لولب هاجر
استكمالاً لموضوع العدد السابق لموانع الحمل التي تحدثنا فيها عن الموانع الطبيعية بكافة انواعها سوف نشرح بوضوح الوسائل الاكثر شيوعاً واستعمالاً والاكثر كفاءة وهي موانع الحمل الهرمونية بمختلف انواعها بالاضافة لاستخدام اللولب العادي والهرموني وبعض الوسائل الاخرى.
كبسولة منع الحمل الهرمونية (نوربلانت):
وهي كبسولة مصنعة فقط من مادة البروجستيرون الهرمونية ولها نفس مفعول حبوب منع الحمل التي من شأنها التاثير على وظيفة الغدة النخامية لمنع نزول البويضة من المبيض وتعتبر هذه الطريقة الاحدث بين وسائل منع الحمل.
وكبسولة نوربلانت وسيلة فعالة ومضمونة وتستمر فعاليتها لمدة خمس سنوات ويمكن نزعها وبالتالي ابطال مفعولها عند رغبة المرأة في ذلك وتشير الاحصائات التي اجريت في مصر الى ان نسبة حدوث الحمل ضئيلة جداً وتقدر ب1.,.% و قد احصيت خلال خمس سنوات ثلاث حالات حمل فقط.
وتشبه نوربلانت لمنع الحمل عود الكبريت ويبلغ قطرها 2,4 ملم وطولها 3,4 سم فيها 36 ملغم من مادة ليفونورجسترل وهي من مشتقات البروجستيرون تفرز في الدم يومياً ما معدله 80 ميكروغرام من الهرمونات. وتنقل كبسولة النوربلانت عن طريق ست كبسولات سيلاستيه تزرع تحت الجلد في اعلى الذراع خلال الايام الاولى من الدورة الشهرية وكحد اقصى في اليوم السابع ويقوم بذلك عادة طبيب اخصائي بامراض النساء بعد اجراء كل الخطوات الضرورية في التعقيم وتطهير الجلد في مكان الزرع.
واذا ارادت المرأة العودة للحمل والانجاب فما عليها الا ان تطلب نزع الكبسولات الهرمونية من ذراعها وبعد نزع الكبسولات تعود خصوبة المرأة ويمكن توقع الحمل في اي وقت وقد تبين ان 40% من النساء يحملن بعد ثلاثة اشهر على نزع الكبسولة و80% من النساء يحملن بعد سنة و98% بعد سنة ونصف او سنتين. وتناسب النوربلانت لمنع الحمل معظم النساء في سن الخصوبة الا انها تناسب تحديداً النساء من الفئات التالية: اللواتي يرغبن بوسيلة منع حمل ذات مفعول طويل الامد واللواتي يرغبن بوسيلة منع حمل ذات فعالية عالية وكذلك اللواتي لا تلائمهن حبوب منع الحمل واللولب والحقن وكذلك النساء اللواتي تخطين ال35 عاماً من العمر والنساء اللواتي لا يلائمهن هرمون الاستروجين. ومن اثارها الجانبية هو عدم انتظام الدورة الشهرية في الاشهر الاولى وكذلك حدوث بعض الانزفة غير المقلقة في غير مواعيد الطمث. ويمنع استخدام النوربلانت اذا كان لدى السيدة ورم خبيث في الثدي او في الرحم او اذا كانت تعاني من مرض في الاوعية الدموية والمخ والقلب او امراض الكبد. ويجب ان تنزع زرعة النوربلانت بعد خمس سنوات وهي فترة الفعالية وبالامكان زرع مجموعة جديدة منها بعد نزع الاولى.
