بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاطمه بنت رسول الله أين نحن منها ؟!!
فاطمة الزهراء هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين , لا تستطيع السطور أن تحوي فضلها ومكانتها.. ولكننا نحاول أن نقدم القليل من فضلها الكبير , علنا نرتوي من فيضها المعطاء ونجعلها قدوة لنا في حياتنا لكي نفوز برضا الخالق .
عندما ننظر الى حياتها كيف كانت نستلهم منها الحياة المثالية التي نتمنى أن نكون في مثل هذه الحياة .
عندما ننظر الى عبادتها وكيف أنها على عظم مكانتها ومقامها السامي , وهي بنت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم , الأ أنها كانت تعبد الله حق عبادته , كانت تقوم الليل كله حتى تتورم قدماها من الوقوف بين يدي الله , كانت لاتفوتها صلاة الليل أبدا حتى آخر ليلة من عمرها الشريف كانت تصلي الليل , وكانت تدعو في صلاتها لجيرانها وللناس أجمع , وعندما سألها الأمام الحسن عليه السلام : ياأماه , لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فأجابت السلام : يابني الجار ثم الدار .
فهل نقوم الليل كما كانت تقومه هذه الفاضلة ؟ وهل ندعو لجيراننا وأهلنا كما كانت تدعو هذه الكريمة ؟ أين من عبادتها ؟ أين من وقوفها بين يدي الله ؟ لماذا لا نجتهد ونجاهد أنفسنا في قيام الليل ؟ لماذا لا نتعب أبداننا في ما سوف يعود علينا بالنفع والفائدة في دار الدنيا والآخرة ؟
وحينما ننظر الى أيثار فاطمة الزهراء عندما كانت صائمة هي وأولادها وزوجها وطرق عليهم الباب مسكينا يطلب منهم الطعام فتصدقت هذه الكريمة بأفطارهم وأفطروا على الماء وفي اليوم الثاني صاموا وعندما حان وقت أفطارهم طرق عليهم الباب يتيما يطلب الطعام فتصدقت هذهبأفطارهم وأفطروا على الماء وفي اليوم الثالث صاموا وعندما حان وقت الأفطار طرق عليهم الباب أسيرا يطلب منهم الطعام فتصدقت بأفطارهم وأفطروا على الماء , فنزلت آية كريمة بسبب هذا الأيثار على النفس وهذا الكرم الجليل في قوله تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وآسيرا )فأين من هذا الأيثار ؟ أين من هذا العطاء الفياض ؟ هل لو كنا في نفس الموقف تصرفنا مثلها ؟ لماذا لا نحاول ذلك ولو بالعطاء القليل ؟
عندما ننظر الى جهدها ومشقتها في أعمال البيت من تنظيف وغسل وطبخ , وهذا العمل كان يتعبها الأ أنها على الرغم من ذلك لا تبين لزوجها شئ منه , حيث أنه أذا حضر الى البيت تحاول أن تجاهد نفسها لكي لا تظهر له تعبها وعنائها وكانت دائما مبتسمة وراضية .
فأينمن هذه الأخلاق الفاضلة مع الزوج ؟ هل نحاول أن نسعد أزواجنا ولا نثقل عليهم ؟ هل نحاول أن نرسم أبتسامة على شفاهنا أمام أزواجنا ولو كنا غير راضين ؟ هل تهتم المرأة بجمالها وأنوثتها أمام زوجها أم أن لها أهتمامات آخرى غير الزوج ؟
عندما ننظر الى صلتها بالله تعالى في جميع أعمالها وأقوالها , حيث أنها كانت مع الله في جميع أوقات يومها , ونرى ذلك عندما حضرت الى بابها سائلة تطلب بعض الملابس , فذهبت فاطمة الزهراء وأحضرت لها ثوب زفافها وأهدته لها ,وعندما سألها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك ولم لم تعطها ثوب آخر غير ثوب زفافها ؟ ردت على النبي وقالت : أني تذكرت قول الله تعالى( ولن تنالو البر حتى تنفقو مما تحبون ).
فأين من هذه الصلة مع الله سبحانه وتعالى في جميع أمور حياتنا ؟ هل نتذكر كلام الله ونطبقه في جميع أمور حياتنا ؟
أين من هذه السيدة الجليلة ؟ أين من بنت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ؟ الأندعي بأننا على خطى الرسول وأهل بيته ؟ الأ ندعي بأننا على خطى أهل البيت في جميع أمور حياتنا ؟ أذن لماذا لا تكون أفعالنا وأقولنا مثل سيدتنا فاطمة الزهراء ؟ لماذا نقول مالا نفعل ؟ أو حتى أننا لا نقول ولا نفعل ؟ لماذا عندنا هذه القدوة العظيمة ولا نتبعها في حياتنا ؟ أليست هذه التي ننخاها في هموم حياتنا ؟ كيف نطلبها ونحن لا نتبع هداها وسيرتها ؟ كيف ستحقق مرادنا ونحن لا نقتدي بها في أقوالنا وأفعالنا ؟
ربما تقول أحدانا بأن هذه فاطمة الزهراء وأين من هذه حيث أنها معصومة من قبل الله تعالى ؟
أقول لمن ترى أنها لا تقدر على أن تكون مثلفاطمة الزهراء ....... أجل ...... أن سيدتي ومولاتي معصومة من قبل الله تعالى , ولكن .... علينا أن نحاول , علينا أن نجاهد أنفسنا لكي نكون مثلها ,,,, لن ننال هذه الأخلاق الرفيعة الأ بمجاهدة النفس ,, قال الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين ) .... علينا أن نضع فاطمة الزهراء أمام أعيننا وننظر كيف كانت معاملاتها ونفعل مثلها ...... لا تقول أحدنا بأنها لاتقدر ,,, فهذه التي تقول ذلك لا تريد أن تتعب نفسها بالجهاد مع النفس ودحر مكائد الشيطان و ربما تكون في فكرها هذا وكرا للشيطان الرجيم .
لن ننال رضا الخالق ولن نفوز بجنة عرضها السموات والأرض الأ بمجاهدة النفس قال الله تعالى ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم )
وربما هناك من أبتليت بزوج سئ الأخلأق أو أب طاغ جبار أو ابن عاق لوالديه أو أم غير مبالية بتربية أبنائها أو جار سوء يتتبع أخطاء جاره ,,, أقول لمن ابتليت بذلك , لقد ابتليت سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء بأبتلاءات كثيرة وبهموم أثقلت كاهلها , وقد صبرت وأحتسبت أمرها لله , ونحن نتبع قدوتنا وسيدتنا , وقد صبرت على البلوى , فلنصبر مثلها قال الله تعالى ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون , ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )