لا.. ليس الثوم هو السبيل لخفض ارتفاع الكولسترول
الباحثون من الولايات المتحدة يُؤكدون ذلك
الرياض: د. حسن محمد صندقجي
في تأكيد علمي جديد لما سبق الحديث عنه وخلافاً لما هو شائع لدى الكثير من الناس، أعلن فريق من الباحثين الأميركيين أن تناول الثوم لا يُساعد على خفض نسبة كولسترول الدم. وتعتبر الدراسة الجديدة، الصادرة عن مركز ستانفورد لأبحاث الوقاية من الأمراض في كاليفورنيا، خطوة متقدمة في دعم مجموعة من الدراسات الطبية التي أكدت في السنوات القليلة الماضية عدم جدوى تناول فصوص الثوم، بأي هيئة كانت، في الوقاية أو في معالجات حالات اضطرابات الكولسترول والدهون، وحالات ارتفاع ضغط الدم، وحالات مرض السكري. وهي ثلاثة من أكبر عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب، التي تُعد السبب الأول للوفيات على المستوى العالمي، مما يستدعي أن يعود متناولوه لهذه الغايات، أو غيرها، إلى اتباع الإرشادات الطبية المبنية على براهين علمية تم تأكيد الجدوى عبرها، وذلك في التعامل مع الحالات تلك، كي تتحقق الوقاية من تلك الأمراض أو معالجتها بصفة مفيدة. كما تُعيد الدراسة ونتائجها إلى الأذهان ضرورة أن تخضع الأعشاب الطبية وغيرها من الوسائل العلاجية إلى طرق التأكد العلمي من جدوى استخدامها، خاصة بعد شيوعها وتمادي الكثيرين في الإطناب بذكر المديح لما لم تُثبت الدراسات فائدته الصحية، أو ما لم تتم دراسته أصلاً بطريقة علمية سليمة حتى اليوم.
* الكولسترول والثوم ونشرت مجلة أرشيفات الطب الباطني الأميركية في عدد 27 فبراير (شباط) الماضي نتائج دراسة الدكتور كريستوفر غاردينر وزملائه الباحثين من مركز ستانفورد لأبحاث الوقاية من الأمراض بولاية كاليفورنيا الأميركية حول دراسة تأثيرات كل من الثوم الطازج ونوعين من أشهر حبوب الثوم، المتوفرة في الأسواق الأميركية على الهيئة الدوائية، لدى مجموعة من البالغين الذين لديهم ارتفاع متوسط في نوع الكولسترول الخفيف «b«LDL»b» الضار بالشرايين.
وكانت نتائج الدراسات السابقة حول الثوم والكولسترول متضاربة في نتائجها. وبالرغم من أن التي تم إجراؤها باتباع معايير دقيقة في البحث أكدت عدم جدواه لهذه الغاية، إلا أن بعضها تحدث عن خفض كبير لنسبة كولسترول الدم عند تناول الثوم، والبعض الآخر لم يجد في هذا الزعم أي دعم من نتائج دراساتهم التي توصلوا إليها. لكن الاستقراء لمتابعة تسلسلها التاريخي ونتائجها، يُشير إلى أن كل دراسة تصدر بعد سابقتها، كانت تقول إن الخفض في الكولسترول أقل مما كان يُقال من قبل. لكأن ثمة اعترافا ضمنيا أن ما كان يجري في السابق هو إما عدم اتباع دقة في إجراء الدراسات في محاولة لإظهار نتائج تُسهم في الترويج لهذه الفكرة بين الناس، بكل جوانب استفادة البعض منها مادياً ودعمهم لإجراء تلك الدراسات، وإما أن الدراسات الكثيرة التي تم إجراؤها في السابق، التي غالبيتها كانت على الحيوانات، لا تنطبق نتائجها بالضرورة على الإنسان. وهما تعليلان أقوى احتمالاً. وإما أن وسائل الكشف والتحليل أصبحت أكثر دقة في معرفة نسبة الكولسترول في الدم، وهو الأضعف.
يتبع