إنّ الرّقية الشّرعية هي تحصين النّفس البشريّة من العين، والحسد، والمسّ، كما أنَّ من مضمونها طلب الشّفاء والتّحصين من الله عزّ وجلّ، ودفع السّوء والشّر، وتحتاج الرّقية إلى شروطٍ حتّى تكون كاملةً لا يتخللها أيَّ نقص، ومن شروط الرّقية أنّ تكون من الكتاب أو السّنة، أو ببعض المأثورات عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، وعدا ذلك لا تعتبر رقيةً صحيحة مطلقاً، كما أنّ من شروط الرّقية الاعتقاد الجازم بأنَّها تنفع بإذن الله ومشيئته وتقديره، سواءً أكانت من الشّخص الرّاقي، أو الشّخص المُرقى بها، كما أنَّها تتطلَّب صدق النّيّة والإخلاص من الطّرفين، فحين تتواجد شروط الرّقية يتحقّق مفعولها بمشيئة الله عزّ وجلّ.
طريقة الرقية الشرعية للمنزل :
تتمّ رقية البيت عن طريق قراءة آيات من القرآن الكريم، أو أدعية واردة عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ومنها: (1)
•قراءة آخر آيتين من سورة البقرة:" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ "، وفي فضلهما ما رواه البخاري في صحيحه:" مَنْ قَرَأَ بِالآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ "، قال ابن حجر أي كفتاه شرّ الشيطان، وقيل: دفعتا عنه شرّ الإنس والجنّ.
•قراءة سور الإخلاص والمعوّذتان، فعن عبد الله بن خبيب قَالَ:" أَصَابَنَا طَشٌّ وَظُلْمَةٌ، فَانْتَظَرْنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلهِ وصَحبِه وَسَلَّمَ - يَخْرُجُ. ثُمَّ ذَكَرَ كَلَامًا مَعْنَاهُ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلهِ وصَحبِه وَسَلَّمَ - لِيُصَلِّيَ بِنَا، فَقَالَ: قُلْ. فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثًا، يَكْفِيكَ كُلَّ شَيْءٍ ". وثبت عنه أنّه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلهِ وصَحبِه وَسَلَّمَ:" قل أعوذ بربّ الفلق، وقل أعوذ بربّ النّاس، ما تعوذ النّاس بأفضل منهما ".
•بِسْمِ الله الّذِي لا يَضُرّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمَاءِ وَهُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ، ثَلاَثَ مَرّاتٍ إلَّا لم يضُرّهُ شَيْءٌ.
•قراءة سورة البقرة، فعن أبي هريرة أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إنّ الشّيطان ينفِر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة "، عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - يقول:" اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلة "، أي السّحرة.