بسم الله الرحمن الرحيم
إن قيل ما الجامع لعبادة الله وحده ؟
قلت : طاعته بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه .
فإن قيل : فما أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله ؟ قلت : من أنواعها الدعاء ، والاستعانة ، والاستغاثة ، وذبح القربان ، والنذر ، والخوف ، والرجاء ، والتوكل ، والركوع ، والسجود ، والخشوع ، والتذلل ، والتعظيم الذي هو من خصائص الإلهية .
ودليل الدعاء قوله تعالى (( وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا )) >> الجن : 18 << وقوله تعالى (( له دعوة الحق ، والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء .. إلى قوله : وما دعاء الكافرين إلا في ضلال )) >> الرعد : 14 << .
ودليل الاستعانة قوله تعالى (( إياك نعبد وإياك نستعين )) >> الفاتحة : 4 << .
ودليل الاستغاثة قوله تعالى (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )) >> الأنفال : 9 << .
ودليل الذبح قوله تعالى (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )) >> الأنعام : 162- 163 << .
ودليل النذر قوله تعالى (( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا )) >> الدهر : 7 << .
ودليل الخوف قوله تعالى (( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) >> آل عمران : 175 <<
ودليل الرجاء قوله تعالى (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) >> الكهف 110 << .
ودليل التوكل قوله تعالى (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) >> المائدة : 23 << .
ودليل الإنابة قوله تعالى (( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له )) >> الزمر : 54 << .
ودليل المحبة قوله تعالى (( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداد يحبونهم كحب الله ، والذين آمنوا أشد حبا لله )) >> البقرة : 65 <<
ودليل الخشية قوله تعالى (( فلا تخشوا الناس واخشون )) >> المائدة : 44 << .
ودليل الرغبة والرهبة قوله تعالى (( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين )) >> الأنبياء: 90 <
ودليل التأله قوله تعالى (( وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم )) >> البقرة : 163 << .
ودليل الركوع والسجود قوله تعالى (( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )) >> الحج : 77 << .
ودليل الخشوع قوله تعالى (( وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا )) >> آل عمران : 199 << الآية ، ونحوها .
فمن صرف شيئا من هذا الأنواع لغير الله فقد أشرك بالله غيره .
فإن قيل : فما أجلّ أمرٍ أمرَ الله به عباده فقل : توحيده بالعبادة . وقد تقدم بيانه ، وأعظم نهي نهى الله عنه الشرك به ، وهو أن يدعو مع الله غيره ، أو يقصده بغير ذلك من أنواع العبادة فمن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله فقد اتخذه ربا وإلها ، وأشرك مع الله غيره ، وقد تقدم من الآيات ما يدل على أن هذا هو الشرك الذي نهى الله عنه ، وأنكره على المشركين .
وقد قال تعالى (( إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا )) >> النساء : 116 << . وقال تعالى (( ومن يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) >> المائدة : 82 << .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
منقوووووووووولـ للفائدة..