيز بعد توحيد "المملكة" أن أقبل إليه عدد من خيرة الرجال، وبلغ من حرصه عليهم أن عيَّنهم بمجلس الشورى، الذي من خلاله شعر المشاركون بالمسؤولية تجاه وطنهم ومجتمعهم، وأنَّهم مع المسؤول يسعون إلى تحقيق المصالح العامة ودرء المفاسد، في عملية تكاملية تُولّد الثقة بين الحاكم والمحكوم، وتُطيّب القلوب، وتجعل من رأي الحاكم رأي جميع المسلمين بعد التشاور.
وقد أورد الإمام "الماوردي" في هذا المعنى قوله:"لم يزل أهل العقول يفزعون إلى الشورى في كل ما يقع بينهم، ويمدحون فاعله، ويذمون المستبد برأيه، والمرتكب لأهوائه"، وقال أحد الشعراء:
خليلي ليس الرأي في صدر واحدٍ
أشيرا عليَّ اليوم ما تريان

((علإقة الموسس مع مستشاريه نابعه من خدمة الدين والوطن ةمصالح االشعب)):
وقال ابن قتيبة :"قرأت في كتاب للهند، أنَّ ملكاً استشار وزراء له، فقال أحدهم: الملك الحازم يزداد برأي الوزراء الحزمة كما يزداد البحر بموارده من الأنهار، وينال بالحزم والرأي ما لا يناله بالقوة والجنود، والمستشير وإن كان أفضل رأياً من المشير، فإنَّه يزداد برأيه رأياً كما تزداد النار بالسليط ضوءاً".
من هذا المنطلق نرى الملك عبدالعزيز –رحمه الله- يولي اهتمامه وعنايته بهذا المجلس، وهذه إحدى توجيهاته، التي توضح بجلاء مدى حرصه على المجلس:"تجدون بعض الحكومات تجعل لها مجالس للاستشارة، ولكن كثيراً من تلك المجالس تكون وهمية أكثر منها حقيقية، تُشكَّل ليقال انَّ هناك مجالس وهيئات، ويكون العمل بيد شخص واحد، وينسب العمل للمجموع، أمَّا أنا فلا أريد من هذا المجلس الذي أدعوكم لانتخابه أشكالاً وهمية، وإنَّما أريد شكلاً حقيقياً يجتمع فيه رجال حقيقيون، يعملون جهدهم في تحري المصلحة العامة، لا أريد أوهاماً، وإنَّما أريد حقائق، أريد رجالاً يعملون، فإذا اجتمع أولئك المنتخبون وأشكل عليَّ أمر من الأمور، رجعت إليهم في جلسة، وعملت بمشورتهم، وتكون ذمتي سالمة والمسؤولية عليهم، وأريد منهم أن يعملوا بما يجدون فيه المصلحة، وليس لأحد من الذين هم من طرفي سلطة عليهم ولا على غيرهم".

شخصيات عفا عنهم
ومن سجايا الملك عبدالعزيز –رحمه الله– العفو عند المقدرة، وهي الخصلة التي عرفها أولئك الذين عفا عنهم وقلدهم مناصب في المجلس، ومنهم:
* عبد الحميد بن أحمد بن عبد اللطيف بن عبدالله الخطيب:
ولد بمكة المكرمة عام (1316ه)، وتلقى علومه الأولية على يد كثير من كبار العلماء بالمسجد الحرام، وقد أسس جمعية الشبان الحجازية الخيرية، وكان مناهضاً للملك عبدالعزيز، وعند سماعه خبر العفو عنه وعودة أغلب أعضاء الحزب إلى "جدة"، أعلن عبر الصحف بحل الحزب، وأرسل رسالة إلى الملك عبدالعزيز يخبره بذلك، فما كان من الملك عبدالعزيز إلاَّ أن رحب به، وغادر "القاهرة" في (23/2/1355ه)، ولدى مقابلته للملك عيّنه عضواً بمجلس الشورى من عام (1355ه) إلى عام (1366ه)، ثمَّ عُيّن وزيراً مفوضاً لدى "باكستان"، ثم سفيراً بها كأول سفير سعودي بدولة "باكستان" سنة (1373ه)، وتوفي في (18/3/1381ه)، وكان -رحمه الله- نموذجاً مخلصاً لدينه ومليكه ووطنه.

