كشف أسباب تفوقه الأولمبي ومبررات اعتذاره عن بطولة العالم
خالد العيد: الفروسية السعودية باتت بحاجة للاهتمام لتحقق النتائج الكبيرة
خالد العيد
دمشق: بسام جميدة
كشف الفارس الأولمبي خالد العيد عن الأسباب التي دفعته لاعتزال الفروسية وعدم المشاركة في بطولة كأس العالم التي ستقام في لاس فيجاس مانحاً فرصة المشاركة لزميله كمال بوحمدان للمشاركة فيها.
وبين العيد رأيه في زملائه الفرسان، وتحدث عن الجانب الآخر في حياته اليومية، كاشفاً عن أنه مسكون بهموم اللعبة ومتاعبها وحلاوتها. العيد قال كثيراً في هذا اللقاء.. وإليكم أبرز ما تناوله.
* أنت أول فارس عربي يتأهل للأولمبياد ويحقق ميدالية، كما تأهلت لبطولة العالم أكثر من مرة.. كيف حصل هذا؟
ـ هذا فضل من الله، والاتحاد السعودي للفروسية لديه خطط تدريب ممتازة وقد أحضر لنا خيولاً أولمبية جيدة في ذلك الوقت وكانت الفرصة مواتية لنا للتأهل وللمشاركات الخارجية. ولن أتحدث عن اجتهادي في مرامح الخيل.
* ولكنك لم تشارك في بطولة العالم التي تأهلت لها سابقاً، لماذا؟
ـ وهذا العام لن أشارك في بطولة العالم، لأن المشاركة في هذه البطولات يجب أن تكون مشرفة، وأن أحقق فيها نتيجة جيدة لأن كل العيون العربية ترنو لمن يشارك فيها وتنتظر منه نتائج إيجابية، وإذا كنت أعرف قدر نفسي وأعرف إمكانياتي فلماذا أصيبكم وأصيب نفسي وبلدي بخيبة أمل، من واجبي إفساح المجال لغيري، حيث سيحل مكاني زميلي كمال بوحمدان.
* هل توقفت طموحاتك عند هذا الحد؟
ـ حققت ما كنت أسعى له، ووصلت سقف طموحاتي عبر مشاركات على مدى ربع قرن وصلت خلالها بطولة العالم وكأس العالم والأولمبياد، وعلى الإنسان أن يتوقف يوماً ما خصوصاً بعد أن خف حماسي.
* لماذا غاب الحماس وأنت فارس متمكن من أدواتك؟
ـ بعد كل هذه السنين أصبحت أمارس الفروسية اليوم للمتعة، وأعتبر أن الدوري العربي يحقق لي ذلك، عليك ألا تستهين بربع قرن من السفر المتواصل والتدريب وقلق المشاركات، ومن أسباب غياب الحماس أنه لدي أساسيات في الحياة يجب القيام بها، ولدي عائلة ووالدان يحتاجون لتواجدي وتفرغي لهم، إضافة إلى أنني يجب أن أفسح الطريق لغيري ليأخذ فرصته في المنافسة وأعتقد أنه بإمكان بعضهم الوصول لمستوى أفضل مني .
* هل شعرت أن هناك تهديداً لمكانة ونجومية العيد، لذلك آثرت الانسحاب بهدوء؟
ـ هناك نظرتان للموضوع، فمن ناحية التهديد لا أعتبره كذلك لأنني لا أفكر من هذه الزاوية، فأنا أحب الاستمتاع في أي مشاركة وأنافس فيها دون التفكير بمن سيفوز علي، ولكن النظرة الأهم بقائي في السعودية بحثاً عن الاستقرار والمشاركة في الدورات العربية فقط لأنها لن تأخذ مني وقتاً وجهداً كبيرين.
* هل هذا إعلان اعتزال؟
ـ يمكنك اعتباره كذلك ولكن من المشاركات العالمية الآن، للأسباب التي ذكرتها في البداية، وسأحاول الاستمرار لبعض الوقت في الميادين العربية، وعندما أشعر بضرورة الترجل سيكون قراري جريئاً وسريعاً في الاعتزال.
* هل هناك سن معينة للفارس كي يعتزل؟
ـ ليست هناك سن معينة لاعتزال الفارس، وهناك فرسان يمارسون هذه الرياضة وهم في سن الـ60، وينافسون بشكل جيد، وبالنسبة لي شخصياً لا أحب الاستمرار وليست لدي الرغبة بذلك، وإذا أردت البقاء في القمة وتشارك في منافسات قوية يجب أن تبذل جهداً مضاعفاً في التدريب وهذا صعب علي الآن.
* كيف ترى واقع الفروسية السعودية؟
ـ لدينا برامج محلية ممتازة تجعلنا في صدارة دول المنطقة، ولكن البرامج الخارجية على المستوى الدولي ليست مثل السابق، وإذا أردنا الوصول للمستويات الأولمبية علينا التفكير بمشاركة أوسع وأقوى، وأن يكون التحضير أقوى، وإذا ذهبنا للمنافسة يجب أن تكون كل الفرص متوفرة للفوز وليس للمشاركة والحضور فقط، هناك فرسان يحتاجون لمعسكرات في أوروبا باستمرار ومشاركات دائمة وتوفير خيول كافية بمستوى جيد لا تقل عن 4 لنبصم بشكل أكبر.
* مم تعاني فروسية السعودية؟
ـ ليست هناك معاناة كبيرة، فروسيتنا ممتازة، لكنها دون الطموح، ووصولنا للأولمبياد وتحقيقنا للنتائج يلزمنا بالأفضل للمحافظة على هذا المستوى دون التراجع.
* لماذا قل الاهتمام بالفروسية؟
ـ لأنها رياضة مكلفة، وليست لها جمهور كبير لدينا خصوصاً بطولات قفز الحواجز.
* الفروسية لعبة مكلفة، وما يصرف على إعداد فارس يمكن أن يؤهل منتخب ألعاب قوى مثلاً قادراً على التواجد بشكل أكبر دولياً؟
ـ أوافقك الرأي، ولذا فإن العرب لم ينالوا سوى ميدالية أولمبية وحيدة في الفروسية، وتكاليف فارس تكفي لتأهيل 4 عدائين، ولكن مادمنا ارتضينا ممارسة هذه الرياضة فيجب أن نهتم بها.
* ماذا تتوقع لمنتخبكم المتأهل لأولمبياد بكين؟
ـ إن كان لديك فريق جديد ولا يملك الخبرة فمهم أن تذهب إلى بكين حتى لو تحصل على نتيجة متقدمة وذلك لاكتساب الخبرة، أما إن كان لديك فرسان جيدون فيجب أن توفر لهم كل الإمكانيات لتكون مشاركتهم مشرفة، ومن هذا المنطلق يمكن تحديد التوقعات والكرة بمرمى المعنيين.
* ماذا يحتاج الفارس العربي عموماً لينافس بقوة ويصبح بطلاً عالمياً؟
ـ لدينا فرسان بإمكانهم مقارعة حتى فرسان أوروبا، وقد لمست تقدماً واهتماماً ملحوظاً لدى أغلب المنتخبات العربية، والفارس العربي يحتاج الإمكانيات والمعسكرات والمشاركات القوية لأنه يملك التقنية الكبيرة والشجاعة اللازمة والموهبة الكافية، وكثير من الفرسان العرب لديهم تكنيك جيد في اللعبة.
* من هم الفرسان السعوديون الذين تتوقع لهم مستقبلاً؟
ـ هناك عدد لا بأس به من الشباب الواعد مثل عبدالله الشربتلي والأمير عبدالله بن متعب، وهناك كمال بو حمدان فارس ممتاز ولكنه لا يعطي الفروسية وقتها اللازم لها، ومثله رمزي الدهامي.
* ما رأيك في الدوري العربي للفروسية؟
ـ خدمنا كفرسان، ورفع المستوى المحلي والعربي، وزاد اهتمام الدول بالفروسية وأصبحت الخيول الجيدة متوفرة بكثرة وزاد من جماهيرية اللعبة، والتنافس فيه بات أكثر حرارة بعد أن أصبح بوابة للتأهل للبطولات العالمية.
