الوضع في الهلال لا يسر الهلاليين، وماضي الهلال التليد لم يعد كما كان محفزاً للمزيد من الإنجاز، والتماسك الهلالي الذي كان مضرب المثل بات شيئاً من الذكريات، فقد تراجع الهلال، واختلف الهلاليون، وأصبح التغني بإنجازات الماضي والتمسك ببعض قشور لا تفيد ديدن بعض الهلاليين، ما عاد الهلالُ الهلالَ، لقد تغير الهلال وشاب رأسه وهو الذي ظل شاباً فتياً طوال تاريخه، يوم كان يحظى بعناية واهتمام ورعاية كل من تولوا أمره وأداروا شأنه، اليوم يحتاج الهلال إلى الكثر حتى يعود إلى عافيته، وحتى يعود إلى سيرته الأولى يطلاً منافساً لا تغيب شمسه ولا تنتكس رايته ولا تهتز هيبته.
هذا هلالي يطرق بناظريه الأرض، يعض على شفتيه، ويفرك يديه، ثم يشبك أصابعه ويسأل صاحبه، لماذا تراجع الهلال؟
الهلال تراجع يا صاحبي بعد أن تولى بعض غير الهلاليين زمام بعض الأمور فيه، من نافلة القول: إن من لا يحب الهلال أو مرت به تجربة ذاق فيها مرارة الحرمان بسبب الهلال، لا يمكن أن يريد الخير بالهلال!!
الهلال تراجع بعد أن غاب شرفيوه الفاعلون عن دعمه بالمال والكلمة وأصبح حضور بعضهم مؤقتاً وفي مناسبات معينة فقط...!!
و الهلال تراجع بعد أن أصبحت أخباره وما يحدث داخل أسواره تذهب إلى غير الهلاليين قبل أن يعرفها بعض أقرب القريبين له.. وهو أمر تحدث عنه كثير من أنصار الأزرق وما من فائدة!!
الهلال يا صاحبي تراجع بعد أن عجزت إدارته عن حماية حقوقه من الداخل قبل أن يكون ذلك من الخارج...
- ما ذنب الهلال عندما يتهور لاعب مثل ناصر الشمراني بعد النهائي الآسيوي فيعاقب بالإيقاف ثماني مباريات وهو ما أدخل النادي إدارة وجهازا فنيا في دوامة البحث عن بديل مناسب في دوري أبطال آسيا... يغيب اللاعب ويستلم كافة حقوقه والنادي فقط هو الخاسر..فهل قالت إدارة النادي أو إدارة الكرة شيئاً للاعب ؟؟
- ما ذنب الهلال عندما يقبل على نهائي آسيوي فيقوم قائده (!!) ياسر القحطاني بكل برود بلمس الكرة باليد فيعاقب بالإيقاف ويدفع الفريق الثمن...فهل قالت إدارة النادي أو إدارة الكرة شيئاً للقائد؟؟
- ما ذنب الهلال عندما يواصل حارسه عبدالله سديري الأخطاء مرة تلو مرة ويتحول إلى خطر على الفريق دون أن يتم تنبيه إلى ذلك وفرض عقوبة معلومة عليها أقل سحبه من الميدان حتى يستشعر خطورة ما يفعل؟؟
- ما ذنب الهلال أن يواصل لاعبه سالم الدوسري لعبه الفردي واستعراضه غير المفيد على مصالح الفريق، ودون أن يتدخل مدربه لوضعه بجانبه حتى يقوم هذه السلبية ويعمل على تفاديها، فاللاعب يرهق نفسه ويهدر جهود فريقه ويفت عزيمة زملائه.. لكنه لا أحد يوقفه!!
- ما ذنب الهلال عندما يحضر نواف العابد في مباراة ويغيب في أخرى دون أن يجد من يناقشه ويحاول أن يجد حلاً لمشكلة تذبذب مستواه..فهل جلس معه الأخ مدير الكرة وحاول أن يتدارس معه الأسباب؟؟
- ما ذنب الهلال عندما يتم الإصرار على مشاركة تياجو نيفيز وهو الذي لم يقدم شيئاً في معظم مشاركاته الموسم الماضي والموسم الحالي بل إن حضوره أصبح سلبياً ومشاركته تذهب في غير صالح الفريق وفي مواجهات الشباب وسيدني والنصر ما يكفي لإراحته عن اللعب مع الهلال إلى الأبد ؟؟
- ما ذنب الهلال عندما يوقع مع لاعب مثل عبدالعزيز الدوسري بمبلغ وقدره ويتراجع مستواه بشكل غريب ويصر المدرب على مشاركته وفي النهاية يخطئ في تنفيذ رمية تماس!!
- ما ذنب الهلال حتى يتم الإصرار على استمرار اللاعب عبداللطيف الغنام في كشوفات الفريق رغم أنه لم يعد قادراً على المشاركة بسبب إصابته الدائمة- شفاه الله- أو بسبب تراجع مستواه الفني عندما يشارك في مواجهات محدودة كل موسم؟؟
هذه جزئيات بسيطة قد يقول قائل: إنها غير ذات تأثير على جودة العمل الإداري المقدم في النادي، لكن خبراء في الإدارة يقولون دائماً: إن معظم المشاكل تأتي من الجزئيات الصغيرة البسيطة التي قد لا يتوقع تأثيرها أحد، والإدارة الناجحة في أي موقع هي التي تتعامل مع جميع التفاصيل وتضع الحلول السريعة لأي مشاكل، وذلك لن يتحقق -في الهلال وغير الهلال وفي الرياضة وغير الرياضة- بطريقة الاستئثار بالقرار، وعدم توزيع الصلاحيات، وغياب الكفاءات الإدارية الناجحة المتمكنة التي تلم بكل الخفايا وتعرف كيف تتعامل مع جميع التفاصيل، أووضع الخيط والمخيط في يد واحدة فيأتي النسيج في النهاية باهتاً مملاً لا يستحق المشاهدة!!
لماذا غابت الجماهير عن الديربي؟
يرى بعضهم أن غياب الجماهير عن مواجهة الهلال والنصر الأخيرة مرده أن جماهير الرياض لا تحضر المباريات وطالبوا بنقل مواجهات المنتخبات السعودية مستقبلاً إلى جدة والدمام...
والحقيقة أن جماهير الهلال تحضر عندما يكون فريقها يستحق الحضور، وجماهير النصر تحضر أيضاً.. والمدرجان في المواسم السابقة كانا الأكثر حضوراً بالأرقام..
لكن..في الديربي الأخير: ربما لم يكن جمهور النصر واثقاً في انتصار فريقه في ظل تراجع مستواه هذا الموسم حتى وإن فاز في النهاية من هجمة واحدة ومن علامة الجزاء..
وغاب جمهور الهلال لعدة أسباب:
- فهل يحضر لمشاهدة سلبية بعض اللاعبين ومردودهم الفردي؟؟
- أم يحضر وهو يشاهد الغياب الإداري الواضح في ناديه؟؟
- أم يحضر وفريقه يعاني الكثير داخل الميدان.... وغياب النجم السوبر القادر على صنع الفارق؟؟
المشجع الهلالي أوالنصراوي لن يقطع المسافة الطويلة ويجلس على الكرسي وسط خدمات متوسطة من أجل أن يشاهد مباراة دون ذلك وهو يشاهد المسابقات العالمية وجماليات الأداء والانضباط الفني والتكتيكي فيها!!
مشجع اليوم ليس مشجع الأمس وكرة اليوم لم تعد تستهويه خاصة بعد أن نقلها إعلاميون يفتقرون إلى مبادئ الإعلام والتنافس الشريف والخلق الحسن من الملعب إلى خارجه... المشجع يريد كرة قدم ومتعة وعندما يغيبان سيغيب فهو أفهم من بعض نقاد الغفلة !!
مراحل... مراحل
* كان بإمكان أنصار الهلال أن يمرروا أسباب الخسارة في الديربي إلى الحظ الذي وقف مع النصر مرتين وإلى الحكم الذي لم يحتسب واحدة من أوضح ضربات الجزاء، لكنهم تجاوزوا ذلك وتحدثوا عن فريقهم ولماذا لم يسجل، وكيف تراجع مستواه، أما الفوز في مباراة واحدة فهو أمر لا يهم كثيراً، خاصة وأن فريقهم شبع من الفوز على جاره الذي كان ممراً سالكاً لمعظم بطولات الهلال في العقد الأخير.
* إدارة الهلال 7 مواسم بسبع بطولات... رقم جيد بالنظر للمنافسين ومتواضع مقارنة بما حققته الإدارات السابقة للهلال!!
* ومازال النصر عاجزاً عن الفوز على الهلال إلا من علامة الجزاء حتى ولوكان الأخير في أسوأ حالاته!!
* تغريدة القائد بعد الديربي.... هل كانت في وقتها؟؟ نحو زعيم بلا أبواق
درسنا، وتعلمنا في المدرسة، والجامعة أن «الخلية هي وحدة بناء الكائن الحي» جاء ذلك في العلوم، أو علم الأحياء.. وبالقياس على ذلك، فإن الفرد هو نواة المجتمع، والمُشكِّل الرئيس له.
وفي الرياضة، فإن المشجع في رأيي هو وحدة البناء للمجتمع الرياضي، والأندية الرياضية، فهو مصدر القوة للنادي، والأساس، والعلاقة تكون تفاعلية بين المشجع والنادي، والمساس بهذه الوحدة، أو تهميشها، وتجاهلها هي أولى خطوات الفشل.
سأروي لكم قصة قصيرة في هذا السياق تؤكد، بل وتعزز قيمة المشجع ومكانته لدى الإداري أو المسؤول الذي يتطلع للنجاح، ففي الفترة الثانية لرئاسة الأمير عبد الله بن سعد - رحمه الله -، وقبيل وفاته، نزل مشجع لأرضية ملعب الاتفاق عقب إحدى مباريات الهلال، وكانت المباراة قد لعبت على ملعب نادي الاتفاق لظروف إنشائية وهندسية تتعلق بملعبيّ الدمام والراكة آنذاك، وبعد جهد جهيد أمسك به رجال الأمن، والتفوا حوله، وأوسعوه ضرباً.. وكنت أحد شهود عيان.. فجأة اخترق الدائرة رجل واحتضن المشجع في محاولة شجاعة لإبعاد رجال الأمن عنه، فناله من الضرب جانب، حتى فطن أولئك إلى أن عصيهم تحوّلت صوب جسد الأمير عبد الله بن سعد - رحمه الله -، فتوقفوا عن ممارستهم الخاطئة، وقد كنت شاهد عيان على الحادثة.
الأمير عبد الله لم يتوقف عند هذا الحد، بل توجه بالمشجع إلى حجرة الملابس الهلالية وطلب من طبيب الفريق التأكد من سلامته قبل أن يطمئن عليه شخصياً، ويسمح له بالمغادرة، ثم أخذ دوره عند كرسي الطبيب.
المشجع أخطأ، ورجال الأمن عالجوا الخطأ بمثله، ولكن الرئيس الهلالي الذي كان يقول، ويردد دوماً: «الهلال ليس للإدارة، ولا لأعضاء الشرف.. الهلال ملك لجماهيره» لم يتفرج على مشجع فريقه وهو يتعرض للإهانة والضرب .. بل بادر لحفظ كرامته وسلامته لأنه يؤمن إيماناً تاماً بقيمة المشجع.
عبد الله بن سعد - رحمه الله -، وهو الذي بدأ فترة رئاسته الأولى للهلال، كواحد من أصغر رؤساء الأندية السعودية قاطبة، وحقق بطولة الدوري 4 مرات كمنجز لم يسبقه في تحقيقه أحد من الرؤساء على امتداد البطولات التسع التي أحرزها، لم يكن إقصائياً في تعامله مع منتقديه سواء إعلاميين أو جماهير، يرحب ويستمع للجميع لأنه يميز الهلالي النقي من المطبّل، ويفرِّق بين الإعلامي النزيه بحرصه واهتمامه وبين الإعلامي الـ»بوق» أو المطبِّل.
يروي إعلامي معروف بميوله الهلالية هذه القصة: «جلسنا في ليلة شتاء حول الأمير خالد بن محمد، ضحكنا، وتسامرنا في المخيم، خرجنا من عنده ومعي مجموعة إعلاميين ونحن نحفظ له الود والاحترام والتقدير.. ومع ساعات الصباح الأولى يطالع انتقاداً مني له في طريقة إدارته وتعامله مع حدث معين.. لم يغضب، ولم نداهن أو نطبل.. هو يعرفنا جيداً، ونحن نعرف حبه وإخلاصه للهلال».. انتهى كلامه.
وفي ذات السياق أكتب: «كان فيما مضى يجلس إلى جوار رؤساء الهلال أو مؤسسه - رحمه الله - فطاحلة الإعلام الرياضي المحلي، وأعني الهلاليين منهم، يستمعون إليهم.. يستشيرونهم.. يتناقشون.. في دقائق الأمور الهلالية قبل كبائرها.. لا مكان للأبواق، أو المطبّلين.. أو المستنفعين والمرتزقة.. ولا حتى الدخلاء على الهلال.. لذلك كانت أمور الزعيم على خير ما يرام».