* صالح بن بكري شطا:
ولد بمكة المكرمة عام (1302ه)، ونشأ بها، وكان العضو الناشط في جمعية الاتحاد والترقيّ، وهو أحد أعضاء الحزب الوطني الذي تأسس في مدينة "جدة"، قبل أن يدخلها الملك عبدالعزيز، وبعد أن ضم الملك "إقليم الحجاز" إلى "أقاليم المملكة"، تمَّ انتخابه عضواً في الجمعية الأهلية، ثم عضواً في لجنة التفتيش والإصلاح، ثمَّ مستشاراً لنائب جلالة الملك في الحجاز، ثمَّ مديراً للمعارف، فعضواً بمجلس الشورى، وفي عام (1350ه) عين معاوناً لنائب جلالة الملك، وعضواً في مجلس الوكلاء، ثمَّ عاد ثانية إلى مجلس الشورى، فعُين نائباً لرئيس المجلس، وكان له في جميع المناصب التي تولاها مواقف حازمة تبين ثاقب نظرة الملك بالرجال، وتوفي في "مكة" عام (1369ه)، وكان -رحمه الله- نموذجاً للإخلاص والتضحية من أجل دينه ومليكه ووطنه.

* محمد طاهر الدباغ:
ولد بمكة المكرمة عام (1308ه)، وهو من الذين اختلفوا مع الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، حيث كان أميناً عاماً وسكرتيراً للحزب الدستوري الحجازي الوطني بجدة، والتحق بحزب الأحرار، إلاَّ أنَّ الملك عبدالعزيز استطاع بحكمته أن يحتوي خصومه بما حباه الله من الحلم والصبر، ليعيدهم إلى وطنهم بعد أن أصدر العفو العام، والسماح لهم بالعودة إلى "الحجاز"، وقد وافق الملك عبدالعزيز على طلب "الدباغ" بالعودة، بل أصدر أمره في محرم (1355ه) مرسوماً ملكياً بتعيينه مديراً عاماً للمعارف في "المملكة" حتى عام (1364ه)، وبعدها صدر أمر بتعيينه عضواً في مجلس الشورى، وتوفي عام (1378ه)، وكان -رحمه الله- مثالاً يحتذى في العمل، وحب الخير، ونشر العلم، وخدمة الوطن.
* عبدالرؤوف بن محمد بن صالح الصبّان:
ولد مكة المكرمة عام (1316ه)، وهو أحد أعضاء الحزب الوطني الحجازي، وفي كتاب "الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة" لمؤلفه "د. تقي الدين الهلالي"، قال:"وحينما قابلته في بغداد فوجدته نادماً على عدم قبول نصيحتي عندما عرض عليه الملك (علي) أن يكون سكرتيراً فقلت له لا تقبلها، إلاَّ أنَّه لم يأخذ بنصيحتي"، وحينما أصدر جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- العفو في عام (1354ه) بالعودة إلى بلادهم والعمل، كان الشيخ (عبدالرؤوف) من أوائل الرجال الذين استجابوا لهذا النداء، وعُين عضواً في مجلس الشورى، فكان من أبرز الأعضاء العاملين في المجلس، وبعد وفاة عبدالوهاب نائب الحرم –والد أحمد عبدالوهاب، رئيس التشريفات الملكية آنذاك- عُين محله مديراً عاماً للأوقاف بمكة المكرمة، ثمَّ عُين أميناً للعاصمة"، توفي في "لبنان" عام (1384ه)، وكان -رحمه الله- من الرجال الأوائل المخلصين لدينهم ومليكهم ووطنهم.
* رشيد بن ناصر بن ليلى:
كان وكيلاً لابن رشيد -رحمه الله- ووسيطه مع العثمانيين، وبعد دخول الملك عبدالعزيز –رحمه الله- إلى "حائل" أراد "ابن ليلى" العودة إلى البلاد، فكتب للملك عبدالعزيز، مع خشيته من أنَّ مواقفه السابقة قد لا تشفع له، وفوجئ بالإجابة التي احتوت على الترحيب، بل أكثر من ذلك بأن عيَّنه عضواً في مجلس الشورى.
يذكر عبدالرحمن بن سليمان الرويشد في كتابه "عبدالله السليمان الحمدان صفحة مشرقة في تاريخ المملكة العربية السعودية" (ومن مزايا الملك عبدالعزيز –رحمه الله-، التي لا يشاركه فيها إلاَّ القلة اصطناعه للرجال، ذلك أنَّه كان يعتقد في نفسه أنَّ الإخلاص في العمل غريزة قلما يتجرد منها الإنسان"، ثمَّ تحدث عن انتفاعه واحتوائه لمن خالفوه في بادئ الأمر، بل منحهم الثقة في المساهمة في بناء البلاد وتحسين وضع المجتمع)، ثم قال :"فمثلاً كان شخص يدعى الشيخ (رشيد الناصر بن ليلى) وكيلاً لابن رشيد ووسيطه مع الترك العثمانيين، وكان يتسلم من الأتراك السلاح والعتاد والمال ويبعث لابن رشيد بها لتساعده في حربه ضد الملك عبدالعزيز، وعندما تمكّن منه الملك عبدالعزيز بعد القضاء على ابن رشيد، قال له عبدالعزيز: بماذا أعاقبك؟، فقال له الشيخ رشيد بوضوح وصراحة: بما تهوى، وما أنا بنادم على ما فعلت مع ابن رشيد، فقال له عبدالعزيز: لقد أخلصت في خدمة صاحبك، وقد زال صاحبك، وإنِّي لأرى فيك غريزة الإخلاص، فعد إلى دمشق وأنت وكيلي هناك، فكان ممثلاً لعبدالعزيز في سورية إلى نهاية حياته، ‏‬‬‬‬‬‬‬‬توفي في "دمشق" عام (1362ه)، ‬وكان -رحمه الله- نموذجاً مخلصاً لدينه ومليكه ووطنه.
* باحث ومؤرخ

