التفنن فى اختلاق الأزمات
الأنظمة المختلفة فى كل دول العالم سواء سموه عالم متقدم أو عالم متخلف تتبع فى تعاملها مع شعوبها :
فن اختلاف الأزمات
ولكن الفارق هو :
فى كيفية الضحك على المواطن
عرف القدامى أن كل الأنظمة طبعا عدا نظام الرسل(ص) وأتباعهم هى أنظمة لها هدف واحد هو :
سرقة ثروات الشعوب ومن ثم قالوا المثل :
حاميها حراميها
فمن يحكم وهو شئنا أم أبينا كلهم عسكر سواء كانت لهم صلة مباشرة او غير مباشرة بالجيوش
وعرف القدامى أن مصير أى واحد يخدم هذا النظام العسكرى الظاهر فى دول التخلف كما يسمونها أو النظام العسكرى الخفى فى دول التقدم هو :
أنه سيؤذى من قبل هذا النظام فى شىء ما أو أشياء
لذا اختصروا السياسة فى قولهم :
أخر خدمة الغز علقة
فالعسكر وهم أغنياء العالم يستغنون عن أى أحد فى أى وقت سواء بسبب أو بغير سبب
العسكر أو القوة الخفية أو حتى الظاهرة التى تحكم دول العالم اتفقت من بداية وجودها على سرقة الناس ولكن البعض منهم يظهر لك مخالبه وأسنانه ويفعل ما يريد فى العلن فى الغالب والبعض الأخر يخفى اهدافه ويظهر كأنه يهتم بمصالح الناس
إن الأنظمة الحاكمة سواء وضعت مدنيين كصورة تختفى من خلفها أم لا تقوم بالتفنن فى اختلاق الأزمات لشعوبها
فى الشعوب المتقدمة تقوم الأنظمة بالسرقة عن طريق ابتداع مشروعات تتخذ اسم العلم والعلم منها براء مثل :
الطلوع إلى القمر
الذهاب إلى الكواكب
الدخول لباطن الأرض
خريطة الجينوم البشرى
تكنولوجيات النانو والعلاج
الأدوية الجديدة من الفضاء
الأسلحة الفضائية كمشروع حرب النجوم
مسابقات الألعاب
وأما فى الشعوب المتخلفة فتتخذ السرقات وجوه أخرى مثل :
العمل على انقاص سلعة من السوق
اخفاء مجموعة أدوية من السوق
تغيير النظام التعليمى
الدروس الخصوصية
كشوفات الأطباء
قطع الكهرباء فترة أو اكثر
تطليق فلانة من فلان فى الوسط الاعلامى والرياضى والفنى
فضيحة زوجة فلان أو علان
الوعود الكاذبة خاصة فى تحقيق الرفاهية او الضروريات للشعب
اعادة رصف الشوارع المرصوفة واعادة تشجير الشوارع المشجرة
محاكمة فلان بتهمة الالحاد او بتهمة ازدراء الأديان
إنشاء جسور أو كبارى أو غير هذا مما لا لزوم لها
إصدار قوانين تكره الناس فى بعضها كقوانين الطلاق حيث تحدث مشاكل أكثر مما تحل مشاكل
تحسيس الأقلية الدينية أو العرقية بأنها مكروهة من الأغلبية من خلال أحداث أو تفجيرات معدة مسبقة
تسليط الضوء على شىء لاحداث كراهية بين من يسلط عليهم الضوء من الشعب وبقية الشعب كالتجار والمدرسين
ونجد فى كتاب الله بعض مما يفعله الحكام فى الشعوب والمثال الصارخ هو فرعون ومن أزماته التى أحدثها :
تكريه بقية الشعب فى موسى(ص) وبنى إسرائيل من خلال إعلان أنهم سبب المصائب وهى الطيرة أى الشؤم فى البلاد كما قال تعالى :
"وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"
تحبيب الشعب فى السحرة ووجوب السير خلفهم باعتبارهم قوم يهزمون الأخرين ولا يخسرون وفى هذا قال تعالى :
"فجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُون َلَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ"
اعتبار بنو إسرائيل هو الأعداء الذين يريدون غيظ بقية الشعب ومن ثم يجب الحذر منهم فى كل وقت
وفى هذا قال تعالى :
"فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ"
عقد المقارنات الظالمة فى مناسبات الخطاب لجموع الشعب لتبغيض الناس فى موسى (ص) الذى لا يملك شىء هو ولا قومه ولسانه لسان عاجز عن الكلام الصحيح
وفى هذا قال تعالى :
"نَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ"
الحنث فى الوعد أيا كانت فقد تعهد هو وقومه بالايمان وبالكف عن أذى بنى إسرائيل وتركهم يرحلون من مصر إذا دعا موسى(ص) الله ليذهب عنهم العذاب الخماسى:
"الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ"
وفى هذا قال تعالى :
"وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ"
ومن الأمثلة التى وردت فى احداث أزمات للرسل (ص) :
طلب قوم نوح(ص) منه طرد الضعاف وهو المؤمنين لكى يؤمنوا برسالته
فالهدف من الطلب هو احداث الوقيعة بين الطرفين بحيث يكرهون الرسول ولا يتبعونه نتيجة طرده لهم ولكن نوح(ص) بين لهم أنه لا يقدر على ذلك لأن عذاب الله سيصيبه إن فعل ذلك
وفى هذا قال تعالى :
"وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ"
وقال تعالى :
"قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِين َإِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ"
وقد تكرر أسلوب احداث أزمة بين كل رسول وأتباعه من خلال طلب الطرد وهو ما طلبه كفار قريش من النبى الخاتم (ص)فتم رفض الطلب وفى هذا قال تعالى :
"وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ"
ومن ثم فحياة البشرية هى :
سنن تتكرر ولكن من بشر مختلفين وغالبا ما ينجح أكابر القوم وهم كبار المجرمين فى مسعاهم نتيجة تصديق الشعوب لهم فيعادون من يعملون على من يجلب العدل