أحمد السقاف طوى تسعة عقود ورحل بهدوء الشاعر
فقدت الكويت امس احد اعلام الثقافة والفكر الشاعر الكبير احمد السقاف عن 91 عاما, وللراحل الكبير دوره المؤثر في الحياة الثقافية الكويتية, فكان من طليعة الذين اسسوا ندوات ادبية في البلاد, وبدأ ذلك حين كان يعمل مدرسا في المدرسة الشرقية في العام 1944 حين نظم ندوة أدبية في منزله, ثم صارت الندوة متنقلة تعقد مساء كل خميس في ديوانية أحد الفضلاء حتى توقفت صيف 1946. وفي 1948 أنشأ مع عبدالحميد الصانع أول مجلة أدبية ثقافية عامة تصدر وتطبع في الكويت, هي مجلة" كاظمة".
في خريف عام 1956 نقلت خدماته إلى دائرة المطبوعات والنشر فأشرف على مطابع الحكومة ودرب عدداً من الشباب الكويتيين. وفي ديسمبر عام 1957 كلفه سمو الامير الشيخ صباح الأحمد, وكان رئيسا لدائرة المطبوعات آنذاك, بالسفر إلى بعض الأقطار العربية للتعاقد مع من يقع عليهم اختياره لإصدار مجلة ثقافية ضخمة فتعاقد في مصر مع الدكتور أحمد زكي عاكف وبعض المحررين والفنيين وقدموا في مطلع العام 1958 وصدرت مجلة "العربي" في العام ذاته.
عني الشاعر أحمد السقاف كذلك بطبع المخطوطات القيمة, بالتعاون مع معهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية, ومن أهم ما أنجز المعجم الضخم" تاج العروس".
كما خاض الراحل ميدان العمل السياسي فعين عام 1962 وكيلاً لوزارة الإرشاد والأنباء (الإعلام حالياً) وفي العام 1965 نقلت خدماته إلى الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي بدرجة سفير وهي هيئة مستقلة مرتبطة بوزير الخارجية, مهمتها بناء المدارس والمستشفيات والمستوصفات والكليات في اليمنين الشمالي والجنوبي, انذاك, وفي الإمارات أيضاً قبل أن تتحد وكانت الهيئة معنية بالبحرين وجنوب السودان أيضاً وكانت إنجازاته في هذه البلدان محل إعجاب وتقدير من حكوماتها وشعوبها وبذلك يكون السقاف أحد الشهود على النهضة الثقافية في الكويت وأبرز مؤسسيها وهو عضو رابطة الأدباء وكان أمينها العام حتى ربيع العام 1984 وتولى رئاسة وفدها إلى المؤتمرات الأدبية لمدة تزيد على عشر سنوات. ترك الشاعر الكبير مجموعة كبيرة من المؤلفات, ومنها "المقتضب في معرفة لغة العرب" و "أنا عائد من جنوب الجزيرة العربية" و"الأوراق في شعراء الديارات النصرائية" و"حكايات من الوطن العربي الكبير" و"تطور الوعي القومي في الكويت" صدر في عام 1982. و"العنصرية الصهيونية في التوراة" 1984, و"قطوف دانية...عشرون شاعراً جاهلياً ومخضرماً" 1995, و"أحلى القطوف...عشرون شاعراً أموياً ومخضرما" 1996, و"الطرف في الملح والنوادر والأخبار والأشعار" 1996, و"أحاديث في العروبة والقومية" 1997, و"أغلى القطوف...عشرون شاعراً عباسياً" 2000.