((علإقة الملك عبدالعزيز يرحمه الله مع الخواجآت المستشرقين..دهـــآءالمصلحه)):

((الملك عبدالعزيز مصاافحااًُ،،اللؤردالبريطانى مووين)):
بدأت رحلات الباحثين والمستكشفين الغربيين إلى الشرق تُرسل تباعاً منذ طُرد المسلمين من الأندلس عام 1492م؛ لأغراض سياسية أو تجارية أو تبشيرية وما سواها، واستمرت حتى عهد ليس بعيداً استهدف أكثرها جزيرة العرب، مع ما طرأ على هذه الرحلات من تغيير شمل نوعية هؤلاء الرحالة، بعد دخول بعض المعتمدين السياسيين وهواة رحلات عملوا أو رافقوا شركات التنقيب عن النفط في الخليج، بعد اكتشافه أو ممن عمل مع هذه الشركات وشركات مماثلة أخرى. ونشطت حركة هؤلاء أكثر مع البدايات الأولى لتأسيس المملكة التي كانت أكثر استهدافاً مع ما حققه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- من شهرة طافت بلاد الغرب وأذهلت الساسة والمحللين، وهو يبسط سيطرته على الجزيرة العربية المستعصية ويخضع قبائلها المتمردة لسلطة دولته الفتية، ويضع أقدامهم على عتبات الحضارة الجديدة للأمم، حتى كان حلم هؤلاء الباحثين والمستكشفين الأوروبيين الوصول إلى هذا الزعيم البدوي الأسطورة والجلوس معه، وقراءة شخصيته وأفكاره.
فطنة بالحال
ومع أنّ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كان يقابل أغلب طلبات الزيارة من قبل هؤلاء بالموافقة والترحيب ويتكفل أحياناً بتمويل تكاليفها، إلاّ أنّه لم يغب عن فطنته -رحمه الله- الأهداف الخفية غير المعلنة التي يأتي بها أو أتى بها البعض منهم بالفعل، إن كانت أهدافاً سياسية أو تبشيرية وما سواها ومنها ما حدث سنة 1331ه، عند ما وصل الرياض أحد أوائل الزوار الأوروبيين، وهو الشاب الدانمركي "باركلي رونكيير"، وزاره بعدها بوقت قصير موظفان بريطانيان هما "ليشمان" و"شكسبير"، وكان كل منهما يعمل في الجزيرة العربية منذ العام 1910م، كان لهذا الاهتمام المفاجئ بنجد دوافعه ويدخل ضمن مناورات الدول الغربية قبل الحرب العالمية العظمى، للحصول على نفوذ في الطرف الجنوبي للدولة العثمانية ومملكة بن سعود وتحديداً الجزيرة العربية التي بدأت تعود لسيطرة حكامها الأصليين.

