:: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :: تعرف على هديه واقتفي اثره صلى الله عليه وسلم

الإهداءات
عآطِل عَن الأمل من نعناع : نعناع


سوال اتمنى الاجابه عليه

:: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::


 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-2006, 07:11 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
مشرف

إحصائية العضو








نهى will become famous soon enough

 

نهى غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي



لا يدفع الحزن ما يجري به القدر * ولا يصونك من سلطانه الحذر
عمت حوادثه الآفاق وانتشـرت * فكل حي لما يمضيه مــنتظر
فلا الغني بما يحــويه مـنتفع * ولا القوي على الايام مقتــدر
ولا النسيب تذود الموت نـسبته * للماجدين ولا يثنيه مفتـخــر
ولا العليم يصد العلم نكبتـــه * بالحادثات اذا حلت بـه الغـير
وكل مجد سوى مجد العلى كذب * وكل جاه سوى جاه السما صور
وكل فعل سوى فعل التقى عبث * وكل قول سوى قول الهدى هذر
وكل حي وإن طالت سلامــته * فسائق الموت لا يبقي ولا يـذر



فينطوي الناس لا الاولاد تحفظهم * من الفناء ولا اموالهم تفر
كذلك المرء أمـال تبــــددها * يد المــنية أشلاء فينــدثر
إلا التقي الذي أضـحى بفـطنته * من الشريعة يستوحي ويـعتبر
فهو المـقيم ولا تفـنى مــآثره * مهما تعاقبت الاجيال والعصـر
فقال عليه السلام هكذا أدبنا ربنا اذ قال تعالى :
( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا ) (1) . وكان أحسن منها عتقها .
وروي عنه قوله عليه السلام :

إن السخاء على العباد فريضة * لله تقرأُ في كتاب مـحكم
وعد العباد الاسخياء جنــانه * وأعد للبخلاء نار جهنـم
من كان لا تندى يـداه بنـائل * للراغبين فليس ذاك بمسلم


وروي عنه ايضا انه اشترى بستانا من قوم من الانصار بأربعمائة الف درهم ثم بلغه انهم احتاجوا الى ما في ايدي الناس فرده عليهم .
كما روي عنه انه سمع رجلا يسأل الله ان يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف عليه السلام الى منزله وبعث بها اليه .

ما ورد في كرم الإمام الحسين عليه السلام :
ورويت القصة التالية في كرم الإمام الحسين عليه السلام وحاصلها انه وفد اعرابي الى المدينة فسأل عن اكرم الناس فيها فدل على الإمام الحسين عليه السلام وعندما وصل الى منزله وجده قائما يصلي فقام بإزائه وانشأ يقول :

لم يخب الان من رجاك ومن * حرك من دون بابك الحلقة
أنت جــواد وأنت معتمـد * أبوك قد كان قاتل الفسـقة
لولا الذي كان من أوائلكم * أمست علينا الجحيم منطبقة



الصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين .







رد مع اقتباس
قديم 01-08-2006, 03:18 AM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
مشرف

إحصائية العضو








نهى will become famous soon enough

 

نهى غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

هذه قصيده البرده للشيخ البصيري وهي اروع ما قيل في مدح الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم
بتلاوه الشيخ: الفاتح محمد عثمان الزبير

وهي مقسمه الي جزئين

لتحميل الجزء الاول

حمل من هنا



[rams]http://212.0.148.2/~muataz9/ked/music/alborda/alborda1.rm[/rams]



الجزء الثاني


[rams]http://212.0.148.2/~muataz9/ked/music/alborda/alborda2.rm[/rams]


واعزروني اذا كان في اي مشكله في التحميل او الصوت لاني اجتهد اجتهادا شديدا لكي تنشر هذه القصيده

الهم اغفر للمسلمين جميعا









رد مع اقتباس
قديم 01-08-2006, 03:33 AM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
مشرف

إحصائية العضو








نهى will become famous soon enough

 

نهى غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي




بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة السراج المنير قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم - للدكتور ناصر الزهراني

السراج المنير


قصيدة في ثلاث وستين بيتا في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بعدد عمر الرسول الكريم عليه

الصلاة والسلام في مدح لا غلو فيه كما يفعل الرافضة ..




http://www.geocities.com/abubader332/seraj.zip

للحفظ أضغط بالزر الأيمن للفأرة ثم أختر حفظ الهدف باسم


الهم اغفر للمسلمين جميعا







رد مع اقتباس
قديم 01-09-2006, 06:42 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
مشرف

إحصائية العضو








نهى will become famous soon enough

 

نهى غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي



في قصيدة البردة لكعب بن زهير

ينتمي كعب بن زهير إلى مدرسة الشعر الحولي المحكك ، وهي مدرسة أدبية ترجع في جذورها إلى أبيه زهير بن أبي سُلمى ، والى أوس بن حجر ، وهي تعنى بصياغة القصيدة وإعادة النظر فيها ، إذ ينظم الشاعر قصيدته في حول كامل ينقحها ويحككها ويثقفها
ولا ريب أنَّ قصيدة كعب تتسم بخصائص التأنق في صناعتها ، وتقترن بزمن جاهلية الشاعر قبل إسلامه ، إلا أن هذا مفهوم سطحي ساذج ، لأنه يجعل الزمن متحكماً في تحديد ماهية الفني ، بمعنى أن قصيدة كعب بن زهير نظمت في زمن جاهلية الشاعر والإسلام قائم في المدينة المنورة ، وقد نظمها الشاعر معتذراً من الرسول صلى الله عليه وسلم ، بعد أنْ أُهدر دمه.

وتتكون قصيدة كعب من ثلاث وحدات : الغزل ، ووصف الراحلة ، ومدح الرسول.

القسم الأول :

1 ـ بَانَتْ سُعادُ فقلبي اليومَ مَتبولُ



متيمٌ إثرها لم يُفْدَ مكبولُ



2 ـ وما سعادُ غداةَ البينِ إذ رحلوا



إلا أغنُ غضيضُ الطرفِ مكحولُ



3 ـ هيفاءُ مُقبلةً عجزاءُ مدبرةً



لا يشتكى قصرٌ منها ولا طولُ



4 ـ تجلو عوارضَ ذي ظَلمٍ إذا ابتسمتْ



كأنه مُنهلٌ بالراحِ معلولُ



5 ـ شُجت بذى شَبَمٍ من ماءِ محنيةٍ



صافٍ بأبطحَ أضحى وهو مشمولُ



6 ـ تنفى الرياحُ القذى عنه وأفرطَه



من صوبِ ساريةٍ بيضٌ يعاليلُ



7 ـ أكرمْ بها خُلةً لو أنها صدقتْ



موعودَها أو لوان النصحَ مقبولُ



8 ـ لكنها خلةٌ قد سِيطَ من دمِها



فَجْعٌ ووِلْعٌ وإخلافٌ وتبديلُ



9 ـ فما تدومُ على حالٍ تكونُ بها



كما تلوّنُ في أثوابِها الغولُ



10 ـ ولا تَمَسَّكُ بالعهدِ الذي زعمتْ



إلا كما يُمسكُ الماءَ الغرابيلُ



11 ـ فلا يَغرَّنْكَ ما مَنّتْ وما وعدتْ



إنَّ الأمانيَّ والأحلامَ تضليلُ



12 ـ كانتْ مواعيدُ عُرقوبٍ لها مثلا



وما مواعيدُها إلا الأباطيل



13 ـ أرجو وآمل أن تدنو مودتُها



وما إخالُ لدينا منكِ تنويلُ



14 ـ أمستْ سُعادُ بأرضٍ لا يبلّغُها



إلا العتاقُ النجيباتُ المراسيلُ



ويستهل كعب بن زهير قصيدته بالفعل الماضي بانت ، المسند إلى فاعل مؤنث «سعاد» ، وهو فعل يدل على البينونة والفراق ، ويمثل هذا سبباً يؤثر في الشاعر ، وعلى وجه التحديد في موطن الانفعال «القلب» وإذا كان الفعل « بانت » يدل على وقوع الفعل في الماضي فإنَّ النص يوحي باستمرارية حدث البينونة إلى الآن في الزمن الحاضر
« اليوم » ، ويبدو أنَّ لشدة الفعل أثراً لأنَّ الشاعر أكثر من وصف ما وقع على القلب.

ومن الملاحظ أنَّ هذه الصفات كلها تشتمل على حرف الميم الذي يوحي بخاصية الحزن ، فضلا عن حروف المد التي تعضد هذه الخاصية. وإذا كانت هذه الصفات« متبول ، ومتيم ، ولم يفد ، ومكبول » تمثل أمرا سلبياً يعاني منه الشاعر وكلها تقع في عالمه الداخلي ، فإنَّ مقابله وصف إيجابي للمحبوبة ، وكل أوصافها خارجية ، ولكنها تتميز بالديمومة والثبات والاستمرار ، يدل على ذلك أسلوب القصر «وماسعاد... إلاّ».

وإذا كانت كلمة « اليوم » في البيت الأول تدل على معنى عام للزمن بمعنى الآنية غير مقترنة بوصف ، فإنَّ البيت الثاني يقرن الزمن بفترة معينة من اليوم ، ومحددة بإضافته إلى وصف « غداة البين».

وتتميز قصيدة كعب بشكوى الشاعر الطاغية على القسمين الأول والثاني شكوى من الحبيبة الفاتنة التي لا تحقق التواصل ، بل تتسم بالغدر والخيانة ، والشكوى أيضاً من رحلة محفوفة بالمخاطر ، ولعل الناقة هنا تعبر عن حركة الزمن ، أو حركة من زمن جاهلي إلى زمن آخر ، ومن معلوم إلى مجهول ، ومن ثم طلب العفو ورد التهمة عنه يمثل أساساً في القسم الثالث ، الذي يدخل فيه مدح الرسول والمهاجرين ، وذلك سعياً للوصل في حياة جديدة يتحقق من خلالها الامتلاء الحقيقي بوصفه معارضاً للخواء الذي عاشه الشاعر في القسم الأول.

إنَّ الشكوى الطاغية في القسم الأول تكتنفها دلالات التعارض في المحبوبة بين ظاهرها وباطنها من ناحية ، ومن تعارض بين المحبوبة والشاعر من ناحية أخرى ، فالمحبوبة على الرغم من بهائها الظاهري الخارجي فإنها تتميز بصفات داخلية سيئة ، بل لعلي لا أكون مبالغاً إذا قلت إنَّ اسم المحبوبة « سعاد » يوحي بهذه التعارض أيضاً ، فهي لم تسعد الشاعر بل قد أسقمته وأدخلت الحزن إلى قلبه.

ولو توقفنا عند المظاهر الحسية لجمال المحبوبة لألفنياها متعددة إذ منها ما يتصل بالصوت « أغن » والطرف « غضيض الطرف مكحول » في حركته ولونه ، ورشاقة الجسم في اعتداله ، هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة ، والثغر ورضابه ، « تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ».

إنَّ الشاعر يؤكد على الحواس المختلفة ، في تأكيد الخصائص الجمالية للمرأة ويسهم الإيقاع في تحديد التلوين الجسدي وحركيته ، إذ يعمد الشاعر إلى التقطيع الصوتي

القائم على التقسيم والتناظر ، ومن ثم يتطابق البعدان البصري والإيقاعي في استكمال الصورة : «هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة » إذ يبدو التركيب متطابقا نحويا وإيقاعيا ، فضلا عن التناظر الصوتي في الكلمات :

هيفاء / عجزاء مقبلة / مدبرة

إنَّ هذا التركيب يوحي بتطابق الصورتين البصرية الحسية والإيقاعية لتماوج حركة الجسد في الخارج ، والتموج الإيقاعي الذي يوحي بحركة الجسد واعتداله ورشاقته في النص.

وعلى الرغم من ذلك فإنَّ هذا الجمال الخارجي تعارضه صفات سلبية داخلية عند المحبوبة ، فهي تخلف الوعد ، وإنها متقلبة متلونة المزاج ، وإنها تضلل الشاعر وتخدعه:







7 ـ أكرمْ بها خُلةً لو أنها صدقتْ



موعودَها أو لوانَّ النصحَ مقبولُ



8 ـ لكنها خلةٌ قد سِيطَ من دمِها



فَجْعٌ ووِلْعٌ وإخلافٌ وتبديلُ





ولا يزال الشاعر يوظف الملامح الإيقاعية في الإيحاء بخصائص الصورة الحسية ، ومن مظاهر ذلك:

1 ـ التكرار ، أي أنْ يذكر الشاعر كلمة ثم يكررها أو ما يشتق منها في البيت نفسه مثل قوله :



ـ ولا تَمَسَّكُ بالعهدِ الذي زعمتْ



إلا كما يُمسكُ الماءَ الغرابيلُ



11 ـ فلا يَغرَّنْكَ ما مَنّتْ وما وعدتْ



إنَّ الأمانيَّ والأحلامَ تضليلُ



12 ـ كانتْ مواعيدُ عُرقوبٍ لها مثلا



وما مواعيدُها إلا الأباطيل





كما يتكئ الشاعر على التقطيع المتكرر لتأكيد أوصاف المحبوبة :



7 ـ أكرمْ بها خُلةً لو أنها صدقتْ



موعودَها أو لوان النصحَ مقبولُ



8 ـ لكنها خلةٌ قد سِيطَ من دمِها



فَجْعٌ ووِلْعٌ وإخلافٌ وتبديلُ



ويتجلى التقطيع المتكرر في « فجع ، وولع » و« إخلاف ، وتبديل» ومن الجدير بالذكر أنَّ هذا التقطيع المتكرر يتميز بالتلوين والتماثل ، إذ إنَّ كلمتي « فجع ، وولع » تتماثلان في بنائهما الصرفي / الإيقاعي ، وتتكون كل واحدة منهما من ثلاثة حروف ويتكرر حرف العين في فجع وولع ، وأن هاتين الكلمتين تتصلان بالعالم الداخلي للشاعر وكذلك الأمر مع كلمتي « اخلاف وتبديل » فإنهما تتماثلان في بنائهما الإيقاعي وتتكون كل واحدة منهما من خمسة أحرف ، وتتصلان بموقف المحبوبة من الشاعر.

وإذا جاز لنا أنْ نتحدث عن نمطين من الأفعال : أفعال لها طبيعة سلبية في ذاتها أوفي سياق النص ، وأفعال لها طبيعة إيجابية في ذاتها أوفي سياق النص ، فإنَّ عدد الأفعال السلبية في هذا المقطع يفوق الأفعال الإيجابية ، إذ يبلغ عدد الأفعال السلبية في مقطع المحبوبة 16 ستة عشر فعلاً ، وهي : « بانت ، لم يفد ، رحلوا ، تنفي ، أفرط ، أكرم صدقت ، سيط ، فما تدوم ، تلون ، لاتمسك ، زعمت ، يغرنك ، ما منت ، وما وعدت أمست » ويبلغ عدد الأفعال الإيجابية 8 ثمانية ، وهي : « لا يشتكي ، تجلو ، ابتسمت شجت ، أضحى ، أرجو ، آمل ، تدنو » ، ويمكن التحدث عن صفات سلبية تشيع وتتفشى في المقطع نفسه ، مثل « متبول ، متيم ، مكبول ، فجع ، ولع ، إخلاف ، تبديل

تضليل ».

إنَّ سعاد قد أوقعت سقماً في قلب الشاعر من ناحيتين ، من حيث بهاؤها وجمالها

ـ الملامح الخارجية ـ وغدرها وإخلافها الوعد ـ الملامح الداخلية ـ ترى هل كان كعب بن زهير يتحدث عن فتاة بعينها ، أم أنها تمثل ترميزاً إلى أمر آخر يمكن أن يكشف عنه سياق القصيدة التاريخي والاجتماعي، فإذا كانت «سعاد » تبعث كل هذا «الشقاء » في الشاعر ، فإنَّ نوالها والإمساك بها أضحى مستحيلاً ، ويأمل الشاعر أن تدنو مودتها ترى هل يمكن القول إنَّ سعاد تمثل رمزاً إلى «الجاهلية » فهي« السعادة / الشقاء » للشاعر ، وهي تتميز ببهاء مظهرها وسوء مخبرها ، وإنَّ الشاعر على الرغم من كونه عازماً على القدوم إلى الرسول ، فإنه لا يزال ينظر إلى الجاهلية التي لا يمكن بلوغها أو الوصول لها تعبيراً عن التغير الذي يحدث في الواقع.وكان لا بد إذن من رحلة ينأى بها الشاعر عن هذه « الجاهلية» الباهرة الجمال الرديئة الأخلاق.

إنَّ حالة الانفصام لها ملامح سلبية لأنَّ المحبوبة تمثل الطرف الفاعل ويمثل الشاعر الطرف المنفعل ، فهي التي اختارت الانفصام تاركة الشاعر يعاني الخواء ، ومن ثم هناك تعارض تمثل : سعاد «المرأة المحبوبة المنتصرة الفاعلة المختارة الرحيل » الطرف الفاعل ويمثل : الشاعر « الرجل العاشق المهزوم » الطرف المنفعل.

