بسم الله الرحمن الرحيم
سأتكلم عن الخوف من الله يوم أجدبت منه قلوبنا وأظلمت وتحجرت وقست فلم تعد تزجرها موعظة ولا تنفعها تذكرة
إلا من رحم ربك
وصف الله بالخوف الصفوة من خلقه فقال عن الملائكة (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون)
وقال عن أنبيائه(الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله)
وقال عن المؤمنين (الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون)
فالخوف من الله سمة المتقين وآية العارفين وغاية المؤمنين
الخوف من الله دلالة على كمال الإيمان وعلامة على سلامة الجنان
الخوف من الله كان جواب هابيل لأخيه قابيل(لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين)
الخوف من الله هو الذي منع يوسف من الوقوع في الفاحشة فقال كلمة الإيمان (معاذ الله إنه ربي)
الخوف من الله هو الذي أبكى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ولصدره أزيز كأزيز المرجل
الخوف من الله أقعد عمر بن الخطاب في فراشه أياما يعوده الناس وما به مرض إلا الخوف من الله
الخوف من الله هو الذي فتت كبد سفيان الثوري وجعله يبول الدم
فالخوف من الله أقض مضاجع الصالحين وأقلق منام المتقين
فهذه فتاة ترى أباها إما قائما يتلو آيات الله وإما راكعا يعظم الله وإما ساجدا يسبح الله
فتقول له: يا أبت مالي أرى الناس ينامون وأنت لا تنام ؟ فقال: الخوف من الله أطار منامي
((تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا))
إذا الـلـيــل أظــلــم كابــدوه***فـيســفر عنهــم وهـم ركـــوع
أطار الخوف منامهم فقاموا***وأهل الأمن في الدنيا هجوع
الأسباب المعينة على الخوف:
1- العلم يقول الله تعالى(إنما يخشى الله من عباده العلماء) وفي الحديث(أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية)
وقال السلف:من كان بالله أعرف فهو منه أخوف
2- استشعار مراقبة الله عزوجل يقول تعالى(وهو معكم أينما كنتم)
3-تدبر القرآن الكريم (طه*ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى*إلا تذكرة لمن يخشى)
(فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) (وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا)
ثمرات الخوف من الله:
1- ضمان الجنة (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى*فإنالجنة هي المأوى)
2- في ظل عرش الرحمن يوم القيامة (ورجل دعته امراة ذات منصب وجمال فقال:إني أخاف الله)
3-الأمن يوم الفزع الأكبر (وعزتي وجلالي لا أجمع على قلب عبدي أمنين ولا خوفين فإن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة))
اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلن واقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك