بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين :
إن الإيمان بركن القضاء والقدر هو أحد الأمور المطلوبة من المسلم كي يستكمل إيمانه بالله، وضح ذلك الحديث الذي سأل فيه جبريلُ الرسولَ صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم: 'أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره' [رواه مسلم].
ومما يهون على المسلم مصيبته أو خسارته أو ابتلاءه، أن يوقن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وبأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن كل ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن تخلق السماوات والأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث مخاطبًا ابن عباس رضي الله عنه: 'يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاه، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف' [رواه الترمذي وأحمد]، وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد:22]، وقال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51]، وقد اعتبر العلماء أن أعلى مراتب الاستسلام لقضاء الله عدم الشكوى لغير الله، واعتبروا الأنين نوعًا من الشكوى لغير الله لذلك؛ لم يئن أحمد بن حنبل في مرض موته حتى لا يعتبر شكوى لغير الله.
ليس من شك بأن إتباع المسلم الخطوات السابقة تجعله يتغلب على أي حزن يواجهه، وتبدأ هذه الخطوات باعتبار الدنيا دار ابتلاء واختبار، فعليه أن يكون مستعدًا لهذا الاختبار، مالكًا لأدواته من عقيدة وإيمان وعلم وعمل وتطهير للقلب ووعي لمسالك الشيطان... إلخ، وتتمثل الخطوة الثانية بأن يعتبر الجنة هي الدار التي يرجوها، وتتحقق الخطوة الثالثة بأن يصبر على أي بلاء يصيبه ولا يجزع فينال الأجر الوفير والمكانة العالية في الآخرة، وتتطلب الخطوة الرابعة بأن يلجأ إلى الله في شكواه، كما تدعوه الخطوة الخامسة أن يستسلم لقضاء الله وقدره.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..
منقوووووولـ بتصرف مني ...