إنَّ الأبيات : 3 ، 4 ، 5، 6 ، التي يعمد فيها الشاعر إلى وصف الخصائص الحسية للمحبوبة تقدم تبريراً أو عزاءً يعبر فيه الشاعر عن هزيمته وانكساره ، لأنَّ سعاد
« المرأة / الرمز » ما دامت تحمل هذه الصفات من البهاء والجمال ، وانها هي الطرف الفاعل فإنه من الجدير أنْ يعاني السقم من أجلها ، ومما يؤكد ذلك قوله:



7 ـ أكرمْ بها خُلةً لو أنها صدقتْ



موعودَها أو لوانَّ النصحَ مقبولُ



وإذا كانت الأبيات السابقة تعبر عن بهاء المحبوبة فإنَّ الشاعر يشرع من البيت الثامن في تقديم الوجه الآخر للمحبوبة ،إذ يتحدث عن تلونها وغدرها ، وخيانتها ، فهي امرأة كذوب ، لا تفي بعهودها ومواعيدها ، بل إنَّ الإخلاف كالطبع فيها ويجري كالدم في عروقها. إذن فنحن إزاء قسمين متقابلين ، يصور الأول محاسن المحبوبة « سعاد/ الجاهلية » ويصور الثاني عيوبها ، ومن الجدير بالملاحظة أنَّ محاسن المحبوبة حسية جسدية ، وأن عيوبها معنوية ، ولا يقتصر الأمر على تعارض بين ظاهر المحبوبة وباطنها ، وإنما يتجاوز ذلك إلى تعارض آخر بين المحبوبة وعاشقها ، ، وإذا كان ظاهر الحبيبة حسن وجمال وروعة وبهاء فإنَّ ظاهر العاشق انكسار وسقم ، وإذا كان باطن المحبوبة غدر واخلاف ومماطلة ، فإنَّ باطن الشاعر وفاء ورغبة في التواصل ، بل إنه يأمل ويتمنى أنْ يعود التواصل على الرغم من هجر المحب ورحيله.

ويصل الشاعر بعد هذا كله إلى نتيجة مفادها أنه لا فائدة ترجى من تحقق التواصل والمودة والصفاء ، فلقد انتهى كل شيء الآن « زماناً ومكاناً » مع المحبوبة « سعاد / الجاهلية » :



13 ـ أرجو وآمل أن تدنو مودتُها



وما إخالُ لدينا منكِ تنويلُ



ويمثل هذا البيت ذروة التأزم في الانفعال والقطيعة على السواء ، ويدل البيت :



14 ـ أمستْ سُعادُ بأرضٍ لا يبلّغُها



إلا العتاقُ النجيباتُ المراسيلُ

على القطيعة النهائية لصعوبة التواصل المكاني فهي بعيدة المنال » في أرض بعيدة « لا يمكن أن يصل إليها إلاّ كرام الإبل.

القسم الثاني :



15 ـ ولن يبلّغَها إلا عُذافِرةٌ



فيها على الأينِ إرقالٌ و تبغيلُ



16 ـ من كلِ نضَّاخةِ الذفرى إذا عَرِقتْ



عُرضتُها طامِسُ الأعلام مجهولُ







17 ـ ترمي الغيوبَ بعيني مفردٍ لهقٍ



اذا تَوَقَّدتْ الحِزَّانُ والميلُ



18 ـ ضَخْمٌ مُقَلَّدُها ، عَبْلٌ مُقَيَّدُها



في خَلقِها عن بنات الفحلِ تَفضيلُ



19 ـ غَلباءُ وَجناءُ علكومٌ مذكرةٌ



في دفّها سَعةٌ قُدَّامها مِيلُ



20 ـ وجلدُها من أطومٍ ما يُؤيِّسهُ



طِلْحٌ بضاحية المتنينِ مهزولُ



21 ـ حرفٌ أخوها أبوها من مهجنةٍ



وعمُها خالُها قوداءُ شمليلُ



22 ـ يمشي القُرادُ عليها ثم يُزلقُهُ



منها لَبانٌ وأقرابٌ زهاليلُ



23 ـ عيرانةٌ قُذفتْ بالنحضِ عن عُرُض



مِرفقُها عن بنات الزورِ مفتولُ



24 ـ كأنَّ مافاتَ عينيها ومذبَحَها



من خَطمِها ومن اللحيينِ بِرطيلُ



25 ـ تُمِرُّ مثلَ عَسيبِ النخلِ ذا خُصَلٍ



في غارزٍ لم تَخَوَّنْه الأحاليلُ



26 ـ قنواءُ في حُرتيها للبصيرِ بها



عِتْقٌ مبينٌ وفي الخدينِ تسهيلُ



27 ـ تَخدى على يَسَراتِ وهي لاحقة



ذوابل مَسُّهنَّ الأرضَ تحليلُ



28 ـ سُمرُ العجاياتِ يتركنَ الحصا زِيماً



لم يَقِهِنَّ رؤسَ الأكمِ تنعيلُ



29 ـ كأنَّ أوْبَ ذراعيها إذا عَرِقتْ



وقد تلفعَ بالقُورِ العَساقيلُ



30 ـ يوماً يظل به الحرباءُ مُصطخداً



كأنَّ ضاحية بالشمسِ مملولُ



31 ـ وقال للقومِ حاديهم وقد جعلت



وُرْقُ الجَنادبِ يَركضنَ الحصا قِيلُوا



32 ـ شَدَّ النهار ذراعا عَيطلٍ نَصَفٍ



قامت فَجاوبها نُكدٌ مَثاكيلُ



33 ـ نَواحةٍ رخوةِ الضبعينِ ليس لها



لَما نَعى بكُرها الناعونَ مَعقولُ



34 ـ تَفري اللّبان بكفّيها ومدرعُها



مُشقّقٌ عن تراقيها رَعَابيلُ

ويبدأ القسم الثاني بالبيت الخامس عشر ، ويمتد حتى البيت الرابع والثلاثين ، ولا يمثل هذا القسم قطيعة مع بناء القصيدة المكونة من ثلاث وحدات ، وإنما يمثل تلاحماً فنياً ودلالياً ، إنَّ مقطع المحبوبة أوصل الشاعر إلى مرحلة اليأس ، ولكن الشاعر ليس عاجزاً تماما عن اتخاذ موقف إزاء ما يعيش فيه، ولكنه غالب يأسه ، وتحرك نحو التواصل ،ولكنه هذه المرة ليس باتجاه المرأة ، ولكنه باتجاه محبوب من نوع آخر.

