موضوع بحث عن مرض السكري:
تعتبر التوعية السليمة ركنا "أساسيا" ذا تأثير هام للتحكم بالسكري، فالمعرفة هي الشعلة التي تضيء لنا الطريق وتساعدنا على تجاوز كل العقبات. وهنالك العديد من المشاهير في مختلف مجالات الحياة استطاعوا أن يتعايشوا مع السكري وأن يحققوا طموحاتهم وأهدافهم في هذه الحياة، يحدوهم الأمل بحياة مشرقة وسعيدة، وسلاحهم الإرادة القوية والمعنويات العالية.
تعريف مرض السكري
ينتج مرض السكري عن ارتفاع مزمن لمستوى السكر (الجلوكوز) في الدم. ويعتبر السكر من المواد الرئيسة التي تحتاجها خلايا الجسم لتغذيتها، وإنتاج الطاقة اللازمة لكي يستطيع الجسم القيام بوظائفه الحيوية المختلفة.
والسكر هو مادة يعتمد عليها جسم الإنسان، ويستخلصها من الغذاء، فبعد هضم الطعام تتحول النشويات إلى السكر البسيط (الجلوكوز) الذي يدخل إلى خلايا الجسم لتغذيتها بوجود الأنسولين وهو هرمون تنتجه غدة البنكرياس التي تقع في تجويف البطن خلف المعدة، وتعتبر المنظم الرئيسي لمستوى الجلوكوز في الدم.
يصاب الإنسان بالسكري نتيجة عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الأنسولين، أو إفرازه بكميات غير كافية، أو غير فعالة مما يؤدي إلى عدم دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم، وبقائه في الدم بكميات أعلى من المستوى الطبيعي وبذلك تحدث حالة ارتفاع السكر في الدم.
يمكن قياس نسبة السكر في الدم بسهولة، وتتراوح نسبة سكر الدم الطبيعي في الصباح قبل تناول الطعام بين (80-115 ملغم/ديسيليتر) وعندما تصل هذه النسبة إلى (180 ملغم/ديسيليتر) أو أكثر يطرح الجلوكوز في البول وتحدث البيلة السكرية.
لقد اتفقت منظمة الصحة العالمية، ممثلة بلجنة من الخبراء، والجمعية الأميركية للسكري على تخصيص الأرقام الطبيعية لتركيز السكر، فاعتبرت تركيز السكر قبل الإفطار أقل من (110 ملغم/ديسيليتر)، واعتبرت (110- 125 ملغم/ديسيليتر) اختلالا ينذر بمرض السكري، إذا كان تركيز الجلوكوز صباحا بعد الإفطار، والتركيز يعادل (126 ملغم/ديسيليتر) أو أكثر فهذا تشخيص لمرض السكري، وبذلك يكون ذلك الشخص يعاني من السكري، وإن اعتلال الأوعية الدموية الرفيعة التي تسبب اعتلال الشبكية والكلى والقلب وغيرها تبدأ عند هذا الرقم، وهو أقل بكثير من التركيز الذي تبدأ به الأعراض التقليدية وهو (150 ملغم/ديسيليتر) أو أكثر.
يجب على الأفراد أن يبادروا إلى اجراء فحص بسيط للسكر في الدم وذلك على سبيل الكشف الروتيني للمرض وبخاصة اذا كانوا من ضمن الفئات التالية:
-إذا كان يبلغ من العمر 25 سنة أو أكثر.
-إذا وجد أحد من أفراد عائلته مصابا بالسكري.
-إذا كان وزنه أكثر من المعدل الطبيعي.
-إذا أصيب أي من والديه او اخوته أو اقاربه القريبين بجلطة أو احتشاء قلبي قبل سن الخمسين.
الأعراض والمضاعفات
يشمل مرض السكر حدوث العديد من الأعراض المختلفة، كالزيادة في التبول والعطش والجوع بالإضافة إلى فقدان الوزن والتعب المستمر، ومشاكل في البصر وهي التي قد تؤدي إلى فقدان البصر في المراحل المتقدمة، وتكون شدة هذه الأعراض في السكر من النمط الأول أكثر بكثير من النمط الثاني، حيث إنّ النمط الثاني لا يشخص في العادة إلّا بعد ظهور المضاعفات. يسبب مرض السكر العديد من المضاعفات التي تسبب الأذى لبعض الأعضاء في الجسم كالعينين، والأوعية الدموية، والقلب، والكليتين، والأعصاب، فيزيد السكر من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، وتلف الأعصاب واعتلال الشبكية وهو ما يعدّ السبب الرئيسي للعمى نتيجة السكر بالإضافة إلى الفشل الكلوي، وتكون مخاطر الوفاة أكثر بما لا يقل عن الضعف لدى المصابين بالسكر عن غير المصابين به.