((جريدة الوطن))
الخسارة أمام الأهلي أشعلت نار إدارة العميد في وجه الأرجنتيني
دعم الجماهير الاتحادية لكالديرون يتعارض مع رغبة الإدارة ومصالح بعض الشرفيين
جدة: محمد عطية
انقسم الاتحاديون بعد القرار الذي اتخذه رئيس النادي جمال أبو عمارة بإقالة المدرب الأرجنتيني جابريل كالديرون عقب الخسارة التي تعرض لها الفريق الأول أمام النصر في نصف نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد الأربعاء الماضي, وذلك بعد اجتماعه بأعضاء إدارة النادي للتصويت على قرار الاستغناء عنه.
وعلى العكس تطالب الغالبية العظمى من الجماهير الاتحادية باستمرار كالديرون حتى نهاية الموسم, وعللت مطالبتها بأن الفريق مقبل على مباريات حاسمة في الدوري وكأس ولي العهد ودوري الأبطال الآسيوي, وخشيتها على اللاعبين من التأثر السلبي بإقالة المدرب, واضطرارهم للتعامل مع مدرب وأسلوب وفكر جديدين.
مميزات وانتقادات
وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت كالديرون من بعض الاتحاديين إلا أنه قام خلال الفترة التي أشرف فيها على الفريق هذا الموسم بتقديم عدد من الإيجابيات التي تحسب لصالحه, أهمها عدم الاعتماد على أسماء معينة، كما يفعل كثير من المدربين الذين يهتمون ببعض العناصر التي تمثل الفريق بشكل أساسي, وإهمال البقية, فكان شجاعاً وهو يتيح الفرصة الكاملة لجميع العناصر التي أشرف على تدريبها رغم الاعتراضات الإدارية والشرفية.
اكتشافات واعدة
وعلى الرغم من أن هناك من ينسب الفضل لبزوغ نجمي اللاعبين سلطان النمري ونايف هزازي هذا الموسم لمدرب الاتحاد السابق البلجيكي ديمتري, إلا أن آخرين يتساءلون عن تأخر مشاركاتهما مع الفريق الأول طوال السنوات الماضية حتى كاد يغتالهما الإحباط لكثرة جلوسهما على مقاعد البدلاء, إلا أن كالديرون لم يتوان عن وضع ثقته الكاملة فيهما فبرز النمري كصانع لعب, وتألق الثنائي هزازي وعبدالعزيز الصبياني هدافين بارعين, كما ظهر طلال عسيري ظهيراً عصرياً قبل أن تنال منه الإصابة التي لحقت به بداية الموسم.
ومع كالديرون ظهر من اللاعبين الشباب سعيد المولد وعلي الزبيدي ومحمد سالم, وجميعهم سيكون لهم شأن كبير في قادم الأيام.
22 مباراة وخسارتان
خاض الفريق الاتحادي تحت قيادة كالديرون هذا الموسم 22 مباراة في الدوري وكأس الأمير فيصل بن فهد, ولم يتعرض الفريق للخسارة إلا في لقاءين فقط, الأول أمام منافسه التقليدي الأهلي في الدوري, والثاني أمام النصر في نصف نهائي كأس فيصل، وهي المباراة التي فجرت فكرة الاستغناء عن كالديرون والتفكير بجلب البلجيكي ديمتري بدلاً منه.
النسبة المئوية بين الفوز والخسارة تصب في صالح كالديرون, خاصة إذا ما وضعنا في الحسبان أن الخسارة الثانية أمام النصر كانت لظروف خارجة عن إرادة المدرب الذي دخل اللقاء والفريق يفتقد للعناصر المؤثرة لانضمام خمسة منهم للمنتخب, وإصابة المحترف هشام بوشروان.
صرامة وعشق
يتميز كالديرون أنه صاحب شخصية قوية من خلال تعامله مع جميع اللاعبين بمبدأ واحد لا يفرق بين نجم وآخر، كما أنه لا يسمح لأحد بالتدخل في عمله, فهو مدرب انضباطي بدرجة كبيرة, مما جعل جميع اللاعبين يتقيدون بالتعليمات التي يصدرها, وفي نفس الوقت كان يقف معهم عندما يحتاجونه, والموقف الذي سجله بعد لقاء الأهلي عندما صرح أن اللاعبين لم يتسلموا رواتبهم عندما لاحظ تذمرهم بسبب تأخر صرف المستحقات المالية الخاصة بهم يؤكد ذلك.
عيوب وتبريرات
يرى بعض النقاد أن من عيوب كالديرون عدم الثبات على تشكيلة واحدة, إلا أنه كان يبرر ذلك بأنه يحتاج لجميع العناصر, وبالتالي كان لا بد من إشراك الجميع في المباريات, ومن عيوبه التي كانت ثابتة أنه لا يجيد القراءة الفنية خلال المباريات, كما أنه لم يحسن في كثير من الأحيان اختيار التشكيلة المناسبة للمباراة, وذهب بعض النقاد والمحللين إلى وصفه بأنه مدرب إعداد فقط، وهذا ما كان يحتاجه الاتحاد بداية الموسم، وجاء الوقت المناسب لإيجاد مدرب يجيد التعامل مع المباريات الحاسمة.
بداية الشرارة
وعلى الرغم من بعض الملاحظات التي أخذها أعضاء مجلس الاتحاد على المدرب, إلا أن هناك سبباً ساهم في اشتعال الموقف, وذلك عندما قدم له أحد الأعضاء ليلة مباراة الفريق أمام الأهلي ورقة للتشكيلة التي يجب أن يدخل بها المباراة, فقام كالديرون بتمزيق هذه الورقة ورفضها بشكل تام, على اعتبار أنه تدخل مباشر في عمله, ما جعله يفقد كثيراً من التركيز, وطالب إدارة النادي بعدم التدخل في الأمور الفنية, كما هو يحترم القرارات الإدارية.. بعدها بدأت الحملة على كالديرون من خلال التصريحات الشرفية والحملة الإعلامية التي وجهت سهامها صوبه مما جعله يشعر بعدم رغبة الإدارة في استمراره.
المدرب المقبل
إذا تمسكت الإدارة الاتحادية بقرار الاستغناء عن كالديرون, فهي وحدها من سيتحمل تبعات هذا القرار, طالما أن الخطورة في اختيار المدرب المناسب تكمن في أن الموسم الرياضي أوشك على نهايته، وينبغي أن يكون المدرب الجديد ملماً بالدوري السعودي حتى يستطيع الدخول في أجواء المباريات التي سيخوضها الفريق, فالمدرب الذي لا يملك معلومات كافية عن المنافسات المحلية يحتاج لفترة ليست باليسيرة حتى يتعرف على أسرار الفرق المنافسة