إنَّ الرحلة تمثل فاصلاً بين طورين ، طور سابق زماناً ومكاناً ، وطور لاحق زماناً ومكاناً، ولعل امتطاء الناقة تعبير عن حركة الزمن ، وإذا كان الطور السابق مبهرج في ظاهره ومعتم في باطنه ، وقد أسقم الشاعر ، وكاد أن يودي به إلى الهلاك ، فإنَّ هذا يعني أنَّ الشاعر يعيش قدراً كبيراً من التأزم وانعدام التوافق مع الآخر أو الآخرين ، إذن فالرحلة تقوده إلى أمر آخر يتجاوز به حالتي التأزم واللاتوافق ، وبتعبير آخر أنَّ الشاعر يريد الانتقال من حالة اليأس الكامل والخواء الحقيقي إلى مرحلة جديدة هي التواصل الايجابي وإذا كان الشاعر في المقطع الأول خاضعاً لإرادة الآخر فإنه مع « الرحلة » يقرر بإرادته اختيار الرحيل ، ومن ثم فإنَّ القصيدة تتحرك نحو الجديد ، وتتجاوز المألوف المعهود بالغدر والخيانة والإخلاف.

إنَّ قرار الرحلة يعني أنَّ الشاعر ينتصر للتواصل على الانفصام ، وللحياة على الموت ، وللحركة على الجمود والثبات ، ويتخذ الناقة »بوصفها معبراً عن الزمن « وسيلة لتحقيق هذه الغايات المتعددة ، وفي ضوء هذا يمكننا القول إنَّ القصيدة تبدأ من البسيط إلى المركب ، لأنَّ المقطع الأول « مقطع المحبوبة » يعبر عن الخواء ، أما مقطع
« الرحلة » فإنه يمثل امتلاء نسبياً ، ولكنه مثقل بالتأزم والقلق ، لأنَّ الشاعر ينتقل فيه من الاستسلام إلى الحركة ، ومن ثم ينتقل الشاعر إلى المقطع الثالث الذي يمثل الامتلاء الكلي ، وذلك من خلال التوحد مع الجماعة ، ومن ثم كسر التأزم إلى التوافق.

ويخلع الشاعر في مقطع الرحلة صفات على الناقة يجعل منها كائناً أسطورياً وذلك من خلال التشبيهات العديدة التي تتوالى وتتعاقب بطريقة فريدة ، وكأنَّ الحديث عن الناقة وقوتها إنما هو حديث عن صاحبها وراكبها ، ويوحي في الوقت نفسه أنَّ الناقة تمثل وسيلة وحيدة للانتقال بصاحبها من حالة إلى أخرى ، بمعنى أنَّ الشاعر يجسد خصائص « القوة والسرعة والقدرة على التحمل » في الناقة وصاحبها ، كما يؤكد دورها في الانتقال من موقف وطور إلى آخر.

ويعبر الشاعر عن خصائص الناقة الجسدية والذاتية من ناحية والمناخ الذي تتحرك فيه من ناحية ثانية ، ففي الأبيات : 15 إلى 20 تحدث عن صفات الناقة الجسدية ، ثم ينتقل في البيت 27 إلى تقديم صورة عن قساوة الحر في الصحراء ، فكأنَّ الناقة تمثل نقيضاً

للطبيعة فهي كائن أسطوري جبار منتصر ، إذ تحقق قرار إرادة الانتقال من حالة الانفصام

إلى حالة التواصل ، وهي قاهرة للطبيعة بصبرها وصلابتها وإصرارها ، بينما تقف الطبيعة عائقاً تماماً كما كان المجتمع ممثلا في « سعاد / الجاهلية » مؤشرا على القهر.

ومن الجدير بالذكر أنَّ العلاقة بين الأنا « الشاعر » والآخر « المؤنث / سعاد » في مقطع المحبوبة علاقة تنافر وتعارض ، ولذلك كان حضور الأنا والآخر معاً ، وإن كان بدرجات متفاوتة ، كانت الغلبة فيه للآخر ، أما المقطع الثاني فإنَّ الأنا « الشاعر » يكاد يختفي إزاء الآخر «المؤنث / الناقة » ولكن النص الشعري يوحي بتوحدهما معا ، ولكنه توحد وهمي ، لأنَّ لغة الشكوى ظلت طاغية في هذا المقطع ، لأنَّ الشاعر لا يزال يعيش حالة القلق والتأزم بسبب طبيعة صحراوية قاسية ، وهي دال على الحدث والهشاشة ، وبسبب مجتمع يتخلى عن الشاعر بسبب الخوف من مسئولية الحفاظ على شخص قد أهدر دمه.

إنَّ الشكوى طاغية في المقطعين الأول والثاني لأنَّ المحبوبة « سعاد / الجاهلية » تخلت عن الشاعر تماماً ، كما أنَّ قبيلته و خلانه قد تخلو عنه كذلك لأنَّ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه ، فضلاً عن قساوة الحياة وصعوبتها ، وقساوة الصحراء ومتاهاتها.