بل إن النوعية الإدارية التي تعمل كانت ذات نوعية وجودة مشهود لها.. ومعروفة عند كل فئات الجمهور الهلالي.
خلاصة القول: إن أي رئيس يبتعد عن جمهور الهلال.. وإعلام الهلال المخلص.. المحب لناديه لن يجني إلا التعب والخسارة.. وأي رئيس يرتمي في أحضان الإعلام المضاد لناديه لن يلقى إلا الهوان.
فواصـل
) سيظل الهلال نادي الشعب كما قال الكاتب الكبير تركي الناصر السديري مهما حاول البعض اختطافه من جماهيره.
) إن أكبر خدعة في تاريخ الهلال المعاصر هي تلك المقولة التي مفادها أن ريجي هو ثاني أفضل مدرب في تاريخ الهلال.
) أحد المحسوبين على إعلامنا الرياضي غرّد كاتباً: «المرداسي حكم مباراة الاتحاد والهلال».. مبروك للهلال التأهل.. رجاء من الاتحاديين ليس من حقكم انتقاد التحكيم بعد أن رضيتم بالراعي الرسمي للهلال!
) أي تعصب مقيت هذا.. أي تشكيك وتخوين في أمانة الحكم ونزاهته.. أي إساءة لرياضة الوطن تحملها مثل هذه التغريدة؟؟!»
أخيـراً:
بكل هدوء وعقلانية دافع الرئيس الذهبي للشباب الأمير خالد بن سعد عن حقوق ناديه، وبأسلوب إعلامي متمدن من خلال مؤتمر صحفي دعا إليه كافة وسائل الإعلام.. لم يغرّد في تويتر بحثاً عن «فلورز» أو يهمّش مركزه الإعلامي أو الإعلاميين.
هكذا يفعل دوماً الرئيس الواثق في نفسه، وفيمن حوله، وفي قدرته على المواجهة فواصل
- الاتهامات التي وجهتها رعاية الشباب لرئيس الوحدة حازم اللحياني خطيرة جدا فسوء الإدارة كان طاغيا واختلاط العام بالخاص كان ظاهرا. ويجب أن تواصل رعاية الشباب تقصيها في كيفية عمل كثير من مجالس إدارات الأندية التي يشوبها أخطاء مقصودة وغير مقصودة. والعمل في هذا الجانب شاق وصعب ولكن يجب أن يتم.
*****
- اقترب الدور الأول من دوري عبداللطيف جميل من نهايته ولازال جدول مباريات الدور الثاني لم يصدر حتى الآن!!
*****
- تحضيرات الفريق الاتحادي لمواجهة الأهلي غدا الجمعة فرض عليها مدرب الفريق السرية التامة..!! هل هناك أسرار يمكن إخفاؤها أو مفاجآت يمكن أن تظهر في اللقاء !!؟ الأوراق مكشوفة.. وربما المدرب يلعب على الأوراق النفسية ومحاولة الإيحاء للاعبين بالأهمية الكبرى للمباراة.
*****
- تكليف الحكم فهد المرداسي بقيادة مباراة الهلال والاتحاد القادمة في كأس ولي العهد هي فرصة ثمينة له وللجنة الحكام لتغيير الصورة السلبية عن التحكيم السعودي وإثبات جدارة الحكم وإمكانياته. وعند النجاح ستكون نقطة انطلاق قوية للمرداسي محليا وخارجيا. فالحكم الجيد يجب أن يثبت نفسه ونجاحه من الداخل أولا.
*****
-لو طبقت معايير الانضباط العالمية في ملاعبنا السعودية لتم تغيير كثير من المفاهيم الخاطئة التي نسير عليها ولتم تخليص المجتمع الرياضي من كثير من الشوائب التي تشوهه سواء في الملاعب أو الإعلام.
*****
- إدارة الهلال عليها أن تسمع الرأي الآخر وتفتح قنوات تواصل مع شرفييها وجماهيرها. بدلا من أن يكون السماع محصور في نطاق ضيق جدا وكأن هذا النادي بشعبيته الأولى في الوطن والمنطقة مختزل فقط في مجموعة محدودة أغلقت حولها كل النوافذ والأبواب التي توصلها بالآخرين. وهذه السياسة الإدارية هي من أوصل الفريق الكروي إلى هذه الحالة غير المرضية للجميع