أجري يوم الإثنين حفل "the best" الذي ينظمه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لتكريم الأفضل في كل فئات كرة القدم للرجال والسيدات والجماهير كل عام، والذي احتضنته العاصمة الإنجليزية لندن، وكان من أبرز جوائزه هي تشكيلة العام التي سيطر عليها نجوم الدوري الاسباني بشكل مثير للانتباه والاندهاش في الوقت ذاته!
وجاءت التشكيلة المثالية على النحو التالي:
حارس المرمى: الإيطالي جيانلويجي بوفون (يوفنتوس)
الدفاع: البرازيلي مارسيلو (ريال مدريد) – الإسباني راموس (ريال مدريد) – الإيطالي بونوتشي (يوفنتوس/ميلان) – البرازيلي داني ألفيش (يوفنتوس/سان جيرمان)
الوسط: الألماني توني كروس (ريال مدريد) – الكرواتي لوكا مودريتش (ريال مدريد) – الإسباني أندرياس (برشلونة)
الهجوم: البرازيلي نيمار (برشلونة/ سان جيرمان) – الأرجنتيني ميسي (برشلونة) – البرتغالي رونالدو (ريال مدريد)
وكما يظهر من التشكيل السابق فإن الدوري الاسباني كان له نصيب الأسد إذ تواجد 8 لاعبين بتلك التشكيلة باعتبار اختيار نيمار كان بناء على فترة تواجده في برشلونة قبل الانتقال في الصيف إلى باريس سان جيرمان.
تلك الأسماء التي وقع الاختيار عليها في تلك التشكيلة تؤكد أن المعايير التي توزع من خلالها الجوائز العالمية وحتى القارية في كرة القدم عليها الكثير من علامات الاستفهام، أن الآلية التي تمنح مجدا لهذا اللاعب أو تحجبه عن ذاك تقع تحت عدة عوامل قد يكون معظمها لا علاقة له بكرة القدم، أو المردود الذي يقدمه اللاعبون بالفعل على أرضية الميدان، وإنما له علاقة بالتسويق وشركات التسويق والرعاة، وجماهيرية بعض الأندية والأسماء، والمحاباة لمسابقات عن أخرى!
وقد يرى البعض أن الاختيارات منطقية، فاختيار ثلاثة أسماء من يوفنتوس الذي وصل إلى نهائي دوري الأبطال و5 من ريال مدريد الذي توج باللقب، بالإضافة إلى ثلاثي من برشلونة الذي يمتلك أهم نجوم في العالم، ولكن تلك المنطقية قد تزول إذا رجعنا بالزمن 5 سنوات فقط إلى الوراء في آخر نسخة لدوري الأبطال لم يكن فيها طرف من الدوري الاسباني بالنهائي الذي لعبه تشيلسي الإنجليزي وبايرن ميونيخ الألماني، واكتشفنا أن التشكيلة كان بها 11 لاعبا ليس من بينهم واحد من الفريقين، إذ ضمت 5 أسماء من ريال مدريد ومثلهم من برشلونة، وفالكاو حينما كان يلعب مع أتليتيكو مدريد، بإجمالي 11 لاعبا من 11 من الدوري الاسباني!
ودعونا نستعرض بعض الأسماء التي حلت بتلك القائمة وبعض الأسماء التي خرجت منها للتدليل على ذلك:
داني ألفيش: لم يكن ألفيش في الموسم الذي أمضاه مع يوفنتوس اسما أساسيا في عدد كبير من مباريات الفريق، وكان يفضل الاعتماد على خبراته الأوروبية في مباريات دوري الأبطال، بل إنه في كثير من الأحيان كان يلعب به كجناح أيمن وليس ظهيرا، إلى جانب المشاكل الجمة التي كشف الإعلام الإيطالي عن تسببه فيه داخل غرفة ملابس السيدة العجوز التي أدت في النهاية لرحيله وعدم تجديد التعاقد معه.
أندرياس إنييستا: الرسام الكتالوني موهبة خالدة في تاريخ كرة القدم، إلا أنه في 2017 تحديدا كان بعيدا كل البعد عن مستواه فلم يقدم الإضافة المرجوة، وغاب لفترات ليست بالقصيرة عن الفريق، كما أن برشلونة خرج من الموسم بلقب كأس محلي فقط، ما يجعل اختيار اللاعب مثارا للتساؤلات.
نيمار: الجميع يتوقع من الشاب البرازيلي أن يكون السيد الجديد لكرة العالم بعد أن تغرب شمس ميسي وكرستيانو، إلا أنه في إجمالي الموسم مثله مثل إنييستا لم يضف الكثير، فباستثناء مباراة "الريمونتادا" الشهيرة أمام باريس سان جيرمان، لم يكن هناك بصمة حقيقية للاعب قبل مغادرة الفريق الكتالوني.
أما عن الأسماء التي تم تجاهلها:
نجولو كانتي: بإجماع آراء المحللين والخبراء والفنيين والجماهير فهو أحسن محور ارتكاز وقاطع كرات في العالم بفارق شاسع عن أقرب منافسيه، كان سببا في حصد ليستر سيتي للدوري المعجزة الموسم قبل الماضي، وبمغادرته لصفوفه انهار ليستر وعاد تشيلسي الذي كان منهارا قبل وصوله إليه إلى منصة التتويج، ويكفي أنه يلعب في مركز دفاعي غير جماهيري وحصد جائزة أفضل لاعب في أقوى دوري في العالم.
إيدين هازارد: زميله في تشيلسي، وكان أحد أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي وتشيلسي وساهم بقسط وافر في تتويج الفريق باللقب، رغم امتلاك منافسيه لتشكيلات أقوى وأكثر تكاملا، إلا أنه قاد الكتيبة الزرقاء للسيطرة على المسابقة من البداية للنهاية بأهداف حاسمة وتمريرات مذهلة ومهارات فائقة.
هاري كين: أحسن رأس حربة في العالم أجمع حاليا، وهدافا لا يشق له غبار، وقائدا لفريق لم يكن من الصفوة وصار كذلك بوجوده، إلا أن اختيارات الفيفا لم تر فيه ما يؤهله لشغل مكان في تشكيلتها.
أنتونيو فالنسيا: لا يوجد ظهير أيمن في العالم ممكن ينافسه حاليا باستثناء كارفاخال الذي تم إسقاطه من الاختيارات، وذلك لما يمتلكه اللاعب الإكوادوري من شخصية قيادية وإمكانيات فائقة دفاعيا وهجوميا، وساهم بقسط وافر في تتويج فريقه مانشستر يونايتد بلقب الدوري الأوروبي.
هذه الأسماء كانت بعض الأمثلة، عن غياب المعايير المنطقية التي تدعو إلى عدم الاكتراث كثيرا والغضب الزائد أو الفرح المفرط باختيار نجم ترغب فيه الجماهير أو اختيار آخر، لأن الأمور تدار بطريقة غير واضحة.
ويبدو أن المنافسة الشرسة بين الدوري الإنجليزي والدوري الاسباني هي المتحكم الأول في تلك الاختيارات، وحتى الآن يتفوق الدوري الاسباني بجدارة في معركة "ما وراء الستار"!
لمتابعة آخر أخبار ريال مدريد ... اضغط هنا
http://arabic.sport360.com/category/...B1%D9%8A%D8%AF