35 ـ تَسعَى الوُشاةُ جَنابيها وَقولهمُ



إنكَ يا ابنَ أبي سُلمى لَمقتولُ



36 ـ وقَال كُلُ خَليلٍ كُنت آملهُ



لا ألهينكَ إني عَنكَ مشغول



37 ـ فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكموا



فكل ما قدر الرحمن مفعولُ



38 ـ كلُ ابن أنثى وإن طالتْ سلامتُهُ



يَوماً عَلى آلةٍ حَدباءَ مَحمولُ



39 ـ أنبئت أنَّ رسولَ اللهِ أوعدني



والعفو عند رسول الله مأمولُ



40 ـ مهلاً هداكَ الذي أعطاك نافلةَ الـ



قرانِ فيها مَواعيظٌ وتفصيلُ



41 ـ لا تَأخُذَنَّي بأقوالِ الوُشاةِ ولم



أُذنبْ ولو كَثُرتْ فيّ الأقاويلُ



42 ـ لقد أقومُ مقاماً لو يقومُ بهِ



أرى وأسمعُ ما لو يسمعُ الفيلُ



43 ـ لظلَّ يُرعَدُ إلا أن يكون لهُ



من الرسولِ بإذنِ اللّه تنويلُ



44 ـ مازلتُ أقتطعُ البيداءَ مدرعاً



جُنحَ الظلامِ وثوبُ الليلِ مسدولُ



45 ـ حتى وضعتُ يميني ما أنازعُها



في كفِ ذي نَقِماتٍ قيلهُ القيلُ



46 ـ لَذَاكَ أهيبُ عندي إذ أكلمُه



وقيلَ إنك منسوبٌ ومسؤولُ



47 ـ من ضَيغَمٍ بِضِراءِ الأرضِ مُخدرُهُ



في بطنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونه غيلُ



48 ـ يغدو فيلحَمُ ضرغامين عيشُهما



لحمٌ من القوم مَعفورٌ خراديلُ



49 ـ إذا يُساورُ قرناً لا يَحِلُّ لهُ



أن يتركَ القرنَ إلا وهو مفلولُ



50 ـ منه تظلُّ سِباعُ الجوِّ ضَامِزةً



ولا تمشي بواديه الأراجيلُ



51 ـ ولا يزال بواديه أخو ثقةٍ



مُضَرَّجُ البَزِّ والدرسانِ مأكولُ



52 ـ إنَّ الرسولَ لَسيفٌ يُستضاءُ به



مهندٌ من سيوفِ الله مسلولُ



53 ـ في عُصبةٍ من قُريشٍ قال قائلُهم



ببطنِ مكةَ لما أسلموا زولوا



54 ـ زالوا فما زالَ أنكاسٌ ولا كُشفٌ



عندَ اللقاءِ ولا ميلٌ مَعازيلُ



55 ـ شُمُّ العرانينِ أبطالٌ لبوسهمُ



من نسجِ داود في الهيجا سرابيلُ



56 ـ بيضٌ سوابغُ قد شُكّتْ لها حَلَقٌ



كأنها حَلَقُ القفعاءِ مجدولُ



57 ـ لا يفرحون إذا نالت رماحُهُمُ



قوماً وليسوا مجازيعاً إذا نيلوا



58 ـ يمشون مشيَ الجِمالِ الزُّهرِ يَعصمُهُم



ضربٌ إذا عرَّدَ السود التنابيلُ



59 ـ لا يقعُ الطعنُ الا في نحورهم



وما لهم عن حياضِ الموتِ تهليلُ



ويفتتح الشاعر المقطع الثالث بالبيت الخامس والثلاثين الذي يتوسط بين لغة الشكوى السائدة في المقطعين الأول والثاني ، والمقطع الأخير الذي تسود فيه لغة الاعتذار والمديح ، ويتميز المقطع الانتقالي المكون من الأبيات 36 ـ 38 بحوارية بين الشاعر والوشاة من ناحية ، وخلانه من ناحية أخرى ، أما الوشاة فإنهم يحيطون راحلة الشاعر ويسعون إلى تثبيطه عن عزيمته ، ويتجلى ذلك في تأكيدهم المتيقن بأنَّ الشاعر مقتول ويتبدى ذلك اليقين بالتعبير الأسلوبي ، الذي جاء في سياق جملة على لسان الوشاة بالتوكيد بـ « ان + اللام الداخلية على الخبر » انك.... لمقتول :

35 ـ تَسعَى الوُشاةُ جَنابيها وَقولهمُ



إنكَ يا ابنَ أبي سُلمى لَمقتولُ



وإذا كان الوشاة يقعون في دائرة الأعداء فإنَّ الشاعر لم يعبأ بهم كثيراً ، على الرغم من تأكيد أهميتهم ودورهم ، بدليل العودة إلى الحديث عنهم ، ومحاول تبرئة نفسه في حضرة الرسول في قوله :



41 ـ لا تَأخُذَنَّي بأقوالِ الوُشاةِ ولم



أُذنبْ ولو كَثُرتْ فيّ الأقاويلُ



وعلى الرغم من ذلك فإنه يتجه إلى الخلان الذين اعتذروا إليه وقابلوه بالصدود، يقول:





36 ـ وقَال كُلُ خَليلٍ كُنت آملهُ



لا ألهينكَ إني عَنكَ مشغولُ



إذن أدرك الشاعر بعد هذا الحصار من الطبيعة القاسية مرة ، ومن الوشاة مرة ثانية ، ومن الخلان مرة ثالثة ، أنَّ نهايته اقتربت ، وعندها لا بد من التوجه إلى قوة تتجاوز هذه القوى جميعا ، وهي قدرية خاضعة للإرادة الإلهية في قوله :



37 ـ فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكموا



فكل ما قدر الرحمن مفعولُ



ويقترن بالتقدير الإلهي الحديث عن مصير الإنسان « الموت » ، إذن فنحن إزاء حكمة تبدو في ظاهرها تعليمية ، ولكنها في الحقيقة منسجمة تماماً مع السياق الفني للقصيدة ، وهي تعبر عن أحد أمرين : إما اليأس المطلق الذي يحيط بالشاعر ويحيق به، واما التسليم للذات الإلهية وقدريتها ، ويبدو لي أنَّ الثانية أكثر رجحاناً ، لأنها تنسجم مع الفكرة الدينية ، ولأنها تمهد للاعتذار والمديح الموجه لزعيم الدعوة الدينية الذي توجه الشاعر إليه.

وفي ضوء هذا فإنَّ ما كان مصدراً للموت يصبح مصدراً للحياة ، أي أنَّ الرسول حين أهدر دم الشاعر أصبح سبباً لموت الشاعر ، وهو نفسه يصبح سبباً لإنقاذه ، ولا يتم ذلك إلا من خلال الاعتذار للرسول والإيمان به وبرسالته ، فالشاعر في هذا ينتقل إلى مرحلة الامتلاء الحقيقي التي تمثل التواصل مع الرسول والرسالة وجماعة المسلمين والتوحد بهم ومعهم ، ومن ثم ينتصر الشاعر على ذاته التي فقدت التوافق الاجتماعي وينتصر من ثم على المعاناة التي ولدتها حالة الانفصام ، عبر « سعاد / الجاهلية » فضلاً عن تجاوزه حالة التأزم والقلق التي تتجلى في رحلته نحو المجهول.