* ماذا تود أن تقول للفرسان العرب؟
ـ من خلال الدوري العربي ألاحظ حماساً زائداً عن اللازم من قبل الفرسان بين بعضهم البعض أثناء الفوز، ويجب أن نعتبر الفوز الحقيقي لمن يخرج من البطولة سالماً ويحقق نتيجة طيبة، ومن لم يفز اليوم يستطيع التعويض غداً، لكن يجب ألا نزيد الحساسية ونبالغ بالفرح الزائد أو الحزن الواضح لأن لهذا تأثيراً سلبياً، والفارس يجب أن يكون متزناً في كل شيء.
خصوصيات
* الفروسية أخذت من عمرك كثيراً، هل أثرت على حياتك العائلية؟
ـ الوقت الذي قضيته في الفروسية حصلت من خلاله باجتهادي على ما أريد وبشكل مرضٍ، ونتائج جيدة كالطالب الذي يسعى لتحصيل علومه ويعود ناجحاً بتقدير ممتاز وهذا عزائي لعائلتي التي صبرت، وبدأت اليوم أحصد ثمار جهدي السابق في مضمار الفروسية .
* كيف كنت تؤمن مصاريف الفروسية؟
ـ الفضل لله، ثم لوالدي ووالدتي اللذين كانا أول الداعمين في بداياتي، ثم جاء اتحاد الفروسية الذي تبنى مجموعة من الفرسان وأنا منهم ودخلنا معسكرات تدريبية، ثم كانت مكرمة خادم الحرمين الشريفين الذي وفر لنا الخيول الأولمبية المناسبة وكانت نقلة مهمة في حياتي وفي الفروسية السعودية.
* هل ستترك ولدك يمضي في نفس الطريق؟ وبماذا تنصحه؟
ـ شجعته مبكراً، والآن يركب الخيل ويتدرب عليها، وأنصحه أن يبقى في هذا الميدان لأنه من أجمل الأماكن التي يمكنه قضاء أوقاته فيها دون إهمال واجباته الدينية والدنيوية.
* بعد الفروسية ماذا تحب من رياضات؟
ـ كرة القدم، أستمتع بها، وأعتبرها رياضة مهمة.
* أي الأندية تشجع؟
- لا أشجع نادياً معيناً.
* أين تقضي بقية أوقاتك بعد الفروسية؟
- بعد التدريب الذي يقتصر الآن على ساعتين فقط أتواجد في المنزل ومع الوالدين وعائلتي وأقضي معهم أسعد الأوقات.
* أعلى ارتفاع اجتزته؟
- الارتفاع ليس مقياساً، بل نوع البطولة ففي الجوائز الكبرى يصل الارتفاع إلى 190 سم وهناك (كورسات) ارتفاعها 140 سم لكنها أصعب على الفارس لأن القفز عليها يتطلب مجهوداً وفيها فخ أو انعطاف أو مسافة قصيرة.
شهادات
* ماذا تقول في هؤلاء الفرسان؟
ـ الأمير عبدالله بن متعب: يسير بثقة نحو العالمية.
ـ عبدالله الشربتلي: أنا مدربه وشهادتي فيه مجروحة، ولديه كل مواصفات الفارس ويحتاج للخبرة فقط.
ـ كمال بو حمدان: انشغل بعمله ولم يعط الفروسية والخيول حقها رغم تميزه.
ـ رمزي الدهامي: الآن يتجه للخيول الصغيرة والتدريب أكثر مثلي تماماً.
ـ فهد العيد: من الفرسان الممتازين والمتميزين.
ـ فيصل الشعلان: فارس يبحث عن النجومية باجتهاد، والآن يتم إعداده في فرنسا.
ـ عدنان البيتوني: فارس جيد كان يتدرب طويلاً في أمريكا ويحتاج لخيل جيدة ليظهر براعته كفارس.
ـ الأمير بدر بن محمد: الآن بدأ في الهواية ويسير في الطريق الصحيح نحو النجومية.