((ألأميره أليس خلأل زيارتها للرياض1938م،،)):
جاسوس ألماني!
زار "رونكيير" الرياض في الواقع بصفته عميلاً لألمانيا وتركيا، وهدفه تقديم عرض لابن سعود يتمثل بتقديم مساعدة مالية وإعطائه الأولوية في الجزيرة العربية، إذا هو تخلى عن موقفه المؤيد لبريطانيا، كان هذا العميل يتظاهر أثناء سفره على أنّه جغرافي ممول من قبل الجمعية الجغرافية الملكية الدنمركية، سار من الكويت إلى داخل الجزيرة العربية، رغم أنّ "شكسبير" الوكيل السياسي البريطاني في الكويت منذ 1910م على معرفة بالجانب السياسي لبعثة "رونكيير" فقد ساعده للشروع في رحلته، لكنه هو والشيخ مبارك الصباح احتاطا وكتبا رسالة لابن سعود يحذرانه من هدف "رونكيير" المستتر، في الوقت الذي وصل فيه "رونكيير" الرياض كان مريضاً، فتغيب الملك عبدالعزيز قصداً في غزوة، نتج عن هذه الزيارة تقرير عن الرياض أقل ما يقال فيه أنّه مخيب ولم يمنحه أي فرصة لمقابلته، أو البقاء في الرياض والحصول على معلومات، أكثر من الساعات القليلة التي منحت له استعداداً لرحيله للأحساء.

دعم الرحال
وفي المقابل فقد قابل أعضاء الرحلة الاستكشافية البلجيكية إلى منطقة الجنوب بالترحيب، وأمر -طيب الله ثراه- بتمويل الرحلة والتكفل بجميع تكاليفها، بعد ما أرسل معهم الانجليزي المخضرم الذي كان قد أعلن إسلامه بدعوة من الملك نفسه وهو "جون فيلبي" الذي غير اسمه إلى "عبدالله فيلبي"، وهو أيضاً منسق الرحلة والمكلف بالإشراف عليها وتقديم نتائجها للحكومة السعودية وربما تتجلى هنا فطنة الملك من خلال نص خطاب الموافقة الذي جاء بالنص الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الحاج عبدالله فيلبي.. المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جواباً على رسالتكم بتاريخ 17 رمضان 1370ه التي تطلبون فيها الإذن لكم للقيام برحلة إلى منطقة نجران، من أجل البحث عن الآثار القديمة، على غرار ما سبق لكم أن قمتم به مؤخراً، حيث رأيتم أنّها كانت مفيدة خلال استكشافاتكم للمنطقة الشمالية - الشرقية للمملكة وقد عرض هذا الموضوع على الدوائر العليا، فحظي بموافقة المقام السامي الذي أمر بالتصديق عليه، وبتنفيذ جميع البنود الواردة فيه.

خذا في الاعتبار مايلي:
الالتزام بتقديم تقرير إلى حكومة المملكة العربية السعودية يتضمن جميع الاكتشافات بما في ذلك الرسوم والصور التي ستنفذ خلال هذه الرحلة، الالتزام بتسليم حكومة المملكة العربية السعودية كل ما ستعثرون عليه من الآثار القديمة التي يمكن تصويرها، ملتزمين بعدم تصدير أي شيء من ذلك.
أن تصحب معك من المرافقين لهذه الرحلة الآتية أسماؤهم:
- الأستاذ كونزاك ريكمان أستاذ اللغات السامية في جامعة لوفان المشرقة.
- السيد فيليب ليبنز، الخبير في تخطيط الرسوم وتصوير الآثار القديمة والنقوش.
- جاك ريكمان، ابن أخ الأستاذ السابق، ومساعده في الفيلولوجيا والتاريخ الحميري والسبئي.
التقيد بالبرنامج الذي وضعتموه للرحلة كما يلي (وهذا وصف لمسار الرحلة المرتقبة)، وقد أطلقت الرحلة بالفعل من جدة