القسم الثالث :

وهو مقطع الاعتذار والمدح ، و يبدأ بالبيت 39 :



39 ـ أنبئت أنَّ رسولَ اللهِ أوعدني



والعفو عند رسول الله مأمولُ



ويصبح الأمل حقيقة إذ يمثل الانتقال من حالة الانفصام إلى التواصل ، وبهذا يعيش الشاعر حالة الامتلاء الحقيقي بوصفها نقيضاً أو معارضاً للخواء الحقيقي في القسم الأول والامتلاء الوهمي في القسم الثاني. ويشرع الشاعر في مدح الرسول أولاً ، ثم ينتقل إلى مدح المهاجرين ، وفي أثناء مدحه للمهاجرين يتعرض للأنصار بالغمز والهجاء.

ويحتل مدح الرسول مساحة كبيرة في هذا المقطع يبلغ 14 بيتاً ، وهو ضعف المساحة التي احتلتها الأبيات الخاصة بالمهاجرين ، وهذا له دلالته لأنَّ الرسول زعيم وقائد ولذا وضعه مقابلاً للجماعة ومتقدماً عليها.

إنَّ كعب بن زهير يمدح الرسول وكأنه زعيم قبلي وتتبدى من خلال الأبيات الشعرية ملامح المدح التكسبي الذي يركز في الغالب على صور ممتدة ومركبة تتفرع واصفه الممدوح ، ومن هذه الصور انَّ الشاعر جعل الرسول أكثر قوة وشجاعة من الأسد ويتضاءل الشاعر أمام الرسول في خوف وفزع، وهكذا يمثل الجزء الأخير الامتلاء الحقيقي وهو حالة الوصل التي بلغت أشدها بالالتحام بالجماعة المسلمة ، ففي الاعتذار طلب للوصل وفي المدح تجسيد له ، ويجسد الشاعر الوصل مع الآخر المفرد «الرسول » فالتحم معه لأنَّ المدح يمثل هنا التحاما بهذا الآخر الذي تجشم الشاعر عناء السفر من أجل الوصول إليه ، ثم يجسده مع الآخر ـ الجماعة » المهاجرين « فالتحم معهم وبذا يكون الوصل قد أخذ شكله النهائي بما يجعل الشاعر أحدهم ، وفي ضوء هذا ينتظم النص في إطار حركة الانفصام والتواصل ، وكان الشاعر منحازاً لإحداها على الأخرى، فحقق الامتلاء بعد الخواء ، بمعنى أنَّ النص يرسم رحلة الشاعر من الكفر إلى الإيمان ومن الغدر إلى الوفاء ومن الموت إلى الحياة ، وفي أثناء ذلك يدفع الشاعر ثمن الانتصار لأحدهم على الآخر إذ ترسم القصيدة حالة القلق والذعر من ناحية والانشراح والتوافق من ناحية أخرى.







رد مع اقتباس
قديم 01-17-2006, 03:56 AM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
مشرف

إحصائية العضو








نهى will become famous soon enough

 

نهى غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

بعض المدائح النبويه :

" نبي تقي أريحيٌ مهذبٌ .. بشيرٌ لكل العالمين نذير ...إذا ذكر ارتاحت قلوب لذكره .. وطابت نفوسٌ وانشرحن صدور .. لإن كان في يمناه سبحت الحصى .. فقد فاض ماء للجيوش نمير .. وخاطبه جذع وضب وظبية وعضو خفي سمه وبعير ... ومثل حنين الجذع سجدة سرمة وانسُ غزال البر وهي نفور .. "

ويكفينا قول الصحابي حسان بن ثابت رضي الله عنه:

واحسن منك لم ترا قط عيني +++ واجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرأ من كل عيـــــــب +++ كأنك قد خلقت كما تشاء







رد مع اقتباس
قديم 04-09-2006, 01:05 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
شخصيات مهمه
Vip

إحصائية العضو







باقي احبك is an unknown quantity at this point

 

باقي احبك غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه:

ضم الإله اسم النبي إلى اسمه ** إذ قال في الخمس المؤذن أشهد

وشـق لـه من اســمه ليجلـــه ** فـذو العرش محمود وهــذا محمد

وصدق من قال:

..فإن فضل رسول الله ليس له ** حد فيعرب عنه ناطق بفم..

واجب المحب للنبي صلى الله عليه وسلم..

ولا يملك المسلم أمام هذا البنيان الشامخ إلا التوقير والإجلال لمقام هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن يقتفي أثر الصحب الكرام الذين تفانوا في حب رسولهم صلى الله عليه وسلم حتى شهد بذلك الأعداء والأصدقاء على السواء. يقول أبو سفيان بن حرب قبل أن يعلن إسلامه: "ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا".

ومن حق هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم علينا أن نقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه النيل من مقامه الشريف بأي لون من الألوان. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}. وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}.







رد مع اقتباس
قديم 04-10-2006, 03:06 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
.:: إدارة الموقع ::.