حبوب منع الحمل الفموية:
وهي مركبات هرمونية اذا تناولتها المرأة بالفم على مدى واحد وعشرين يوماً من الشهر امتنع حدوث الحمل نتيجة توقف عملية الاباضة دون ان يؤثر ذلك على انتظام الدورة الشهرية. وهي الطريقة الاكثر فعالية بين جميع وسائل منع الحمل شرط المواظبة على استعمال هذه الحبوب بانتظام ودقة متناهية وفي هذه الحالة يمكن ان تصل فعاليتعا الى 100% ويمكن ان يحصل الاخصاب إذا نسيت السيدة تناول حبة واحدة او بعض حبات في بعض الايام او اذا بدأت بتناول الحبوب من اليوم السابع او الثامن من الدورة بدلاً من تناولها في اليوم الخامس المعتاد.
حالياً يوجد نوعان من الحبوب الهرمونية لمنع الحمل وهي الحبوب المركبة والتي تشتمل على مادتي الاستروجين والبروجسترون والحبوب احادية الهرمون وهي التي تشتمل فقط على مادة البروجستيرون.
تبدأ الزوجة باخد حبة واحدة من علبة حبوب منع الحمل التي تحوي 21 حبة مساء كل يوم بدءًا من اليوم الخامس من بدء الطمث حتى لو كان الدم موجوداً وتستمر باخدها على مدى واحد وعشرين يوماً ولا تنقضي ثلاثة ايام على تناول اخر حبة حتى يبدأ الطمث الجديد ثم تبدأ من جديد بتناول الحبوب بدءا من اليوم الخامس من الدورة. ويوصى باخد الحبوب في وقت معين من كل يوم. في حال عدم نزول دم الطمث في اي شهر من الشهور وفي حال كانت السيدة تستعمل الحبوب بانتظام عليها الاستمرار بتناول الحبوب بنفس بانتظام بعد التأكد تماماً بانها لم تنس تناول ولو حبة واحدة وعدم وجود حمل. ومن مميزات هذه الوسيلة سهولة تناولها وهي تنظم الدورة الشهرية في حال كانت السيدة تشكو من اضطرابات طمثية وتحد من النزف الرحمي ومن آلام الاباضة والطمث. ومن المزايا الاكثر وضوحاً للحبوب كما تشير الدراسات تضاؤل حدوث اورام الثدي الحميدة واورام المبيض الكيسية كما لوحظ هبوط نسبة فقر الدم بسبب انخفاض تدفق الدم الشهري وتوقف الانزفة الرحمية وانتظام الدورة الشهرية. ومن اعراض حبوب منع الحمل الثانوية اضطرابات المعدة وزيادة الوزن الذي قد يتراوح ما بين واحد الى اثنين كيلوغرام خلال الاستعمال لمدة سنة كاملة وكذلك قد تسبب احتقانا في الثديينز صداع في الراس وتبدل في المزاج وتبين لاحقاً انه يمكن تلافي هذه الاعراض بمجرد تغيير نوع الحبوب او التوقف عنها نهائياً. ويمنع استعمال حبوب منع الحمل عند وجود جلطة دموية او انسداد في الشرايين او وجود تنفخ في شرايين الساقين ومرض الدوالي او في حال الاصابة بامراض نفسية او عوارض عصبية وكذلك عند تعرض المرأة لنوبات صرع او صداع نصفي وفي حالة وجود مرض في الكبد والاصابة باليرقان كما يمنع استعمالها عند وجود احتباس مائي في عصب النظر او ضعف فيه. كما ينصح السيدات اللواتي بلغن سن ال 35 عاما من العمر وهن مدخنات. ويجب استخدامها بحرص لدى السيدات البدينات وفي حال وجود امراض في الكلى مع وجود زلال في البول. لا تسبب حبوب منع الحمل ضرراً على الجنين كما يعتقد البعض في حال استخدمت المراة الحبوب وهي لم تعلم بانها حامل. وقد فحص البروفيسور ويسيلي مئات الاطفال الذين ولدوا من امهات استعملن حبوب منع بالخطأ اثناء الحمل فلم تواجهه اي حادثة تشويه او عاهة ناتجة عن تناول حبوب منع الحمل.
كما ان حبوب منع الحمل لا تسبب سرطاناً قي اي عضو من اعضاء جسم المرأة.