((جون فيليبى)):
شخصيات متخفية
وإذا ما علمنا أن السفر والترحال والاستطلاع كان جزءاً من معالم النهضة الأوروبية، في تلك الفترة فإن هؤلاء الأجانب بينهم من جاء لدراسة طبيعة الأرض والنباتات، ومنهم من جاء لدراسة أحوال القبائل والعادات والتقاليد والثقافة العامة، والبعض جاء لتقصي الإمكانات النفطية، ولأغراض سياسية، وهم إما رحالة وباحثون بطبيعتهم أو معتمدون سياسيون يتبعون لدول طامعة، وكان من بينهم أيضا جواسيس متمرسون، ونساء ذهبن منفردات إلى ارض البادية وعشن حياة الصحراء وقساوتها، كذلك من أرسل لإثارة الفتن وزرعها لأهداف سياسية واستعمارية، أيضاً هناك من جاء لأهداف تبشيرية متقمصاً شخصية طبيب جائل أو حاج مسلم باسم حركي مرتدياً عباءة الورع، كل هذه الأهداف والمخاتلات ما كانت تخفى على بن سعود الملك المحنك الذي لم تفصله عزلة الصحراء عن حقيقة ما يدور في الدول الأخرى، وبالتالي فقد اتخذ -رحمه الله- جانب الحيطة والحذر في كافة تعاملاته من ناحية، ولكنه في نفس الوقت كان يملك الرغبة الصادقة للإفادة من هؤلاء ومن خبراتهم العلمية لمصلحة بلاده وأمته، وفرض عليه ذلك أن يتعامل مع البعض منهم كصديق، وبالتالي استطاع أن يكسب ودهم وولاءهم حتى نقلوا عنه الصورة الحقيقية الناصعة، واتفق أكثرهم على أنّه الملك الذي تجتمع فيه مقومات زعامة العرب كافة.

خبرات وصور
الملفت أن أغلب هؤلاء الأجانب -إن لم يكن جميعهم- لم يتحقق من أجندتهم ومقاصدهم أي مكاسب تذكر، غير الخيبة والخذلان وبقيت الجزيرة العربية حرة أبية، فيما بقي أبناؤها المحصنون بالإيمان كما هم على عقيدتهم الراسخة، ولم تزيحهم عن عقيدتهم كل محاولات هؤلاء، في الوقت الذي استفادت منهم المنطقة ومن خبراتهم وعلمهم، خصوصاً وأنّهم جاؤوا في مرحلة صعبة من تاريخ الجزيرة، كانت فيها الأمة منشغلة بلقمة عيشها الشحيح، فدونوا لنا تاريخ منطقتنا وحفظوا أو بالأصح رصدوا عادات وتقاليد وممارسات المجتمع التي نقلوها بكل دقة، وحفظتها مذكراتهم بلغتهم، إلى أن ترجمت بعد ذلك إلى اللغة العربية وأصبحت مراجع موثقة لحقبة من الحقبات المظلمة، كذلك التقطوا لنا أجمل الصور الفوتوغرافية، ورسموا الخرائط والدروب، ووصفوا المدن والقرى وطبوغرافية الأرض.

((الدنماركى باركلي رؤنكير)):

((زيارة الاجانب للمملكة حفظت صور قديمه من حياة العرب في الصحراء)):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
االله يرحمك ياملكنا البطل
رجوله وحكمه وسياسه وجميع الصفات

ااتركمكم مع سيرته تحياتى لكم
الجمعه2ذوالحجه1435هـــ

[/ALIGN]

[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

آخر تعديل فتى الشرقيه يوم 09-26-2014 في 09:26 PM.