نور يحرم اللاعبين النوم .. وذكريات جميل تبكيهم
إبراهيم بن محمد من الرياض
لا تخلو ذاكرة السعوديين من فرحة أحمد جميل مدافع الأخضر المعتزل بهدفه في مرمى كوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم 1994 في أمريكا الذي مهد الطريق إلى منتخب بلاده في الوصول إليه للمرة الأولى، كما لن تطوي ذاكرتهم طريقة أسامة المولد في التعبير عن فرحته بهدفه في مرمى إيران في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا 2010 ، بوصفهما كانا باعثا أمل من جديد في المنافسة على قطع إحدى التذكرتين للمونديالين.
في "أزادي" أخرس الأخضر 120 ألف متفرج إيراني وتدعمهم أرض لم تقبل الخسارة منذ 2004، استسلمت في النهاية على يد الرقم الأصعب في القارة الصفراء، محققا الأخضر أول انتصار له على إيران في عقر دارها في تاريخ لقاءات الطرفين التي بدأت عام 1976.
يقال إن لكل حكاية نهاية، ولكن مع الأخضر لا نهاية، فكلما اقترب الحكم بالإعدام عليه، انتفض والتهم الكل، لا يهاب أحد، وبأسه شديد، وحلمه بعيد، قصته كلما اقتربت نهايتها زاد تشويقها وكشفت بعضا من ملامح أسرارها.
"الاقتصادية" تروي قصة رحلة الأخضر إلى "أزادي" من الألف إلى الياء، فإلى التفاصيل:
بدأت الرحلة بثقة كبيرة أطلقها اللاعبون قبل مغادرتهم إلى الرياض، أكدوا فيها أن البديل والأساسي واحد وأن الأخضر لا ينقصه أحد وأن الأخضر بمن حضر، وقال نايف هزازي للإعلاميين في مطار الرياض ثقوا "سأعوض غياب ياسر القحطاني"، وفعلا نجح المهاجم الشاب في الإيفاء بوعده، وكان شعلة من النشاط أرهق دفاع إيران بكثرة تحركاته.
في فندق الاستقلال مقر سكن البعثة السعودية في العاصمة طهران، كان الحماس يطغى على الجميع لاعبين وإداريين، ثقة كبيرة باجتياز المضيف الصعب على ملعبه الذي يطلقون عليه "مقبرة الخصوم".
كان اليوم الأول للتدريب الترفيهي على أزادي أشبه بنهائي كأس، حماس، جدية، ثقة، وتطبيق لتعليمات الجهاز الفني أرعبت الإعلاميين الإيرانيين، قبل أن تفرح الإداريين السعوديين.
وقال محمد نور قائد الفريق "كنا نطبق تعليمات المدرب البرتغالي بوسيرو بحذافيرها، كنا نعي أهمية المباراة، كل اللاعبين جادين ومتحمسين".
وكشف أحد مرافقي البعثة أن محمد نور أصبح يوم المباراة بحماس كبير، وكان يتحدث مع جميع اللاعبين يحثهم على الظهور بمستوى أثناء وجبتي الأفطار والغداء، وفي الطريق نحو الاستاد، وكان يقول لهم "لن نخسر، ربما نتعادل، لكن ستكون هذه المباراة انطلاقتنا نحو مونديال جنوب إفريقيا".
وأضاف "حديث نور معك يعطيك تفاؤلا كبيرا".
وأكد المرافق الذي تمنى عدم ذكر اسمه "محمد نور كرر هذا الحديث داخل غرفة الملابس بين شوطي المباراة، وفي الشوط الثاني خاصة بعد ولوج الهدف الأول في شباك حارسنا وليد عبد الله".
وزاد "كان يصيح على اللاعبين، ويقول لهم بصوت مسموع للجميع نحن الأفضل، وقادرين على قلب النتيجة، حتى أن لاعبي الأخضر انطلقوا فور ولوج هدف التعادل جميعا للحارس مهدي رحمتي لأخذ الكرة والبحث عن هدف الفوز، رغم محاولات المدافع حسين إشهاري الذي احتفظ بالكرة لتهدئة الانتفاضة السعودية".
وتابع "بعد الهدف الثاني ونهاية المباراة، كانت فرحة عارمة لدى الجميع تحولت للبكاء لدى بعض اللاعبين من الفرح، كانوا يحتضنون بعضهم لفترة وصوت الضحكات ممزوجة بدموع الفرح في غرفة الملابس".
وفي الطريق للمطار وبعد مغادرة الفندق، قاد محمد نور، وأسامة المولد صاحب هدف الفوز في مباراة الأخضر أمام إيران احتفالا صاخبا في الحافلة وفي الطائرة السعودية التي أعادت نجوم المنتخب السعودي من العاصمة طهران طوال الساعتين التي بقت فيها في الجو لاعبي الأخضر.
وأشعل الثنائي قناديل الفرح بترديد أغاني وأهازيج وطنية شارك فيها جميع أفراد البعثة السعودية من إداريين ولاعبين وأجهزة فنية وطبية، وأفراد الملاحة في الخطوط الجوية السعودية.
وفي الإطار ذاته، روى نايف هزازي قصة رحلة أزداي التي أكد أنها بدأت من معسكر الرياض بعد تعهد اللاعبين على العودة بالنقاط الثلاث.
وكشف أنه لأول مرة منذ انضمامه للأخضر يلمس تركيزا عاليا من قبل زملائه على نتيجة المباراة، وقال" منذ وصول الأخضر إلى طهران، لمست تركيزا عاليا من قبل زملائي وإصرارا كبيرا لم ألمسه منذ انضمامي للأخضر".
وقلل من مستوى تأثير الجمهور الإيراني على الأخضر في النزال أمس الأول، بل اعتبره دافعا لمزيد من الإصرار على تحقيق النتيجة.
وأكد أن لاعبي الأخضر كانوا واثقين من إمكانياتهم منذ بداية المباراة رغم تحامل الحكم بإلغاء هدف، وإغفال ضربة جزاء وطرد حارس إيران.