اذا نسيت المرأة السيدة تناول حبة من حبوب منع الحمل عليها ان تتناولها مباشرة وحالما تتذكر ذلك وفي اي وقت من اليوم. واذا نسيت الزوجة تناول حبة واحدة في المساء عليها ان تتناولها في صباح اليوم التالي وتتناول حبة اضافية مساء اليوم ذاته واذا نسيت الزوجة تناول اكثر من حبة في اكثر من يوم فانها تكون معرضة للحمل ويجب نصحها بعدم الاتصال الجنسي او باستخدام وسيلة آخرى لمنع الحمل ال48 ساعة المقبلة. ان استخدام حبوب منع الحمل فقط عند اللزوم اي عند حدوث الاتصال الجنسي بغية تفادي حدوث الحمل كما يظن البعض هو خطأ كبير لان حبوب منع الحمل تفقد فعاليتها اذا لم تؤخد بصورة متواصلة لمدة 21 يوما وبدون توقف.
اللولب المانع للحمل:
اللوالب الرحمية هي عبارة عن اجهزة صغيرة ذات اشكال متعددة مصنوعة من البلاستيك والنحاس توضع داخل الرحم فتتخد فيه بفعل مرونتها الشكل المطلوب وتمنع تعشيش البويضة على جدار الرحم. ان طريقة استعمال اللولب في منع الحمل تأتي مباشرة بعد اقراص منع الحمل من حيث الفعالية وتبلغ نسبتها 98% وامكانية حدوث حمل مع وجود اللولب لا تتعدى 2% خلال سنة من وجوده وهي نسبة ضئيلة اذا قورنت مع غيرها من الوسائل اما سبب حدوث الحمل فقد تبين حسب الاحصاءات انه كلما كان قياس اللولب صغيراً كانت نسبة الحمل اعلى وتجدر الاشارة الى ان عدداً من اللواتي حملن مع وجود اللولب اكملن فترة الحمل بنجاح بالرغم من ان اللولب ظل في داخل الرحم حتى الشهر التاسع. ويمكنه ابطال اللولب بمجرد سحبه من الرحم ويمكن ان يحدث الحمل في الشهر نفسه او الشهر التالي لسحبه. وهناك انواع مختلفة من اللوالب واهمها والذي اصبح اكثر انتشاراً هذه الايام اللولب الهرموني والمعروف بالمارينا والذي بالاضافة لاستخدامه كمانع للحمل يساعد على تقليل كمية دم الطمث ويعالج تضخم بطانة الرحم والاورام الليفية داخل بطانة الرحم. ويشترط في عملية وضع اللولب تعقيم دقيق حسب الاصول الجراحية لكل الاجهزة وتطهير الاعضاء التناسلية ولا يحتاج لاي نوع من التخدير كما ان العملية لا تستغرق بضع دقائق لوضعه في جوف الرحم ويوضع اللولب بعد الانتهاء من الدورة الشهرية مباشرة في اي وقت خلال الدورة الشهرية ولكن بعد التاكد من امكانية عدم وجود حمل وبعد الولادة يوضع بعد 40 يوماً من الولادة او بعد الاجهاض ويمنع استخدام اللولب في حال وجود حمل وحالات الالتهابات الحادة او المزمنة في الاعضاء التناسلية وعند وجود نزف رحمي غير معروف السبب وكذلك في حال وجود اوراوم في الرحم. ومن مميزات اللولب انه لا يمنع الاباضة ولا يسبب تغييراً هرمونياً في جسم المراة مثل اقراص منع الحمل ولا يسبب زيادة في الوزن او تغيير في المزاج ولا يقلل من لذة الجماع ويمكن ترك اللولب لمدة خمس سنوات كاملة وفي الغالب هو رخيص الثمن. وللولب مضاعفات ومضار منها امكانية انزلاقه وقد يحدث اوجاعا في اسفل البطن وفي بعض الحالات قد يسبب نزفا رحميا حيث قد يكون غزيراً في خلال الثلاث الاشهر الاولى من الاستعمال ولكن مع مرور الزمن تخف هذه الانزفة.