أحب أن أنبه أن الآيات والأحاديث الواردة في التحذير من الخيانة والأمر بالأمانة أكثر من أن تُحصي. وكذلك أقوال أهل العلم وشراح الحديث. لكني أقتصرتُ علي بعض الآيات وبعض الأحاديث إلي حين أفرغ وتجتمع الهمة لجمعٍ كبير به كلُ ذلك –بإذن الله-.
والذي دفعني إلي ذلك أني طُعنتُ -كثيرًا- ممن أمنته وأمّنته وما ظننتُ يومًا ما أن يكون الغدر من ناحيته والطعنة من يده. لكن قدر الله وما شاء فعل، وله الحمد علي كل حال، وما من مصيبة إلا بما كسبت الأيدي، ويعفو ربي عن كثير.
وكما كان يقول دومًا بعض مشايخنا: معلومٌ أنه ما خان أمينٌ قط. ولكن أستؤمن غير أمينٍ فخان.
- عرض القرآن الكريم نماذج من الخيانة؛ كخيانة أهل الكتاب، وخيانة امرأة العزيز، وخيانة امرأتي نوح ولوط عليهما السلام، وخيانة إخوة يوسف، وخيانة حاطب بن أبي بلتعة. كما بين القرآن الكريم عاقبة أهل الخيانة في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}
و الأمانة في الآية الكريمة هي كل ما يؤتمن عليه المرء من أمر و نهي و شأن دين و دنيا و الشرع كله أمانة كما قال الحسن البصري و غيره من السلف رحمهم الله تعالي.
و العديد من الآيات الكريمة أمرت بأداء الأمانة و منها {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ}.
وفي قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}
و قد كان تحذير القرآن الكريم من الخيانة شديداً في آيات كثيرة منها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
وقال الله {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ}
و قد قرن الله تعالى هذه الصفة بالكافرين و النافقين فقال {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور}
و قال تعالى {وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}
و قوله تعالى {وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
- قال النبي صلي الله عليه وسلم:"المكر والخديعة والخيانة في النار". حسنه الألباني في صحيح الجامع.
- وقال صلي الله عليه وسلم:"لا يجتمع الإيمان و الكفر في قلب امرئ, و لا يجتمع الكذب و الصدق جميعا, ولا تجتمع الخيانة و الأمانة جميعا ". قال الألباني في السلسلة الصحيحة:وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
- وقال صلي الله عليه وسلم:"اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، و أعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة". قال الألباني: حسن صحيح.
- وقال صلي الله عليه وسلم:"ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب. و إن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنمو أموالهم و يكثر عددهم إذا تواصلوا". صححه الألباني في صحيح الجامع
- عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يُطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب " . قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه البزار وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح .
- وقال صلي الله عليه وسلم:"أد الأمانة إلى من ائتمنك، و لا تخن من خانك". صححه الألباني في صحيح الجامع.