فيصل بن تركي.. رجل عن ألف رجل.. يقود نادي جماهيره توازي سكان دولة
سبورت- تقرير فيصل خليل:
يقال إن هناك رجال يصنعهم التاريخ وهناك رجال يصنعون التاريخ..وصدق من قال التاريخ يعيد نفسه.. هذا ما يتجلى حقيقة في نادي النصر السعودي صاحب الشعبية الطاغية والمتزايدة على مر السنين، فقبل سنوات كان الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود يصارع وحيدا لقيادة الفريق الذي أفنى شبابه في رئاسته والصرف عليه والدفاع عنه وأحيانا بيع الغالي والنفيس من أجله.. وفي تلك الحقبة كان الرمز الراحل يصارع ( وحيدا) رغم ما تضمه قائمة أعضاء الشرف من أسماء لا حصر لها وكانت تلك الفترة تشهد انتقادات لاذعة لرئيس النصر متهمة إياه بالدكتاتورية وإبعاد الداعمين والتفرد بالرأي وكان يوضح رحمة الله إن المبتعدين لا أسف عليهم وان النادي مفتوح لمن يريد وقد كشف حقيقتهم آنذاك وعرف أن ابتعادهم أفضل من وجودهم ، ورغم ضيق ذات اليد في تلك الفترة إلا أن النصراوي الأصيل كان يستلهم من حب النصر كل طريق يحقق فيه ابتسامه على شفاة جمهور الشمس وكانت تلك الفترة تحفل بشعارات ( بالقلوب نحارب الجيوب) و( النصر بمن حضر) لتؤكد انه كان الوحيد الذي يدرك حجم وقيمة هذا النادي ومستعد للبذل والتضحية من أجل النصر داعياً الآخرين ( الذين يطالبون بفرصة من اجل خدمة الكيان ) أخذ الدروس والعبر من قيادة نادي كبير كالنصر.
ورحل عبد الرحمن وترك لهم كل شيء ولكن التاريخ أبى إلا أن يكشف كم كان أبو خالد مصيباً في آرائه وصريحا مع الجماهير عندما تلاشت تلك المطالب وسكت المنظرون وانهار النصر..
وفي غمرة ضياع النصر الإداري وتشتت الأسرة النصراوية ظهر العاشق النصراوي الكبير الأمير فيصل بن تركي ولم ينتظر منصب أو يداهن من أجل تلميع وتمجيد بل دعم إدارة النصر الموجودة حينها مواصلاً دعمه السابق أيام إدارة أبو خالد بل وحقق حلم عشر سنوات في تكريم أسطورة آسيا الأول مما أزاح هماً كأن يورق المشجع النصراوي والذي يتباهى بالوفاء ولكنه يرى الجحود من رجال النصر للاعب لن يتكرر على خارطة الكرة السعودية.
وتواصل دعم الأمير الشاب حتى أطلقت عليه الجماهير لقب كحيلان عرفاناً منها بما يقدم وما يبذل حتى أصبح الهاجس الأول للجمهور النصراوي ..متى يتسلم زمام الأمور في النصر فهو الغاية وهو المرام.
ولم يتوان كحيلان عن تحقيق رغبة الجماهير المتعطشة لفريق مرعب تصنعه الأفكار وتدعمه الأموال حيث تسلم منصب الرئيس وبدأ في استكمال بناء النصر الجديد وسط دعم وترحيب من كافة أطياف الشعب النصراوي والذي توازي أعداده أعداد شعوب دول ولهذا الجمهور أحلامه وطموحاته التي علقها على الله ثم على كحيلان النصر.
وما أن حمى وطيس المعارك الرياضية وحان موعد الوفاء والتعاون والمساندة إلا وأصحاب ( الدفع مقابل الاعلام) ينخرون في جسد النصر من خلال مؤامرات ودسائس واتفاقيات وتعاملات مادية لتظهر جبهة المعارضة والتي عرفها النصراويون منذ زمن أبو خالد وتضيف زخماً لمنافسي النصر الذين وجدوا طابور خامس يمكن أن يهز البيئة الداخلية للنصر بعد أن تكسرت أقلامهم على أسوار العالمي.
ولكن الرئيس الشاب والعاشق النصراوي الأول لم ينحني ولم يستسلم لكل تلك الجبهات الساخنة وواصل سعيه الحثيث نحو المجد المنتظر رغم العراقيل التي يزرعها أعداء النجاح يومياً في طريق عودة فارس المجد إلى هامة المجد.
وإذا كان عبد الرحمن بن سعود صنع تاريخاً ناصعاً ومرصعاً بالذهب فإن فيصل بن تركي سطر أول أحرف المجد في كتاب النصر متسلحاً بفكره العالي وعشقه للنصر والدعم الجماهيري الهائل لتحقيق المراد وانجاز الأهداف ليواصل مسيرة عظماء تاريخ النصر والذين يعانون من ظلم ذوى القربى والذي دائما ما يكون أشد مضاضة من سهام العدو اللدود على النصر وعلى جماهير النصر.