إحصائية العضو







بست قرين تم تعطيل التقييم

 

بست قرين غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

كم اعجبت بردودكم النيره

وان ماكتبتموه يدل على حبكم للحبيب صلى الله عليه وسلم

الصلاة على خير البشر لها فوائد جمه وعظيمه

فلا تبخلو على ا نفسكم بالصلاه على خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم







رد مع اقتباس
قديم 07-29-2006, 04:09 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
مشرف

إحصائية العضو








نهى will become famous soon enough

 

نهى غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

والـذل خيـم فالنفـوس كئيبـة... وعلى الكبـار تطـاول الأقـزامُ

(يعلم الجميع أن الرّاحل نزار قبّاني كان أمير القصيدة السياسيّة الثائرة وفارس قصيدة الغزل المضطرم،وكلاهما صاغه بلغة الشعر الحداثي المجنّح . ولكنهم قد لا يعلمون أنه كان أيضا مقرضا للقصيدة الجزلة المقفّاة كهذه المقطوعة التي تزلزل الكيان وقد انثالت من أعماقه أثناء زيارته للحرم النبوي الشريف . وهي لا تني تفصح عن فكره الثائر ومكنونات وجدانه القومي المستعر . وإذ أهديها إلى القرّاء بمناسبة مولد نبيّنا الكريم،لا أشكّ في أن مبدعها قد رقد رقدته الأخيرة مطمئنّا يغمره ضياء محبّة سيّد الهدى،ومشفوعا بغفران ربّ العالمين ..)
مفتاح السيّد الشريف

القصيدة:


عز الـورود.. وطـال فيـك أوامُ
وأرقـت وحدي والأنـام نيـامُ
ورد الجميع ومن سناك تـزودوا
وطردت عن نبع السنى وأقاموا
ومُنعتُ حتى أن أحومَ ولـم أكـدْ
وتقطعت نفسي عليك وحاموا
قصدوك وامتدحواودوني اغلقـت
أبواب مدحك فالحـروف عقـامُ
أدنـوا فأذكرمـا جنيـت فأنثنـي
خجلاً تضيق بحملـي الأقـدامُ
أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى
جل المقام فـلا يطـال مقـامُ
وزري يكبلني ويخرسني الأسـى
فيموت في طرف اللسان كلامُ
يممت نحوك يـا حبيـب الله فـي
شوق تقض مضاجعي الآثـامُ
أرجوالوصول فليل عمري غابـة
أشواكـهـا الأوزار والآلامُ
يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا
نفحات نورك وانجلى الإظـلامُ
أأعود ظمئآنـا وغيـري يرتـوي
أيرد عن حوض النبي هيـامُ
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى
والنفس حيرى والذنوب جسـامُ
أو كلمـا حاولـت إلمـام بــه
أزف البـلاء فيصعـب الإلمـامُ
ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة
عصماء قبلي سطـرت أقـلامُ
مدحوك ما بلغوا برغـم ولائهـم
أسوار مجـدك فالدنـو لمـامُ
ودنوت مذهـولا أسيـرا لاأرى
حيران يلجم شعـري الإحجـامُ
وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر
قد عاقه عمن يحب زحـامُ
حتى وقفـت أمـام قبـرك باكيـا
فتدفق الإحسـاس والإلهـامُ
وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى
وطوى الفـؤاد سكينـة وسـلامُ
يا ملءروحي وهج حبك في دمي
قبس يضيء سريرتي وزمـامُ
أنت الحبيب وأنت من أروى لنـا
حتـى أضـاء قلوبنا الإسـلامُ
حوربت لم تخضع ولم تخشـى العـدى
من يحمه الرحمن كيف يضـامُ
وملأت هذا الكون نورا فأختفـت
صور الظلام وقوضـت أصنـامُ
الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي
فالمسلمون عن الطريق تعامـوا
والـذل خيـم فالنفـوس كئيبـة
وعلى الكبـار تطـاول الأقـزامُ
الحزن أصبح خبزنـا فمساؤنـا
شجـن وطعـم صباحنا أسقـامُ
واليـأس ألقـى ظلـه بنفوسنـا
فكـأن وجـه النيريـن ظـلام
أنى اتجهت ففي العيون غشـاوة
وعلىالقلوب من الظلام ركـامُ
الكـرب أرقنـا وسهـد ليلـنـا
من مهده الأشواك كيـف ينـامُ

يا طيبة الخيـرات ذل المسلمـون
ولا مجيـر وضيعـت أحـلامُ
يغضون ان سلب الغريب ديارهـم
وعلى القريب شذى التراب حرامُ
باتـوا أسـارى حيرة وتمزقـا
فكأنهـم بيـن الورى أغنـامُ
ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم
لاغرو ضاع الحـزم والإقـدامُ
يا هادي الثقلين هل مـن دعـوة
تدعى بهـا يستيقـظ الـنـوام







رد مع اقتباس
قديم 07-29-2006, 05:03 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
شخصيات مهمه
Vip

إحصائية العضو








lonely is an unknown quantity at this point

 

lonely غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

مشكورة أختى نهى على هذا الموضوع الاكثر من رائع
جزاك الله به خيرا







رد مع اقتباس
قديم 03-31-2007, 04:17 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو

✿ مديرة الموقع ✿

إحصائية العضو







*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice*دنيا المحبة* is just really nice

 

*دنيا المحبة* غير متصل

 


كاتب الموضوع : بست قرين المنتدى : :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ::
افتراضي

فالنعيد القراءة في صفحات الماضي
لكي نتذكر مانسيناه ونتعلم ماجهلنه
تيبقى الفائده موجود وحاضره







رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر (المفضلة)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(إظهار الاعضاء الذين قاموا بقراءة الموضوع منذ 11-02-2024, 07:35 AM (تعيين) (حذف)
لم يقم احد بقراءة الموضوع بعد.
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من معجزات المصطفي صلي الله عليه وسلم *دنيا المحبة* :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :: 27 10-21-2023 09:42 PM
الأحآديث النبويه القدسيه كامله مرتبه من الألف الى الياء دلوعة العراق :: المنتدى الاسلامي :: 5 04-15-2013 02:40 AM
أحداث في المسجد النبوي في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابه *دنيا المحبة* :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :: 18 08-22-2012 11:41 AM
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم رسل :: هدي خير العباد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم :: 34 02-01-2011 12:58 PM
الحديث القدسي وتعريفه والفمرق بينه والقران مع احاديث قدسيه وما يتعلق بالحديث القدسي 2pac :: المنتدى الاسلامي :: 3 01-10-2011 08:43 PM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir