الحنين إلى الماضي يدفع الإنسان إلى فتح الدفاتر القديمة ومراجعتها بكل حب، مع التمني أن تعود الأيام إلى الوراء مرة أخرى، ويزيد الحنين للماضي إذ تعلقت الذكريات بالأجواء الروحانية لشهر رمضان قبل عصر الإنترنت والسماوات المفتوحة وظهور خلفيات رمضان للتصميم جاهزة للإرسال عبر السوشيال ميديا . فكيف كان رمضان زمان
لم يكن «رمضان» شهرًا للعبادة والصوم فقط عند العرب، بل كان شهرًا للإبداع أيضا، وفرصة لتبادل الطرائف والنوادر فيما بينهم.. وكتب التاريخ العربي مليئة بهذه الطرائف، التي سنلقي الضوء على أشهرها في السطور التالية..
قيل مرة لمزيد المدني -وهو واحد من ظرفاء العرب-:
"صوم يوم عرفة يعدل صوم سنة بكاملها".
فصام (مزيد) إلى الظهر ثم أفطر، وقال:
"يكفيني ستة أشهر يدخل فيها شهر رمضان".
يروى أن صائمًا دخل قرية في رمضان، فرأى كل من فيها يأكلون نهارًا. فاستغرب الأمر، وقال لهم: أما عندكم رمضان؟!
قالوا: بلى، ولكن شيخنا يصوم عنا.
فذهب إلى دار الشيخ مستغربًا، ودخل وكان الوقت نهارًا، فرأى أمام الشيخ سفرة طولها كذا ذراعًا، وعليها ما لذَّ وطاب من المأكل، والشيخ يلوك الطعام، فقال:
شيخي، علمت أنك تصوم عن أهل البلد؟!
فرد الشيخ قائلًا: يا جاهل، من يصوم عن أهل بلد، أَلاَ يتسحر مرة كل نصف ساعة؟